رحيل5

رحيل5 @rhyl5

عضوة نشيطة

عجوز ورفيقها الألم

الأدب النبطي والفصيح

من بين أعاصير الزمن ورياح الحزن وقفت تلك المرأه على عكازتها يملئها الحزن والأسى والدموع ....تنظر لغروب الشمس متأمله الى خيوطها وهي تختفي رويداً رويدا ,,,ليعود بها الزمن الى الوراء لتذكرها تلك الخيوط بألم مازال يعاصرها عشرون خريفا فذرفت دمعة من عيناها على وجنتيها المجعدتين وقد زادا تجعدا من حرقة الفراق...فإذا فتاة من فتيات القريه تتسارع خُطاً متجهه نحوهازاعمة انها تحتاج لمساعده فأمسكت بيدها لتجلسها...وقالت :إجلسي ياخاله لتستريحي..
قالت المرأة العجوز:لا لا لم يعد للراحة حيزٌ في حياتي....فحياتي اصبحت مزيجاً من الآهات والأحزان ,,,ثم واصلت المرأة العجوز حديثها قائله:أعذريني لقد أخذني الحديث ولم أسألك من انتي وماأسمك؟؟
قالت الفتاة وهي تنظر الى عينيها الذابلتان: انا...ساره..
فنظرت المرأة العجوز اليها وقد انهملت دموعاً تحكي الف معنى...!!!!!!!
قالت الفتاة محاولة تهدئتها وهي تنظر اليها وقد ملئتها الدهشة والحيره....مابك ولماذا تبكين...
قالت العجوز وهي تذرف دموع الحسره....وتمسح دمعاتها التي اصبحت رفيقتها مع تلك الأيام بذلك المنديل القديم وقد ذبل من كثر الدمع...فقدتذكرت ابنة لي فهي تشابه اسمك ...قالت ساره:تذكرتي...!!!!مَن؟وأين هي؟...ماخطبك وماذا حدث..؟؟
تنهدت العجوز بآهات خرجت من صميم قلب حزين..فصمتت لبرهه ثم قالت بصوت خافت:لم يعد للآهات نسمة تتنفس من خلالها,,ولم يعد للدموع مجرى فقد مللت من الدموع العينين..وذبلت منها الوجنتين فلقد اندفن الفرح من سنون ماضيه منذ ان فقدت ابنتي ..صمتت ساره وقد ظهر على وجهها ايماءات تعجب وحيره...حينها رفعت العجوز عيناها الى السماء ثم اغمضتها وقالت: قبل عشرون عاما في ذلك المساء الممطر وقد اشتد البرد فيه وصوت الرعد يخيف جميع من يسمعه..وكانت ابنتي في الثالثه من عمرها وقد علا صوتها بكاء مما تحسه من الجوع..فخرجتُ مسرعة ابحث عمّا تأكله فحين رجعت وقدماي ابتلت وملابسي من شدة المطرتفاجأت بأني قد نسيت الباب مفتوحا ولكن شدة ماأشعر به من برد انساني اهمية ذلك وحينها تسارعت بخطاي الى تلك النار التي اشعلتهامن عيدان خشب صغيره لأضع يداي أمامها ولكن في هذه اللحظه ادركت الطامه حين غاب عن مسمعي صوت بكاء ابنتي ساره وهنا تذكرت اني حين نسيت الباب مفتوحا قد كان داهية لم أشعر بها وفي هذه اللحظه رميت مابيدي وبدأت أركض ابحث عنها في زوايا ذلك المنزل الصغير فلم أجدها.. خرجت خارج المنزل أركض هنا وهناك..وقد خيم الظلام على جميع الشوارع والطرق يغلبها الصمت..فقد كان قبل لحظات يغلب ذلك المكان مطر وبرد قارس فقد التجأ كل منهم إلى منزله..أطرق باب هذا وباب ذاك..أبحث عنها لعلي أجدها ولكن دون جدوى..بكيت..صرخت..ساره..ساره..أبنتي....ولكن..
وبعدها عدت الى منزلي وقد ملئ قلبي البؤس والأسى وأنا منذ ذلك الحين وأناأنتقل من قرية الى قريه أبحث عنها وهاأنا في قريتكم هذه أبحث عنها وأنا لا أعرف هل هي على قيد الحياة؟؟؟ أم انها.......!!
فسكتت وقد طأطأت راسها محاولة ان تخفي دمعاتها وقد غمرها الحزن والألم..:44:
فقالت لها الفتاة:هيا معي للتناولي معنا العشاء وتتعرفي على أمي فسوف تفرح بقدومك فهي طيبة القلب.
قالت العجوز:لالالاأريد دعيني فقد كانت الوحده رفيقتي فلم أعتد ان أجلس مع أحد فقد أكتفيت بالحزن والألم رفقة طوال تلك السنين..
ولك الفتاة ظلت ترتجي بتلك العجوز حتى ظهر على وجهها الموافقه بأبتسامة حزينه مفقودة من تلك الشفتين..:13:
هنا أمسكت الفتاة بيدها وقالت حقا ماأضيق العيش دون فسحة الأمل,,فلا تحزني فلقد أخذها الله منك كما أعطاك إيها وتأكدي إن كانت على قيد الحياة فهي برعاية الله وأمانته..نظرت العجوز الى الفتاة ثم التف وجهها نحو الغروب وقالت: حقا ياأبنتي..
حاولت ساره ان تحطم ذلك الحزن بابتسامه جميله,, وقالت:هيا..هيا..حتى لايداهمنا الوقت فقد يعم الظلام ونحن هنا..
فسارتا بخطى بطيئه نحو منزل الفتاة..وحين وصلتا الى ذلك المنزل المتواضع في تلك القريه الصغيره..أمسكت ساره بيد تلك العجوز وأدخلتها فقد رحبت والدتهابها كثيراً.وتناولا العشاء معاً..وقدمت لها كوبا ما الحليب الساخن لتشعرها بالدفئ بعد ذلك البرد القارس في الخارج..فجلستا تتحدثان وقالت والدة الفتاة لتلك العجوزمابك وماحكايتك فقد رسم الحزن على وجهك ملامح. فسردت تلك العجوز الحزينه قصة ابنتها ساره وهي تذرف دموعها تاره ..وتمسحها تاره..فقالت العجوز حين سألت ابنتك ساره عن أسمها حينها تجددت الآمي لتوافق الأسماء
فقالت ساره وهي تبتسم :أنا ياخاله مثل أبنتك فاوالله لقد احببتك كأمي..
فقالت والدة ساره :بل أبنتك...فقد ارجع الله اليك امانتك بعد كل ذلك الصبر..
وأحست المرأة العجوز وكأن سهم يمزق جسمها النحيل وكاد جسدها يهوي للأرض وسقط كوب الحليب من يدها وقالت:ماذا..؟؟ابنتي..؟؟أمانتي؟؟؟!!
قالت المرأه:نعم فلقد كان هذا أمتحان من الله ليقيس مدى صبرك وحلمك..فلقد وجدنا ابنتك وهي صغيرة تائهه تبكي خوفا من الضياع وبحثنا عن أهلها ومضت السنين على ذلك وعندما يئسنا من أن نجد أهلها أخذتها وجعلتها ابنة لي لأن الله لم يُرد لي الإنجاب لذلك كانت هيا ابنتي التي لم ألدها........انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت اتمنى ان تنال إعجابكم..:27:


:(
2
486

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
قصة جميلة يا رحيل ...

فكرتها حلوة وأسلوبها جميل ...

ينقصها بعض التشويق والتوغل في مشاعر النفس البشرية أكثر ...

أنصحك بالقراءة كثيرا .. كما أنصحك أن تزوري قسم الفوائد اللغوية والأدبية لتستفيدي من المواضيع عن فن القصة ..

هناك أخطاء لغوية بسيطة منها :

يملئها...... الصواب يملؤها .

وقد ملئتها الدهشة .... الصواب ملأتها

تذكرتي...!!!! .... الصواب تذكرتِ .


حياك الله يا رحيل ... سعيدة بمشاركتك معنا .
أم الفزعات جات
رحيل5


قصة جميلة ذات مغزى هادف وجميل ..

كذلك إسلوبك مشوق ورائع

بورك قلمك وأنتظر المزيد..:26: