....

ها هو رمضان قد أقبل ..! يحمل البشائر، ويدق بيد الخير أبواب المنتظرين
فتشرع الأبواب ..! وإذا باللطائف تنثال بالحبور على الروح المتوقة.. نثار عسجدٍ في سماء ليل المحبين فتغرد لها الروح ..!! وتتهيأ أركان النفس الطيبة ، جامعة أطراف العزيمة مقبلة بشوق ويقين نحو الطاعات ..
تقتطفها زهوراً من غصون الفرائض والنوافل والمستحبات.. لترصّع بها سطور أعمالها ، كي تحضى بالرضا من رب كريم
أو ليس الصوم خالصاً لله دون سائر العبادات .. ؟ أليس هو امتثال قلبٍ محبَّ لأمر الله ..؟ يوقظ به سجاياه المفعمة بالطهر .. فينشد قرباه ، ويرجو رضاه ..؟! ياأيها العابد القاصد وجه الله ..! كلما زدت في صومك إحساناً ، زدت من المعبود إنعاماً ..! وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..؟! ** آه لو أدرك المسلم الصائم القائم العابد مقدار عطاء الله ..! وما أعدّه له في الآخرة من ثواب ماكان صرف لحظة من عمر ساعاته الثمينة.. لغير خشوع التسبيح للمعبود ..!
كل تصنيفات البشر وخيالاته تذوب في الهواء ..! فأنّى لبشر مقيّد بحدود من العلم والتصور .. أن يحيط إدراكاً وتصوراً بماأعده الله من نعيم مطلق ..!
وجزيل كرمٍ ، وفيوضات عطاء ..؟! هناك مامن زمانٍ ولا مكانٍ ولا أنا ..
ترفع الحجب ، وتلغى الحدود !
( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ). وماأروع وأعظم الجزاء إن كان من عند الكريم ..!! بشاراته تترى.. روح وريحان .. ونعيم مقيم ..! هي جنات وليست بواحدة ..! خضر .. نضر .. مضيئة روعةً وسحراً ..! فيها من مسارح بهجة ومسرات .. وتسبيحات أملاكٍ كرام .. وعبق فريد من غراس الخُلود .
مايفوق خيال الإنسان المحدود ..! يتراءى فيها الماء الزلال لجيناً ،
والعسل ذهب مصفى ، والراح لذة للشاربين
والثرى طيباً يعانق عفره الأرواح المتنقلة بين المباهج .. المفعمة بنعيم لم يخطر على قلب بشر ..!
وفي الحياة الدنيا ..
من صام رمضان ، وعمل بمقتضى الإيمان.. وصارت لذته في مصابرة نفسه عمّا تميل إليه .. وفي التقرب إلى كل ماينال به رضا الله عليه .. وجد حلاوة الطاعة طمأنينة وسلاماً .. وكان من الذين يوافق فيهم القول : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك
عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك
وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء..
**
وعد الله وبشارته تنتظرك أيها المحسن في صيامه: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه ).
العطايا الربانية تنهمر على قلوب العباد المحبين المقبلين .. كغيث يسقي سنابل الخير التي تنبت في أرض صحائفنا .. فتتفتق من كل سنبلة مائة حبة ، ويضاعف الله مايشاء لمن يشاء ..! وتتفتح أبواب السماء وتتصل بأسباب الأرض .. فلا يرد الكريم الدعاء : ( ثلاث دعوات لاترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ) .
**
قبس من النور ~ ذكر أبو الدرداء فقال : " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم شديد الحرارة ، حتى وضع الرجل يده على رأسه
اتقاء الحر ، ومافينا صائم إلا النبي وابن رواحة". كان مستغرقاً في عبادة الصوم مفرغاً تفكيره عن الحر والتعب منصرفاً بجهده إلى الله شاكراً إياه
ينشد مزيداً من القربى ،ومزيداً من رضاه ..! ذاك هو النبي وقد غفر الله له ..! فماذا ترى نحن صانعون ؟! 🌙🌼
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا .
تاريخ الإرسال: يوم أمس
كل عام وانت والجميلات فيضنا الغالية بخير وصحة وسعادة
مبارك الشهر عليك وعلينا
وانها لنعمة بالغة ان بلغنا الله اياها
فلك الحمد والشكر يا الله
سلمت يداك غاليتنا فيض على تلك البداية الجميلة والمحفزة
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض الواحة الرقراق وعطرها