صباح الخير والعسل عليكم
ام يوسف: جزاك الله الف خير على المعلومات ، ربنا يبارك في اولادك وجوزك.
لميا: الف سلامة على محمد ، الله يشفيه يارب ، تسلمي يا قمر على التردد ما شاء الله سحبت قنوات كتير اكثر من 11 قناة والاهم كان فيها طيور الجنة اللي جربت فيها كل الترددات وما دخلت بس المرة دي دخلت ، ربنا يبارك فيك.
روني: اهلا يا قمر ، اخبارك ايه؟
باقي البنات : الله يجعلكم بخير وعافية وسعادة.
بحبكم في الله

um susu
•

um susu
•
توبة وراء القضبان
فرغ الشيخ الوقور من الصلاة داخل زنزانته (حيث قبض عليه بتهمة سياسية) وكان لا يزال جالسا على سجادة الصلاة فلمح شابا يمشي على استحياء قرب الزنزانة، يقترب حينا من قضبان الزنزانة ويبتعد عنها حينا آخر. فطوى السجادة وناداه: السلام عليكم يا ولدي تعال هنا، هل لك حاجة؟
كان شابا نحيفا طويل القامة هادىء الطباع.. قال دون أن يرفع نظره الى الشيخ من شدة استحيائه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا شيخ إنني جارك في الزنزانة المجاورة وقد ارتكبت جرما كبيرا انني قتلت امي فهل لي منتوبة ؟
أطرق الشيخ برهة ثم قال للشاب: أي بُنَيّ لا شك أن قتل النفس كان خِطأً كبيرا وقتل الأم أكبر ، ولكن إن كان ذنبك عظيما فعفو الله عزوجل اعظم واللهتبارك وتعالى يقول: أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ].(الزمر :53)فتهلل وجه الشاب بالفرح..واستطرد الشيخ في حديثه: تب إلى الله يا ولدي وأكثر منالاستغفار والدعاء لأمك عسى الله أن يعفو عنها بدعائك فتعفو عنك يوم القيامه فيغفرالله لك.
لم يكن يظهر على الشاب أية علامات لقسوة القلب، كانت نظراته هادئة وخجولة. ولم يسأله الشيخ كيف فعل ذلك ولماذا؟ فلم يشأ أن يثير شجونه وآلامه، يكفي أنه ندم وتاب الى ربه متابا.
وافترقا على ذلك.
حكم على الشيخ بالسجن المؤبد.. ونقل الى سجن بعيد وأودع في زنزانة تجمع بين المحكومين بالإعدام وبالسجن المؤبد..ومرت ايام اعقبتها ايام، وفى ذات يوم راى الشيخ هذا الشاب داخلا على الزنزانةوقد حكم عليه بالإعدام فاعتنقهوضمه الى صدره وهو يقول له: هل تذكرني يا ولدي .؟فقال الشاب: بلااذكرك ايها الرجل الطيب جيدا فأنت الذى فتح الله عليَّ بك أبواب رحمته وأبشرك بأنني منذ تركتك فاننيمواظب على الدعاء والذكر والاستغفار لأمي عسى الله أن يغفر لي ويرحمني.
وقد كان كما قال، كان شغوفا بذكر الله عزوجل، مواظبا على قراءةالقرآن، حريصا على ختمه كل سبعة أيام. وما يعلم بشىء من الخير أمر به الرسول (r) إلا وكان من المسارعين إليه، وكان حريصا على أن يكون سببا فى الحياةالطيبة لأمه فى الآخره كما كان سببا فى انقطاع الحياة عنها فى الدنيا...
كان الشيخ يعظهم يوما: ان من حفظ القران الكريم كاملا شُفِّع فى عشرة من أهله يومالقيامة وحلّيَ والداه حلة الكرامة فيكرمان على رؤوس الاشهاد.ولما أنفض المجلس اقترب الشاب من الشيخ وسأله مستفسرا : أحق ما ذكرت بشان حفظ القرآن يا سيدي؟ فإني أرجو أن يعينني الله على ذلك.
أجابه الشيخ : حق ورب الكعبة فاجتهد وتوكل على الله ..
قال الشاب بصوت تخنقه العبرات: أريد أن يجعلني الله سببا في أن تكرم امي حلة الكرامة يوم القيامة، فقد أذنبت بحقها ذنبا كبيرا. فانالم اقتل جارا ولا صاحبا ولا صديقا ولم أقتل إنسانا عاديا، لقد قتلت أمي، أرحم الناس بي وأقربهم الى قلبي..وانهمرت عيناه بالبكاء .
قال له الشيخ : هون عليك يا ولدي .. هون عليك .فإن الله واسع المغفرة ، وأرى من أمرك ما يبشرك بعفو الله إن شاء الله.. وماذا يساوى ذنبك فى سعة عفو أرحم الراحمين ....يا بني ان الله عزوجل خلق الرحمة مائة رحمة انزل منها رحمة واحدة فى الدنياوادخر منها تسعة وتسعين الى يوم القيامة. برحمة واحدةيتراحم الناس فيما بينهم، برحمة واحدة ترفع الفرس حافرها عن ولدها مخافة ان تصيبه..برحمة واحدة يرزق الله الكافر ويسبغ عليه الكثير من النعم فيطعمه ويسقيه...كل ذلك برحمة واحدة يا بني. فتخيل كيف تكون رحمة ربك فى يوم يتطاول فيهالشيطان بعنقه طمعا فى هذه الرحمة ..
اتدرى لماذا ؟؟لانه يرى عجبا !!
يرىذنوبا كبيرة عظيمة يغفرها الله عزوجل ولا يبالى .
وما أن سمعالشاب هذه الكلمات من الشيخ حتى اطمأنت نفسه، و استنار وجهه فرحا بالله ..فرحابعفوه وسعة رحمته. وعاهد الشيخ أن يحفظ القران حتى يختمه.
واضب الشاب على حفظ القرآن فكان يحفظ كل يوم ربعا منالقران أو ربعين وكان يسمعها غيبا. وفتح الله عليه فاخذ يقرأ فى كتب العلم والعقيدةوالسيرة حتى انعم الله عليه بقسط من العلم واستمر على هذه الحال حتى حفظ القران كاملا.
وأعانه الله فكان يختم القرأن في قيام الليل في ايام معدودات..وأحيانا كان يقرأ بألف آية فى الليل حتى يكون من المقنطرين، وصامشهرين متتابعين كفارة القتل، ثم بعد ذلك صار يصوم يوما ويفطر يوما فكان صواما قواما ..حتى أغبطه الشيخ وتمنى أن يكون على مثل حاله فى العبادة والصبر عليها.
كان يؤرقه أن خاله الوحيد لم يزره ابدا في سجنه، بل لم يرد على رسائله الكثيرة التي كان يبعثها اليه بانتظام يطلب منه العفو، وكان يذكر له أنه ندم وتاب وأنه لا يريد منه إلا أن يقول له عفى الله عنك يا ولدي. ولكنه بخل عليه بذلك.. كان جليا من خلق الشاب أنه فعل ما فعل في ساعة غياب تام للعقل وكأنما اراد الله أن يطهِّره بموت امه. فيتوب ويستقيم ويكون من المتقين.
جلس الى جوار الشيخ يوما بعد صلاة الفجر وقال له : كم أنا فى شوق إلى ربي عزوجل، كفى بالموت تحفه للمؤمن، أتدري ايها الشيخ الطيب أن أعظم يومفى حياتي هو ذلك اليوم الذى ينفذ عليَّ فيه حكم الإعدام لأنه يوم اللقاء مع الحبيب..يوم الرجوع إلى الغفور الشكور الذى يغفر الكثير من الزلل ويقبل القليل من العمل .
فقال له الشيخ : جعلك الله من الصادقين يا ولدي.
ولما اقترب موعد تنفيذ الحكم فيه قال للشيخ: أنا اشعر بأنني سوف يفرج عني من سجن الدنيا هذهالأيام فبماذا تنصحني أن أفعله لكي افوز فيها بأفضل الأعمال وأعظم الأجورقال له الشيخ: أحرص على قول لا إله إلا اللهفانها أفضل الذكر وأعظم فى الميزان منالسماوات والأرض.
قال الشاب : ما ذا لو أكثرت من قول (لا إله الا أنتسبحانك إنى كنت من الظالمين) ؟
قال له الشيخ مبتسما : لقد اخترت دعاء عجبا فأنأوله تهليل وأوسطه تسبيح وآخره اعتراف بالذنب فأكثر منه وأرجو من الله أن يرحمك بهوأن يتقبله منك برحمته ولا تنسى ان تصلي ركعتين سنة القتل ولا تفتر عن الذكروالدعاء .
وكان عنده شىء من الطعام الطيب فاستاذن مسرعا وقال للشيخ أريدأن أفعل شيئا قبل فوات الأوان فأخذ الطعام وتصدق به على إخوانه..
سأله الشيخ: كمبقي من الطعام يا فلان ؟فقال الشاب: بقي كله ان شاء الله ...
وعُزل الشاب في حجرة خاصة وهي دلالة على أن تنفيذ الحكم فيه صار حتميا لا رجعة فيه وانه يوم أو يزيد أو ينقص قليلا. وقد سُمِع صوته وهو يردد (لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين) وكان يبكي وهو يناجي الله مرة، ويناجي أمه ويناديها بصوت تخنقه العبرات: أماه ولدك القاتل آت اليك فهل تقبليه..ولدك المذنب العاق آت اليك فهل تسألي الله له المغفرة؟ وضل على هذه الحاله الى وقت متأخر من الليل.
وبعد أن مضىالليل وبرق الفجر ورفع الآذان مجلجلا فى أرجاء الكون استيقظ الجميع لصلاة الفجر، وحانت ساعة الصفر فقطع سكون الفجر صوت خطوات كثيرة مسرعة تتجه نحوحجرة الشاب ففتحوا عليه الباب فوجدوه وقد فرغ من صلاته ممسكا بكتابربه يرتل ايات من القران فكان أول قول له حين رآهم: لا اله الا الله ..إنا لله وإنااليه راجعون، لا إله إلا الله.فقيدوه واخرجوه، وخرج معهم فى سكينة وفرحووقار، قد الهمه الله تعالى الصبر والثبات فى لحظة لا يثبت فيها إلا المؤمنون، خرج وهو يردد في خشوع: (لاإله إلا الله) ..وسلم على إخوانه واحدا بعد الآخر وهم يردون السلام ويقولون لا إلهإلا الله ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة... وكان يوصيهم بدوام الطاعة والذكر والثبات على الإسلام حتى الممات ..ونصحهم أن يقرأوا القرآن بترتيل وتدبر لأنه كان يعلم أن الدال على الخيركفاعله ثم استدار الى أحب إخوانه إليه وقال لا تنس قيام الليل يا فلان.وانطلقوا به إلىالمكاتب ومكث هناك ساعة وكان يذكر اللهعزوجل وقد حاول بعض الضباط ان يعطوه طعاما فقال لهم انى صائم والحمد لله ؛ فقد كانيصوم ويفطر يوما وكان من فضل الله عزوجل عليه أن جاءه التنفيذ وهو صائم فسبحان الله أرحمالراحمين ..
ثم انطلقوا به إلى حجرة الاعدام ونوافذ الزنزانة تطل علىهذه الحجرة بحيث يرى اصحابه عن قرب معظم مراسم الإعدام ويرونه فى آخر لحظات عمره قبلالدخول للتنفيذ. ورأوه يسجد شكرالله عزوجل. بعدها لقنه الشيخ ثم هرول الى الحبل وما هى إلا لحظات حتى فاضت روحه إلىبارئها.
وفي اللحظة التي تدلى فيها جسده النحيف من الحبل صاح إخوانه بصوت واحد تخنقه العبرات: لا إله إلا الله.لا إله إلا الله. وضجت الزنزانةبالبكاء وصار يعانق بعضهم بعضا ويبكون، ويطلبون له العفو والرحمة والمغفرة .
لقد كان حبيب الجميع ...وكان قرة عين الجميع.
وكان من فضل الله عليه انه رأى قبل موتهبأيام أمه فى رؤيا وهي تقول له: يا بني أعلم أنني راضية عنك .
وهذه من المبشراتله برحمة الله عز وجل (إن شاء الله).
مقتبسة: عن قصة عاشها ورواها الشيخ (ابو عبد الرحمن).
g¯h
آخر كتابات والدي الحبيـــــب
فرغ الشيخ الوقور من الصلاة داخل زنزانته (حيث قبض عليه بتهمة سياسية) وكان لا يزال جالسا على سجادة الصلاة فلمح شابا يمشي على استحياء قرب الزنزانة، يقترب حينا من قضبان الزنزانة ويبتعد عنها حينا آخر. فطوى السجادة وناداه: السلام عليكم يا ولدي تعال هنا، هل لك حاجة؟
كان شابا نحيفا طويل القامة هادىء الطباع.. قال دون أن يرفع نظره الى الشيخ من شدة استحيائه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا شيخ إنني جارك في الزنزانة المجاورة وقد ارتكبت جرما كبيرا انني قتلت امي فهل لي منتوبة ؟
أطرق الشيخ برهة ثم قال للشاب: أي بُنَيّ لا شك أن قتل النفس كان خِطأً كبيرا وقتل الأم أكبر ، ولكن إن كان ذنبك عظيما فعفو الله عزوجل اعظم واللهتبارك وتعالى يقول: أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ].(الزمر :53)فتهلل وجه الشاب بالفرح..واستطرد الشيخ في حديثه: تب إلى الله يا ولدي وأكثر منالاستغفار والدعاء لأمك عسى الله أن يعفو عنها بدعائك فتعفو عنك يوم القيامه فيغفرالله لك.
لم يكن يظهر على الشاب أية علامات لقسوة القلب، كانت نظراته هادئة وخجولة. ولم يسأله الشيخ كيف فعل ذلك ولماذا؟ فلم يشأ أن يثير شجونه وآلامه، يكفي أنه ندم وتاب الى ربه متابا.
وافترقا على ذلك.
حكم على الشيخ بالسجن المؤبد.. ونقل الى سجن بعيد وأودع في زنزانة تجمع بين المحكومين بالإعدام وبالسجن المؤبد..ومرت ايام اعقبتها ايام، وفى ذات يوم راى الشيخ هذا الشاب داخلا على الزنزانةوقد حكم عليه بالإعدام فاعتنقهوضمه الى صدره وهو يقول له: هل تذكرني يا ولدي .؟فقال الشاب: بلااذكرك ايها الرجل الطيب جيدا فأنت الذى فتح الله عليَّ بك أبواب رحمته وأبشرك بأنني منذ تركتك فاننيمواظب على الدعاء والذكر والاستغفار لأمي عسى الله أن يغفر لي ويرحمني.
وقد كان كما قال، كان شغوفا بذكر الله عزوجل، مواظبا على قراءةالقرآن، حريصا على ختمه كل سبعة أيام. وما يعلم بشىء من الخير أمر به الرسول (r) إلا وكان من المسارعين إليه، وكان حريصا على أن يكون سببا فى الحياةالطيبة لأمه فى الآخره كما كان سببا فى انقطاع الحياة عنها فى الدنيا...
كان الشيخ يعظهم يوما: ان من حفظ القران الكريم كاملا شُفِّع فى عشرة من أهله يومالقيامة وحلّيَ والداه حلة الكرامة فيكرمان على رؤوس الاشهاد.ولما أنفض المجلس اقترب الشاب من الشيخ وسأله مستفسرا : أحق ما ذكرت بشان حفظ القرآن يا سيدي؟ فإني أرجو أن يعينني الله على ذلك.
أجابه الشيخ : حق ورب الكعبة فاجتهد وتوكل على الله ..
قال الشاب بصوت تخنقه العبرات: أريد أن يجعلني الله سببا في أن تكرم امي حلة الكرامة يوم القيامة، فقد أذنبت بحقها ذنبا كبيرا. فانالم اقتل جارا ولا صاحبا ولا صديقا ولم أقتل إنسانا عاديا، لقد قتلت أمي، أرحم الناس بي وأقربهم الى قلبي..وانهمرت عيناه بالبكاء .
قال له الشيخ : هون عليك يا ولدي .. هون عليك .فإن الله واسع المغفرة ، وأرى من أمرك ما يبشرك بعفو الله إن شاء الله.. وماذا يساوى ذنبك فى سعة عفو أرحم الراحمين ....يا بني ان الله عزوجل خلق الرحمة مائة رحمة انزل منها رحمة واحدة فى الدنياوادخر منها تسعة وتسعين الى يوم القيامة. برحمة واحدةيتراحم الناس فيما بينهم، برحمة واحدة ترفع الفرس حافرها عن ولدها مخافة ان تصيبه..برحمة واحدة يرزق الله الكافر ويسبغ عليه الكثير من النعم فيطعمه ويسقيه...كل ذلك برحمة واحدة يا بني. فتخيل كيف تكون رحمة ربك فى يوم يتطاول فيهالشيطان بعنقه طمعا فى هذه الرحمة ..
اتدرى لماذا ؟؟لانه يرى عجبا !!
يرىذنوبا كبيرة عظيمة يغفرها الله عزوجل ولا يبالى .
وما أن سمعالشاب هذه الكلمات من الشيخ حتى اطمأنت نفسه، و استنار وجهه فرحا بالله ..فرحابعفوه وسعة رحمته. وعاهد الشيخ أن يحفظ القران حتى يختمه.
واضب الشاب على حفظ القرآن فكان يحفظ كل يوم ربعا منالقران أو ربعين وكان يسمعها غيبا. وفتح الله عليه فاخذ يقرأ فى كتب العلم والعقيدةوالسيرة حتى انعم الله عليه بقسط من العلم واستمر على هذه الحال حتى حفظ القران كاملا.
وأعانه الله فكان يختم القرأن في قيام الليل في ايام معدودات..وأحيانا كان يقرأ بألف آية فى الليل حتى يكون من المقنطرين، وصامشهرين متتابعين كفارة القتل، ثم بعد ذلك صار يصوم يوما ويفطر يوما فكان صواما قواما ..حتى أغبطه الشيخ وتمنى أن يكون على مثل حاله فى العبادة والصبر عليها.
كان يؤرقه أن خاله الوحيد لم يزره ابدا في سجنه، بل لم يرد على رسائله الكثيرة التي كان يبعثها اليه بانتظام يطلب منه العفو، وكان يذكر له أنه ندم وتاب وأنه لا يريد منه إلا أن يقول له عفى الله عنك يا ولدي. ولكنه بخل عليه بذلك.. كان جليا من خلق الشاب أنه فعل ما فعل في ساعة غياب تام للعقل وكأنما اراد الله أن يطهِّره بموت امه. فيتوب ويستقيم ويكون من المتقين.
جلس الى جوار الشيخ يوما بعد صلاة الفجر وقال له : كم أنا فى شوق إلى ربي عزوجل، كفى بالموت تحفه للمؤمن، أتدري ايها الشيخ الطيب أن أعظم يومفى حياتي هو ذلك اليوم الذى ينفذ عليَّ فيه حكم الإعدام لأنه يوم اللقاء مع الحبيب..يوم الرجوع إلى الغفور الشكور الذى يغفر الكثير من الزلل ويقبل القليل من العمل .
فقال له الشيخ : جعلك الله من الصادقين يا ولدي.
ولما اقترب موعد تنفيذ الحكم فيه قال للشيخ: أنا اشعر بأنني سوف يفرج عني من سجن الدنيا هذهالأيام فبماذا تنصحني أن أفعله لكي افوز فيها بأفضل الأعمال وأعظم الأجورقال له الشيخ: أحرص على قول لا إله إلا اللهفانها أفضل الذكر وأعظم فى الميزان منالسماوات والأرض.
قال الشاب : ما ذا لو أكثرت من قول (لا إله الا أنتسبحانك إنى كنت من الظالمين) ؟
قال له الشيخ مبتسما : لقد اخترت دعاء عجبا فأنأوله تهليل وأوسطه تسبيح وآخره اعتراف بالذنب فأكثر منه وأرجو من الله أن يرحمك بهوأن يتقبله منك برحمته ولا تنسى ان تصلي ركعتين سنة القتل ولا تفتر عن الذكروالدعاء .
وكان عنده شىء من الطعام الطيب فاستاذن مسرعا وقال للشيخ أريدأن أفعل شيئا قبل فوات الأوان فأخذ الطعام وتصدق به على إخوانه..
سأله الشيخ: كمبقي من الطعام يا فلان ؟فقال الشاب: بقي كله ان شاء الله ...
وعُزل الشاب في حجرة خاصة وهي دلالة على أن تنفيذ الحكم فيه صار حتميا لا رجعة فيه وانه يوم أو يزيد أو ينقص قليلا. وقد سُمِع صوته وهو يردد (لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين) وكان يبكي وهو يناجي الله مرة، ويناجي أمه ويناديها بصوت تخنقه العبرات: أماه ولدك القاتل آت اليك فهل تقبليه..ولدك المذنب العاق آت اليك فهل تسألي الله له المغفرة؟ وضل على هذه الحاله الى وقت متأخر من الليل.
وبعد أن مضىالليل وبرق الفجر ورفع الآذان مجلجلا فى أرجاء الكون استيقظ الجميع لصلاة الفجر، وحانت ساعة الصفر فقطع سكون الفجر صوت خطوات كثيرة مسرعة تتجه نحوحجرة الشاب ففتحوا عليه الباب فوجدوه وقد فرغ من صلاته ممسكا بكتابربه يرتل ايات من القران فكان أول قول له حين رآهم: لا اله الا الله ..إنا لله وإنااليه راجعون، لا إله إلا الله.فقيدوه واخرجوه، وخرج معهم فى سكينة وفرحووقار، قد الهمه الله تعالى الصبر والثبات فى لحظة لا يثبت فيها إلا المؤمنون، خرج وهو يردد في خشوع: (لاإله إلا الله) ..وسلم على إخوانه واحدا بعد الآخر وهم يردون السلام ويقولون لا إلهإلا الله ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة... وكان يوصيهم بدوام الطاعة والذكر والثبات على الإسلام حتى الممات ..ونصحهم أن يقرأوا القرآن بترتيل وتدبر لأنه كان يعلم أن الدال على الخيركفاعله ثم استدار الى أحب إخوانه إليه وقال لا تنس قيام الليل يا فلان.وانطلقوا به إلىالمكاتب ومكث هناك ساعة وكان يذكر اللهعزوجل وقد حاول بعض الضباط ان يعطوه طعاما فقال لهم انى صائم والحمد لله ؛ فقد كانيصوم ويفطر يوما وكان من فضل الله عزوجل عليه أن جاءه التنفيذ وهو صائم فسبحان الله أرحمالراحمين ..
ثم انطلقوا به إلى حجرة الاعدام ونوافذ الزنزانة تطل علىهذه الحجرة بحيث يرى اصحابه عن قرب معظم مراسم الإعدام ويرونه فى آخر لحظات عمره قبلالدخول للتنفيذ. ورأوه يسجد شكرالله عزوجل. بعدها لقنه الشيخ ثم هرول الى الحبل وما هى إلا لحظات حتى فاضت روحه إلىبارئها.
وفي اللحظة التي تدلى فيها جسده النحيف من الحبل صاح إخوانه بصوت واحد تخنقه العبرات: لا إله إلا الله.لا إله إلا الله. وضجت الزنزانةبالبكاء وصار يعانق بعضهم بعضا ويبكون، ويطلبون له العفو والرحمة والمغفرة .
لقد كان حبيب الجميع ...وكان قرة عين الجميع.
وكان من فضل الله عليه انه رأى قبل موتهبأيام أمه فى رؤيا وهي تقول له: يا بني أعلم أنني راضية عنك .
وهذه من المبشراتله برحمة الله عز وجل (إن شاء الله).
مقتبسة: عن قصة عاشها ورواها الشيخ (ابو عبد الرحمن).
g¯h
آخر كتابات والدي الحبيـــــب

um susu
•
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الصفحة الأخيرة
ثقيلتان في الميزان
حبيبتان للرحمن
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم