حبيبة أبوها

حبيبة أبوها @hbyb_aboha

كبيرة محررات

عبء القناع

الأسرة والمجتمع



عبء القناع

لو تأمل الناس بروية وهدوء في أنفسهم لاكتشفوا انهم يرتدون في الحقيقة العديد من الأقنعة، قناعاً وراء الآخر، وكلما أزاحوا قناعاً ظهر قناع آخر خلفه، كأن الأقنعة تشكل حاجزاً سميكاً بين ذاتهم الأصلية، الحقيقية، وبين الصورة او الصور التي يقدمون بها أنفسهم الى الناس، أو التي يعرفهم الناس من خلالها. وما اكثر الحالات التي يضطر فيها الناس لاستبدال قناع بآخر تبعاً للظروف التي يمرون بها او الحالات التي يجدون أنفسهم فيها. قليلون، لا بل نادرون هم أولئك البشر الذين ينبذون الأقنعة ويتصرفون كما تقتضي السليقة او الفطرة، لأننا منذ الصغر ننشأ أو نربى على ضرورة ارتداء القناع، أن نتكتم على مشاكلنا وعلى ما نعانيه وأن ندفنه بعيداً في أعمق الأعماق حتى لا يعرفه أحد، وكي نفعل ذلك بإتقان فليس سوى ارتداء الأقنعة لحجب حقيقة ما نعاني، ولكي نظهر أمام الآخرين في أحسن حال.



“نشر منذ فترة وجيزة حديث مع زوجين شهيرين عن حياتهما المشتركة السعيدة. يا لها من حياة مثالية تلك التي وصفها كاتب المقال! ما هذا التعاون وهذه الحياة الثرية: الزواج النموذجي، أناس جميلون يحيون حياة بديعة. لكن الزوجين كانا بالمصادفة من معارفي وأعرف آلامهما ومعاناتهما، وأعرف صراعهما الشجاع من أجل النمو والتغير ومن أجل ان يكونا اكثر صدقاً مع بعضهما بعضاً. وشعرت بالأسف للقراء الذين يقرأون مثل هذه الروايات ويصدقون إمكانية وجود “سعادة مثالية”، لأنهم قد يصابون بالاكتئاب من جراء فكرة مثل: لقد استطاعوا تحقيق ذلك وتغلبوا على الجزء المأساوي من الحياة فلماذا لا نستطيع نحن؟!”.



هذه الحكاية، بشيء من التصرف في النقل، أوردتها طبيبة نفسانية أمريكية شهيرة هي “إيدا لوشان” في كتابها القيم: “أزمة منتصف العمر الرائعة”. وجاءت الحكاية ضمن سياق حديث مفصل في باب من الكتاب اختارت له المؤلفة العنوان التالي: “عبء الأقنعة التي نتعامل بها” تحرضنا الكاتبة ضد الأقنعة التي نرتديها مكرهين أو حتى باختيارنا. وهي تعتقد اننا نشعر بوطأة التكتم الشديد ولا نريد التضحية بالخصوصية مقابل الراحة في ان يشاركنا أحد أحزاننا.. أي اننا نحرص أو نرغب في إخفاء معاناتنا عن الآخرين وإظهار أنفسنا وشركائنا في أحسن حال. ولكن إذا كان إخفاء المشاعر عن الآخرين هو عبء أساسي واضح، “فإن المشكلة الأعمق هي اننا نخفي مشاعرنا عن أنفسنا”.



وهي تنصحنا بألا نرتدي أقنعتنا طوال الوقت، وألا نجعلها محكمة حتى نظن نحن أنفسنا أن كل شيء عظيم. وهناك سبل عديدة للتواصل مع الذات، ويمكن ان نحقق ذلك عن طريق التأمل او عبر تطوير ثقافتنا أو أدائنا المهني لنصل الى تلك اللحظات التي نتعرف فيها على حقيقتنا الداخلية التي تؤدي الى تدفق كبير في نمونا. ما علينا حله ونحن نرفع أقنعتنا هو ان نكون “حقيقيين” وأن نحاول إيجاد التوازن الصحي والضروري بين فرحنا وحزننا، بين شعورنا بالخيبة أحيانا وميلنا الى التحليق عالياً أحياناً أخرى. هذا التوازن لا يتحقق إلا اذا كففنا عن الكذب على أنفسنا، وبالنظر الى الداخل سنشعر بصدق بإمكانية إزاحة القناع أو الأقنعة عن أنفسنا، بإمكانية ان نعيش ذاتنا بأكبر قدر ممكن ولأطول وقت ممكن.







منقول:27:
9
648

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قلبٌ أدمته الجراح
أهلآ بكِ غاليتي المبدعه


منقولاتكِ جميله تطربني ...فلا تحرمينا من جمال


حضوركِ الخصب الرائع:23:
حبيبة أبوها
حبيبة أبوها
قلبٌ أدمته الجراح

وطلتك علينا هي الاجمل والعطر الذي يفوح في مواضيعي


سلمت من كل شر غاليتي:33:


الف مبروك عالتميز الفضي تستاهلين ياقلبي:32:








:27:
متفائلة2
متفائلة2
السلام عليكم
اختي حبـيـبة ابوها ........
وش هذا كله ماشاء الله ....
كل ماتطرحي موضوع يكون اروع من سابقة.....
من جد قمة هالموضوع .... ومو غريب عليك .. الله لا يحرمنا من صفحاتك....
ربي يوفـقك ويسترعليك .....

فعلا علينا نزع الا قنعة والوقوف امام انفسنا ..... لنكون افضل ....
نـنزع اقنعتنا امام من يعيشوا معنا لنجد الطريق المناسب لحقيقـتـنا ....

وليس عيبا ان نخفي مابنا امام الناس .... ونحمد الله على كل حال ......
فالناس لن يسرونا بشيء .... لذا تكون الاقنعة افضل .... اذا كانت لعدم فتح باب التذمر على ما اصابك وماهو مقدر لك
هذا ولك اجمل تحية بقدر ماهو جميل هذا الموضوع...... وشكرا




وبعد اذنك اختي حبيـبة....... بأخذ شوي من صفحة موضوعك ... ابارك لاختنا قلب


الف مبروك من جد تستاهلي اكثر ...... شيء يفرح ان هناك من يقيم جهود المبدعين امثالك...
بصراحة بودي اتكلم اكثر بس ماودي اثقل على الاخت الرائعة حبيبة ابوها .. لذا نزلي موضوع بسرعة خلي نعبر عن فرحتنا لك
مشاعل الرياض
مشاعل الرياض
مقال جميل ياحبيبة ابوها

والاقنعة شيء له سلبيات احيانا بلا شك نحتاج أن نجرد أنفسنا من الأقنعة ونتصرف بتلقائيه وعفويه فهي أجمل وأروع مايمكن أن يتحلى به الشخص
ولكن ألا نضطر أحيانا لاستخدام أقنعه وهنا يمكن أن نجد من الأقنعه مايحمل صفه إيجابيه مثل الرضا والفرح وقت الألم كنوع من التسليم لقضاءنا عندما نشعر أننا بحاجه لارتداء قناع القوة خصوصا ان بدأنا نحس أن الألم يكاد يفقدنا إياها فلعلنا نستعيدها عندما نتظاهر بها فربما يتحول هذا التظاهر مع استمراره إلى قوه حقيقية.

تحياتي لك
أم الكتاكيت
أم الكتاكيت
موضوع رااااااااائع
تسلم يدين اللي نقلته لنا
بارك الله فيكِ اختي