حبيبتهم (أم عبدالعزيز)


2 ـ عدم سباب الطرف الآخر لأن سباب المسلم فسوق.

اسمعوا من سيِّدنا يوسف :


(سورة يوسف)

إخوته أجرموا بحقِّه ، ولكنِّه جعل الشيطان هو المسؤول لئلا يحرجهم ، فإذا ناقش الإنسان وحاور ، يمكن أن يجعل المناقشة عشر ساعات ولا يحتاج لكلمةٍ فيها تجريح ، وطعن وسباب ، أو سخرية أو انتقاص ، أو احتقار ، إذاً سباب المسلم فسوق .
..

3 ـ على الإنسان ألا يعمل عملاً سيِّئاً لِئلا يجلب لوالديه السباب والشتائم .
ويقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام البخاريّ :
(( إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ ))

(رواه الإمام البخاري عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو)

وقد نفهم هذا الحديث بشكلٍ موسَّع ، أي إذا أساء الإنسان ربَّما جلب سباباً لأُمِّه وأبيه، وعند العوام فوراً يصل في سبابه إلى الأب والجد وسائر أفراد الأُسرة ،

فكلَّما كان الإنسان محسناً جلب لوالديه السمعة الطيِّبة ، فإذا أساء لعن الناس والديه ، وقد كان أحد الأشخاص سائراً في الطريق فسبَّ الناس والديه ، فسأل أُمَّه : ماذا فعل أبي ؟ فقالت له : ماذا تريد من هذا السؤال ؟ فقد مات أبوك رحمه الله . فأَلحَّ عليها فقالت له: كان أبوك كلَّما مات ميِّت قام بحفر قبره ، وأخذ كفنه ثمَّ باعه . فأصبح الابن كلَّما مات أحد حفر قبره ،
وأخذ كفنه ، ووضع الميت على ظهر القبر ، ثمّ سار في الطريق فبدأ الناس يترحَّمون على أبيه .
هذا العمل عمل سلبيّ .. فعندما يسيء الإنسان يتذكَّر الناس عمل السابق ، وهذه طرفة لا علاقة لها بالدَّرس .. أمَّا الإنسان فعليه ألا يعمل عملاً سيِّئاً لِئلا يجلب لوالديه السباب والشتائم .


(( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ ..... ))
(سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)
..
..الرَّجُل قيمته بعلمه وأخلاقه لا بشكله و مظهره ~

كنت أقول لإخواننا في بعض المدن الساحلية الكبرى ، المياه المالحة تسير في البحر حوالي ستين كيلو متراً ، فإذا ركبتَ الطائرة ، وحلَّقت على شاطئ أمريكا الشرقي ، تجد خطاً أسود متَّصلاً في نيويورك ، هذا الخط طوله ستِّون كيلو متراً ، هذه هي المياه المالحة التي تخرج من هذه المدينة ،

التي يزيدُ سكَّانها على سبعة عشرَ مليوناً ، ومع ذلك فالبحرُ لا ينجُس ، ماؤه طاهر ..
ولننظر الآن إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ ..... ))

(سنن أبي داود عَنْ عَائِشَةَ)

..


تجد ابنةً تدرس في المدرسة ، أعطاها الله شيئاً وحرمها من شيء آخر ، تجد البنات من حولها و دون تربية يسخرن منها ، بسبب ما تفقده ، فتجد في المجتمعات المسلمة مجتمعاً مقصِّراً ، فيه تراشق بالتهم ، وفيه تعيير وغمز ولمز ، أي حينما قالت عنها إنَّها قصيرة ، " قال : يا عائشة لقد قلت كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته " .


فمثلاً أن تذكر شيئاً عن شخص ما بأن تقول : طوله كذا . فهذا الكلام يجب ألا نتكلم به إطلاقاً لأنَّ هذا خلق الله ، فالإنسان يملك صفاته ولا يملك شكله ، فمن منَّا له خيار بشكله ؟ لا أحد له خيار في ذلك ، وعلى كلٍ فالنبيّ الكريم عندما كان ينظر إلى المرآة يقول : اللهمَّ كما حسَّنت خَلقي فحسِّن خُلُقي .

هذا شيءٌ لطيف جدَّاً .. أما إذا كان شكل الإنسان.. طويلاً أو قصيراً أو أبيض أو أسمر اللون فهذا من خلق الله .


يروى أن الأحنف بن قيس كان : قصير القامة ، أسمَرَ اللون ، مائل الذقن ، غائر العينين ، ناتئ الوجنتيّن ، أحنفَ الرجل ، ليس شيءٌ من قبح المنظر إلا وهو آخذٌ منه بنصيب ، وكان مع ذلك سيِّدَ قومه ، إذا غضِبَ غضِبَ لغضّبته مئة ألف سيفٍ ، لا يسألونه فيم غضب ، وكان إذا علِمَ أنَّ الماء يفسِدَ مروءته ما شربه .
..

..لا يجوز للإنسان عقد مفاضلة في الشكل بل يجب أن تكون المفاضلة في الخلق و التديُّن ~

الرَّجُل قيمته بعلمه وأخلاقه ، وهذا ينبغي له ، أن يُرسَّخ حتَّى في عالم النساء ، فالأم التي تتحدَّث دوماً في مجلسها عن عيوب الأخريات وصفاتهنَّ ، فقد عقَّدت ابنتها ، فيا أيها النسوة تحدثن عن دينهنَّ وعن أخلاقهنَّ وعن ورعهنَّ ،

وما يحفظن من قرآن وعن إخلاصهن لبيتهن وزوجهن وأنَّهن من الطراز الأوَّل ، اجعلنَ مجال التسابق في الأخلاق ، لا في الجمال .. فعندما تتكلَّم الأم عن جمال بناتها وقريباتها وصديقاتها ، وهذه رغبوا فيها لأنَّ صفاتها كذا ،

وابنتها الصغيرة تسمع ذلك فماذا سيحدث لها ؟ .. يجب أن لا نطرح هذه الموضوعات والموضوع الجمالي دائماً ، بل يطرح الموضوع الكمالي .

فالأم الجاهلة حديثها دوماً عن جمال من حولها ، فإذا كانت ابنتها تفقد شيئاً مما ذكرته أمُّها من صفات الجمال فقد تصاب بعقدةٍ نفسِيَّة وتتحطم ، فلا يجوز عقد مفاضلة في الشكل بل يجب أن تكون المفاضلة في الخلق و التديُّن .
..
..جعل الله نظام الحياة نظام أسرة ليمنح الآباء فرصة للعمل الصالح ~

أيها الأخوة الكرام : الأبوَّة مسؤوليَّة ..
فالأب مسؤول إن كان قد ربَّى أولاده تربيةً صالحةً دخل الجنَّة بسببِهم ، وسعد إلى أبدَ الآبدين ، وما شاء الله أن يكون نظام الحياة نظام أُسرةٍ ، إلا ليمنح الآباء فرصةً للعمل الصالح ..

هذا ابنك ، فقد كان الرسول اللهمَّ صلِّ عليه إن لم يعجبه اسم قام بتغييره فوراً .. قال له : من أنت ؟ قال : أنا زيدُ الخيل . قال له : لا بل زيد الخير . غيَّر اسمه على الفور ، أعرف معلمين حكماء إن وجدوا اسماً من أسماء الطلاب يثير الضَّحك فيغير له اسمه فوراً وطوال العام .


يهمنا أن تكون كرامة الإنسان موفورة ، إذ توجد أسماء فيها خطأ ،
فقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم يغير الاسم ..

(( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ .............. قُلْتُ بَلَى فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ تَكُفُّ عَلَيْكَ هَذَا قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ))
(سنن الترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ)

..

..كلام المؤمن أطهرُ من ماء السماء ~

الكلام أكبر عمل سيئ ، إذ ليس المؤمن بالطَعَّان ، ولا اللعَّان ، ولا الفاحشِ ، ولا البذيء . والمؤمن لا يكون بذيئاً ، بصراحة هل في مزحه يوجد جنس أو غمز ولمز وكلام مغشوش؟ هذا والله بعيد عن الإيمان ، فكلام المؤمن أطهرُ من ماء السماء ، وأنقى من الثلج ، ولا يلفظ كلمة مغشوشة أو معيبة إطلاقاً ،

وهناك كلام يغشه الناس ، كيفما تكلَّمَ يغشَّه ويحوِّره ويقول : هكذا تقصد ؟ فتجيبه : والله لم أقصد هذا الكلام . وهؤلاء هم أهل الدنيا بسبب بعدهم عن الله عزَّ وجلَّ ، يضحكون لهذا المُزاح

الرخيص ، الَّذي يحوِّل الكلام إلى معانٍ كلُّها مما يكون بين المرءِ وزوجه .

. وبالمناسبة إذا تحدَّث الإنسان لمن حوله عمَّا يجري بينه وبين امرأته فهذا فاقد الشرف وهناك أحاديث كثيرةً جداً تنهى عن ذلك .
...
(قصة دروس مع هشام بن عبد الملك)

قد رويت لكم قصَّةً بشكلٍ مختصر وسأرويها الآن تفصيلاً .. قال: قحطت البادية في أيَّام هشام بن عبد الملك ، فقدمت القبائل إلى هشام ودخلوا عليه ، وفيهم درواس بن حبيب وكان عمره أربع عشرة سنة ، فلمَّا دخلوا على هشام ارتبكوا ، فأحجمَ القوم وهابوا هشاماً ، ووقعت عين هشامٍ على درواس فاستصغرهُ ، فقال لحاجبه : ما يشاءُ أحدٌ أن يصل إليَّ إلا وصل ،

حتَّى الصبيان !! فعلِمَ درواس أنَّه يُريده فقال: يا أمير المؤمنين : إنَّ دخولي لم يُزرِ بك ولكنَّه شرَّفني وإنَّ هؤلاءِ القوم قدموا لأمرٍ أحجموا دونهُ ، وإنَّ الكلام نشرٌ ، والسكوتَ طيٌ ، ولا يعرفُ الكلام إلا بنشره

. فقال هشام : فانشُر لا أبا لك .
قال : يا أميرَ المؤمنين أصابتنا ثلاثُ سنين ، فسنةٌ أذابت الشحم ، وسنةٌ أكلت اللحم ، وسنةٌ دقَّت العظم ، وفي أيديكم فضولُ مال فإن كانت للهِ ففرِّقوها على عباد الله المستحقّين لها ، وإن كانت لعبادِ الله فعلامَ تحبسونها عنهم ، وإن كانت لكم فتصدَّقوا بها علينا فإنَّ اللهَ يجزي المتصدِّقين ، ولا يضيع أجرَ المحسنين ، واعلم يا أمير المؤمنين أنَّ الوالي من الرعيَّة ، كالرُّوحِ من الجسد ، ولا حياةَ للجسد إلا به . فقال هشام : ما ترك الغُلامُ في واحدةٍ من الثلاثِ عذراً .. وأمرَ أن يعطى إلى باديَته مئة ألف درهم ، وأمرَ لِدرواسَ وحدهُ بمئة ألفٍ أُخرى . فقال : يا أميرَ المؤمنين ارددها إلى أعطيةِ أهلِ البادية فإني أكره أن يعجزَ ما أمرت لهم بهِ عن كفايتهم . قال له : ما لك من حاجةٍ تذكُرُها لنفسكَ ؟ قال : لا .. ما لي من حاجةٍ دون عامَّة المسلمين .

..

..السلف الصالح كان لا يطلب لنفسه شيئاً بل لعامَّة المسلمين~

السلف الصالح إذا التقى بمسؤول ، كانوا يطلبون طلباً عاماً للمسلمين ، لا يطلب طلباً خاصاً له ، أو حاجات شخصيّة ، والعلماء العاملون المخلصون لا يطلبون لأنفسهم شيئاً ، بل لعامَّة المسلمين .. فأنا الآن أُمثِّل الذين كلَّفوني أن أصل إلى هذا المسؤول ، فهل ينبغي لي أن أطلب حاجةً شخصيَّة ؟

. قال له : فما لك من حاجةٍ تذكرها لنفسك ؟ قال : ما لي من حاجةٍ دون عامَّة المسلمين .

..

..ظاهرة الميوعة والانحلال أساسها تقليدُ الأجانب~
في الحقيقة عندنا ظاهرةٌ أُخرى وهي : ظاهرة الميوعة والانحلال ، و أساسها تقليدُ الأجانب ..
روى البخاريُّ ومسلم .
(( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى ))

(رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ)

أي خالفوهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تشبَّه بقومٍ حُشرَ معهم .. ومن هوي الكفرةَ حُشر معهم ، ولا ينفعه عمله شيئاً ، تجد شاباً بأيَّام بطولاته كل همّه زينته الظاهرة ، يجلس ساعات وراء المرآة كأنَّه فتاة ، هذا من الميوعة والانحلال ، وفي حديثٍ آخر :

(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا لا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلا بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الإشَارَةُ بِالأصَابِعِ وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإشَارَةُ بِالأَكُفِّ.....))

(سنن الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ)


وروى الترمذي عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال :
(( لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلا تَظْلِمُوا ......))

(رواه الترمذي عَنْ حُذَيْفَةَ)
..

..يمكن للإنسان أن يقلد الأجانب لكن في العلم لا في الأخلاق والسلوك~

لا يكن الإنسان مقلِّداً ، بل يجب أن ينطلق الإنسان في تصرّفاته من دينه ، لا بالتقليد الأعمى ، وفي الحقيقة توجد نقطةٌ دقيقةٌ .. نحن يمكننا أن نقلِّدَ الأجانب ولكن في العلم لا في الأخلاق والسلوك ، وتحضرُني كلمة وهي لأحد الأُدباء قال : ثقافة أيَّة أمَّة بمثابة عسلٍ ، استُخلِصَ من زهرات مختلف الشعوب على مرِّ الأجيال ،

وهل يعقل إذا لدغتنا جماعة من النحل أن نقاطع عسلها .
الثقافات تؤخذ ، والعلوم تؤخذ ، لكن العادات والتقاليد لا تؤخذ فماذا نأخذ وماذا ندعُ من الغربيين ؟ قال : نأخُذ ما في عقولهم ، وندعُ ما في نفوسهم .


وبمناسبة أنَّ ثقافة كلَّ أُمَّةٍ ملكُ الأمم جميعاً ، يقول النبيُّ عليه الصلاة والسلام :
(( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ ))

(سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ)

وكذلك قال :
(( اطلبوا العلم ولو في الصِّين ))
وقال :
)) الحكمةُ ضالَّةُ المؤمن ، فحيث وجدها فهو أحقَّ بها ))

(سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)
..
..من أساليب مكافحة الميوعة والانحلال~

1 ـ عدم التقليد الأعمى لأهل الغرب :
لو أنَّ لنا أعداء وعندهم إنجاز حضاريٌّ ، أو علمي ، فيمكننا أن ننقله إلينا ، ولا يمنعنا من أخذه أنَّهم أعداء ، خذ ما في عقولهم ودع ما في نفوسهم ، فالعلم ليس له وطن ، ومن التعصُّب أن تنسب علماً ما إلى وطن .. لأن العلم عبارة عن كشف لقوانين قد قننها الله عزَّ وجلَّ ، فمن يكشف القانون نأخُذه منه مهما كان ، فنحن نحارب التقليد الأعمى بالعادات والتقاليد

، أمَّا في شؤون العلم والتقدُّم الحضاري فهذا نقتبِسُه ، فالإسلام مرن سمح لنا أن نأخُذَ ما لا يتعارض مع ديننا ولا سيَّما أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول :



(سورة الأنفال)

فإذا لم يكن عندنا قوَّة تكافئ قوَّتهم فكيف ننتصر عليهم ؟ .. إذاً من أساليب مكافحة الميوعة والانحلال ، عدم التقليد الأعمى لأهل الغرب .


2 ـ النهي عن الاستغراق في التنعُّم :
الشيء الثاني : النهي عن الاستغراق في التنعُّم .. دقِّقوا في هذه الأحاديث أيُّها الأخوة ، يقول عليه الصلاة والسلام في الصحيحين :
عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أنَّه كتبَ إلى المسلمين المقيمين في بلاد فارس فقال : إيَّاكم والتنعُّم وزِيَّ أهل الشرك .
((عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ ))
(رواه الإمام أحمد عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ)

ليس أبعد عن النفس من شاب غارق في النعيم ، فهو يزعج كل إنسان وينزعج من كل شيء ، فالذي يحبُّه الإنسان عادةً أن يكون شاباً مخشوشناً ، يتحمل شظف العيش ،
والنبيّ صلى الله عليه وسلم قال :
(( اخشوشنوا فإنَّ النِعم لا تدوم))
أمّا الاستغراق في النعيم فمشكلةٍ كبيرة .

..
..الابن ذخيرةٌ الأب وهو وسيلته إلى الجنَّة~

وفي درسٍ آخر إن شاءَ الله تعالى نتابعُ الحديثَ عنِ التربية الخُلُقيَّةِ ، الَّتي ينبغي أن يربِّيها الأبُ المسلم لأولاده ، ونيتنا أن يستوعب الإنسان هذه الدروس و يستمع إليها مرة ثانية ، أو ثالثه ويكتُب بعض الملاحظات ، حين تتراكم عنده التصوُّرات والقناعات ، فيجد نفسه من غير شعور يقوم بتوجيه أولاده التوجيه الصحيح ، وهذا التوجيه الصحيح أساسيّ

، وحينما يرى الإنسان ابنه على دينٍ قويم ، وعلى أدَبٍ رفيع وعلى أخلاق رضِيَّة . وعلى همَّة عالية وإنتاج حسن فهذا الابن هو ذخيرةٌ للأب وهو وسيلته إلى الجنَّة .

والحمد لله رب العالمين.

http://nabulsi2.com/sound/07tarbia/3awlad/Awl01-10/Awlad04.MP3



...

انتهت الثالثة..
وبحول الله سأدرج دورات الاسبوع القادم بإذن الله ..
تعليقاتكم ضعوها هنا..

حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
كما طلبتم مني 3 دورات كل اسبوع اقرأنها بتمعن ففيها خير كثير وانا معكم..توكلنا على الحي القيوم
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
سبحان الله
روعة ألماس
روعة ألماس
الله يجزيك خير الجزاء ويصلح لنا ولكم ولكل مسلم النية والذريه

جاري قراءته ربي لايحرمك الاجر والغاليه ورده الجوري
حلاتي ندرة وجودي


طرح رائع
يسلم لنا هـالـذوق
ياذوق
منوره غلاتي
كلي شوق لجديدك
الــــــــــرائــــــــــع


أسعدك المولى ورعاكـ
أختك(
حلاتي ندرة وجودي)
..