بسم الله الرحمن الرحيم
شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه..الذي لا يختلف عليه أحد في كونه نبراس التقوى والصلاح والعلم والجهاد.. بجانب ذلك كله شُهد له أيضا كونه أعدل العادلين وأصدق الصادقين في زمانه..
لذا كان من ديدن الأمة أن جعلت خلق( صدق مشاعر الحب والولاء) للرعيل الأول في الإسلام عنده رحمه الله قدوة يحتدى به لا سيما أئمة آل بيت النبوة الذي كان عليه رحمة الله مثال يرب به اليوم ولا نزال نعيش عليه في الكم الهائل من التقدير والتعظيم والنصرة منه لهم رضوان الله عليهم..وهو حق لهم.
وأنا اقتطفت بعض العبارات النيرات من حديثه طيب الله ثراه عن سيد أئمة آل للبيت علي كرم الله وجهه..وذلك كعربون حب وإنصاف منا له وإعتراف بمعروفه وجميله على الأمة قاطبة..وفي نفس الوقت أضرب بعرض الحائط ضلال المضللين ودجل المفترين الذين تحدثوا بحديث يقطر كذباً وحقداً وإفكاً مبيناً على هذا الجبل الراسخ في عقيدته لآ للبيت..
ولا يعني ما سأذكره أنني أدافع عن الإمام..فمن أكون لأدافع عن ابن تيمية ـ والله أصلا قد تكفل بالدفاع عنه وعن شاكلته من المؤمنين المخلصين..
قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحـج
لكن كما قلت أنفا هو شيء بسيط أقدمه له رحمة الله تعالى..وهو قليل أمام ما قدمه للأمة.
يقول طيب الله ثراه :
(ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا انك رءوف رحيم) الحشر (10).
وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ).
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل - وهو صلح الحديبية - على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر - وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر -: ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة -.ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة)
وقال كذلك :
فضل عليّ وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ،
ولله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يُعلم صدقه ].(3)
ومن ذلك قوله رحمه الله :
(وأما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله ويحبه الله )
ومن ذلك قوله رحمه الله ـ :
(لا ريب أن موالاة علي واجبة على كل مؤمن، كما يجب على كل مؤمن موالاة أمثاله من المؤمنين )
وقال رحمه الله :
وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله ومناقبه، وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، وهم ينكرون على من سبَّه، وكارهون لذلك، وما جرى من التسابّ والتلاعن بين العسكرين، من جنس ما جرى من القتال، وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهة لأن يُتعرض له بقتال أو سب .
بل هم كلهم متفقون على أنه أجلّ قدراً، وأحق بالإمامة، وأفضل عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من معاوية وأخيه وأبيه رضي الله عنهم جميعا..
وعليّ أفضل من الذين اسلموا عام الفتح وفي هؤلاء خلق كثير افضل من معاوية أهل الشجرة افضل من هؤلاء كلهم ، وعليّ أفضل جمهور الذين بايعوا تحت الشجرة، بل هو أفضل منهم كلهم إلا ثلاثة، فليس في أهل السنة من يقدم عليه أحداً غير الثلاثة، بل يفضلونه على جمهور أهل بدر وأهل بيعة الرضوان، وعلى السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار )
وذكر الإمام رحمه الله عن جهاد علي وزهده رضوان الله عنه:
(لا ريب أن علياً رضي الله عنه كان من شجعان الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده، ومن كبار السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وممن قاتل بسيفه عدداً من الكفار, وأما زهد عليّ رضي الله عنه في المال فلا ريب فيه، لكن الشأن أنه كان أزهد من أبي بكر وعمر)
وييقول في أفضلية من لم يقاتله على من قاتله..وعن دفاع أهل السنة عنه ومناصرته ضد كل نااصبي أو خارجي اتهمه إتهاما باطلاً
وأيضاً فأهل السنة يحبون الذين لم يقاتلوا علياً أعظم مما يحبون من قاتله، ويفضلون من لم يقاتله على من قاتله كسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
فهؤلاء أفضل من الذين قاتلوا علياً عند أهل السنة.
والحب لعليّ وترك قتاله خير بإجماع أهل السنة من بغضه و قتاله، وهم متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب، ولكن لكل مقام مقال)
ومن ذلك أنه يُفَضِّل الصحابة الذين كانوا مع علي على الصحابة الذين كانوا مع معاوية - رضي الله عنهم أجمعين - يقول:
( معلوم أن الذين كانوا مع علي من الصحابة مثل: عمار وسهل بن حنيف ونحوهما كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية )
ومع ذلك فإن الإمام رحمه الله بين المكانة العضمى لجميع أصحاب الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكرنا في البداية..دون أن ينزل بالائمة على أحد منهم..فلا يعرف قدر ومكانة صحابة رسول الله جل المعرفة والتقدير إلى النجوم الدراري أمثال شيخ الإسلام.
هذا شيء يسير مما قاله الإمام طيب الله ثراه عن سيد أئمة آل للبيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإلا فإن علي أعضم شئنا ومكانة من أن يحصي فضله وما عمله للإسلام والمسلمين أحد مهما بلغ علمه..في الوقت نفسه فإن شيخ الإسلام قد أنصف نفسه بما قاله وبما اعتقده في علي رضي الله عنه وهو حق له رضي الله عنه وليس إطراء من الإمام..
وبذلك فإن شيخ الإسلام بما دونه في كتبه عن عقيدته السلفية في أئمة آل لللبيت رضي الله عنهم جميعا قد ألجم بها فاه كل خارجي ورافضي إدّعى إفكا وزورا عليه أنه كان من الظالمين لعلي وأبناءه..وحاشاه رحمه الله..بل هو من بين عقيدة أهل السنة والجماعة في الخليفة علي وأبناءه .. ونقل لنا رحمه الله كل الأحداث التي حطت بشراعها في ذاك الزمان بكل صدق وإخلاص وشفافية بعيدا عن الغلو والجفاء والتحيز لأحد ..وهذا هو أسلوبه وعادته رحمه الله في نقل الحقائق التاريخية نقلا صحيحا سليما دقيقا متواترا .. وكأنك ترى الأحداث أمامك بدون زيادة أو نقصان...فرضي الله عن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة وآل للبيت..ورحم الله شيخنا الشيخ الجليل شيخ الإسلام ابن تيمية....
هذا والله أجل وأعلم.
نصيـرة الصحابـة

نصيرة الصحابة @nsyr_alshab
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ام حكوم
•
الله يجزاك خير
الصفحة الأخيرة