
عذراً... صديقي القلم..!
أقولها بأنفاس مخنوقة...
اتكأ الوقت على كرسيهُ الهزاز...
وتقلد محبرة قديمة..!
صدأت قبل أن تبلل الآهات...
مدامع القرطاس العتيقة...
وتشكو من نسمة غبار سحيقة..!
عذراً...لقد امتدت يدي لقهوتي السمراء.
وارتشفتُ الحرف مذاباً كقطعة سكر...
وبعثرتُ أحاديث المساء في سهرة لاتنسى.!
تأنقتُ كغيداء في جيدها حبات لؤلؤ...
وتعطرتُ بهمسات بقايا أنثى...
مازالت نديمة الدمعة..!
عذراً... صديقي القلم..!
فتحتُ صندوق الذكرى...
وفي زمن الزحام...
وجدتُ وردة... في ثغرها فجر أبلج.
ثلاث قطوف في غصن أخضر...
وعمر منسي كساه الشيب الأبيض.
عذراً... صديقي القلم..!
افتقدتُ المسكن...
وتنفستُ دخان الوحدة..
ولم يبق لي سوى..!
وطن... مخلص.
وورود... ثمرة.
ورفيقة... كالروح وأغلى.
عذراً... صديقي القلم..!
سافرتُ لعالم النجوى...
وسرقتُ من الأفراح بسمة...
ووشوشتُ الأصداف بسرٍ... نكهته أمل.
بأني سأبقى بالله أقوى..!
عذراً... يادنيا..!
لن تغتال الأحزان... عزيمتي الحرة...
وسيبقى القلم صديقي الأوفى...
وستبقى حروفه أسطورة القوة..!
عذراً... عالمي حواء..!
لستُ مزهوة بحرفي...
ولكن الدنيا علمتني.!
أن أطمس حرفاً، وأشطب حرفاً.
وأكوّن للحياة... معنى أجمل..!
فإنها أيضاً غاليتي تعلمنا تخليد بعض الحروف...
كلماتك رائعة دائماً مثلك تماماً .. ولا أحلى ولا أخلص ولا أوفى من صداقة القلم ..
نجده دائماً بالقرب .. يشاركنا الألم والفرح .. فلله درك ياقلم ...