’’’
عدتَ يا عيد ..
عدت إلينا من جديد ..
بنفحاتك النورانية ، و نسماتك الإيمانية ، بعبيرِ البهجة في كفيك ، بسُحُب الرحمة في طيات عباءتك ، بالفرحة البريئة تملاً وجهك الصَبِيح ، بكل معاني الحب و السلام و الجود و العطاء .
أتيت ياعيــــــد والأحــزان أحــزانـ ..... أتـيـت وفــي داخـلـي تضـطـرم نـيـران
أتيـت وفـي كـل عيـد قلـب أشيـعـهـ ..... وتـرفـقــه دمـــــوع خــلـــف جـثــمــان
أتـيــت يـاعـيـد والأمــــة فــــي ذلـ ..... ونـبـيـهـا فـــــي كـــــل يـــــوم يــهـــان
أتيــت يـاعيـد والمسلـمـون بـدارنـا ..... يـذقـون مـــن صـنــوف الـهــم ألـــوان
أتـيــت يـاعـيـد والأفـــراح غـائـبـة ..... وشــمــس أشــرقــت تــشــع أحـــــزان
هــنـــاك خــلـــف الآفــــاق امـــــة ..... شــابــت بــمــا فـيــهــا مـــــن شــبـــان
هــنــاك خــلــف الآفــــاق أمـــــةتـ ..... نـتـظـر يـــد حـانـيـة تنشـلـهـا بـحـنـان
من أين نفرح ياعيـد الجـراح وفـيـ ..... كــل ثـغـر مــن الآمـــة أنـــاس تـهــان
من أين نفرح ياعيـد الجـراح وفـيـ ..... قلـوبـنـا جـــرح يـتـجـدد بـــك أزمــــان
مـن أيـــن نـفــرح والمسـلـمـونـ ..... يـشـردون ويذبـحـون فــي كــل مـكـان
مـن أيــن نفــرح والشباب بأمتـيـ ..... يـتـركــون صــــلاة وعــبــادة الــديــان
مـن أيـن نـفــرح وفتـيـات أمـتـيـ ..... فـــــي تــبـــرج وســـفـــور ونـــكـــران
مـن أيـن نفــرح والصحـب ولــى ..... وأوقـــد فـــي الـقـلـب جـــراح ثــخــان
رغم الجـراح أرسل ترنيم تهنئتـا ..... تــشــيــع قــلــبــي لـــيـــس جــثــمـــان
أتيـت ياعـيــد بـالأعـذار تنفحـهـا ..... وتـطـلــب مــنــي صــفـــح وغــفـــران
لله يـاعـيـد ,لله يـاعـيـد غــفــرتـ ..... مـن جـرح قلبـا وبـات عليـه غضـبـان
هــــاقـــــد أتــــيـــت يـــاعـــيـــد ..... فهل لك تبعد عن القلوب أحزان؟؟!!!
عدتَ يا عيد ..
لم تخلف وعدك أو موعدك ..
رُغم الأسوار التي تحجبنا عنك ، و الحواجز في طريقك إلينا ، و الحدود التي تفصل بيننا .
width=500 height=405
عدتَ يا عيد ..
عدت و ما تهيأنا بعدُ لقدومك ؛ ما أعددنا أنفسنا لاستقبالك ..
فما زالت الوجوه شاحبة ، و العيون باكية ، والضحكات ميتة ، و الفرحة مبتورة ، و الأحلام مسروقة ، و الآمالُ مشنوقة على جدرانِ انكساراتنا .
عدتَ يا عيدُ و مازال الأقصى في الأسرِ يئنُ ، و بغدادُ تجاهد لتضميد جراح اغتصابها ، و أمتنا تنعي حالها ..
عدت و مازلنا غرباء في أوطاننا ؛ غرباء في ديارنا .
عدتَ يا عيد ..
عدتَ و في القلبِ ما فيه من الأحزان ، و في النفسِ ما فيها من الهموم .. تسكننا إحباطاتنا ، و تكسرنا جراحنا ، و يفرقنا شتاتنا .. تظللنا غيومٌ قاتمة ، تطاردنا أشباح القهر و الهزيمة ، يصاحبنا الأسى أينما كنا .
عدتَ يا عيد و نحن كما نحن ؛ غارقون في فوضى الهزيمة .

عيدٌ..
بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمـر فيك تجديد.
أما الأحبة فالبيـداء دونهم فلــــيت دونـك بيداً دونهـا بيد

’’’
و رغم كل هذا ..
أهلاً بك يا عيد
نقولها لك فرحين مستبشرين .
سنفتح لك أبوابنا مرحبين ؛ سنفتح لك قلوبنا ليتسلل إليها قبسٌ من فرحتك .
سنحتفل بقدومك ، ونعلقُ أوراق الزينة على الشرفات ، و نضئ دوربنا بمصابيحك ؛ لعلك تضئ قلوبنا برحمتك .
سنرتدي أزهى ثيابنا ، و نأخذ زينتنا متوجهين لأداء صلاتك .
سنتبادل التهانئ بقدومك ، نتصافح بقلوبنا قبل أيدينا ؛ نتعانق ليسري الدفء في صدورنا ؛ نتزاور لنعمر بيوتنا بالمحبة و السلام .
سنصحبُ الصغار إلى الحدائق و المتنزهات ، نمنحهم ( العيدية ) و الحلوى ، سنطلق العنان لضحكاتهم و ضحكاتنا لتصبغ الحياة بألوانِ جديدة .
و عندما يحين رحيلك يا عيد ..
سنودعك و في النفوس بقايا من أصداءِ ساعاتك القليلة ، و شعائرك الجميلة ، و فرحتك الغامرة .
سنودعك على أمل أن تعود العام القادم في نفس موعدك ؛ و قد تهيأنا لاسقبالك .
أما الآن ..
فنقولها لك بكل الفرحة و الحب ..
أهلاً بك يا عيد
أهلاً بك رُغم أنف الأحزان و الهموم و الآلام و الجراح و الإحباطات و الانكسارات .
أهلاً بك رُغم أنفِ سارقي البسمات و مغتالي الأفراح و هادمي الأحلام .
أهلاً بك رُغم القبح المتغلغل في حياتنا .
أهلاً بك يا عيد
أهلاً بك يا عيد
عذراً ان كنت خالجت الحزن لصدوركم
هذا حال الأمة نسئل الله ان يكشف هذه الغمة عن هذه الامة
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ ، وَ شَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ ، وَ كَأْبَةَ مَا نَسْتَجِيرُكَ مِنْهُ ، وَ اجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِينَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ ، وَ قَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ ، يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ .
اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ أَهْلِ دِينِنَا جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَ مَنْ غَبَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، صَلَاةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا ، وَ يَنَالُنَا نَفْعُهَا ، وَ يُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا ، إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ ، وَ أَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ ، وَ أَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
عيدكم سعيد وعساكم من العايدين الفايزين
(ان العيد هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد)
فنسأل الله العزيز أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وأن يجعلنا من عتقائه من النيران
ونتقدم لكم بالتهنئة العطرة
بمناسبة عيد الفطر المبارك