أيام قليلة ونودّع عاماً هجرياً ونستقبل آخر
وبادئ ذي بدء أبدأ مع بداية العمل بالتاريخ الهجري
أبدأ من رسالة بعثها أبو موسى الأشعري
إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال فيها :
إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ
فجمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم فيقال إن بعضهم قال:
أرِّخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده
فكره الصحابة ذلك.
فقال بعضهم:
أرِّخوا بتاريخ الروم فكرهوا ذلك أيضا.
فقال بعضهم:
أرخوا من مولد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال آخرون:
من مبعثه صلى الله عليه وسلّم .
وقال آخرون:
من مهاجره صلى الله عليه وسلم .
فقال عمر رضي الله عنه :
الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرِّخوا بها
فأرَّخوا من الهجرة واتفقوا على ذلك
ثم تشاوروا من أي شهر يكون ابتداء السنة فقال بعضهم:
من رمضان الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً
واختار عمر وعثمان وعلي أن يكون من المحرم
لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم
الذي به تمام أركان دينهم
والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم
والعزيمة على الهجرة
فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام.
اخواني وأخواتي
نستقبل عاماً هجرياً تميّز بشهوره الهلالية الإثنا عشر
( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )
وهي الشهور التي جعلها الله مواقيت للعام أجمع
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )
لا فرق بين عربٍ وعجم لأنها علامات محسوسة وظاهرة للجميع
يُعرَفُ بها دخول الشهر وخروجه برؤية الهلال
وهي ليست كالشهور الإفرنجية الوهمية
التي لم تُبنَ على محسوس أو مشروع
اختلفت ايامها دون وجود سبب لذلك الاختلاف
000000000000000000000000
عما قريب سنودِّعُ عاما كاملا من أعوام العمر
فما أسرع ما مضى وانقضى .، وما أعظم ما حوى
فكم من حبيب فيه فارقنا . وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا
خيراً كان أو شراً
وكم من سيئات فيه اقترفنا . وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً
وكم من غني أضحى فيه فقيراً وكم من حوادث عظام مرت بنا
ولكن أين المعتبرون المبصرون
فقد جاء في صحيح البخاري
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ
وقال ابن الجوزي في ذلك:
قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش
وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا
فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون
وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة
وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة
فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط
ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون
لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم
ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل :
يسر الفتى طول السلامة والبقا..... فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى ... بعد اعتدال وصحة.....ينوء..... إذا رام القيام ويحمل
( انتهى كلام ابن الجوزي )
000000000
وفي سنن الترمذي
عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا
أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا
أو الدجال فشر غائب ينتظر
أو الساعة فالساعة أدهى وأمر
( بادروا ) أي :
أي سابقوا وقوع الفتن بالاشتغال بالأعمال الصالحة واهتموا بها قبل حلولها
فكم منا من يقضي الساعات لاهيا ولاعباً
يسهر الليالي غافلاً مفرطاً فإن أهل الجنة ما تحسّرواعلى شيء
كتحسرهم على ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها
يقول أحد الفقهاء:
إنما أنت أيام، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك
ويقول مخاطباً نفسه :
إنك تفرحين كل يوم بزيادة مالك ولا تحزنين على نقصان عمرك
وما نفع مال يزيد وعمر ينقص
ويلك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك
وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك
فكم من مستقبل يومه لا يستكمله
وكم من مؤمل في الخير لا يبلغه
ولنعلم أن الواجبـات أكثر من الأوقات
وما مات أحد انتهى من شغله فلنسدد ولنقارب
وبالحفاظ على الوقت ترتقي الأمم
وبه مع الإخلاص والاتباع تعود العزة المفقودة لأمتنا
فَتَرْهَبُنَا الأمم وتَخْشَانا الرمم
اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا
وغدنا خيراً من حاضرنا 00 اللهم امين 00
ولكم هذه الابيات 00
قـطعت شهور العمر لـهوا وغـفلة!....ولم تحترم فيمـا أتيت ......المحـــرّما
فلا رجــب وافـيت فـيه.... بـــــحقه....ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي....مضى كنت قـوّاما... ولا كنت محرما
فهل لك.. أن تمحي الذنوب بـعـبرة....وتبكـي عـليها...... حســرة وتندمــــا
وتسـتقبل العـام الجديـد... بتوبـــة....لعـلك أن تمحـوا بـها..... ما تقد مـــا
000000000000000000000000
منقول
همسه..
ودعنا عام مضى واستقبلنا عام جديد ، اسئل الله العالي القدير ان يجعله عاام خير على جميع المسلمين في انحاء العالم وان يرفع الظلم عن المسلمين وان ينصرهم على اعداءهم ياارحم الراحمين ، فالسؤال هنا هل حاسبنا انفسنا ؟؟؟ قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أتقو الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) وقال الخليفه الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
اسئل الله العالي القدير ان يتوبا علينا توبة نصوح وان يغفر لنا خطاينا
ألوان @aloan_3
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️