عبودي يقلد طرزان ..!!

الاستاذه الكاتبه بدرية البليطيح
خصتنا بهذه الحادثه المفزعه (((موقع اللجنه الوطنيه للطفوله ))
لكن كعادتها قدمتها على طبق ادبي رائع
لك كل الشكر وفي انتظار المزيد


عبودي يقلد طرزان ..!!



عندما عادت الأم من عملها منهكة تناولت كعادتها مع أطفالها وجبة الغداء الذي أعدته الخادمة وانطرحت على الفراش لتغط بنوم عميق فبل استئناف معركة جديدة مع الأطفال ومراجعة دروسهم وقت المساء..

لم تتصور أن تصحو مفزوعة على مشهد مرعب بطله طفلها الصغير عندما أحضر لها محمولاً والدماء تنزف من فمه وأنفه وهو فاقد الوعي وأخته التي أحضرته تسقط بجانبه مغشي عليها ..لم يكن ذلك مشهداً من فيلم بل من مسرح الحياة الحقيقي ..ففي غياب الأم إما بعملها أو بنومها قد يحدث مالا يتصوره عقل ..هل تتصورون ماذا فعل هذا الصغير ذو الثلاث سنوات والنصف مستغلاً انشغال الأسرة عنه ؟

لقد تسلل لسطح المنزل وصعد لسطح الخزان العلوي عبر السلم الثابت وقفز أمام أخته التي تكبره قليلاً بحركة بهلوانية أصابتها بالصدمة ومن لطف الله به أن وقوعه لم يكن بمواقع مميتة بجسده مع تحطم الأسنان ورجوعها للثة وتمزق الشفاه وجروح شديدة بالوجه ونزيف حاد .

صحت الأم مفزوعة لا تجد من يجيبها أو من يسعف طفلها لأن والد الطفل بالعمل وأخيراً تم إيصاله للمستشفى ولم يجدوا بالمستشفى القريب جراح فاستمر النزيف لحين نقله لمستشفى آخر ولم تنتهي العمليات الجراحية بوجهه إلا وقد أصفر لونه وشحب بل أصبح كالعصفور الصغير المصاب بلا حركة ..والسؤال المطروح:

مع إيماننا بالقضاء والقدرهل ننتبه لوقوع مثل تلك الأمور ونحتاط فالسطح دائما مغلق ولكنه قد يفتح بأية لحظة وبه سلم يؤدي للخزان بلا حواجز ولو كان سقوط الطفل على الشارع لفقد الحياة ..

وبعض المستشفيات إذا لم يكن بها طبيب للطوارئ ولمثل تلك الحالة فما الداعي لوجوده .؟؟

أنا زرت الطفل وأخذت له صورة تمزق القلب وهو يئن ليراها كل طفل وأم أصادفها وقد خرج من المستشفى ولله الحمد ولكنه لا يستطيع الأكل لأنه فقد أسنانه :22: وتم فتح اللثة لخلع ما انغرس بها من أسنان ثم خياطتها والشفاه مليئة بالغرز المخيفة ...كفاكم الله شر المواقف المخيفة ..وسلامتك ياعبودي ...!!



عذراً إن سببت لكم الازعاج ..

بدرية البليطيح


http://childhood.gov.sa/vb/showthread.php?t=876