عُروس تُركِية

الملتقى العام

قرأتُها فأبهرتني .. وأحببت أنقلها لنساء حواء..





]في حفلات الزفاف التركية.. ليلة الحنة من العادات والتقاليد التي لا يمكن التنازل عنها..
هي من الليالي المميزة للعروس.. تودع فيها عزوبيتها.. مع أهلها وقريباتها وصديقاتها المقربات..
في تركيا حضرت ليلتي حنة اثنتين..
وشاء الله سبحانه وتعالى ان تكون لنفس الطبقة من الناس..
الطبقة الاسلامية الراقية.. المخملية.. الهاي فاي.. سميها كما تسميها..
المهم انهم ناااس كلااااس جدا… ولكنهم متدينون وملتزمون..
ايش رماني عليهم؟؟؟
امممم..
لنقل أنني كنت مدعوة في الحفل الأول.. مع أني غلبانة جدا وعلى قد حالي
أما الحفل الثاني.. فاتصلت بي العروس صدفة.. بعد معرفتها أنني انقش الحناء في بعض الحفلات النسائية.. وأصرت بشدددة ان أقوم بتحنيتها.. وتحنية صديقاتها في ليلة الحنة.. وتحت دوشة مكالماتها وافقت.. والحمد لله أني فعلت
المهم بعد لقائي مع العروس إياها.. اكتشفت أنهم من العائلات الكلااااس جدا… لهم صلات ومعارف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم..
بمعنى.. ان زوجة الوزير الفلاني كانت معزومة.. وبنت الوزير العلاني.. كانت مدعوة.. الخ الخ..
ما سأقوله لكِ.. قد يجعلك تطلقين صفيرا طويلا من الدهشة والتعجب..
ليس لأن حرم مجلس الوزراء حاضرة في تلك الليلة..
ولكن..
لأن المقارنة ستكون مفجعة.. حينما تقارنين بين ما يحدث عندهم.. عند الأتراك يعني.. وما يحدث عندنا.. في حفلاتنا النسائية.. النسائية البحتة.. وخصوصا بالطبقات الواي فاي اياها.

هل انتِ مستعدة؟؟
لن أنقل لك الأمر بثا حيا مباشرا..
بل سأنقل لك ما شد انتباهي.. وجعلني أشعر بالخجل مما يحدث في حفلاتنا
تذكري.. أن الحفلين اللذين اتحدث عنهما لم يكن فيهما أي اختلاط.. كانا نسائيا خالصا.. حتى الجرسونات من النساء..
طيب وماذا عن الكاميرات..؟؟
والله يا عزيزتي.. لم تكن هناك لجنة تفتيش على باب القاعة تصادر الموبايلات والكاميرات.. لأنه الناس ما عندها ذمة ولا ضمير.. و…. خلينا ساكتين بس
إنما بدأ الحفل الساعة السابعة والنصف تماما.. كما هو مذكور في بطاقة الدعوة.. وأمسكت أخت العروس المايكروفون.. وشكرت المدعوات على الحضور.. وقرأت لهن رسالة من العروس.. تشكر فيها أيضا الحضور.. وأنه يسعدها تواجدهن.. وترجوهن رجاء خاصا بعدم استخدام الكاميرات.. باستثناء فقرة صغيرة (فقرة وضع الحناء) وسيتم التصوير من كاميرا خاصة بالعروس فقط..
وبس..
ولا أزمة جمارك ولا يحزنون.. الكل بلا استثناء احترم رغبة العروس.. ولا تصوير ولا فلاشات.. ولا فضايح من تحت لتحت تطير الى اليوتيوب والفيسبوك في اليوم التالي
وصلتُ الى القاعة.. وكانت في أفخم فنادق أنقرة.. ورغم ان الحفلة كانت نسائية خالصة.. إلا أن اكثر من نصف النساء كنّ محجبات.. حتى أم العروس.. ولن أبالغ حينما أقول لك بأنه لم يكن هناك عري على الإطلاق..
لا أفخاذ مكشوفة..
ولا نحور عارية..
ولا شعور منكوشة..
ولا مكياج جنيات..
على غرار حفلاتنا التي تتذرع انه ما فيه رجال.. عاد خذي راااااحتك..
يعني شوية حياء يا بني آدمة.. اعفينا من منظر لحمك الطافح شوية
اييييه.. ما علينا…
أكثر ما أعجبني هو بساطة العروسة وأريحيتها.. قابلتني في المصعد وأنا آتية.. وهي كانت صاعدة للأعلى لتغير ثيابها..
نعم..
غيرت ربما أربع مرات في تلك الليلة..
كنتُ اظن أن تلك عادة قديمة سوفاج (يعني بيئة.. يعني قروية.. يعني مش كلاس) .. عندما تغير العروس فستانها لتلبس جميع الوان الطيف.. الاخضر والاحمر والاصفر والبمبي.. الخ الخ…
وحتى عندما حنيت العروسة في بيتها وقالت لي عن فساتينها.. استهجنتُ الامر.. وتخيلته مضحكا!!
لكنني في الحفلة.. فهمت السبب..
انها ليلة تهييص للعروس.. بكل معنى الكلمة
يعني العروس لبست كل ما في نفسها.. الطويل والقصير.. المنفوش والضيق.. دون الحاجة الى أن تلتزم بثوب واحد قد يكون مناسبا عليها او لا.. ودون ان تتحسر ليتني لبست كذا او كذا..
لبست كل ما اشتهت.. وكل مرة كانت تأتي كانت تستعرض بمرح أمام جمهورها وصديقاتها يطلقن صفير الاعجاب.. كانت منتشية.. فرحة جذلة.. ترقص بحبور.. تنطنط بين الطاولات وترحب بالمدعوات..
كانت ماخذة راحتها في أن تعيش أجواء احتفالية هي ملكتها.. دون قيود حفل الزفاف.. حيث عليكِ أن تمشي بخطوات مرسومة.. وأن تتحدثي بكلمات محسوبة.. وان تعطي للكاميرات ابتسامات مدروسة.. إلخ الخ من سيناريو التصنع والتكلف إياه..
كانت صاحبة الحفل.. ونجمة الحفل.. ومضيفة الحفل.. وفراشة الحفل..
سعييييدة بكل ما في الكلمة من معنى.. ومهيييصة.. حتى أنني شككتُ في أنها قد أخذت جرعة تحشيش قبل الوصول
بعد الرقص مع الصديقات.. بدأت مراسم الحناء..
صينية خاصة.. بوسطها كمية معجونة من الحناء.. وخفتت أضواء القاعة.. فلا يبقى إلا اضواء الشموع حول العروس الجالسة..
تأتي أمها واخواتها.. وقريباتها.. ويبدأن بالتكبير.. الله اكبر.. الله اكبر الله اكبر.. لا اله الا الله.. الله اكبر الله أكبر ولله الحمد..
لا.. ليس لأن الاجواء اجواء عيد.. إنما هذه هي المراسم والله
وتمسك إحداهن الميكروفون.. وتبدأ وصلة شعرية نثرية.. كلام مؤثر.. عن علاقة الأم بابنتها.. عن علاقة الفتاة بأهلها.. عن التربية التي يجب ألا تنساها.. عن أهلها الذين تحمل اسمهم الان.. والكل يبكي وينهنه..
وفي تلك الاثناء تضع أم العروس الحناء في باطن كف ابنتها وتغلقها.. وتضع في كفها.. وتمد يدها من تريد وتضع في كفها..
ثم تختم صاحبة الميكروفون كلامها بشيء عجيب.. تسبب بقشعريرة في جسدي لحظتها..
تسأل الام.. هل تسامحين ابنتك؟؟ هل تحللينها؟؟ هل وهل… وتجيب الأم وسط دموعها نعم…
ثم تسأل العروس.. هل تسامحين أمك؟ هل تحللينها؟؟ هل وهل وهل….. وتجيب الفتاة.. ان نعم..
يعني….
لا تعليق.. !!!!
حتى ان هناك مثل تركي مشهور عن ليلة الحنة: Hem ağlarım… Hem giderim بمعنى أنني سأبكي.. كما أنني سأرحل..
ثم..
وهنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..
ووددت لو أني ألملم ثيابي وارحل.. خجلا.. واكبارا.. لأهل تركيا.. وقوم تركيا.. وناس تركيا..
قامت تلك السيدة.. وامسكت الميكروفون.. وبدأت الدعاء للعروس.. ولزوجها.. وأهلها.. و.. و…
ثم وصلت في دعواتها لأهل سوريا.. تدعو لهم بحرااارة.. ووصلت لأهل غزة.. تدعو لهم بحررررقة.. والجميع يؤمن عليها بصوت عال..
ياااااه..
شعرت للحظة اني داخلة غلط.. او أن السيدة هي الأخرى محششة.. تحشيشا من نوع اخر!!
تنحت.. وفغرت فاهي..
هل أنا في حفل حنة.. أم على منبر خطبة الجمعة؟؟؟؟
ولوهلة.. لجزيء من الثانية.. كنت أتخيل حال حفلاتنا.. التي تبدأ بالموسيقى الصاخبة من اول لحظة.. إلى اللحظة التي تسقط فيها جميع النساء مغشيات عليهن من كثرة الرقص وسط القاعة.. ثم ينتفضن عائدات الى بيوتهن مرتاحات الضمير أنهن أدين الواجب !!
يااااه.. وسط الفرحة العارمة.. لم ينسين اخوات لهن في سوريا.. وفي غزة.. وفي الدول الاسلامية الاخرى..
وسط التهيييص والتحشيش والمزاج الكيف.. كان الجميع يبكين.. وكأن همومهن مع أمة المسلمين واحدة..
وسط حفل بلغت كلفته ما بلغت.. في فندق خمس نجوم.. ومدعوات سبع نجوم..
ولم تتفلسف إحداهن لتقول مالنا ومال سوريا الان.. هو هذا وقته؟؟؟؟؟؟
اي والله.. سؤال صعب حقا..
أطرحه في كل حفلات الطبقات المخملية عندنا..
بلاش..
في كل قعدات الستات والحريم والقرقرة اياها..
بلاااااش..
في جلستك انتِ.. مع نفسك..
هل هذا وقته؟؟

الموضوع منقول من أحد الأخوات لاندري من الكاتبة له لكن دعواتكن لها


26
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وروود2009
وروود2009
هذي تركيا جمال طبيعي مو تصنع وتكلف الله لايبلانا
كرتيني
كرتيني
الله يصلح حال المسلمين ويهديهم
يعطيك العافية ع الموضووع .
حبيبت امها وابوها
الله يصلح حال المسلمين ويهديهم يعطيك العافية ع الموضووع .
الله يصلح حال المسلمين ويهديهم يعطيك العافية ع الموضووع .
جور
جور
ماشاء الله واحنا كمان عندنا عادات حلوة في يوم الحنا
أجمل جوريه
أجمل جوريه
جزاها الله خييير
وياليت يتبدل الحال عندنا ونصير أفضل فالتمسك بديننا ولكن!! عندنا الافضل والتطور له مفهوم آخر وهو عكس ماذكرته الأخت في تركيا !!!!! بس ما أقول غير الله يصلح أحوالنا ويهدينا إلا الطريق الصحيح ..