AL_Jazi

AL_Jazi @al_jazi

عضوة فعالة

عذراً .. حبيبتي ..

الأدب النبطي والفصيح

عذراً .. حبيبتي ..


عند النافذة.. وقف ملياً وأخذ يتأمل القمر .. ويقلب صورا كثيرة في ذاكرته .. فاستوقفته صورة واحدة لامرأة بعينها .. سلبت منه كل شيء ، كل مشاعره وأحاسيسه بل سيطرت على كيانه .. ومضت دون أن تلتفت إليه .. فمنذ أن ألتقى بها وهما يسيران متفاهمين متحابين متعاهدين على الإخلاص والوفاء ، وكان الحب بينهما يكبر حتى أصبح غطاءً يظللهما ويتنفسان تحته نسمات الأمان ودفء المودة ..

جاء ذلك اليوم الموعود ، وصار له في بيته حبيبتان أحبهما بكل جوارحه وعشقهما حتى النخاع ..
وحاول كثيراً أن يبذل ما في وسعه من جهد من أجل سعادتهما وكسب رضاهما ..
حتى كان لا يفرق بينهما في المأكل والمشرب والملبس .. حرصاً منه على اتباع مبدأ العدل في المعاملة .. وحتى لا يميل قلبه لإحداهما دون الأخرى .. وكلتاهما تحسان به وبمقدار جهده ويقبلان منه ما يعطيهما بسرور دون أي تبرم ..
وقد كان لا يحلو لهم السمر إلا إذا كانوا ثلاثتهم سوياً مجتمعين ، وكانت لا تهناً لهم اللقمة ولا يجدون لها مذاقاً عذبا إلا إذا تشاركوا في إعدادها وتناولها من إناء واحد يمدون إليه أيديهم ..
ومرت الأيام بهذه السعادة مسرعة دون أن يحسوا بها ..
فصادقت زوجته جارة لها .. حديثة عهد بالحي ..
قلبت عليها كيانها واستحوذت على تفكيرها ، وأصبحت تسيرها كيفما تشاء دون خيارها ، حتى تشكك الزوج في الأمر وأحس أن زوجته ربما أصيبت بمس من الشيطان .
لقد تغيرت كثيراً عن سابق عهدها .. وأخــــذت ابتسامتها المألوفة تفــارق محياها ..
وبدأ العبوس والضجر يلازمها .. دون أسباب .. وصارت كـــوردة أخذت بالذبول شيئاً قشيئــاً..

تذكرها ذات مساء عند هذه النافذة وقد وقفت تتأمل القمر.
فسألها :
- ما بالك يا حبيبتي ؟
وماذا يجول بخاطرك ؟
لماذا هذا الحزن ؟
هل منا من أغضبك ؟
هل تشكين من ألم ؟
فيم تفكرين ؟..فكلنا نحبك ..
فكان جوابها كصوت الرعد القاصف :
- اسمع يارجل .. أنا أعلم أنك تحبــني ولــــكنك أيضا تحبها..

وأعلم أنك تريـــــــدني .. ولكنـــــك أيضاً تريدها..

وأنا بصراحة تحملتها فوق طقتي..
ولا أقبل فيك بالشريك..
بل لا أرغب أن ينازعني فيــك أحــد..
يجب أن تختار أنا أو هي ..و فوراً " ..

لم يكن يصدق أن تلك التي تحدثه بهذه اللهجـــة الجوفاء هي زوجته وحبيبته ..
وتريده أن يتخلى عــن شريكة عمره الثانية.. التي هي أيضاً حبيبته ولا يمكن أبداً أن يتخلى عنها مهما حدث ..
فكيف له أن ينسى ما قدمته له من حب وما منحته من ود وعطاء وإيثار وتحملته كثيراً حتى بلغ ما بلغ .

كانت زوجته مصرة على حسم هذا الموضوع بشكل عــــــاجل في تــلك الليلة بالتحديد وعند تلك النافذة..

كان جوابه بإختصار :



- عفوا حبيبتي إنك تطلبين المستحيل !

فإن كنت أحبك فلا أخفيك أنني أحبــــــها أيضاً وَلَرُبَّمَا أكثر !

وإن كنت أودك فلأنها تودكِ هي أكـــثر مني ، وتأنس بك !

فإن أجبرتني على الاختيار فحتماً.......


....... سأختارها هـــي دون تردد ،

ودون أسف !!!!!!


تدرين لماذا ؟






لأنها أمـــــــــــي وكفى...


*()*()*()*()*()*


* مختاره من ـ خلف هذا البحر شاطئ ـ
لــ حسن عمر القثمي ..

أختكم ...
الجازي
3
638

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اشواق حبي
اشواق حبي
ما اعجبتني القصة وايد خيالية.....
وع.........................
امزح..........
القصة روعة....
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
اختيار رائع

بارك الله فيك
AL_Jazi
AL_Jazi
أشواق حبي ..
رأيك الأروع ..


المباركه .. أحلام اليقظه ..
يسعدني مرورك ..



.................

أختكم ..
الجازي