السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ومن والاه أما بعد : هذه بعض الألفاظ و العبارات التي تجري على ألسن الناس يتوهمون صحتها و صوابها منها :
قول بعضهم : الايمان في القلب .
يذكرونها اذا سمعوا أحدا ينصحهم أو أنكر عليه أمرا يخالف الشرع
و الايمان في القلب حق و لكن ما وجد في القلب لابد أن يظهر موجبه في الظاهر على الجوارح فايمان القلب يصدقه العمل و قد جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم =ان الله لا ينظر الى صوركم و اموالكم و لكن ينظر الى قلوبكم و اعمالكم أخرجه مسلم
فهذا الحديث فيه أن الله لا ينظر فقط الى القلوب بل الى القلوب و الاعمالفكيف يكون الايمان فقط في القلب ؟
و صح عن الحسن انه قال الايمان ليس بالتمني و لا بالتحلي . ولكن ما وقرفي القلب و صدقه العمل و نحوه عن سفيان الثوري
و قد جعل النبي صلى الله عليه و سلم العمل تصديقا لما في القلب في قوله ان الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق و النفس تمنى و تشتهي و الفرج يصدق ذلك و يكذبه متفق عليه
الغاية تبرر الوسيلة
بل هذه العبارة جرت عند الغربيين العلمانيين الذين لا يضبطون أنفسهم بدين و نحن أعن : المسلمين ديننا و شرعنا و عقيدتنا تضبطنا فلا يجوز لنا من الوسائل الا ما هو جائز شرعا قال تبارك و تعالى =قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنيو سبحان الله و ما أنا من المشركين
يوسف 108
و مصلحة الدعوى هي في تطبيق الشرع و المصالح المرسلة يراعى فيها تطبيق قاعدة قيام المقتضي في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم أو عدمه فاءن قام المقتضي لفعلها زمن الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يفعلها صلى الله عليه و سلم فهذه هي المصالح المرسلة و النظر فيها لللعلماء يوازنون بين المصالح و المفاسد يراعون مقاصد الشرع و أحكامه و ليست لكل أحد و مراعاة المصلحة من الدين بل ان مقاصد الشرع تدور على جلب المصالح و درء المفاسد ولكن اذا لم يكن الداعية مؤيدا نفسه بشرع الله فاءن ضابط المصلحة عنده يصيبه من الخلل ما الله به عليم فيعود لا يرى مصلححة الا في حدود ذاته و تحقيق الرياسة لها أو مصلحة جماعته و تنظيمه الذي ينتمي اليه و صار الولاء لغير الله و رسوله من حيث لا يشعر أما ان يأتي الشخص لامر يحتاج فيه التحقيق مصلحة نفسه أو لجماعته أو لمن يحب فيقول : هذا من مصلحة الدعوة فلا
و مثل هؤولاء الناس اذا أوذي في دعوته أو نسب الى الخطأ يطلب الانتصار لنفسه و يغذي الشيطان غضبه و يحرك غروره فصار يجعل نفسه هو مقياس الدعوة و يظن انه اذا تراجع عن الخطا و الباطل تراجعت الدعوة و اهتزت صورتها في انفس الناس فيريه أن من مصلحة الدعوى عدم الرجوع و التسليم للحق ؟
قال ابن تيمية (رحمه الله ( ان الانسان عليه اولا أن يكون أمره لله و قصده طاعة الله فيما أمره به و هو يحب صلاح المأمور أو اقامة الحجة عليه فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه و لطائفته و تنقيص
غيره كان ذلك حمية لا يقبله الله و كذلك اذا فعل ذلك لطلب السمعة و الرياء كان عمله حابطا
يتبع باءذن الله تعالى اخواتي الفاضلات
ohiboka rabi @ohiboka_rabi
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
قطرة الندى.
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة