purple_rose

purple_rose @purple_rose

محررة فضية

عبد العزيز الرنتيسي .. أسد فلسطين

الملتقى العام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





هكذا أضحى حالنا اليوم حين نقلّب ذكريات الوجع والحنين، ونستحضر الرجال الأفذاذ الذين أثروا حياة أمتنا و عاشوا للقضية الفلسطينية، وعاشت القضية بهم ردحًا من الزمن.



الرنتيسي .. مولده

وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947 في قرية يبنى (بين عسقلان ويافا)، ولجأت أسرته بعد حرب 1948م إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها ستة شهور ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة وأختين.


الرنتيسي .. طفولته

يتذكر الرنتيسي طفولته، فيقول: "توفي والدي وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية، فاضطر أخي الأكبر للسفر إلى السعودية من أجل العمل". ويردف: "كنت في ذلك الوقت أعد نفسي لدخول المرحلة الثانوية، فاشتريت حذاء من الرابش (البالة)، فلما أراد أخي السفر كان حافيًا، فقالت لي أمي أعط حذاءك لأخيك فأعطيته إياه، وعدت إلى البيت حافيًا.. أما بالنسبة لحياتي في مرحلة الثانوية فلا أذكر كيف دبرت نفسي".

الرنتيسي .. دراسته
التحق د. عبد العزيز الرنتيسي وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضًا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة وأنهى دراسته الثانوية عام 1965م. وكان الرنتيسي من المتفوقين، وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث اللاجئين (أونروا) وهناك درس طب الأطفال في مصر لمدة 9 سنوات وتخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976. وبدأ الرنتيسي العمل في مجال الطب عام 1972، وتزوج عام 1973م وهو أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات)
...





الرنتيسي .. أعماله:


شغل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، والهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978م محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.



الرنتيسي والحركة الإسلامية

وعن بداية مشواره مع الحركة الإسلامية يقول الرنتيسي إنه تأثر أثناء دراسته بمصر كثيرًا بالشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي، وكانا يخطبان في مسجدي السلام بـ(ستانلي، والقائد إبراهيم) بمحطة الرمل في الإسكندرية.

وأضاف الرنتيسي: "كانت الخطب سياسية حماسية؛ فمحمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية، وكان يواجه السادات بعنف في ذلك الوقت؛ وهو ما ترك أثرًا في نفسي، فلما عدت من دراسة الماجستير بدأت أتحسس طريقي في الحركة الإسلامية مقتديًا بأسلوبه ونهجه"، موضحًا أن أول مواجهة له مع الاحتلال الصهيوني كانت عام 1981م حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم اعتقل عام 1983م على خلفية رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال الصهيوني.


الرنتيسي وتأسيس حركة حماس

كان الرنتيسي أحد قيادات الإخوان المسلمين عندما شارك الشيخ أحمد ياسين في تأسيس حركة حماس وإطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987م، ويقول الرنتيسي عن ملابسات ***** الحركة ودوره فيها: "كنتُ مسئولَ مِنطقة خان يونس في حركة الإخوان المسلمين، وفي العام 1987م قررنا المشاركة بفاعلية في الانتفاضة، وكنا سبعة؛ الشيخ أحمد ياسين وعبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار، وقد اخترنا اسما للعمل الحركي هو حركة المقاومة الإسلامية، ثم جاء الاختصار إلى حماس"...



الرنتيسي والاعتقال

تعرَّض د. الرنتيسي جرَّاء تأسيس حركة حماس إلى ملاحقة جيش الاحتلال وقوَّات الأمن الصهيونية، واعتُقِلَ عددًا من المرَّات، وكان هو أول المعتقلين من قيادات حماس بعد الإعلان عن إطلاقها، وكان ذلك في العام 1988م، وبلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها في السُّجون ومراكز الاعتقال الإداريِّ الإسرائيليَّة سبع سنواتٍ، وكان أحد المُبعدين من قيادات الانتفاضة إلى مرج الزُّهور في جنوب لبنان في العام 1992م، كما اعتُقِلَ في سُجون السُّلطة الفلسطينيَّة 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرًا قضاها في العزل الانفراديِّ.


ويقول مستذكرًا تلك الأيام: "منعت من النوم لمدة ستة أيام، كما وضعت في ثلاجة لمدة أربع وعشرين ساعة، لكن رغم ذلك لم أعترف بأي تهمة وجهت إلي بفضل الله".
وقد حاولت السلطة اعتقاله أكثر من مرة، ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله...



الرنتيسي .. شخصيته

كان زعيماً سياسياً فذاً، وقائداً شجاعاً، جريئاً في قول كلمة الحق، وفي التصدي للصهاينة اليهود وغير اليهود، لم يخف من عمليات الغدر التي يقومون بها لاغتياله، ولم يخش الآلة العسكرية الجبانة التي يستخدمها الشوارين في ملاحقته وإخوانه.. كان يعد نفسه مشروع شهادة يتمنى تحقيقه، ويسعى إليها، ولولا ضرورات العمل، لما اختفى عن الأنظار، ولولا وجوب الحذر المأمور به شرعاً وتنظيماً، لبرز إلى أولئك الأفاقين وجهاً لوجه.

كانت له شخصيته الرزينة، ومنطقه الحكيم الذي يقنع به محاوره، ويعبئ به الجماهير، ويغيظ الصهاينة وعملاءهم.. شخصيته شخصية مواجهة دون مواربة، فقد كان يرى ويطالب بضرب أي صهيوني تقدر على ضربه في أي زمان ومكان، لأن الصهيوني محارب خسيس يتزيا للناس بأزياء مخادعة، وإذا تمكن منك غدر بك.

وشخصيته القوية العنيدة في مواقفها السياسية والجهادية، جعلت له سجلاً حافلاً بالكفاح في سائر الميادين، وعرضته للاعتقال، من اليهود ومن عناصر السلطة، مرات ومرات، وعرضته للإبعاد إلى مرج الزهور، وإلى التعذيب لدى كل من الأعداء والخصوم الذين كانوا يسعون للقضاء عليه بشتى السبل والأساليب...



صفاته:



الحنان والعطف

فقد كان ذا قلب كبير، وصفه ابنه الكبير محمد بقوله: "إن الصورة التي في أذهان الناس عن والدي، أنه الثوري الشديد وهذا صحيح –لكنه داخل الأسرة، صاحب الحنان الكبير، والقلب الرؤوف الهادئ.. كنا إذا أصررنا على شيء ربما لا يريده، كان ينزل عند رغبتنا ويراضينا، خطابه المتشدد في الإعلام لم يكن في المنزل. وأكثر حنانه ومحبته كانت لأحفاده، فقد كان يحب الأطفال".



الربانية

فقد كان ربانياً يرى المقاومة دليلاً على صدق الإيمان، وأن الإيمان وقود المعركة. وكان قوي الأمل بنصر الله القريب، حتى وهو يعيش أقسى الظروف. وأن هذه المرحلة القاسية التي تحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل، هي المرحلة الماهدة لمرحلة التمكين في الأرض إن شاء الله.



النخوة ومساعدة المحتاجين

كان صاحب نخوة ومروءة ونجدة، يضني جسمه من أجل الآخرين، وخاصة الفقراء والمحتاجين.. كان في سبعينيات القرن الفائت يذهب إلى القرى النائية في البادية مشياً على قدميه، قاطعاً العديد من الكيلومترات، وهو يحمل حقيبته الطبية، من أجل تطبيب الفقراء، وختان أطفالهم مجاناً..

وكانت له أنشطة خيرية أخرى في القرى والأرياف التابعة لخان يونس، ضمن أنشطة جماعة الإخوان المسلمين.. والإيثار من السجايا التي صاحبته منذ صغره، وحتى لحظة استشهاده، فعندما كان صغيراً اشترى حذاء مستعملاً من المخيم، وعندما قرر أخوه الذي يكبره، الذهاب إلى السعودية للعمل، ولم يكن له حذاء، آثره عبد العزيز بحذائه، وبقي حافياً.


شجاعا
كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بمجرد ما يؤخذ إلى أقباء التحقيق يهاجم المحققين ويشتبك معهم باللكمات حتى يغمى عليه من شدة ما يلقى من أهوال التعذيب.
ولم يأخذوا منه أي اعتراف، ولائحة الاتهامات ضده كانت تتم باعتراف الآخرين عليه، وليس باعترافه هو.



كاتبا

كان القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي حتى آخر أيامه، وفي ظل أقسى ظروف الحصار والملاحقة، يتابع كتابة زاويته في جريدة (الأمان) وفي جريدة السبيل وجريدة البيان الإماراتية، والوطن القطرية وسواها من المنابر الإعلامية.



شاعرا

كان شاعراً، وكان إخوانه وتلاميذه المجاهدون يحفظون الكثير من شعره الذي يتغنّى فيه بالحرية، وتحرير فلسطين من الاحتلال. وهو شعر خطابي حماسي في غالبه، وذو رسالة يريد أن يؤديها، ولم يكن شعر احتراف أو عبث، وقد نشر بعض شعره في الصحف والمجلات، وبقي قسم آخر لم ينشر، منتظراً أصحاب الهمة والغيرة لجمعه ودراسته وإصداره في ديوان.

ومن شعره فقط:
قصيدة بعنوان: "حديث النفس"
إن تصبري يا نفس حقا ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتـع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعـي
إلا بنيــل شهادة فتشفعــي



من أقوال الرنتيسي

- "أرض فلسطين جزء من الإيمان. وقد أعلنها الخليفة عمر بن الخطاب أرضاً للمسلمين قاطبة. ولهذا، لا يحق لفرد أو جماعة بيعها أو إهداؤها."



- قال ذات مرة في لقاء باللّغة الإنجليزية:: " «هل نحن خائفون من الموت؟ إنه الموت.. سواء بالقتل أو السرطان.. الموت واحد.. نحن جميعا ننتظر آخر يوم في حياتنا.. لن يتغير شيء.. سواء كان بالأباتشي أو بالسكتة القلبية.. وأنا

أفضل الأباتشي I prefer Apatchi ".


- ومن أقواله أيضا: «أمريكا تعلن الحرب على الله وبني صهيون يعلنون الحرب على الله والله يعلن الحرب على أمريكا وعلى بني صهيون».


- في أحد اللقاءات عندما سئل عن ردة فعله عندما علم أنه في قائمة المطلوبين في الكيان الصهيوني، قال: «لكل أجل كتاب فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.. وبصراحة يا حبذا لو كانت شهادة».
- قال عن الثأر للشيخ ياسين: «نحن لا ننسى دماءنا، وأعني بنحن: حركة فتح وكتائبها، حركة الجهاد وسراياها، الجبهة الشعبية وكتائبها، الجبهة الديمقراطية وكتائبها، وحماس وكتائبها، خندق المقاومة فيه متَّسعٌ للجميع».



استشهاد الرنتيسي

في العاشر من يونيو 2003م نجا صقر حماس من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني، وذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته ، حيث استشهد أحد مرافقيه و عددٌ من المارة بينهم طفلة.

و في الرابع والعشرين من مارس 2004م، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة حماس في قطاع غزة ، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين ليسير على الدرب حاملاً شعل الجهاد؛ ليضيء درب السائرين نحو الأقصى.
استيقظ الرنتيسي فجر يوم السبت 17 أبريل 2004م واغتسل، وتعطر، وانطلق لسانه ينشد، على غير عادته، نشيداً إسلامياً مطلعه:
أن تدخلني ربي الجنة
هذا أقصى ما أتمنّى


لتكون من آخر الكلمات التي تفوه بها أسد فلسطين الشهيد الرنتيسي.

وفي مساء 17 أبريل 2004م قامت مروحية صهيونية تابعة للجيش الصهيوني بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي فقتل مرافق الدكتور ثم لحقه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارئ، ومن وقتها امتنعت حركة حماس من إعلان خليفة الرنتيسى خوفًا من اغتياله.



وقد شارك أكثر من نصف مليون فلسطيني في تشييع الشهيد الرنتيسي ومرافقيه اللذين استشهدا معه، وقامت مظاهرات حاشدة في سائر الدول العربية، والإسلامية والأجنبية تندد بالجريمة النكراء



هذا هو طبيب الأطفال، وهذه سياسته التي بقيت وما استطاعت صواريخ الاحتلال بكل ما تحمله من تكنولوجيا أن تغيب هذا القائد عنا سوى بجسده...


.................................




طبت حيا و ميتا أيها القائد و المجاهد و البطل



اللهم انصر حماس و الفصائل المجاهدة في فلسطين على اليهود الظالمين و من والاهم و من تآمر معهم !


23
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

معصوبه بالعسل
معصوبه بالعسل
اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين 
واعلي راية الجهاد والدين  اللهم آمين



الله ينصر المسلمين بكل مكان  
NOOOR**
NOOOR**
اللهم اعز الاسلام والمسلمين 
والله يرحم اموات المسلمين 
ينسوون
ينسوون
اللهم انصر المسلمين على اليهود والروافض والمنافقين
رحمه الله ورحم شهداء المسلمين وامواتهم
UmEyad
UmEyad
الله يرحمه ويرحم جميع المسلمين
purple_rose
purple_rose
موضوعي هذا لفئة معينة انتقصت من قدر حماس و اتهمتها بالعمالة لاسرائيل !
لو كانت عميلة كما تقولون لما قتل منهم أحد !
و لما بذلت اسرائيل كل هذه الجهود من وسائل تقنية حربية و تجنيد للجواسيس و حروب لكي يغتالوا أعضاء حركة حماس !