فنيات التعامل مع الأبناء
- إشباع الحاجات النفسية عند الأبناء :
كما أننا نسعى جميعا لإشباع حاجتنا العضوية من جوع وعطش.. فلا بد من إشباع حاجات أبنائنا النفسية وذلك بإشعارهم بالحب والراحة والأمان النفسي والاستقرار والثقة والاحترام .... فالحاجات النفسية إن لم تشبع لا تصنع .. لذلك يعمد علماء النفس والتربية إلى الإستناد الدائم والتركيز في مدى إشباع الحاجات النفسية وخصوصاً في المراحل الأولى للطفل .. فالخمس سنوات الأولى للطفل هي أهم سنوات حياته ..
- العلاقة بين الوالدين وأثرها على الأبناء :
كما أن رؤية الابن للمشاحنات الوالديه تولد لديه الشعور بالتوتر وعدم الاستقرار العاطفي وقد يبت الخوف في نفسه ,, لذلك الابتعاد الدائم بمشاكل الوالدين عن أبنائهم والاحتفاظ بخصوصيتها تزيد الثقة بنفس الطفل وشعوره بالطمأنينة والاستقرار النفسي والهدوء الذي يساعده على تكامل بنائه النفسي سليماً فسلوكيات الطفل مرآة التعامل الأسري معه ..
- كيف تحببوا أبنائكم في الصلاة :
جعل مكان مخصص في البيت للصلاة يصلي فيه كل أفراد الأسرة فذلك المكان يرتبط في ذهن الابن بالصلاة .. حتى إنه منذ السنة قد يقف فيه ويصلي .. فالرؤية الدائمة للمصلين أمامه ومحاولة تقليدهم والوقوف بجانبهم .. كل تلك السلوكيات لابد من تعزيزها عند الطفل وذلك بتشجيعه والثناء عليه ومدحه حتى يتم تحفيزه أكثر لتعلمه للصلاة .. فعندما يبلغ السبع سنوات يكون الطلب والأمر للصلاة بطريقة محببة لنفسه وليست بطريقة حسابه ولومه إذا ترك الصلاة ،، فيقال له ( يأبني يا حبيبي قم نصلي معاً) وبعد الصلاة أسمعوه الجمل التي تبث في نفسه أثراً إيجابيا , فيقال له ( ما أجملك وأنت واقف تصلي ) ,, ( انظر إلى وجهك كيف يشع نوراً) حتى لو كانت طريق الصلاة غير صحيحة .. فهو في مرحلة تحبيب قبل التعليم ..
لا تكثروا عليه بالأوامر :
بل صيغوا ما تريدوه بأسلوب الإشارات المحايدة فبدل أن تقولي له ((رتب حجرتك)) قولي له ((الملابس المتروكة في غير مكانها الصحيح لن تغسل))،، (( أبهرني ترتيب حجرتك الأسبوع الماضي))
- تعلموا فنيات النهي مع الابن :
فالطفل يفهم جميع الكلمات إلا كلمة واحدة وهي كلمة (لا) فلقد أثبتت الدراسات أن القول للطفل كلمة (لا( يستوجب سماع سبع مرات لكلمة (نعم) .. فعند النهي عن فعل ما ,, لا تخاطبوه بالنهي ,, بل تسبدل بجمل مثبته إخبارية فبدل أن تقولي (لا تلعب بالكبريت) احكي له حكاية طفل لعب بالكبريت وحرق نفسه وبيته ,, وذلك لأن الكبريت ليس للعب..
- عندما يخطئ الابن :
لا يكون التوجيه والانتقاد لابنك ولكن يكون التركيز فقط على السلوك الخاطئ الذي صدر منه فنحن لا نخطئ الاين بل نخطئ سلوكه ونوضح له الخطأ وذلك بالتصحيح وليس بالتجريح.. (فالرفق ما كان في شي إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه(
- لا يستخدم الضرب مع الطفل عند عقابه:
وإن كان الضرب منهج تربوي فلا يقع إلا في سن العاشرة من عمره وذلك لتشريع النبي عليه الصلاة والسلام ( أضربوهم عليها لعشر) ولم يقل أقل من ذلك وذلك دلالة وبيان أن الطفل وجهازه العصبي والنفسي لا يدرك معنى الضرب إلا في سن العاشرة .. ولم يكن الضرب لأي تصرف بل كانت للصلاة .. فلذلك الضرب لا يكون في أي وقت وعلى أي تصرف ,, بل له قواعده وأحكامه ..
فالقاعدة النفسية التربوية تقول ( إذا عجز العقل تحدث الجسد ) فالابتعاد عن عجز العقول أفضل ..

الفروق الدراسية بين الأولاد والبنات
كلّما ذهبت إلى حفل توزيع شهادات التفوق في مدرسة ابنتي الابتدائية قفزت إلى ذهني ملاحظة هامة وهي أن غالبية , إن لم يكن كل , الحاصلين على تقدير امتياز في جميع فصول المدرسة هم من الفتيات.
وبالمصادفة أثناء تصفحي الإنترنت وجدت إحصائية تقارن بين الدرجات الدراسية للطلاب و الطالبات في المدارس الأمريكية منذ العام 1991 و حتى العام 2004. وذلك للصفوف الدراسية من التاسع و حتى الثاني عشر ( من الثالث الإعدادي وحتى الثالث الثانوي في نظم التعليم العربية ). وتُظهر هذه الإحصائيات بجلاء ارتفاع درجات الطالبات عن الطلبة في جميع السنوات. ففي العام 2004 على سبيل المثال بلغ متوسط درجات الطلاب 2.77 على مقياس من أربع نقاط, في حين بلغ متوسط درجات الطالبات 3.02 على نفس المقياس. وقد أدى هذا الفرق في درجات الطلاب في الدراسة الثانوية والذي يستمر كذلك في الدراسة الجامعية إلى انخفاض نسبة الذكور بين الحاصلين على شهادات جامعية إلى 35% مقابل 65% للإناث.
بعد قراءة هذه الإحصائيات علمت أن ملاحظاتي في مدرسة ابنتي لم تكن خاطئة أو مجرد مصادفة, ولكن تفوق الطالبات على الطلاب في المدارس الأمريكية هو حقيقة ثابتة بالأرقام والإحصائيات. فيا تُرى ما هو السبب, أو الأسباب, التي تؤدى إلى هذا التفوق؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة, وقد أجرى العديد من الباحثين في مجال التعليم وفي علم النفس دراسات كثيرة لمعرفة إجابة هذا السؤال, ونحاول في هذه السلسلة من المقالات عرض نتائج بعض هذه الأبحاث.
في بحث أجراه الباحثان الأمريكيان (William Draves و Julie Coates) ثبت لهم أن أحد أهم عوامل انخفاض درجات الطلاب عن الطالبات هو تأخر الطلاب في تسليم واجباتهم المنزلية على عكس الطالبات اللاتي يحرصن حرصاً شديداً على تسليم الواجبات في وقتها. ويؤدى هذا إلى خصم درجات كثيرة من الطلاب عقاباً لهم على التأخير. وقد أيّد هذه النتائج تطابق متوسطات نتائج الامتحانات بين الطلبة و الطالبات في العينات التي تم دراستها في حين اختلفت كثيرا جدا درجات الواجبات المنزلية.
ويحتج الباحثان بأن الطلاب الذكور يفضلون الأعمال التي تمثل تحدياً لقدراتهم. فهم يجدون الواجبات مملة جداً خاصة إذا كانت مجرد تطبيق مباشر أو مكرر لما تعلموه في الفصل دون أي تحدٍ لقدراتهم الذهنية. وهذا الملل يسبب لهم صعوبة كبيرة في التركيز في حل الواجبات. وهذا على عكس الطالبات اللاتي لا يجدن أي مشكلة في حل المسائل والأسئلة المكررة دون شعور بالملل.
أما الحل في نظر William Draves فهو ببساطة السماح لمن يرغب من الطلاب ( الذكور والإناث ) بأن يُختبر في الفصل بأسئلة بسيطة لا تزيد مدتها عن عشر دقائق بدلا من مطالبته بالواجبات. ويزعم Draves أن هذا الاقتراح سوف يقضى على الفروق بين الذكور والإناث في الدرجات التي يحصلون عليها. وقد جرت بالفعل محاولات لإقناع المسئولين على التعليم بتجربة هذا النظام المقترح ولكنها باءت بالفشل حيث أصر المسئولون على أن نظام الواجبات المنزلية هو الأفضل وأن الطلبة الذكور يجب أن يتكيفوا معه لا أن يتم تغيير النظام من أجلهم.
كلّما ذهبت إلى حفل توزيع شهادات التفوق في مدرسة ابنتي الابتدائية قفزت إلى ذهني ملاحظة هامة وهي أن غالبية , إن لم يكن كل , الحاصلين على تقدير امتياز في جميع فصول المدرسة هم من الفتيات.
وبالمصادفة أثناء تصفحي الإنترنت وجدت إحصائية تقارن بين الدرجات الدراسية للطلاب و الطالبات في المدارس الأمريكية منذ العام 1991 و حتى العام 2004. وذلك للصفوف الدراسية من التاسع و حتى الثاني عشر ( من الثالث الإعدادي وحتى الثالث الثانوي في نظم التعليم العربية ). وتُظهر هذه الإحصائيات بجلاء ارتفاع درجات الطالبات عن الطلبة في جميع السنوات. ففي العام 2004 على سبيل المثال بلغ متوسط درجات الطلاب 2.77 على مقياس من أربع نقاط, في حين بلغ متوسط درجات الطالبات 3.02 على نفس المقياس. وقد أدى هذا الفرق في درجات الطلاب في الدراسة الثانوية والذي يستمر كذلك في الدراسة الجامعية إلى انخفاض نسبة الذكور بين الحاصلين على شهادات جامعية إلى 35% مقابل 65% للإناث.
بعد قراءة هذه الإحصائيات علمت أن ملاحظاتي في مدرسة ابنتي لم تكن خاطئة أو مجرد مصادفة, ولكن تفوق الطالبات على الطلاب في المدارس الأمريكية هو حقيقة ثابتة بالأرقام والإحصائيات. فيا تُرى ما هو السبب, أو الأسباب, التي تؤدى إلى هذا التفوق؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة, وقد أجرى العديد من الباحثين في مجال التعليم وفي علم النفس دراسات كثيرة لمعرفة إجابة هذا السؤال, ونحاول في هذه السلسلة من المقالات عرض نتائج بعض هذه الأبحاث.
في بحث أجراه الباحثان الأمريكيان (William Draves و Julie Coates) ثبت لهم أن أحد أهم عوامل انخفاض درجات الطلاب عن الطالبات هو تأخر الطلاب في تسليم واجباتهم المنزلية على عكس الطالبات اللاتي يحرصن حرصاً شديداً على تسليم الواجبات في وقتها. ويؤدى هذا إلى خصم درجات كثيرة من الطلاب عقاباً لهم على التأخير. وقد أيّد هذه النتائج تطابق متوسطات نتائج الامتحانات بين الطلبة و الطالبات في العينات التي تم دراستها في حين اختلفت كثيرا جدا درجات الواجبات المنزلية.
ويحتج الباحثان بأن الطلاب الذكور يفضلون الأعمال التي تمثل تحدياً لقدراتهم. فهم يجدون الواجبات مملة جداً خاصة إذا كانت مجرد تطبيق مباشر أو مكرر لما تعلموه في الفصل دون أي تحدٍ لقدراتهم الذهنية. وهذا الملل يسبب لهم صعوبة كبيرة في التركيز في حل الواجبات. وهذا على عكس الطالبات اللاتي لا يجدن أي مشكلة في حل المسائل والأسئلة المكررة دون شعور بالملل.
أما الحل في نظر William Draves فهو ببساطة السماح لمن يرغب من الطلاب ( الذكور والإناث ) بأن يُختبر في الفصل بأسئلة بسيطة لا تزيد مدتها عن عشر دقائق بدلا من مطالبته بالواجبات. ويزعم Draves أن هذا الاقتراح سوف يقضى على الفروق بين الذكور والإناث في الدرجات التي يحصلون عليها. وقد جرت بالفعل محاولات لإقناع المسئولين على التعليم بتجربة هذا النظام المقترح ولكنها باءت بالفشل حيث أصر المسئولون على أن نظام الواجبات المنزلية هو الأفضل وأن الطلبة الذكور يجب أن يتكيفوا معه لا أن يتم تغيير النظام من أجلهم.

شخصية طفلك الصغير تنمو بشكل أفضل من خلال مواجهته الصعوبات المختلفة وتغلبه عليها, فيكون ذلك دافعا له الي بذل مزيد من الجهد والعطاء.
وليس معني هذا أن يترك الطفل وشأنه في مواجهة كل مشاكله, بل يؤخذ بيده للوصول الي أفضل حل لها, خاصة إذا كان حلها صعبا عليه لصغر سنه وقلة خبرته, ويمكن للوالدين البدء في تحميل طفلهما للمسئولية في وقت مبكر, خاصة إذا أظهر الطفل رغبة في ذلك, بل علي العكس يشجعانه ويقدمان له النصح والارشاد.
وتقدم د. أميمة كامل استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بعض النصائح التي تفيد الأم وتساعدها علي بناء ثقة الطفل في نفسه.
اولا: اتركيه يشعر بأهميته
دعي طفلك يشعر بأهميته, ذلك بإظهار الاهتمام بكل ما يقوم به, فإذا أحضر لك صورة رسمها شجعيه وامتدحيه عليها بصدق واقترحي عليه عرضها في مكان واضح في المنزل بحيث يراها الجميع, فإن ذلك يشعره بالفخر بنفسه والاعتزاز بذاته وينمي فيه ثقته بنفسه ويشجعه علي الابداع في المستقبل.
ثانيا: التشجيع المستمر:
إذا شعر الطفل بالاحباط نتيجة لفشله في عمل ما اظهري له نقاط قوته واعيدي اليه ثقته بنفسه, بأن تذكري له كل النقاط الايجابية التي يتميز بها مثل الكرم والتسامح وحب الخير للآخرين لأن كلماتك المشجعة هي كل ما يحتاجه طفلك لتجدد ثقته بنفسه كما يجب أيضا عدم مقارنته بأصدقائه أو بأخوته.
ثالثا: قوديه الي النجاح:
امنحيه فرص تذوق النجاح عن طريق تكلفته ببعض المهام التي يعتبر انجازها بمثابة تحدي قوي له, فهناك بعض المهام التي تبدو بسيطة, ولكنها بالنسبة للطفل معقدة وصعبة, فإذا نجح فيها يكون نجاحه كبيرا, كما يمكن أيضا ان تساعديه علي تنظيم افكاره وتجزئة المهام الصعبة عليه الي أجزاء بسيطة حتي لا يصاب بالاحباط.
رابعا: اعيدي له ثقته بنفسه:
إذا فشل طفلك في عمل ما فإنه سيعاني من الاحباط والاحساس بشل قدراته, لذلك يجب عليك أن تستمعي لمخاوفه وتناقشيها معه وتقدمي له حلولا يسهل عليه وتكليفه بمهام أخري بسيطة لينجح فيها بسهولة ليستعيد ثقته بنفسه ويبذل المزيد من طاقته, كما ننصح الأم بإعطاء طفلها فرصا للاختيار بين عدد من البدائل مع الحرص علي أن تكون المسئوليات التي تكلفه بها متناسبة مع سنه.
خامسا: كوني انت القدوة:
طفلك يحتاج إلي ان يراك تحققين نجاحا ليكون لنفسه سلوكا ايجابيا, فقدمي له افكارا جديدة عندما يتساءل ماذا يفعل بوقته, وكيف يسلي نفسه ولا تقومي بحل مشاكله له, بل ساعديه علي أن يفكر بحل لم يطرأ علي باله من قبل

الاعتماد على النفس هو سبيل النجاح، والقدرة على إنجاز المهام هي علامة القوة والإرادة، وقيمة الفرد في المجتمع بقيمة ما يتقنه ويبدع فيه.
ولكن أين أنت من هذا كله؟ أيها الطفل الكبير... الطفل.... نعم، الكبير الذي بلغ من العمر أرذله، وهو إلى الآن بحاجة إلى دلال واهتمام، الطفل الكبير الذي خط الشيب في شعره، ومع ذلك فهو لا يعتمد على نفسه، وينتظر الآخرين دائمًا ليقضوا عنه حاجاته.
صار أسيرًا لنفسه وشهوته، أنانيًا لا تهمه أحوال الآخرين ولا يسأل عنهم، اللهم إلا لتحقيق رغباته.
الطفل الكبير يتمارض كثيرًا ليلفت أنظار الناس إليه ويحظى باهتمامهم.
هو كثيرًا ما يتكلم حول الهدف ولا يصيبه أبدًا، فحياته كلها مشاكل وعوائق وسدود وهروب من مواجهة الواقع وتحمل المسئولية.
سل نفسك أيها الأب هل أنت هذا الطفل الكبير؟
هل يئست من النجاح ورضيت بالدون، ودفعت الجميع ليقوموا عنك بواجباتك ومسئولياتك؟ هل أنت هذا الطفل الذي يلاقي المتاعب دائمًا في أي موقف صعب في حياته، ويقف حائرًا أمام أي اختيار، عند اختيار نوع الدراسة أو شريك الحياة، هو الطفل الذي يعتمد على غيره في القيام بتلك الأعمال وغيرها؟
وغالبًا ما يتعرض هذا الطفل للمتاعب والإحباطات المتكررة التي لا يقوى عليها، وتبدو مظاهر الضعف والقلق على هذه الشخصية والخوف من تحمل المسئولية، وعدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرار، والشعور بالفشل والإحباط عند الاصطدام بمفترق الحياة ومشكلاتها.
إنه إذًا:
ـ لا يقوى على مواجهة الحياة ومشكلاتها.
ـ يصعب عليه تكوين علاقات ناجحة مع غيره من الناس.
ـ كما يبدو في سلوكه الانسحاب من مجالس الغرباء.
ـ الميل إلى الخضوع والطاعة في غير ما يجب طاعته.
ـ فقد الثقة بالنفس وفقد الشجاعة إذا واجهته مشكلة حيوية تمس صميم حياته.
هو طفل إذًا ولكنه .. كبير.
هو طفل لأنه يتصرف تصرفات الأطفال؛ من الدلال والكسل وانتظار خدمة الآخرين له دائمًا، وهو كبير لأن العمر يمضي وهو لا يزال في هذه الطفولة المفرطة فإن شئت قل: هي إذًا طفولة متأخرة.
ولكن متى سيغادر هذا الطفل سرير الأطفال ويترك ثدي أمه وجيب أبيه ويعتمد على نفسه؟
أم كيف ننأى بأطفالنا عن هذه الطفولة المتأخرة، ونعلمهم الاعتماد على أنفسهم لا على الغير.
كيف تصنع طفلاً يعتمد على نفسه؟
1ـ إياك والدلال المفرط:
فهو من العوامل الخطيرة في انحراف الولد النفسي والخلقي، لما يؤول في الغالب إلى شعوره بمركب النقص ونظرته الحاقدة إلى الحياة، ومن نتائجه في الأحوال العادية الخجل والخنوع، فقدان الرجولة والشجاعة، وضعف الثقة بالنفس، والتدرج نحو الميوعة والتخلف عن الأقران.
فهو يرى الناس في إقدام وشجاعة وهو في خوف وجبن، يرى الناس في حركة وعراك ومجاهدة، وهو في صمت وسكون وجمود، يرى الناس في تلاقٍ واجتماع، وهو في انطوائية وعزلة، فولد هذا شأنه، وهذا حاله هل يكون إنسانًا سويًا؟
وهل يكون عضوًا نافعًا للمجتمع؟
وهل تكون نظرته إلى الحياة نظرة أمل وتفاؤل؟
وهل يكون إنسانًا ذا شخصية استقلالية يثق بنفسه ويعتمد عليها؟
فإذا كان الجواب: لا!!
فلماذا يغالي الأبوان في تدليل الولد؟
ولماذا يتعلقان به هذا التعلق الزائد؟ ولاسيما الأم.
فإن عندها من الرعاية المفرطة لوليدها أو من الوسوسة -إذا صح التعبير- ما يدفعها إلى أن تفرط في احتضان ابنها، وتدليلها له، بشكل يخرجها عن المألوف وحدود الاعتدال.
2ـ تربية الولد منذ نعومة أظفاره على الصلابة:
إن قلت: إن هذه قسوة؛ فعليك أن تتأمل كيف تربى محمد صلى الله عليه وسلم طفلاً، ليكون خاتم النبيين والمرسلين.
يقول صلى الله عليه وسلم عن نفسه فيما رواه البخاري: ] فقال أصحابه: وأنت، فقال: ].
وكان صلى الله عليه وسلم في صغره يلعب مع الغلمان، روى ابن كثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ].
وكان صلى الله عليه وسلم يقوم بعملية البناء، ولما شب صلى الله عليه وسلم وبنيت الكعبة؛ ذهب رسول الله ينقل الحجارة مع أشراف قريش لبنائها، فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة، ففعل فخر إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام، فقال: ]، فشد عليه إزاره، وقال: ].
وهذا دليل عصمته قبل النبوة.
وكان صلى الله عليه وسلم يخرج للسفر للتجارة، وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام سافر مرتين: مرة قبل البلوغ مع عمه أبي طالب، والمرة الثانية بعد البلوغ بتوجيه خديجة رضي الله عنها، وكان صلى الله عليه وسلم في صباه ذا جرأة متناهية، فذكرت كتب السير أنه عليه الصلاة والسلام استحلف باللات والعزى وهو صبي؛ فقال للمستحلف: لا تسألني بها شيئًا، فوالله ما بغضت شيئًا بغضي لهما.
وكان صلى الله عليه وسلم قد شارك في الحرب وهو دون الحلم، فما ذكرته كتب السير أنه كان ينبل على أعمامه في حرب الفجار.
وكان صلى الله عليه وسلم ذا رأي وفصاحة فمما تناقلته كتب السير أن قريشًا حكمته في وضع الحجر الأسود، ولقد أعجبت برأيه وحكمته وحصافته.
فعلينا إذًا أن نربي أبناءنا على الخشونة منذ الصغر، اقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله أيضًا في الحديث: ]. حسنه الألباني في صحيح الجامع.
3ـ علمه أن الحياة كفاح وتعب وصبر ومصابرة:
إن هذا الطفل المدلل لا يشعر بأهمية العمل والاعتماد على النفس، ولا يتقن فن السعي والدأب والمصابرة.....لماذا؟
لأنه تعود دائمًا أن كل مطلوب مجاب، وكل مرغوب متاح بسهولة ويسر.
كما أنه تعود أيضًا أن دمعتين على خده تكفي لتحريك الجبال لخدمته وإراحته، وتلبية طلباته، هذا الطفل إذا كبر سيجد نفسه عاجزًا عن مواجهة الحياة، عاجزًا عن تحمل المسؤولية والصبر والدأب والمصابرة؛ لأنه ببساطة لم يتعلم أن يبذل الجهد ليحصد الثمرة، بل تعود أن يجلس تحت الشجرة وتتساقط عليه الثمر بدون جهد،ولم يتربَ في حسه: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} ، فلم يتعلم فن الهز.
علمه إذًا فن الهز منذ الصغر:
1ـ لا مانع بأن يعمل الطفل بجانب دراسته أو حتى في فترة الإجازة حتى يتعود على بذل الجهد.
2ـ حدد له موعدًا للاستيقاظ من النوم وعلمه أن النوم وسيلة لغاية وليست حياة الإنسان كلها نوم، فيتعود الطفل منذ الصغر على الاستيقاظ المبكر حتى تقتل في نفسه الكسل.
3ـ علمه كيف يدير مصروفه، وليكن مصروفه بالشهر مثلاً، وعلمه كيف يحافظ على مصروفه طوال الشهر؟ وكيف يصرف بحكمة؟ وكيف أنه إن قصر أو تهاون أو لم يكن حكيمًا في الإنفاق سيبقى طوال الشهر بدون مال؟ ولا تكن متساهلاً معه في هذا الخطأ حتى يتعلم من أخطائه، ويعلم أن كل خطأ له عواقبه.
4ـ لا تقل له: ، وادفعه إلى فعل الأشياء التي أصبح قادرًا فعلاً على أدائها، كأن يذهب إلى المدرسة ويعود وحده، أو يعمل واجباته المدرسية بنفسه وبتوجيه بسيط من الوالدين، حتى وإن أخطأ، حتى وإن كانت النتيجة دون المستوى، يكفي أنه تعود الاعتماد على نفسه، ومع الوقت سيتحسن مستواه.
5ـ علمه كيف ينظم وقته، وعلمه دائمًا أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
6-أشعره بقيمة النجاح في كل الميادين؛ في المدرسة وفي النادي والمسجد والمنزل، وأن هذا النجاح ما هو إلا ثمرة الجهد وتنظيم الوقت.
وليكن للطفل جدول لتنظيم الوقت يضعه دائمًا منذ الصغر أمام عينيه، يراه فور استيقاظه من النوم، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون كالآتي:
من الساعة 8 إلى الساعة 2 المدرسة.
من الساعة 2 إلى الساعة 3 نوم القيلولة.
من الساعة 3,30 إلى الساعة 7,30 وقت المذاكرة.
من الساعة 9 إلى الساعة 10 وقت حفظ القرآن.
وهكذا يتعلم الطفل قيمة الوقت منذ نعومة أظفاره.
4ـ اتبع أسلوب النسر:
كثيرًا ما يقول الحكماء: ، إن أسلوب النسر هو أفضل شيء، فالنسور تبني أعشاشها على قمم الجبال الشاهقة مما يعرضها إلى الأمطار والجليد والرياح العاصفة، وعندما يبني النسر عشه الضخم يبدأ بوضع الأفرع القوية والعيدان الصلبة، وفي الداخل يضع الزجاج والحصى وما إلى ذلك؟ ثم يضع بعد ذلك أوراق الشجر والأقمشة وما شابه ذلك، وفي أعلى العش يضع النسر الريش، وفي داخل العش تضع الأنثى بيضها حينما تقفس صغار النسور يوفر لهم الآباء التغذية من طعامهم، وحينما يكبر الصغار تبدأ الأم تدريجيًا في زيادة مستوى قسوة الحياة في العش والتخلص من اعتمادية الصغار.
في هذا الوقت يبدأ الصغار في تسلق جوانب العش الضخم هربًا من هذه القسوة، وأخيرًا تزيد الأم في قسوة الحياة في العش إلى أبعد حد، فلا تترك في العش إلا الحصى والزجاج، في هذه الفترة يلزم الصغار جوانب العش، وهنا يبدأ الحب القاسي بالفعل فعندما يبلغ الصغار قمة العش تدفع الأم واحدًا منهم ليندفع بسرعة شديدة إلى أسفل حتى يبدو الأمر كما لو كان سيلقى حتفه على الصخور، وفي اللحظة الأخيرة تندفع الأم إلى أسفل وتتلقى صغيرها على ظهرها، ثم تكرر هذه العملية إلى أن يتعلم كل الصغار الطيران بأنفسهم.
وبعد أن تعتمد النسور الصغيرة على نفسها؛ تكن أنثى النسر قد أنهت وظيفتها ، وتلك هي التربية الناجحة، أن تنتهي أجزاء من وظيفتك بعد أن تكون قد أعددت أفرادًا أكفاء، ومستعدين لخوض غمار الحياة بكل قوة وعزيمة واعتماد على الذات.
الصفحة الأخيرة
منذ بداية العام الدراسي تبدأ رحلة القلق الذي لا ينتهي في كل أسرة إلا بانتهاء الدراسة وتستمر حتى ظهور النتيجة ، فالقلق والتوتر صديقا الأسر العربية في رحلة التعليم .
ولأنك تضعين أساس طفلك في سنوات المدرسة الأولي، تقدم لك د. هيلاري ترامب عالمة النفس الأمريكية في كتابها "كيف تعدين ابنك للمدرسة" - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - مجموعة من النصائح ليمر العام الدراسي بسلام :
* اجعلي طفلك يحب المدرسة, وابعدي الرهبة عنه خاصة إذا كان التحاقه بالمدرسة لأول مرة. وهذا يتطلب منك أن تصطحبيه معك عندما تتوجهين لدفع المصاريف وشراء الملابس وكلما أمكنك ذلك.
* تعويده قبل بدء الدراسة علي الاستيقاظ في وقت مبكر وتناول وجبة الإفطار في وقت محدد حتى يعتاد علي هذا النظام فلا يفاجأ بتغيير النظام الذي اعتاد عليه فجأة.
* إذا لم يكن طفلك قد التحق من قبل بدار الحضانة, احرصي علي الابتعاد عنه لفترات قصيرة من وقت لآخر حتى يعتاد علي بعادك ويتقبل هذا عند التوجه للمدرسة.
* اتركي مهمة تعليمه للمدرسة فهناك وسائل سهلة تمكنه من التعلم دون الضغط عليه, فهو يتعلم عن طريق اللعب وأشكال الحيوانات إلي غير ذلك من أمور.
* عوديه علي الطاعة والقيام بما يطلب منه في المدرسة كأن يضع معطفه في المكان المحدد, واحترام وجود المدرس في الفصل وعدم الكلام خلال الدرس إلى غير ذلك من أمور يجب أن يتعلمها في المنزل.
* لا تنقلي إليه قلقك فمن الطبيعي أن تقلقي, لكن حاولي الاحتفاظ بمشاعر القلق لنفسك ولا تفرطي في توجيه الأوامر إليه.
* لا تحرميه من اللعب مع الأصدقاء اتركيه يلعب لمدة15 دقيقة من وقت لآخر, فإن ذلك سيجعله يحب المذاكرة وليس العكس.
لا تحاولي أن تقارنيه بالآخرين ممن هم في مثل سنوات عمره, واعلمي أن لكل طفل * نقاط ضعف وفترات لا يستطيع فيها الحصول علي درجات مرتفعة وبتشجيعه يمكنك دفعه لتحقيق أفضل نتيجة, فالطفل دائما في حاجة إلى تشجيع
* اقرئي لصغيرك كل يوم قصة قصيرة, وبهذا يعتاد علي الكلمات المطبوعة ففي بداية المرحلة الدراسية لا يستطيع أن يقرأ أو يفرق بين الحروف لكنه سيخزن أشكالها في ذهنه فتسهل عليه عملية التعلم.
* أيضاً اشتركي معه في الغناء بكلمات مبسطة ليتعلم مثلا الحروف الأبجدية.
* حاولي أن تشجعيه علي السلوك السليم ودعيه يفهم الخطأ من الصواب دون استخدام العنف معه, فالعنف يجعل منه شخصا ضعيف الشخصية مستقبلا ولا يفيد في مجال التربية.