عجيب هو أمري!!!

عجيب هو أمري....كيف اصبحت امراة؟؟وما هذا الشيب يملأ رأسي؟ومن هؤلأء الذين يَدعون أنهم أحفادي؟؟

أنا مجرد طفلة...أنا نورة وعمري سبع سنوات فقط!!



الآن ستأتي سارة وستصرخ لي من خلف الباب الخشبي القديم ..وسأتسلل بهدوء كي أخرج بسلام..وسأسمع صوتاً غاضباً "نورة الويل لك إن تخطيت بيت ابي صالح!!سأراقبك!!"
سأبتسم بعدها..ابتسامة الخائف..ثم أقبل يد أمي وأخرج...

سأخرج..وسألعب..سأتخطى منزل ابي صالح بخطوات...
فقط لأثبت شخصيتي أمام سارة والأخريات...
لا أكثر..

آه..ستأتي حصة بقوامها الممشوق وبظفائرها الذهبية,تجر أختهاخلفها..
كم تمنيت أن أصل إلى رأسها..ستلقي أوامرها وسنذعن لأنها القائدة والأطول..


أف من هؤلأء الصبية..صحيح أنهم في طرف الشارع ونحن في آخرة,ولكنهم يتلصصون علينا..ويرسلون احمداً لياوفيهم بتحركاتنا..
وبالرغم ان عمرة خمس سنوات فقط إلا اننا نصرخ ما أن نراه:
"الولد مع البنات ,صابتة شوكة ومات!!"
فيتقهقر مجرجراً أذيال الخيبة..

ويأتي دورنا...
وتختارني حصة بأعتباري الأصغر..
وبكل الوجل ..أٌف أمام دار أبي صالح.. ثم أنادي صالحاً وأسأله عن موعد عودة الرجال من المزرعة
ثم بكيد نسويً عظيم اتصنع البراءة واتسأل"ماذا تفعلون؟؟"
وأسمع جوابه بكل فخر"سنشوي الدجاج"
أطلق ساقي للريح بعدها..


وتبدأحملتنا الميمونة..نعم سنكون الأفضل..
تحضر احدانا الدجاج وبعض من البهارات..
وتشمر حصة تلك القائدة الشجاعة عن ساعديها وتبدأ عملية الشوي..
اممممممممممممممممم
لعابي يزداد كلما أخذت تقلب تلك الدجاجه
و أجلس القرفصاء انتظر وانتظر..وفي غمرة إنشغالي أسمع صوتامن ورائي أشعر بعدها أن سكينأً أخترقت فؤادي..
"ما شاء الله سيأتي أبوك ليراك تأكلين في الشارع"
وأرفض ,أتباكى ثم ابكي...

وفي داخل البيت..بقلب حزين سأجلس على ذلك الدرج الطيني القديم..أراقبك يا أمي وأنت تعدين الطعام..
واتمنى لو تغفل عيناك عن الباب قليلاً..

وسأسمع صوتاًوفيا يهمس:
"إليك نصيبك يا نورة"
فأرد:بسرعة ياسارة"
ثم سيتدحرج أمامي شيء ما أتلقفه بكل كياني وأيمم وجهي نحوالفناء الخارجي وأختبىء لأخفي كنزي الصغير..
سألتهم وجبتي النيئة ..امممم..أن طعمها يفوق طهو أمي بآلآف المرات..



أمي..نعم لازلت نورتك الصغيرة...
وسيخيم الظلام.. وسألتصق بحضنك الدافيء..ثم ستنفثين عليً بعضاً من آيات الله , وستمسحين على رأسي بيدك الحنون..وسأنام..وعيوني ملأى بأعذب الأحلام..

نعم.. يا أمي..أنا لم أكبر..ولم أرحل..ولم أتزوج..
بل ولم أسمع خبر إنتقالك إلى الدارالأخرى ...كلا كل هذا وهم خادع..أو حلم طويل..



سأفيق ..وسيدخل الضوء عيني وسأغلقهما ثم سأعود لأفتحهما..وسأرى فراشك خالياً
وسأصرخ"أمي أين أنت؟؟"
وسأسمع صوتك الحبيب.."تعالي يا نورة فسيبرد الخبز".....
.
.
.
.
.
.
.
.
.