ولد الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله في قرية سبرباي إحدى ضواحي مدينة طنطا
في محافظة الغربية في22 اكتوبر 1919 م
ونزحت أسرته إلى الفيوم وكان جده عبد الله طه على الرزيقي من أعيان الفيوم
وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله
قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية والتي تخرجت على يديه الكثيرين من قادة المؤسسة العسكرية.
درس في كتاب القرية وتدرج في التعليم وبعد حصوله على الثانوية العامة
من مدرسة الخديوي اسماعيل بكلية الطب بناء على رغبة أسرته،
ولكنه بعد عامين من الدراسة فضل الالتحاق بالكلية الحربية التي كان متعلقا بها
انتهى من دراسته برتبة ملازم ثان ،ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول ،
وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بإمتياز في انجلترا
أجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ،
و إنتسب أيضا لكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة ،وانتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الإستراتيجية هي الاقتصاد.
كان عبد المنعم رياض يؤمن بحتمية الحرب ضد اسرائيل ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصرا عليها
إلا في إطار استراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية.
من أقواله المأثورة أن تبين أوجه النقص لديك، تلك هي الأمانة ،
وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو متوفر لديك، تلك هي المهارة.
أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت8 مارس 1969م موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
في صبيحة اليوم التالي الأحد قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
يشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه.
وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر كما أطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة وأحد شوارع المهندسين (وأكبر شارع ببلبيس سمى باسمه)
