عزة النفس..بقلمي..

كلمات تمر علينا ونرددها كثيرامثل : عز النفس
،الكرامة،الكبرياء،جميعها كلمات متقاربة في المعنى
والانسان بحكم الفطرة يمتلكها ، أي يستحيل أن ترى
هناك شخص يعيش من دون أن يحاول الحفاظ على
كرامته،ويدافع عنها بكل قوة،فترى الشخص إذا حاول
أن يتقرب من الغير وكان يجد الصد،فبطبيعة الحال
سيكون أول قرار يتخذه هو الابتعاد،ولأنه بمفهوم
"سأبتعد حفاظا على كرامتي".
علماء النفس يرون بأن الكثير من القرارات المتخذة
على مبدأ الحفاظ على الكرامة ،تكون صحيحة مئة
بالمئة،فهي تعتبر النافذة المطلة على الحقيقة
ولكن ماذا لو تمادينا فيها،هل ستكون شيئا جميلا؟
لا أظن هذا!
لأنها ستجر إلى دوامة الغرور،والكبر،والاعجاب بالنفس
فهي جميعها متقرابة من بعضها،وبينها خيط رفيع
إذا انقطع أدخلت الانسان إلى وهم التكبر والاستعلاء
فينسى نفسه بأنه مخلوق مثله مثل سائر البشر
لا فرق إلا في التقوى والخلق الحسن،وبهذا يكون
قد ضرب مبدأ الخلق الحسن والتقوى في عرض
الحائط، فيكون وكما يقال: "كالدخان يعلو بنفسه وهو
وضيع".
لهذا عزة النفس جميلة عندما تكون من دون أي
مبالغات،جميلة عندما تكون بعيدة كل البعد أيضا عن
الأنانية،لأنها عندما تتجاوز الحد تجر إلى الكبر والغرور
تجر أيضا إلى الأنانية وحب الذات،فيكون الفكر
محصور حول الأنا فقط.
عزة النفس هي أن تأبى النفس الظلم،والفساد،والسيطرة
عزة النفس هي حب الحرية دون قيود ظالمة وقاتلة
عزة النفس هي أن تعيش لأجل نفسك الطيبة التي
تعبت من الذل ،والهوان،والاستغلال،وبالأخص عدم
التقدير ،والاحترام
وعزة النفس هي أن تكون كلك ثقة بنفسك،ولا تسمح
لأي كان بأن يؤذيك.
تلك هي عزة النفس بمفهوم حضاري أنيق،تزيد صاحبها
رونقا وجاذبية،وتبعده من تلك الشوائب التي إذا
تراكمت،تحولت إلى قذارة الأنانية،والكبر،والخيلاء
فتجعل صاحبها يعيش وحيدا،منبوذا،مذموما.