عداوة العقل والهوى
ألقى اللَه سبحانه العداوة بين الشيطان وبين الملك ، والعداوة بين العقل وبين الهوى ، والعداوة بين النفس الأمارة وبين القلب .
وابتلى العبد بذلك وجمع له بين هؤلاء ، ,امد كل حزب بجنود وأعوان ، فلا تزال الحرب سجالاً ودولاً بين الفريقين إلى أن يستولي أحدهما على الآخر ويكون الآخر مقهوراً معه .
فإذا كانت النوبة للقلب والعقل والملك فهنالك السرور والنعيم واللذة والبهجة والفرح وقرة العين وطيب الحياة وانشراح الصدر والفوز بالغنائم .
وإذا كانت النوبة للنفس والهوى والشيطان فهنالك الغموم والهموم والأحزان وأنواع المكاره وضيق الصدر وحبس الملك .
قلت هذا مصداقاً لقول الله عز وجل { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }
فإن الإعراض عن ذكر الله عز وجل وترك ما أمر اللَه من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك من أنواع العبادة وأعظمها التوحيد وإبدالها بطاعة الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء لا يكون جزاءه إلى الحسرة والندامة في الدنيا والآخرة وأعلم هداك الله لطاعته أن الله تبارك وتعالى أرحم بالعباد من أنفسهم فليس الطاعة تزيد في ملكه ولا المعصية تنقص من ذلك قال تعالى في الحديث القدسي ((يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. قاموا في صعيد واحد فسألوني. فأعطيت كل إنسان مسألته. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثم أوفيكم إياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه". اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلىأنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله 0
moon1426 @moon1426
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مجنونة أمها وأبوها
•
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
الصفحة الأخيرة