عروس تحترق بالحناء[,,,,خلوا بالكم ياعرايس من محتوى حنتكم

الأزياء والموضة

عروس تحترق بالحناء

مستشفى مدينة خليفة استقبل 30 حالة لفتيات تعرضن لأضرار متفاوتة وحروق نتيجة استخدام الحناءبدأت الحكاية في الخامس عشر من شهر إبريل الماضي، عندما توجهت العروس دعاء، وعمرها 27 عاماً مع هبة شقيقة عريسها، إلى صالون للتزين بالحناء ليلة زفافها. تقول هبة: «عند الساعة الخامسة مساء، بدأت (المحنية) رسم الحناء، شاركتُ العروس فرحتها وقمت برسم الحناء على يديَّ وقدميّ، وبعد مرور ربع ساعة بدأت العروس تشتكي من حُرقة شديدة في يديها وقدميها، وفي الوقت ذاته كنت أشاركها الألم أيضاً. وعندما أخبرنا صاحبة الصالون بذلك، قالت هذا يحدث في البداية، وبعد قليل سوف تزول الحرقة».

تضيف هبة: «ازداد الألم مع مرور الوقت، حتى صار غير محتمل». وتصف هبة الألم قائلة: «زاد عندما قمنا بإزالة الحناء وغسل أيدينا بالماء، وشعرنا كأنها مادة كاوية سُكبت علي الجلد، وسرعان ما تطور الألم إلى تهيج واحمرار، وتورم». تتابع: «توجهت العروس إلى مكان الحفل، وبعد عقد القران الذي استغرق نصف ساعة، شعر العريس بفزع جراء ما حدث، وصُدم المدعوون. ذهبنا إلى مستشفى راشد، وكنا نصرخ من شدة الألم، بعد أن تقدمنا ببلاغ لشرطة المرقبات في دبي، التي أمرت بتحويلي مع العروس إلى الطب الشرعي لعمل تقرير طبي».

بماذا أفاد التقرير؟

تقول هبة: «تعرَّض جلد سواعدنا وأيدينا، وأقدامنا اليمنى واليسرى، لحروق من الدرجتين الأولى والثانية، نتيجة مادة كيميائية حارقة تُستعمل في الأصباغ، ويُمنع استعمالها على الجلد البشري». وتقول إن الطبيب أخبرها أن تشوهات الجلد ستظل ثلاث سنوات.

تواصل هبة: «لأن الحنّاء السوداء موضة، طلبت أن تكون نقوش الحناء بين الأحمر والأسود، بينما طلبت العروس حنّاء سوداء، فكانت النتيجة حروقاً أشد خطراً وأكثر حدة، لدرجة أن الجلد كان يتساقط في اليوم الثاني وحدثت تشوهات وتقرحات». وتوضح أن العروس «ساءت حالتها النفسية ولم تكمل الحفل من شدة الألم، وتحولت فرحتها ليلة زفافها إلى بكاء بدلاً من السعادة في ليلة كانت تنتظرها طويلاً».

وتشرح هبة: «قضيت خمسة أيام لم أستطع النوم خلالها إلا بتناول المسكنات، حذّرنا الأطباء من الاغتسال بالماء، حتى لا تحدث التهابات وتصبح العواقب وخيمة، فظللنا ستة عشر يوماً بلا استحمام. وكذلك مُنعنا من التعرض للشمس والحرارة، ودخول المطبخ وأنا أم لطفلين، وأُمرنا بعمل كمادات باردة بمناشف بشكل دائم حتى يخف الألم والتورم».

وتقول هبة إن صاحبة الصالون اتهمتها، والعروس، بعمل حمام مغربي قبل استخدام الحناء، «لأن من شأن ذلك، العمل على نزع طبقة من الجلد وجعله يتحسس، وجلب حناء حمراء جاهزة من خارج الصالون». لكن هبة تؤكد: «إننا لم نقم بعمل حمام مغربي، ولا إزالة الشعر بالطريقة التقليدية، ونحن على استعداد لتوقيع الكشف الطبي علينا. كما أن الأماكن التي نُقشت بالحناء الحمراء سليمة لم تتعرض لأذى، والحناء السوداء هي التي تسببت في الحروق. ونحن بهذه الشكوى، لم يكن هدفنا التعويض، ولكن على من يخطئ أن ينال عقابه لأن أجسام البشر ليست للعبث».

الحناء الحمراء

وكانت صاحبة الصالون أم إبراهيم، صرحت لوسائل الإعلام، بأنها تعمل في هذا المجال منذ 20 عاماً، وبأن الحناء الحمراء التي جلبتها العروس وشقيقة زوجها من خارج الصالون، هي التي تسببت في الحروق. وبأنها غير مسؤولة، وبأن أنواع الحناء لديها مخلوطة بمواد طبيعية، وما يحدث هو للنيل من سُمعتها.

وتحدث المقدم الدكتور محمد ناصر، مدير شرطة المرقبات، عن ورود حالتين مماثلتين أصيبتا بحروق في الجلد، نتيجة المواد المضافة إلى الحناء. ويشرح المقدم ناصر أن العروس «تقدمت ببلاغ إلى الشرطة بعد إصابتها بحروق في يديها ورجليها، متهمة صاحبة الصالون بخلط الحناء بمواد كيميائية. وبعد التحرز على العينات التي كانت تُستخدم، تم تحويلها إلى المختبر، وأتضح بعد الفحص الطبي على العروس وشقيقة زوجها، أن مستحضر الحناء تسبب في الأذى، نتيجة المواد المضافة إليه، وهي مواد ممنوعة لا تُستعمل على الجلد البشري، لأنها تدخل في صناعة الأصباغ». ويدعو المقدم ناصر «إلى تشديد البلدية رقابتها على الأسواق». واصفاً العقوبة التي تُفرض ضد الصالونات المخالفة بالرادعة «لأنها تتسبب في تشويه وسلامة جسم الإنسان. ويقررها القاضي، وهي الحبس والغرامة».

اعترافات

بين التحفظ والصراحة جاءت ردود صاحبات الصالونات. إذ أفادت الإماراتية مريم علي، صاحبة صالون «روعة كازابلانكا»: «هناك باعة متجولون يعرضــــون عــلى الصالونات خلطات، وحنــــاء معبــأة وجاهزة للاستعمال، وعندما نسأل عن مكوناتها ينكرون معرفتهم بها، ويعتبرونها من أسرار المهنة».

وتكشف علي أن هذه المواد «يتم بيعها وتداولها سراً في الأسواق وبين الصالونات»، وقامت بالفعل بإحضار قرطاس معبأ بالحناء الجاهزة، وأجرت اختباراً على يدها فطُبع اللون بعد أقل من دقيقتين. تواصل حديثها: «الحناء الطبيعية تأخذ من ثلاث إلى خمس ساعات حتى تعطي اللون المطلوب، بينما الحناء المضافة إليها المواد الكيميائية تعطي اللون بعد ربع ساعة. لذلك خطرها أشد، لأن هذه مواد تسبب السرطان، وتُحدث حروقاً في الجلد، وتأتي من جهات غير معلومة في الهند وإيران، ولا نعلم تركيبتها».

تضيف علي: «السودانيات أكثر إقبالاً على الحناء السوداء، لأنها تلاءم بشرتهن السمراء، بينما الإماراتية تقبل على الحناء الحمراء وهذا يدخل في تراثنا. والنساء مولعات بالموضة، يتفنن في التصاميم بين اللونين الأحمر والأسود، على أن تظل النقوش أطول فترة ممكنة. وهناك من تطلب رسم الوشم بالحناء السوداء على مناطق حساسة من الصدر والبطن والكتف وأعلى الذراع، وكلها مناطق لا تتحمل المواد الكيميائية التي تضاف إلى الحناء».

تتابع علي: «كانت النساء قديماً يضفن إلى الحناء مواد طبيعية مثل الشبَّة، والليمون، والشاي، والماء الدافئ، لجعل اللون أكثر قتامة. أما الآن فتخلط بمواد بترولية تسبب حساسية وربواً للأطفال. وسمعتُ من بعض الباعة أن هذه المواد تباع فور دخولها البلاد من فوق أسطح السفن، لأن المتاجرين بها يعلمون أنها ممنوعة». تضيف: «هناك هنديات يخلطنها في البيت ويضعنها في المعاصير ويبيعنها بخمسة دراهم». وتوضح علي، أنها تشتري الحناء من المدينة المنورة واليمن، وتخلطها بالورد المطحون ونبتة الخزامى والزيوت الطبيعية، حتى تعطي اللون المطلوب
0
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️