** عرش الرحمن**

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

عن جورية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: " ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟" قالت: نعم . قال النبي :" لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده, عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته"
* سبحان الله وبحمده وزنة عرشه.....
ما مقدار حجم عرش الرحمن الذي ستخطى بوزنه حسنات إن شاء الله؟ ذاك الأمر لا يخيل ...
قال عليه السلام :" ما السموات السبع في الكرسي ألا كدراهم سبعة ألقيت في ترس"
فإذا كانت المسافة بين بعض النجوم تقدر بالسنوات الضوئية وكل ذلك في السماء الدنيا , والمسافة بين السماء الأولى والسماء الثانية مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماء وسماء مثل ذلك حتى السماء السابعة ثم يأتي بعد ذلك الكرسي والمسافة بينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام .
وقد وصف الله سعة كرسيه

فقال تعالى : ( وسع كرسيه السموات والأرض ) ثم يأتي بعد ذلك الماء ثم عرش الرحمن جلا وعلا وهو أعظم مخلوقات الله, ونسبته الى كرسيه كنسبة قطعة حديد ألقيت في صحراء ...
قال عليه الصلاة والسلام :" ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض"
إننا نجد طائفة من الناس يتفكرون في قدرة البشر وما وصلوا اليه من تقنيه أكثر من تفكيرهم في عظمة الله جل جلاله...فبعض الناس إذا رأوا الكمبيوتر ذا سرعة فائقة وضغر حجمه قالوا يهزون رؤسهم عجباً : هذه صناعة دولة كذا !!!!
وبعضهم يقول : إذا اردت ان تشتري سلعة فابحث عن سلعة دولة كذا.......
لماذا هذه الثقة العمياء ؟؟ لأنهم ايقنوا بجودة صناعتها....
وفي المقابل ذلك لا نجد التفكير في حكمة الله ولا اليقين بأنه الحكيم الخبير وأنه لا ياتي بشيء إلا وهو متقنه لأنه اتقن كل شيء خلقه.....

قال تعالى : ( صُنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبيرٌ بما تفعلون ) سورة النمل آيه 88
فإلى متى ننزع الثقة من تشريع الله ونضع الثقة في قوانين البشر مع انهم لا يعلمون من الحياة إلا الظاهر منها

لقوله تعالى : ( يعلمون ظاهراً ِمنَ الحياةِ الدنيا ) سورة الروم آيه 7

والسلام عليكم:)