عبدالعزيز بن فهد حفظه الله ورعاه

الملتقى العام

صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء

رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء



والده


خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله واسكنه فسيح جناته . ولد عام 1338 هـ في الرياض ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري.خامس ملوك المملكة العربية السعودية وأولهم اتخاذاً للقب خادم الحرمين الشريفين رسمياً بإعلانه ذلك في المدينة المنورة. هو الإبن التاسع من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور، تولى مقاليد الحكم في 21 شعبان 1402هـ الموافق 13 يونيو 1982 وذلك بعد وفاة أخيه الملك خالد.
توفي في يوم الاثنين 26 جمادى الثانية 1426هـ الموافق 1 أغسطس 2005 في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وصلي عليه يوم الثلاثاء صلاة العصر بجامع الإمام تركي بن عبد الله بوسط الرياض، ودفن بجوار والده واخوانه بمقابر العود، وتمت مبايعة أخيه الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بالحكم واخيه الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد.



والدته


الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم بن عبدالعزيز بن إبراهيم.
وكان جدها عبدالعزيز البراهيم من القادة المشهورين في فتوحات الملك عبدالعزيز، كما شغل والدها منصب أمير الباحة.



دراسته


درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمدارس الرياض الاهلية وتخرج بتقدير امتياز
حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود العام 1993 م - 1414 هـ وتخرج بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى



ابرز صفاته واهتماماته


من ابرز صفات واهتمامات صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود

فهو متمسكا بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم محبا لاعمال الخير
ومساعدة كل محتاج وفقير ورعاية الايتام والتقرب الى الله بالعباده و باعماله الخيريه
بشتى المجالات الانسانيه .
وهو صاحب فكر سياسي محنك من الدرجه الاولى فقد تعلم من والده خادم البيتين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله السياسه ونبل الاخلاق .
ومن صفاته التواضع وحسن الاخلاق والكرم والنخوه والشهامه والشجاعه فمواقفه
الكثيره تدل على صفاته النبيله فهو صاحب فكر وأدب ويحب القراءة، فقد أسهم
بالدعم المالي في الإنتاج العلمي وطباعة العديد من الكتب والمؤلفات والنشرات
الدينية والأدبية والاجتماعية لخدمة الفكر العربي في الساحة العربية للثقافة.
فهو من رواد المحبين لقراءة التاريخ العربي القديم والحديث. ومن اهتماماته
وهواياته جمع المخطوطات الإسلامية والآثار الإسلامية، وهناك شعور خفي يسكن
في خاطره وهو حبه الكبير في المشاركة الكاملة لبناء الإبداع الفكري العلمي
والتراث الإسلامي . نسأل الله العلي القدير أن يحفظ الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز ويديم عليه ثوب الصحة والعافية .



مناصبه


مستشاراً بالديوان الملكي .

وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء .

رئيس ديوان مجلس الوزراء وتعين في آخر رمضان 1420 هـ 2000 م

تطوع في الجيش العربي السعودي خلال أزمة الكويت عام 1990

نائب رئيس مجلس الامناء لمؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الخيريه.

الرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الخيريه
59
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جميلة وشايله هموم


كلمة الامير عبدالعزيز بن فهد في وفاة والده


بقلم: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل ســـعود

وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء

فى وفاة والده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله

من الصعب أن يكتب المرء عن ألصق الأشخاص بنفسه، وأقربهم إلى وجدانه أياً كان ذلك الشخص،

ويزداد الأمر صعوبة عندما يكون الشخص المراد الكتابة عنه هو والدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين

الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ولعل هذا الاعتبار بحد ذاته يشفع لي فيما قد يعتري هذه الكلمة من

قصور وما قد يحصل لها من نقص.

من المعروف ان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله شخص استثنائي بكل ماتعنيه هذه الكلمة من مفاهيم

واعتبارات فهو شخص لايسبر له غور، متعدد الاهتمامات، عميق الابعاد، وقد كُتب الكثير عنه أيده الله من

جوانب عدة، وسيكُتب الكثير عنه في قابل الأيام وسيتناول المختصون والأكاديميون بالتحليل قراراته حفظه

الله سواء ذات الشأن المحلي أو المتعلقة بالنطاق الإقليمي والعالمي، وكذلك مواقفه التاريخية، والاتجاهات

التي تبناها في مختلف المنعطفات السياسية الهامة التي حصلت خلال العشرين عاماً الماضية من عمره المديد

إن شاء الله بصفته شخصاً قيادياً ذا وزن وتأثير في مجرى السياسة الإقليمية والعالمية يستمد أهميته أولاً من

مكانة هذا البلد وقيمته على خارطة السياسة الدولية ومن قدرات الشخص وإمكاناته الذاتية المتميزة.



ورغم هذا التعدد، ومع تنوع تلك الأبعاد فإني اعتقد جازماً ان مفتاح هذه الشخصية العظيمة يكمن في عبارة

«الفهد انسان مسلم مؤمن إيماناً عميقاً بربه متمسك تمسكاً قوياً بتعاليم دينه» ذلك أنه حفظه الله أولاً وقبل

أي شيء آخر إنسان مسلم بكل ماتحمله هذه العبارة من معان ومفاهيم، ثم هو بعد ذلك مواطن من مواطني هذه

البلاد المباركة شاء الله عز وجل له ان يكون في موقع المسؤولية منذ نعومة أظفاره فتولى مسؤوليات جساماً

عدة توجت ببيعته ملكاً على هذه البلاد وتوليه إدارة الأمور فيها منذ عام 1402ه وعليه فإن الفهد من وجهة

نظري يعتبر ان اكثر العبارات تعبيراً عن حقيقته، وأقربها إلى نفسه وأكثرها التصاقاً بذاته عبارة «الإنسان المسلم».

ومن هذا المنظور فهو يعد نفسه أباً لمن يصغره سناً من مواطني هذا البلد، وأخاً لمن يقاربه في السن، واضعاً نصب

عينيه قول الله عز وجل (إنما المؤمنون إخوة) متمثلاً أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى ومنها

«المسلم أخو المسلم» وهذا الترابط الوثيق بينه وبين المواطنين يدعمه حرص أكيد منه على معرفة معاناتهم

وسعي حثيث على إزالة هذه المعاناة وتيسير سبل الحياة الكريمة لهم.




ولعل أكثر مايصوّر هذا التعبير، ويعكس حقيقته اختياره حفظه الله للقب «خادم الحرمين الشريفين» بدلاً من

«جلالة الملك»، فهذا الاختيار بحد ذاته يعكس طبيعة فهد الإنسان المسلم ومشاعره الحقيقية فعلاوة على

مايوحي به هذا اللقب من تواضع في الخلق هو سجية في الفهد لايشوبه ضعف، ومن بساطة في النفس جُبل

عليها بإهاب العزة الإيمانية فإنه يعبر عن أهم مايهتم به حفظه الله وهو خدمة هذا الدين وأهله من خلال

خدمة الحرمين الشريفين والعناية البالغة بعمارتهما وجميع مايتصل بهما، ومن خلال سعيه الدؤوب لعمارة

المساجد و***** المراكز الإسلامية في سائر أنحاء المعمورة امتثالاً لقوله تعالى: «إنما يعمر مساجد الله

من آمن بالله واليوم الآخر» وتطبيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة».


وشخصية الإنسان المسلم جعلت لديه حفظه الله حساسية مرهفة للغاية ضد الظلم وإحساساً عميقاً بأهمية

العدل والإنصاف ودورهما في احقاق الحق ودرء الظلم.. هذا الإحساس وتلكم الحساسية المرهفة انتجا

تعاطفاً وتفاعلاً ايجابياً مع المظلومين وكراهية ونفوراً من الطغاة والظالمين ولذا كانت أسعد اللحظات لديه

عندما يرفع ظلماً وقع على إنسان أو يحول دون وقوع ظلم كان وشيك الوقوع، وهو بهذا يحقق قول

الرسول صلى الله عليه وسلم «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً » فقال رجل: يارسول الله أنصره إذا كان

مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره».

وكذلك نجد شخصية الإنسان المسلم المتبع لتعاليم الدين في كل شؤون الحياة جليلها ودقيقها متجلية في

حرصه حفظه الله على ان تتم معالجته لكل أمر يعرض له بالشمولية التامة والحرص الشديد على تفاصيل

وجزئيات الموضوع، والمتابعة الدقيقة لكل مراحله، وكان هذا ولايزال دأبه في تناول جميع القضايا على

مختلف المستويات وتنوع المواضيع ملتزماً في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا

عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» وهذا يأتي من الإحساس الكبير بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه وأنه راع مسؤول عن رعيته.

وقربي منه وملازمتي له أطال الله في عمره أتاحا لي الاطلاع عن كثب على المشاعر الإنسانية الفياضة

التي يجيش بها صدره عند تفاعله مع الأحداث على مختلف المستويات، ومعرفة مبادراته الخيّرة التي تأتي

تجاوباً مع تلكم الأحداث محلية كانت أو عربية أو إسلامية أو دولية. هذه المبادرات تندرج في مجملها في

إطار عاطفة الإنسان المسلم المتفاعل مع الكون وحوادثه تفاعلاً إيجابياً منتجاً ولولا يقيني بأن الإخبار

عن تلك المبادرات والإعلام عنها أمر غير محبذ لديه لعددت بعضاً منها، لكنها معروفة سيذكرها الذاكرون

في مظانها المعلومة، وهو يقوم بما يقوم به من مبادرات أداءً للواجب، وسعياً وراء الأجر والثواب،

أعظم الله له الأجر وأجزل المثوبة.

هذا هو خادم الحرمين الشريفين كما أعرفه وكما يحب هو أن يعرفه الناس، حفظه الله وأيده بالعز والتمكين،

وحفظ الله صاحب السمو الملكي سيدي ولي العهد وصاحب السمو الملكي سيدي النائب الثاني لرئيس

مجلس الوزراء وجمع الله شمل الأمة الإسلامية على الخير وأدام على هذا البلد نعمة الأمن والرخاء،

والله يتولى الجميع بالحفظ والرعاية، إنه على كل شيء قدير
ام الفهود 2005
ام الفهود 2005
الله يحفظه ويطول في عمره
ويجزاه خير عن المسلمين اجمعين
جميلة وشايله هموم
مواقف للامير عبدالعزيز بن فهد








كيف عرض الامير عبدالعزيز بن فهد نفسه للخطر المحتم ...لينقذ حياة مقيم ؟



كتب ملحم كرم: كان يتكلم بانفعال وصوت يتهدج.. يتقطع ولا ينقطع.. تغشاه اللوعة الحارقة والأسى ملؤه الايمان والرجاء بالخالق لانقاذه مع زوجته والجنين الذي تحمله. هذا هو اللبناني شربل مزهر (39 عاما) الذي تعلو جسده 1600 قطبة عادت فنسجت وشدت الاف قطع اللحم التي تناثرت ونفذت من جسده الريّان. ولم أكن اعرف ماذا يريد مني ولكنني سمعت في لهجته صدقاً ومصالحة مع الحق يحرص على ان يقوله كاملا بلا نفخ ولا اسقاط مقاطع ولا تزييف. وقبل أن يبدأ الكلام علمت أنه لا يبكي لنفسه بل لـ18 شهيداً بينهم طفلاه جاد (7 سنوات ) وريا (4 سنوات) سقطوا في الانفجار الارهابي الدنيء البشع اللا انساني لمجمع المحيا السكني في الرياض.. وزوجته وهو كادا يكونان الضحيتين العشرين لولا رحمة الله ولطفه بعباده. *** كان يبكي اعجابا بالفتوة والمكرمة تصدران عن شاب كبير هو الذي لم يهرب ولم يلجأ الى المواقع الآمنة والمحمية، بل اقحم نفسه مختارا في المحرقة وساحة الانفجارات فهجم باتجاهها ليساعد انسانا تقطعت اكثر اوصاله وشرايينه ونزف اكثر من نصف دمه ليقترب منه ويسر في اذنيه: (ساعدني لاساعدك) فإنني وحدي لن استطيع القيام بكل الحمل. وظل يكافح ويناضل ويحرق اصابعه ووجهه وجبهته حتى قدر له، في فترة من الزمن مليئة بالمخاطر بسبب الرصاص المنهمر بغزارة نحو المجمع من المرتفعات المقابلة له، من المقاومة المستحيلة، ان يوقف النزيف بعض الشيء بل أن يهدئ من فورته المتواترة الغزيرة. وهكذا استطاع ان يقرب شربل مزهر من رجال الاسعاف الذين نقلوه الى الطوارئ في مستشفى الملك خالد الجامعي. ثم انبرى عائداً ليكمل ما بدأه باطفاء النيران وكل الناس الذين شهدوا المجزرة، ومراحل المكافحة المؤمنة لتطويقها، الذين لم يهربوا ولكن اكتفوا بالمشاهدة وبالتصوير، وكأنهم أمام مشهد للذكرى لا أمام مأساة انسانية تشكل حافزاً سريعاً على النصرة والانقاذ. كل هؤلاء اعجبوا بالفتى المقدام الباذل حياته فداء للأحياء المعذبين الملوث بالدماء الزكية وكأنه خارج من عملية استشهادية في فلسطين، فراعهم شبابه وسرعة تنقله وعافيته وايمانه الفاعل المؤمن، وزاد اعجابهم عشرات الاضعاف وهم يعرفون من المقدام ومن باذل الدم والحياة.. انه نجل خادم الحرمين الشريفين الأمير والوزير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز الذي تفوق في مجال هو للمغاوير والفدائيين ورجال الاسعاف والاطفاء، ثم للابطال الذين لا يقميون للحياة وزناً إلا بمقدار ماهي ثمن لمبرة ومكرمة والذين يعتبرون ان الحياة ليست عمرا انما هي اختصار العمر في عمل عظيم، وان البطولة الحق ليست بمقدار ما يكسب الإنسان المؤمن من جولات بل ان يأتي في النهاية مالكا انفاسه، لم تنقطع. وتابع شربل مزهر: اجل يا حضرة النقيب كانت تلك لوعتي وكان ذلك اعجابي: ان اكون عرضت حياة رجل بهذه المنزلة للقتل وانا انسان عادي بين البشر بينما هو قادر ان يعطي وان يحقق مواقف تتسع الى مدى افادة الوطن والأمة.. وكنت دائماً اعتقد ان الباذلين والذين يركبون المجازفات ليسوا المترفين، أهل الحكم والمال.. ومرة لم اعتقد ان حاكما، خصوصا اذا كان هو في مطلع عمره، يعرض سلامته لانقاذ بشر عاديين مملوءة الارض بامثالهم، فربتٌّ كتفه وطيبت خاطره وقلت له: انك تنطلق من خطأ فالكرام ليسوا مرتبات بل معادن وهم المسؤولون والنبلاء، في قسم كبير منهم اهل موقف ومبرة وفداء، وهم يرون اجرهم وثوابهم على الارض وفي السماء.. ومن وقعت عليه يا شربل واحد من هؤلاء في الطليعة.. ينام ليله مطمئن البال هانئا الى ما قام به من محامد، لا يعنيه أرضي عمله او أغضب بل يعينه ان يصيب راحة ضميره ثم غمسة من معين الحق وينبوع القلب . وسألت شربل: لماذا اعتصمت بالصمت حتى اليوم؟ فقال: لانني لمست عند هذا الامير كل معاني التواضع والبعد عن الاضواء ولأنه يعتبر ان ما يفعله هو لهناءة نفسه، ثم انه اداء مؤمن بين نبضه وبينه، فهو المثيب وهو الذي يمنح المكافأة الروحية والوسام، وتابع شربل: مهما تكلمت فلن احيط ببعض نبل تصرفه لان ذلك عمل موسوعي، ثم جهد جماعة. إلا ان ما يعزيني ويسعدني ان في ايامنا، وخصوصاً في فريق المسؤولين الشباب، فئة من هذه المجموعة اللماعة، واضاف: أيها النقيب لست جديد المعرفة بالسعودية، وقد عرفت منها وجوها مشرقة ومبرات لا توصف، إلا ان هذا الوجه الساطع الالمعية ما اكتملت صورته في رأسي مرة بهذا الشكل. واضاف: إن رجالا من هذا الوزن هم اهل لاحتمال المشقة والمعاناة وركوب المخاطر والمجازفات بلا تبرم ولا تذمر ولا شكوى.. انهم من مجموعة مختارة كرمها الله بالصبر العنيد والنفس الطويل.. فصارت ترى في كل ألم جديد وجها لأمل جديد. ** وبدأ شربل القائد السابق لمنتخب لبنان للكرة الطائرة، ورداً على اسئلتنا وطلبنا بسرد الدقائق والساعات التي لن تغيب عن باله يوما على رغم شكره الدائم لله الذي اعطاه وزوجته الحياة مجددا ليعيد بناء عائلة متسلحة بالايمان والرجاء والمحبة. في تلك الليلة المشؤومة من 8 تشرين الثاني (نوفمبر) وقرابة الساعة 11:15 مساء عدت الى منزلي في مجمع المحيا السكني بعد شرائي دواء لطفلي اللذين كانا مريضين، فايقظتهما وتناولا الدواء واخلدا الى النوم مجدداً. وفي هذا اليوم عادت زوجتي ماغي الحامل بشهرها الرابع من المستشفى الذي كانت دخلت قبل أيام من الحادثة المفجعة بسبب ارتفاع في الحرارة.. وكان يمكنها ان ترتاح في المستشفى لايام اضافية لكنها فضلت العودة الى المنزل بناء على طلب ورغبة جاد وريا في منتصف ليل السبت - الأحد وفيما كان الطفلان يخلدان الى النوم وانا اشاهد التلفزيون وزوجتي تقرأ، سمعنا دوي انفجار واطلاق رصاص على مدى دقيقة من الزمن فسارعت الى غرفة جاد وحملته ونقلته الى غرفة ريا معتقدا انها المكان الآمن لحمايتهما من هجمات ومطاردة بالسلاح الخفيف مستبعدا تفجير المجمع. في هذا الوقت دخلت زوجتي الى الغرفة التي ينام فيها جاد وريا وانا كنت في غرفتي ارتدي ثيابي استعداداً ربما رمحاولة النجاة مع عائلتي. وعندئذ دوى الانفجار ولكنني لم اسمع صوته على رغم قوته، واستيقظت على صراخ زوجتي التي تناديني وتنادي جاد وريا، كنت مطمورا بين الحطام ورأيت زوجتي في حديقة المنزل وانا داخل البيت الذي أصبح دماراً، نصف جسدي مطمور بين الركام، وبطني مفتوح والامعاء خارجة منه وزوجتي يعلو صراخها .وفي هذه الأثناء كنت أغيب عن الوعي ثم استعيده. وقلت لزوجتي: كفي عن الصراخ لانهم سيدخولن علينا ويقتلوننا. وهنا تابع شربل حديثه وبحسرة قال: شاهدت جاري وزوجته وابنه خارجين من منزلهم وهم مصابون بعض الشيء.. نادت زوجتي جارنا ليساعدنا على الخروج من بين الركام والنار.. وقالت له: شربل ما زال حيا ساعده. هنا رأيته يقترب مني، ثم اعتراه الخوف ولم يكمل طريقه نحوي وزوجته تناديه لأن الرصاص كان ما يزال منهمراً على المجمع، وهنا صرخت زوجتي وقالت له: كيف تذهب دون مساعدتنا لانقاذنا؟ النار تلتهم كل شيء وقد التهمت في حينه عائلة مصري داخل منزلها وهي تمتد نحونا. وختم: جاري أنقذ نفسه وزوجته وطفله وخادمته، وأحمد الله على ذلك واطلب له السماح من الخالق على تصرفه. ولأن الله لا يترك أحداً، سمعت زوجتي تصرخ قائلة: أنقذه.. ما زال حيا.. أنا أسمع كل ما يحصل حولي من دون أن تمكن من الحراك للخروج من الركام وكنت انزف والدماء تسيل من كل جسدي. وهنا سمعت أحدا يقول: انه ميت وزوجتي ترد قائلة: بل انه ما زال حيا حاول انقاذه وهنا تدخل شخص آخر واتجه نحوي قائلا: ساعدني فلا قدرة لي ان اسحبك من تحت الركام وحدي. ساعدني لأنقذك فأمسك بيدي ومددني الى لوح وسحبني نحو الطريق حيث تم نقلي الى المستشفى وعاد لمتابعة اطفاء النيران، وسمعته يقول: هناك أنين تحت الركام، لنفعل شيئا، وكانت ذاك صوت مربية الاطفال التي صعب نقلها على رغم محاولات عنيدة دؤوب. ولقد تم نقلي الى مستشفى الملك خالد الجامعي وسمعت الممرضة تقول للأطباء، وضعه خطر جداً فيجب ادخاله فوراً غرفة العمليات، وما زلت أذكر ان امعائي كانت خارج بطني وكنت بحاجة الى 16 وحدة دم أي 8 ليترات وقد أشرف على اجراء عمليتي خمسة اطباء (وهنا كشف لنا شربل عن جسده الذي تعرض للتشويه من جراء الانفجار والقطب في جسمه 1600) وبعد حوالي 12 سعة في غرفة العمليات استيقظت على صوت أحد الاطباء المصريين يقول: (مبروك لقد كتب لك عمر جديد). وهنا سألنا شربل: هل عرفت اسم الشخص المقدام والشجاع الذي أنقذك من تحت الانقاض؟ دمعت عيناه وقال متأثرا: إنه سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وكنت قد سمعت بعد أيام من الحادث الاجرامي أنباء تفيد ان الامير عبدالعزيز بن فهد دخل مجمع المحيا بعد الانفجار وعمل على انقاذ المصابين واطفاء النيران كل ما أعرف ان منزل الامير عبدالعزيز قريب من مجمع المحيا السكني وكنت حريصا ومصمما على معرفة اسم الشخص الذي سأكون مدينا له كل أيام حياتي. وأضاف: بعد أيام من الانفجار عدت الى لبنان لمتابعة العلاج.. وعندما تعافيت نسبيا قررت العودة الى المملكة العربية السعودية للتعرف الى الشخص الذي أنقذ حياتي بفضل الله. فطلبت مقابلة سمو الأمير عبدالعزيز لمعرفة حقيقة ما حدث في تلك الليلة المشؤومة وقد علمت من اصدقاء ان سموه كان يرغب في لقائي دون ان أعرف السبب. وهنا سألنا شربل: هل تأكد ان الذي انتشلك من بين الركام هو سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد؟ فرد قائلاً: تواترت أنباء عن ان سمو الأمير عبدالعزيز كان أول الواصلين الى المجمع بعد تفجيره ولهذا صممت ان التقيه لمعرفة هل هو الذي أنقذني؟. ولقد تشرفت بلقائه، وقال لي: أحمد الله على ما أنت عليه اليوم لانك لم تر كيف كان جسدك لحظة نقلك الى المستشفى. وتحادثنا عن تلك الليلة وهنا بدأ سموه بالكلام عن تفاصيل لن أنساها ما حييت وعندها تأكد لي ان هذا الشاب الشجاع المقدام الذي أنقذ حياتي هو سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز الذي روى لي كل شيء بالتفاصيل الدقيقةوربط صورا كانت متقطعة في ذهني بعضها ببعض كما حدثني عن أنين صادر من تحت الركام وعن النيران التي كانت تقترب منا. (ساعدني لأنقذك) عبارة رددها سموه عدة مرات وهي العبارة التي سمعتها وانا تحت الركام أنزف. كذلك أخبرني أين كان المجرمون الذين اطلقوا النار على المجمع وقال لي سعيت جاهدأً لردعهم، وبدا متحسراً على الضحايا وعلى انه جهد لصدهم ولم يفلح كليا. وماذا بعد؟ قال شربل: أشكر الله على انقاذ حياتي وحياة زوجتي والجنين الذي تحمله على يد رجل نبيل وخلوق وشجاع، وجاد وريا الآن هما في مكان أفضل من المكان الذي نحن وكل البشر فيه، الله اختار ان يختارهما الى جواره، فهو تدخل وأخذهما الى مكان هو حتما أفضل من هنا، والله أعطاني وزوجتي القوة لمتابعة حياتنا وتأسيس عائلة من جديد، عائلة مؤمنة بربها وبالصلاح والخير والسلام والمحبة، والى سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز فإن اللسان يعجز عن الكلام الذي علي أن أقوله له عرفانا ووفاء وهو الانسان الذي أنقذني مُعرضا حياته ان الله يكافئه على شجاعته فنحن لا نستطيع ان نرد له الدين إلا بالدعاء له ولعائلته ولخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز . أنا رفضت مراراً التحدث عما حصل لي ولعائلتي من جراء الانفجار ولكن هذه المكرمة لا يجوز طمسها بل يتحتم تعميمها لتظل قدوة وامثولة وانموذجا لفاعلي الخير يُحتذى، وردا على سؤالنا هل انه سيعود للعمل في المملكة العربية السعودية؟ قال شربل المتأثر بشجاعة ومروءة الأمير عبدالعزيز: أولويتي هي ان تلد زوجتي وهي في شهرها السابع وأتمنى أن يتم كل شيء على خير بإذن الله والجنين اليوم هو بألف خير ولله الحمد وسأتابع علاجي، والعودة الى السعودية محتومة فالمملكة بلدي الثاني، ولي في السعودية أهل وأصدقاء سعوديون. وأنا أحطت بعناية أخوية من كل المسؤولين والمواطنين الذي تواجدوا بكثافة الى جانبي... وختم شربل حديثه ل(الحوادث) بشكر كل الذين ساعدوه في المصيبة، ولم نعدد الأسماء كيلا ينسى أحد، وقال: الأمير عبدالعزيز بن فهد أمير كبير وأنا مدين له مدى العمر بحياتي




جميلة وشايله هموم
موقف اخر لامير الانسانية عبدالعزيز بن فهد



ماذا فعل الامير عبدالعزيز بن فهد بخيمة طلاب تحفيظ القران بالعاذرية



بينما كان { طلاب حلقة تحفيظ القرآن الكريم بجامع الملك عبد العزيز بالعليا } قد نصبوا خيمتهم المتهالكة المتواضعة في بر العاذرية القريب من مزرعة الأمير عبد العزيز بن فهد بالعاذرية إذ حدث لهم أمر عجيب .

كان هؤلاء الحفظة مع مشرفيهم قد عقدوا العزم على الذهاب في نهاية الأسبوع إلى البر القريب من الرياض للإستمتاع بالخيرات التي أكرم الله هذه البلاد والعباد بعد تلك الأمطار المباركة ولكي يضفوا على الطلبة الجو المناسب للترفيه المفيد والتغيير النفسي والصحي .

وفعلاً ذهب المشرفون مع الحفظة ونصبوا خيمتهم المتواضعة والمتوافقة مع إمكانياتهم .

إذ لا يخفى عليكم يا أحبه مدى سوء حال الحلقات والدور من الناحية المادية ومع ذلك فإن للخيرأناس وللداعمين ألف شكر وفوقها حبة رأس .

وعندما إنتهى الحفظة من إكمال وتجهيز الخيمة وملحقاتها وبدأ البرنامج المعد للرحلة والمصاحب له العديد من الفقرات النافعة والمفيدة والقيّمة جزى الله القائمين عليها خير الجزاء وأعانهم وضاعف أجورهم .

إذ مالبثوا إلا وسيارة جيب تقترب منهم وإذا بها بجانبهم ويخرج منها رجل ويسلم عليهم ويسألهم ماذا تريدون وماذا تفعلون ومن أنتم , وكانت الإجابة من المشرف العام على جامع الملك عبد العزيز بالعليا أن السبب الرئيس في هذا التجمع ما هو إلا لإضفاء الجو الترفيهي لحفظة كتاب الله في الجامع المذكور أعلاه فقط لا غير .

عندها تمنى لهم هذا الرجل كل خير وفارقهم .

هذا الرجل هو { عبد الله المديهش }

ثم مالبث إلا ساعة وإذا بالسيارة تأتي مرة أخرى ووراءها سيارة نقل كبير { دينا ْ} تُقل 3 خيام جديدة من الطراز الفاخر إضافة إلى 3 خرفان نعيمي

ناهيكم عن التجهيزات المصاحبة للخيام من مولد الكهرب إلى دورات المياة إلى مستلزمات المطبخ والفواكة وغيرها .

ناهيكم مرة أخرى عن هدية لكل طالب تحفيظ بالإضافة إلى المشرفين عبارة عن { عباءة - فروة طفيلية -

عندها بدأت الدهشة تملأ محيا الحفظة والمشرفين إذ هم بين مصدق ومكذب ! ولكن الرجل أي عبد الله المديهش وفقه الله ذكر لهم أن هذا من الأمير عبد العزيز بن فهد وأن هذه توجيهاته عندما أخبره أن شباب جامع الملك عبد العزيز قد حلوا في صحراء العاذرية .

ولقد رفع الحفظة ومن يشرف عليهم شكرهم الجزيل للأمير عبد العزيز وثمنوا له هذا الكرم وهذا الخلق الأصيل .

وبعد برهة من الوقت وقبيل المغرب إذا بسيارة جيب أبيض تقترب منهم وتطلب منهم الإستضافة ولايوجد في السيارة سوى رجل واحد هو من يقودها وقد تلثم بغطاء رأسه , وماكان من المجموعة إلا أن رحبت به ودعته للنزول .

وعندما ترجل من السيارة إذ به الأمير عبد العزيز بن فهد قد أتى بنفسه ولوحده ليطمئن على التجهيزات التي عمّد بتأمينها لحفظة كتاب الله ومن يشرف عليهم .

ولقد أبدى الأمير فخره بهؤلاء الشباب الحفظة لكتاب الله وشد من ازرهم ورفع همهم وأنهم خير شباب يمثلون الوطن وتوعد الأمير بتأمين إي إحتياجات للحلقة في مسيرتها القادمة وتمنى لهم مزيداً من الرفعه والرقي والإستمرار والتوسع .

نعم كان ذلك الأمير عبد العزيز بن فهد حفظه الله المعروف بحبه للخير وأهله والمشهود له بدعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف معهم في الأزمات والمحن وما يحتاجونه في سبيل إقامة هذه الشعيرة المهمة .



لله دره هذا الرجل ولله در كل مسؤول في جزيرة الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحمل هم الأمه ويبذل ما يستطيع أن يبذله


مادام معايه القمر
الله يحفظه من كل مكروه ويطول في عمره