روت صحف وتلفزيونات الدنمارك أمس الخميس 10-7-2008، ما وصفته بأغرب حادثة هروب يفلت بها سجين من قبضة الشرطة وهي بقربه على بعد متر واحد.
فقد تفتق ذهن الفلسطيني المولود قبل 30 سنة في لبنان، محمد حسن الدسوقي، عن خطة توارى بها عن الأنظار، واختفى له كل أثر، "ويعتقدون أنه قد أصبح في بيروت" وفق ما ذكر المسؤول عن دفن موتى المسلمين في مقبرة "الرحمة" بالعاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، عبر الهاتف مع "العربية.نت" صباح الجمعة.
وخطة محمد السوقي كانت بسيطة، وأعد لها بسرعة كما يبدو، ومنذ أن أخبروه يوم الأحد الماضي بأن والدته توفيت بعد ظهر ذلك اليوم في أحد مستشفيات كوبنهاغن الحكومية.
كما أبلغته إدارة السجن الذي يقضي فيه عقوبة مدتها 14 سنة لقيامه عام 2006 بتهريب 45 كيلوغراما من الكوكاكيين بأن له الحق في الخروج غدا برفقة أفراد من الشرطة لحضور جنازة والدته والصلاة عليها ودفنها وتوديعها. فمضى في اليوم التالي من وفاة الوالدة التي قضت بمرض الكلى عن 60 سنة، برفقته دورية من 4 رجال شرطة، إلى حيث تقيم عائلته في منطقة كوكاديل، البعيدة 12 كيلومترا عن كوبنهاغن، وهناك التقى بوالده وأخوته الستة وذرف معهم الدموع، ثم أجرى اتصالات ببعض أصدقائه ممن قرر معظمهن الحضور إلى المسجد للمشاركة بالجنازة الموعودة عصرًا.
ويقول قاسم سعيد أحمد، وهو أصلا من بلدة ديشون بشمال فلسطين المحتلة، ويقيم منذ 20 سنة بكوبنهاغنالتي يتولى فيها مسؤولية دفن أموات المسلمين بمقبرة "الرحمة" التي تأسست قبل عامين، وتابعة لمسجد "التوبة" التابع بدوره للوقف
الاسكندنافي بالدنمارك الذي تأسس قبل 19 سنة، أن السوقي دخل المسجد مع عائلته ليشارك بصلاة الميت مع من دخلوا، وفي مقدمتهم إمام المسجد نفسه، الشيخ المغربي مصطفى الشليط.
أما رجال الشرطة فكانوا باللباس المدني احتراما للجنازة، ولم يدخلوا المسجد، بل ظلوا بانتظاره عند الباب في الخارج ليرافقوه إلى مقبرة "الرحمة" التي وصل إليها برفقتهم ورآها مكتظة بأصدقائه "ممن كانوا أكثر من 150 شخصا على ما أعتقد" بحسب ما ذكره قاسم سعيد أحمد عبر هاتف منزله بكوبنهاغن.
ويمضي قاسم، المعروف بأبو شادي، في روايته ويقول "اقتربنا من حفرة الدفن وقمنا بإنزال الجثة ثم الردم عليها بالتراب، وبعدها وجدت نفسي أقف ملاصقا تماما للسجين محمد حسن الدسوقي، ورجال الشرطة بقربه على بعد متر واحد، لكنه راح يبتعد عنا شيئا فشيئا، الى أن فاجأ الجميع وبدأ يركض الى خارج المقبرة باتجاه الطريق العام المجاور، حاول رجال الشرطة اللحاق به، وهنا انقسم أصدقاؤه إلى مجموعات وبدأوا يهوجون ويموجون شمالا ويمينا، إلى درجة أن رجال الشرطة فقدوا القدرة على تمييز الاتجاهات. كأنهم تاهوا وسط الهرج والمرج، أما هو فاختفى نحو الطريق العام" على حد تعبيره.
كل شيء حدث في أقل من 3 دقائق، وسط ذهول الشرطة التي شاهدت الدسوقي عن بعد يركب سيارة كان سائقها بانتظاره، ثم اختفت السيارة البيضاء وسط بداية العتمة، ولم يعد لها ولا للسوقي أي أثر، سوى ما تركه من استغراب على وجوه من كانوا يشاركون بدفن الميت الرقم 200 في مقبرة "الرحمة"، التي يقول قاسم إن السوقي لم يحترم حرمتها، ولا حرمة وفاة ودفن والدته فيها.
ويقول قاسم إنه لم يشارك طبعا بالتمويه على رجال الشرطة، بل راح يخفف من ذهول شيخ آخر حضر الدفن أيضا وأصيب بصدمة، وهو الفلسطيني محمد السيد (أبو عبد).
ثم مضى الجميع إلى حيث كانوا، وأول ما فكر به القيمون على الوقف الاسكندنافي بالدنمارك في اجتماع عقدوه من بعدها، هو ما قد يبدو غريبا "ولكن لا حل سواه" كما يقول قاسم سعيد أحمد، وهو إذا ما قررت الشرطة بعد الآن أن تأتي بسجين مسلم فقد أحدا من ذويه إلى المقبرة، فعليها أن تأتي به مكبلا بالجنازير والأصفاد، وإلا فلن يدخل.
يالله ادى الواجب وفلسع محترم:22:
zezenya @zezenya
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عز2
•
مشكورة على النقل
الصفحة الأخيرة