عزاء لكل بلاء

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم


أجر الآخرة عزاء لكل بلاء



لا ينبغي للمؤمن أن ينزعج من مرض أو نزول موت، وإن كان الطبع لا يُمْلَك‏، إلا أنه ينبغي له التصبُّر مهما أمكن: إما لطلب الأجر بما يعاني، أو لبيان أثر الرضى بالقضاء، وما هي إلا لحظات ثم تنقضي‏.‏
وليتفكَّر المعافى من المرض في الساعات التي كان يقلق فيها: أين هي في زمان العافية؟! ذهب البلاء وحصل الثواب‏؛ كما تذهب حلاوة اللذات المحرمة ويبقى الوزر‏، ويمضي زمان التسخُّط بالأقدار ويبقى العتاب‏.‏
وهل الموت إلا آلامٌ تزيد، فتعجز النفس عن حملها، فتذهب؟!
فليتصوَّر المريض وجود الراحة بعد رحيل النفس وقد هان ما يلقى، كما يتصوَّر العافية بعد شرب الشُّربة المرة‏.‏
ولا ينبغي أن يقع جزع بذكر البِلى؛ فإن ذلك شأن المركب، أما الراكب ففي الجنة أو في النار‏، وإنما ينبغي أن يقع الاهتمام الكلي بما يزيد في درجات الفضائل قبل نزول المعوِّق عنها‏، فالسعيد من وُفِّق لاغتنام العافية ثم يختار تحصيل الأفضل فالأفضل في زمن الاغتنام‏.‏
وليُعْلم أن زيادة المنازل في الجنة على قدر التزيُّد من الفضائل ههنا‏، والعمر قصير، والفضائل كثيرة، فليبالغ في البدار‏.‏
فيا طول راحة التعب! ويا فرحة المغموم! ويا سرور المحزون‏! ومتى تخايل اللذة في الجنة من غير منغِّص ولا قاطع؛ هان عليه كل بلاء وشدة‏.‏




المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي –رحمه الله-


منقوووول
1
378

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ماعندي إسم
ماعندي إسم
up