بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمـد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله e . } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون {آل عمران }يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا {النساء } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما{الأحزاب . أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هديُ محمد r وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
تدمرت الأخلاق داخل كثير من الأسر الإسلامية دون شعور بالمسؤولية ، ودون رادع ديني ، وذلك بسبب البث العربي بصفة خاصة ، والبث العالمي بصفة عامة ، والذي دخل إلى مقر كل بيت عن طريق ما يسمى بـ((التلفاز)) أو ((التلفزيون)).ولخطورة وجود هذا الجهاز داخل البيت المسلم ، جمعت هذا البحث المتواضع ،والذي ذكرت فيه عشرين مفسـدة يسببها هذا الجهاز ، بعيدا عن إيجابياته والتي طـغت عليها سلبياته . ولا شك –إن شاء الله- أن كـل عاقل لبيب بعد أن يقرأ هذا المفاسد سيستجيب لأن المسلم مأمور بالإتباع، لا خيار له انطلاقا من قوله تعالى :-} ومــا كان لــمؤمن ولا مؤمـنة إذا قضــى الله ورســوله أمــرا أن يكــون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا {.الأحزاب
وللعلم أنك قد تجد بعض هذه المفاسد لا تنطبق عليك فلا يعـني أن ذلـك يبيح لك ((التلفاز)) فقد تكفي مفسدة واحدة للتحريم ، ولست هنا عــالما بل طـالب علم ،فلست صاحب حكم بـتحريم أو تحليل ، وإنما ذكرت هذه المفاسد الشرعية أملاً أن يقف عندها العلماء ويصدروا الحكم الشرعي إذا ثبتت هذه المفاسد الشرعية ، ولا شك أن ثبوتها يلمسه كل مؤمن ومؤمنة .
ونـظرا لخطورة ((الدش)) أكثر من ((التلفاز)) فقد وجهت نصيحة للآباء على شكل رسالة من ابن إلى أبيه، أسأل الله الإخلاص ، وأن ينفع بها المسلمين إنه سميع مجيب الدعاء.ولا يفوتني أن أتوجه بالنصيحة إلى ولاة أمورنا ، والدعـاء لهم بالهداية والصلاح ، وأن يعلموا أنهم مسؤولون أمام الله – عز وجل – يوم القيامة ، فالــكل راع ومسؤول عن رعيته. أسأل الله أن يهدينا وولاة أمورنا إلى ما فيه الخير والنور ، وأن يرينا الحق حقا ، ويرزقنا اتباعه ،ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
المفاسد الشرعية التي يبثها جهاز .. التلفاز : -
1) - النظر إلى النساء : وهو محرم سواءً إلى المرأة أو إلى صورتها لقوله تعالى :- } قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم{النور وإذا كان لا يجوز النظر إلى وجه المرأة ، فكيف بمن ينظر إلى شعرها ، وربما إلى صدرها ، بل ربما إلى جسم المرأة كاملاً ، كأنها حيوان يمشـي على الأرض ، وبعد تلك النظرة - غالباً-تبدأ الرغبة في التطبيق العملي بالبحث فيما حرم الله لقضاء الشهوة .
2) - النظر إلى الرجال :فالمرأة عندما تنظر إلى الرجل تأثم لقوله تعالى : - } وقل للمؤمنـات يغضضن من أبصارهن {النور ولا حجة فيمن يقول : إنه ينظر إلى صورة المرأة وليس إلى جنسها ، فـ(التلفاز) أحياناً ينقل على الهواء مباشرة ، وحتى وإن كانت صورة كما يزعم ، فلا يجوز للرجل أن ينظر إلى صورة المرأة ولا العكس ، وأين غَيرة الرجل على أهله عندما يستمتعون بالنظر إلى الرجال الأجانب.
3) - نقل التقاليد الفاسدة : وبالذات التقاليد الاجتماعية الغربية ، والتشبه بأعداء الإسلام والرسول –يقولr : - رواه أبو داود وأحمد فتجد أن المرأة تقلّد لبس الممثلات الماجنات مهما كان شكله ومخالفته الشرعية ، حتى آداب الزواج والزفاف أصبح كثير من الناس لا يعرف إلاّ التقاليد التي يراها في المسلسلات ، فتجد الرجل يتعامل مع أهله اقتداءً بـ(الفلم السينمائي) ،بل حتى تعامل الابن مع أبيه وأمه أصبح من منظور التطور ، فهو يرفع صوته على والديه ، ويناديهم بأسمائهم،بل قد تعلّم أن يقول لأبيه يا(حجّ) ولأمه يا(حجه) ، وهكذا حتى الشاب الذي يريد الزواج لا بد من إقامة علاقة حب قبل الزواج مع الشابة التي يحبها ، فانظروا يا أولى الألباب كيف تنقل إلينا التقاليد الخارجية ، وتدخل إلى قعر بيوتنا وأمام أعيننا ، فيا قوم أليس منا رجل رشيد.
4) - تضييع أوقات الناس فيما لا فائدة فيه :والرسولr يقول : - رواه البخاري
5) - تضييع بعض الصلوات عن وقتها : فأحياناً يتم عرض (فلم) ، وفي أثنائه ينادى للـصلاة ، فلا يجيب حتى ينتهي عرض (الفلم) ، ثم يقوم للصلاة ، وقد يكون انتـهى وقتها ، والله يقول : } فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون {الماعون ويـقول : } إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا {النساء وإن ذهب وصلى أثناء عرض (الفلم) فإن القلب يكون مشغولاً بالرجوع لمتابعة (الفلم) فينتفي الخشوع .
6) - تعليم الأطفال الاعتقادات الفاسدة : عن طريق أفلام الكرتون ، ناهيك عن حكم تصوير الحيوانات والأنفس التي حذّر منها رسولنا r بقوله :-رواه البخاري ومسلم، فتجد الطفل بعد المشاهدة يبدأ في التطبيق العملي لما شاهده ،بل ستذهل عندما تشاهد بعض الأطفال يعملون حركات النصارى في الدعاء وتعليق الصليب ، ناهيك عن الأسماء النصرانية واليهودية للأبطال الكرتونية ، والتي ترسخ في أذهان الأطفال ،ثم بعد ذلك ماذا تتطلع إلى طفل تربى على الكراتين ،فاتقوا الله يا أولياء الأمور، واشغلوا أوقات أبنائكم بكتاب الله وسنة رسولهr فأنتم مسؤولون عنهم يوم القيامة يقول الله تعالى :-} يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {التحريم .
7) - الاستماع إلى الأغاني المحرمة بنص الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح قال تعالى :-
} ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين { وقولهr :- رواه البخاري.
8) - تشويه السيرة النبوية : عن طريق التمثيل فيضاف إليها ما ليس بصحيح ، فيكون كذبا على رسول الله r وهو القائل : متفق عليه.
9) - تشويه حياة الصحابة : عن طريق التمثيل أيضاً ، فيأتي بالصحابي طويل الثياب يغازل النساء ، يحب الدنيا ، يشرب الخمر ، وهلم جراً … .
10) - انتشار البدع : عن طريق (التلفاز) لأن القائمين عليه لا يرجعون إلى العلماء ، والرسول r يقول :- رواه أحمد وغيره ويقول:- رواه البخاري ومسلم ،فمثلاً رأينا بعض النساء يلبسن لباساً أسود عندما يموت زوجها أو أحد أقاربها ، فمن أين تعلّمت تلك البـدعة التي يعملها اليهود والنصارى ، وكذلك وضع إكليل من الزهور عند قبر الميت ، والتعزية بكلمة (البقية في حياتك) وهـكذا ما جاءت بدعة إلاّ وماتت سنة ، فالله المستعان .
11) - نقل الأخبار الصحيحة وغير الصحيحة إلى المشاهد : والتي تناسب المشرفين على الإعلام ، وبذلك يكون التلبيس على المشاهد المسكين ، والرسول r يحذّرنا من نقل الأخبار وبكل ما نسمع فقال :-رواه مسلم ، ومن ذلك تعليم الناس (الديمقراطية) ، وأنها بمعنى الشورى ، والانتخابات الفاسدة التي تساوي بين العالم والفاجر المجرم ، والله يقول :- } أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون {القلم .
12) - إثم صاحب (التلفاز) بعد موته: لأنه ورّث معصية لأبنائه ، والرسولr يقول:-
رواه مسلم.
13) - شغل الناس عن ذكر الله : ففي الوقت الذي يرجع فيه الناس إلى المنزل بعد صلاة العشاء ليذكروا الله عز وجل حيث السنة قيام الليل فالله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول رواه البخاري ومسلم فيُعرض من بعد العشاء البرامج المثيرة والأفلام السينمائية والمسلسلات والأخبار والإعلانات التجارية وهكذا إلى نصف الليل ، والرسول r قد نهى عن السمر بعد صلاة العشاء ، فكيف بمن يسهر على المعاصي أثناء نزول الرحمن ، ناهيك عن ضياع صلاة الفجر جماعةً .
14) - خلوّ المرأة بـ(التلفاز): أثناء غياب أهلها عنها في العمل أو في السفر مما يجعلها تستمتع بالمشاهدة لكل شيء دون رادع يمنعها ، وهذا رد لمن يتعذّر ويقول بأنه يمنع أهله من مشاهدة الأفلام الخليعة،فأين هو من هذا المنع أثناء غيابه ؟ هذا لمن معه (تلفاز) بقناة أو قناتين،فما بالك بالذي معه (دش) يرى قنوات العالم،والله يقول:-} يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا{التحريم أضف إلى ذلك كثرة الرجال الذين تشاهدهم المرأة فترى بعضهم أجمل من زوجها وكذا العكس وبهذا تفسد العلاقة الزوجية بسبب المشاهدة .
15) - الانغماس في المعاصي : حتى يصبح المسلم لا يشعر بالمعصية ، وكما قيل (إذا كثُر المساس فُقِد الإحساس ) فالذي يشاهد النساء الممثلات ويستمع الأغاني المحرمة لا يشعر بأنها معصية كما قال r :- رواه مسلم.
16) - الإعراض عن القرآن والسنة : فـ(التلفاز) يبدأ بالقرآن ويختتم بالقرآن ، ولكن من هو المستمع للقرآن، بل إن البعض – وهذا مشاهد – إذا فتح (التلفاز) ووجد فيه تلاوة قرآن تجده يخفض الصوت ، حتى إذا جاء البرنامج المفضل له أو المسلسل فتح الصوت بارتفاع ، وكذا إن وجد حديث ، وهذا يؤيد قول الشاعر :
حب الكتاب وحب الحان الغنا = في قلب عبـد ليـس يجتـمـعان
1 حب الكتاب وحب الحان الغنا فـي قلب عبد ليس iiيجتمعان
وهذا الإعراض عواقبه وخيمة كما قال تعالى :- } ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى {طه .
17) - بعض الناس يقول لو لم أدخل (التلفاز) إلى بيتي لذهب أولادي إلى الجيران ليشاهدوه عندهم ، ويقول : إنه يحفظ أولاده من الشارع . وهذه المقولة ناتجة من الفراغ الذي يعيشه أبناءه ، وإلاّ لو استغل فراغ أولاده بإشغالهم بحفظ كتاب الله لما وجد لهم فراغاً ، ثم إن (التلفاز) أعظم مفسدة من اللعب في الشارع ، بل إن اللعب في الشــارع كان شأن كثير من أبناء الصحابة ، حتى أنه rكان يمر على الصبيان وهم يلعبون ويسلم عليهم .
18) - نشر الرعب بين الناس وتخويفهم من أعدائهم : وذلك عندما يتم عرض أسلحة الكفار ، وأنههم يمتلكون السلاح النووي المدمر ، والتضخيم من قوة أمريكا وروسيا ودول الكفر ، فيصبح المسلم المسكين هائباً من هذه الدول ، متناسياً قدرة الله وجبروته ، وهذه من أساليب أعداء الإسلام قاتلهم الله ، والله – عز وجل – يقـول :-} لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمّة وأولئك هم المفلحون {التوبة ويقول :- } أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين {التوبة .
19) - تعليم الناس كيفية السرقة وكيفية شرب الخمر وكيف تصنع أنواع الخمور ، وذلك عن طريق المسلسلات السينمائية ، فيتعلم السارق كيف يسرق ، بل وأفضل السرقات وهكذ ….
20) - يقول r رواه أحمد والنسائي وفي لفظ عند أحمد وإذا عرفت أن معنى الديوث : هو الذي يرضى على أهله بالمنكر داخل بيته عرفت أن المفاسد السابقة كلها منكرات داخل بيتك فهل ترضى أن الله لا ينظر إليك يوم القيامة ، نسأل الله العفو والعافية وأن يوفقنا لطاعته.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

** المُحبّة للخير **
•
و الله كلام رائع , بارك الله فيكي أختي كريمة و أثابك كل الخير :26::26::26::26::26:

الصفحة الأخيرة