لقد إهتم العلماء الربانيون بقضية إصلاح القلب ومعرفة أمراض القلوب وهي تعد قضية المؤمن الأولى بعد إذ نجاه الله من الكفر فالمؤمن بين الخوف والرجاء ويجب عليه الحذر والخوف من أمراض القلوب لسرعة تقلب القلب وصرفه عن الوجهة التي يريده الله عليها ولذلك يحرص عدوالله الشيطان ان يحدث في القلب ولو ثغرة واحدة أو منفذ تحول بين المرء وبين خلوص القلب لله ومن كانت فيه خصلة من هذه الخصال ففيه خصلة حتى يدعها ولايخاف ولايحذر على نفسه من هذه الخصال إلا مؤمن ولايأمنها إلا منافق وبقدر أمراض القلوب وشبهاتها تكون درجة سلامة قلبه
فإذا علمنا أن عمر رضي الله عنه كان يخشى على نفسه من أمراض القلوب وأكثر من ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعلم أهمية هذا الموضوع وتعاهد القلب وتهذيبه وإصلاحه دائما حتى نلقى الله بقلوب سليمة خالصة لله وحتى لانجعل للشيطان في قلوبنا أي سبيل فلقد ذهب عمر الى حذيفة رضي الله عنهما يسأله هل اسمه من أسماء المنافقين الذين أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم له بهم
ومن هو فداه أبي وأمي هو هو الفاروق الذي ماسلك فجا إلا سلك الشيطان فجا أخر وهو أحد المبشرين العشرة بالجنة
وهذا ليس له وحده بل ثبت
في الصحيح أن ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه
وهذا يدل على أهمية الموضوع لكل مؤمن يؤمن بالله ويهتم بصلاح قلبه
ولقد ذكر ابن قيـم الجوزية
أنواع المرض
مرض القلوب ومرض الأبدان
المرض نوعان: مرض القلوب ومرض الأبدان وهما مذكوران في القرآن.
ومرض القلوب نوعان: مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغي وكلاهما في القرآن
قال تعالي في مرض الشبهة
" في قلوبهم مرض ، فزادهم الله مرضا"
( البقرة : 10 )
وقال تعالي
" وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد
الله بهذا مثلا "
( المدثر: 31 )
وقال تعالي في حق من دعي الي تحكيم القرآن والسنة ، فأبي وأعرض
" واذا دعوا الي الله ورسوله ليحكم بينهم ، اذا فريق منهم
معرضون. وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين. أفي قلوبهم
مرض أم ارتابوا؟ أم يخافون أن يخيف الله عليهم ورسوله؟
بل اولئك هم الظالمون "
( النور: 48 )
فهذا مرض الشبهات والشكوك.
مرض الشهوات
وأما مرض الشهوات
فقال تعالي
" يانساء النبي لستن كأحد من النساء ، ان اتقيتن فلا تخضعن
بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض "
( الأحزاب: 32 )
فهذا مرض شهوة الزنا والله أعلم
مرض الأبدان
وأما مرض الأبدان فقال تعالي
" ليس علي الأعمي حرج ، ولا علي الأعرج حرج ، ولا علي المريض حرج "
( النور: 61 )
وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع : يبين لك عظمة القرآن ، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه قواعد طب الأبدان
ان قواعد الأبدان ثلاثة
حفظ الصحة ، والحمية من الأذي ، واستفراع المواد الفاسدة.
فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة ، في هذه المواضع الثلاثة ، فقال في آية الصوم
" فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام آخر "
فأباح الفطر للمريض : لعذر المرض ، وللمسافر: طلبا لحفظ صحته وقوته ، لئلا يذهبها الصوم في السفر: لاجتماع شدةالحركة ، وما يوجبه من التحليل وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل ، فتخور القوة والضعف ، فأباح للمسافر الفطر حفظا لصحته وقوته عما يضعفها.
استفراغ الرديء
وقال في آية الحج
" فمن كان منكم مريضا أو به أذي من رأسه ، ففدية من صيام أو صدقة أو نسك "
( البقرة : 196 )
فأباح للمريض ومن به أذي من رأسه: من قمل أو حكة أو غيرهما أن يحلق رأسه في الاحرام: استفرغا لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذي في رأسه ، باحتقانها تحت الشعر . فاذا حلق رأسه ففتحت المسام ، فخرجت تلك الأبخرة منها : فهذا الاستفراغ يقاس عليه كل استفراع يؤذي انحباسه.
حبس الأدواء
والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة
الدم اذا هاج ، والمني اذا تتابع ، والبول الغائط ، والريح ، والقيء ، والعطاس ، والنوم ، والجوع ، والعطش.
وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحبسه ، وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها وهو البخار المحتقن في الرأس - علي استفراغ ما هو أصعب منه ، كما هي طريقة القرآن التنبه بالأدني علي الأعلي.
الحمية
وأما الحمية فقال تعالي في أية الوضوء
" وان كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من
الغائط ، او لامستم النساء ، فلم تجدوا ماء: فتيمموا
صعيدا طيبا "
( النساء: 43 )
فأباح للمريض العدول عن الماء الي التراب : حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه. وهذا تنبيه علي الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج.
فقد أرشد سبحانه عباده الي أصول الطب الثلاثة ، ومجامع قواعده . وفي هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك أكمل هدي.
أنواع القلوب
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنواعاً كثيرة من القلوب منها:
ـ القلب السليم وهو الذي يخلص لله وخال من الانحرافات.
ـ القلب المنيب وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله.
ـ القلب الوجل وهو الذي يخاف من الله عز وجل.
ـ القلب التقي
وهو الذي يعظّم شــــعائـر الله.
ـ القلب الحي
وهو الذي يؤمن بالله ويشكره ولا يكفره.
ـ القلب المريض
وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق.
ـ القلب الأعمى
وهو الذي لا يبصر الحق.
ـ القلب الآثم
وهو الذي يكتم شهادة الحـــــق.
ـ القلب المتكبر
وهو الذي يتكبر على الناس ويجادل في الحق ويحاربه.
ـ القلب الغليظ
وهو الذي نُزِعت منه الرأفة والرحمـة.
ـ القلب القاسى
وهو الذي لا يعرف الله ولا يذكره.
ـ القلب الغافل
وهو الذي يغفل عن أداء دوره ووظيفته في الحياة.
اميمة15 @amym15
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم خالد(مبدعة)
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة