$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
"وأختم بكلمات أتوجّه بها إلى الأهل.. أبناؤكم هم نتاج تربيتكم، وأنتم تحصدون ما تزرعون فيهم.. فأحسِنوا الزرع.. ولا تشتموا الأرض والبذور إن لم تثمر أو أخرجت نكداً.. وعليكم بالسعي لتربية النشء وتطويره وإمداده بالمفاهيم والقِيَم والعلوم.. وهو صورة عنكم فأحسنوا العمل والخُلُق ليتشبهوا بكم.. حاولوا التخلّص من نمط المربي التقليدي الذي ينهى ويأمر، وانتقلوا إلى صورة أبهى وأنفع منتهجين في ذلك سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال وتربيته لصغار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم..
وعليكم بترياق الحب والحنان؛ فإنه أفضل مقوِّم لكل سلوك سيء.. ولأن ينتهي الولد عن سلوك غير مرغوب فيه احتراماً ومحبة للأهل أفضل ألف مرة من أن ينتهي خوفاً ورهبة؛ فيعمله ربما في السر.. وخصِّصوا من الوقت ولو قليلا لأطفالكم لتعليمهم وإرشادهم واللعب معهم؛ فهذا أدعى إلى تقبل نصائحكم.. فالإشباع العاطفي للطفل، والجو الأسري المستقِر، والحوار الفعّال بين وبين أهله، والتواصل الإيجابي العاطفي بينه وبينهم؛ كل ذلك أساس سعادته، وحسن تقديره لذاته، ودافعه للسلوك الحسن الذي يتأصّل مع السنين حتى يصبح جزءًا من شخصيته كرجل، ويبقى الدعاء أنْ يا رب أصلِح لنا في ذريتنا وبارك لنا فيها.. وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما".
أخطار العنف الأسري
ويؤكد د. خالد الحليبي (المستشار الأسري والمشرف العام على موقع المستشار) أن العنف الأسري له أخطاره وعواقبه على المجتمع موضحاً ذلك بقوله:
"من أخطار العنف الأسري:
1- زيادة فرص الانحراف مستقبلا عند الأطفال الذي يتعرضون للإساءة؛ فقد أكد علماء النفس أن الطفولة أهم مرحلة من مراحل حياة الإنسان؛ لأنها المرحلة التي يتحدد فيها مفهوم هذا الإنسان للحياة ونظرته إليها، فإذا تعرض لخبرات مؤلمة اختل نموه النفسي وأصبح مهيأ للانحراف في أية مرحلة من مراحل حياته، هذه الخبرات المؤلمة مصدرها أسرة الطفل؛ لأنها البيئة الوحيدة المحيطة به في هذه المرحلة. وبرغم التأخر النسبي الذي حصل فيما يخص التنبيه على ظاهرة إساءة معاملة الأطفال، إلا أن دراسات سابقة -حتى على صعيد المملكة- نبهت على وجود هذه الظاهرة في أوساط مجتمعاتنا العربية، ودعت جميعها إلى البحث عنها لدراستها وعدم إهمالها، ووضع حلول مناسبة لها؛ لتلائم بيئتنا وثقافتنا، خصوصاً وأن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الموقعين على معاهدة حقوق الطفل، وهي بتبنيها الدين الإسلامي كمرجعية قانونية حصرية تتفوق على غيرها من البلدان؛ وذلك لأن الدين الإسلامي كان سباقاً إلى حماية الطفل. (د.مسفر القحطاني - خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة - ورقة عمل).
2- قد يسبب الضرب المبرح للأولاد تعثراً في العلاقة بينهم وبين الأهل؛ إذ يعمد الأولاد إلى الحدّ من علاقاتهم مع أهلهم خوفاً من العقاب الشديد، ممَّا يساعد على تعطيل عمل الأهل في مسيرة التربية الصحيحة اللازمة للأولاد.
3- استخدام مبدأ العقوبة الشديدة قد يصنع عند الأبناء شعوراً بالنقمة وحبِّ الثأر من المعاقب، وإن كان والدَه.
4- يجعل الطفل يخاف من ضاربه ويكرهه.
5- يعلم الطفل الطاعة العمياء بدلاً من المناقشة والفهم والتقبل عن اقتناع.
6- وجد في بعض الأحيان أن الضرب يزيد الطفل عناداً، وبذلك يثبت السلوك المراد تغييره.
يقول العلامة ابن خلدون -رحمه الله- في المقدمة: "(فصلٌ) في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم سيما في أصاغر الولد؛ لأنه من سوء الملكة، ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين.. سطا به القهر، وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك. وصارت له هذه عادة وخلقاً وفسدت معاني الإنسانية التي له...".
7- ظهور بعض الاضطرابات النفسية؛ كالقلق على المستقبل، أو القلق من انفصال الزوجين، وعند الأطفال يظهر بوضوح، وربما الخوف الاجتماعي، وبعض الوسواس القهري، وربما بعض حالات الهلع، واضطرابات تحولية وانشقاقية، وظهور المرض النفسي مع القابلية، ومحاولات إيذاء النفس، واضطرابات الإخراج، واضطرابات الارتباط في السنوات الأولى.
8- قد يؤدي العنف مع الأطفال والمراهقين إلى التخلف في الدراسة، والأداء التعليمي، ومهارات التعلم، والمهارات الاجتماعية، والصحة الجسمية.
9- قد يؤدي التهديد للأطفال إلى قتل الإبداع في نفوسهم. فالبيئة التي تهدد الطفل وتشعره بالخوف يمكن أن تتسبب في عدم اتزان كيماويات الدم؛ مما يولد السلوك العدواني لديه، وكذلك تفعل التعليقات الساخرة والجارحة؛ كما تقول الأستاذة هداية الله الشاش.
10- قد يؤدي العنف الأسري إلى ازدياد السلوك الجنسي للطفل، وازدياد السلوك الجنسي للبالغ، والإحباط الجنسي للبالغ أيضًا. ولعلنا نصدم بنتيجة دراسة علمية أقيمت عام 1428هـ على المدراس الثانوية، ذكرت أن 82.7 من الطلاب لديهم انحرافات جنسية مختلفة، وذكر غالب الطلاب أن المعلمين والمرشدين الاجتماعيين وحتى المقررات الدراسية كان أثرها ضعيفًا جدًّا في الوقاية من المشكلات الجنسية أو معالجتها. .
العنف الأسري وسيلة للتأديب!!
ثم يضيف د. خالد الحليبي أن أغلب أساليب العنف تُمارس باسم التأديب بقوله:
"ولعل أكثر حالات العنف الأسري الموجه للأطفال؛ تمارس باسم التأديب، وهو في الواقع ظلم يوقع على الطفل، ولا سيما حين يكون دون العاشرة؛ فإنه لا يجوز ضرب الطفل قبل العاشرة من عمره؛ لا شرعًا ولا نفسًا، وكثير ممن يدلون بالحقيقة في مثل هذه الحالات يعترفون بضعف النفس، وقلة الحلم، وليس لطبع الغضب مثل التحلم؛ فقد ورد في الحديث الحسن عن رسولنا صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرّ الخير يعطه، ومن يتق الشر يُوَقَّه" . كما ورد عنه وصيته لمن استوصاه؛ قال: "لا تغضب" ثلاثا. وهو ما يدل دلالة قاطعة على أن الغضوب يستطيع أن يتحلم، ويعوِّد نفسه ذلك، فهذا الأحنف بن قيس كان من أحلم الناس، وذكر أصحاب التاريخ من حلمه أعاجيب وغرائب، ومع ذلك سأله بعضهم عن حلمه فأسرّ إليه وقال: "لست والله بحليم، لكني أتحالم، وإني ليصيبني من الغضب مثل ما يصيبكم، لكني أتصبّر". وقال عروة بن الزبير: "رب كلمة ذلٍ احتملتها أورثتني عزاً طويلاً".
ونجد مثل أشج عبد القيس رضي الله عنه قد فُطِر على الحلم والأناة؛ حتى قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن فيك خَصلتين يحبهما الله: الحِلم والأناة". وفي رواية أنه جبل
يتبع.........