عَشر همسات للنساء

الملتقى العام

إلى حفيدات أسماء في العفة و الطهر و النقاء .. إلى السائرات على درب عائشة و حفصة و سمية .. إلى الطاهرات النقيات التقيات العفيفات ..
إلى المغرورات بزخارف الغرب و الشرق الزائفة .. إلى المبهورات بحضارة المتخلفين .. إلى كل من عصت ربها و شقَّت ستور خدرها فخرجت من بيتها كاسية عارية مائلة مميلة فاتنة مفتونة أُطلِق صيحة التحذير و صرخة النذير .. ( 1 )

الهمسة الأولى : أيتها الأخت المؤمنة .. يا من أنعم الله عليكِ بصحة البدن .. يا من أكرمكِ الله بنعمة الإسلام .. احمدي الله سبحانه واشكريه .. وتقرَّبي إليه وأطيعيه .. فإن طاعته فيها سعادة الدنيا والآخرة .. والقرب منه منوطٌ بعزَّ الآخرة والأولى .. قال تعالى : ( ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .
الهمسة الثانية : حافظي على حجابكِ وعفافِك .. فالحجاب طهارةٌ وعفٌة ونقاء .. قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَيْن ) ..
نعم .. إنه زينة وعلامة للمرأة الطاهرة الشريفة .. كيف لا ؟ وهو دليل حيائها .. وعلامة نقائها .. وهو صيانةٌ لها من شياطين الإنس والجن .. فاحرصي على حجابكِ - رحِمكِ الله - فإنه سرُّ سعادتكِ .
الهمسة الثالثة : احذري دعاة التبرج والسفور .. فإنهم يريدون الشرَّ لك َ .. وكوني سداً متيناً أمام أفكارهم .. وحصناً منيعاً أمام شهواتهم .. نعم يا أختاه .. لقد أرَّقهم وأقضَّ مضاجعهم حياؤكِ وعفَّتُكِ .. فأرادوا أن يُلحِقونكِ بركب الفاجرات الغربيات .. من أجل قضاء شهواتهم .. وتحقيق رغباتهم .. فاحذريهم .. إني لكِ من الناصحين ..
الهمسة الرابعة : صوني لسانَكِ عن الغيبة والنميمة .. فإنهما يمحقان الحسنات .. ويأكلان أجور الطاعات .. قال تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) .
ثم اجتنبي تلك المجالس التي يحصل فيها مثل هذه المعاصي والآثام .. وأكثري من ذكر الله وقراءة القرآن .. فإنهما من أسباب النجاة من هذه الأمور ..
الهمسة الخامسة : احرصي - رعاكِ الله - على التفقُّه في أحكام دينِك .. وأمورِ عقيدتِك .. وأوصيك بقراءة الكتب النافعة .. والوصايا الجامعة .. من كتب علمائنا ودعاتنا .. كما لا تنسَيْ حضور مجالس الذكر والعلم .. فإنها من أسباب تحصيل ذلك .. وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة ) .
الهمسة السادسة : أيتها المؤمنة .. لا زال التاريخ يذكر لنا سِيَر العظماء من النساء .. اللائي ضحّين بجهدهنَّ ووقتهنَّ .. فربّين العظماء والأبطال .. وساهمن في إعداد نماذج مشرقة .. تحدَّث عنها العالَم .. وصَفَّق لها التاريخ .. وقديماً قالوا : وراء كلَّ تربية عظيمة امرأة عظيمة ..
فهل ستكونين ممن نقشت اسمها في جدار الزمن .. ورسمت فعلها في لوحة التاريخ .. وذلك بإنتاج جيلٍ متميِّزٍ فريد .. تغرسين فيه حبَّ دينه وأمته .. وتزرعين فيه روح الفداء .. فيُثمرُ عقيدة التضحية ..
فهيا يا أختاه .. فإن الجهد لن يضيع .. والعمل لن يبور .. ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .
الهمسة السابعة : أيتها الكريمة .. احرصي على كثرة النوافل .. وداومي على البذل والإنفاق .. وكوني من السبَّاقات .. إلى جنةٍ عرضها الأرض والسماوات .. قال تعالى : ( وسابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم ) .. وقال : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ..
فهيا يا أختاه .. فالميدان فسيح .. والطريق طويل .. فتزودي بزاد الإيمان .. وتسلحي بسلاح الطاعة .. والموعد الجنة ..
الهمسة الثامنة : أيتها الفاضلة .. هل سمعتِ بقصة أم صالح ؟
إنها امرأةٌ عجوز .. سمعت عن فضل الدعوة إلى الله تعالى وعظيم ثوابها .. فخرجت مع أولادها إلى قرية من القرى .. لتعليم النساء ونصحهنَّ وتوجيههنَّ .. فلله درُّها .. وأين اللواتي يقتدين بفعلها ؟
قال تعالى : ( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) .. فهل ستخضعين لهذا النداء الرباني العظيم .. وهل هل ستنقادين لهذا التوجيه الإلهي الجليل ؟ أرجو ذلك ..
الهمسة التاسعة : أيتها المؤمنة .. لا زال الكثير من النساء يتشوقن إلى من يشاطرهنَّ همومهنَّ .. ويناصفهنَّ أحزانهنَّ وآلامهنَّ .. فهم بحاجةٍ إلى الصالحات أمثالِك .. فبادري رعاكِ الله بالقرب من أخواتك .. وكوني عوناً لهم على الطاعة ..
بل كوني مرشدة لهم إلى الخير والفلاح .. فأنتِ أهلٌ لذلك - إن شاء الله - وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النعم ) .
الهمسة العاشرة : أوصيكِ بالقراءة في سِيَر من سلف من النساء الصالحات .. اللاتي ضربن نموذجاً رائعاً في القدوة الحسنة .. والمثال النادر .. والنوع الفريد .. حقاً إن في سيَر تلك النساء عبراً ودروس .. ودرراً وجواهر ..
ولولا ضيق المكان .. لذكرتُ لكِ نماذج مضيئة .. وصوراً مشرقة .. من أخبارهم وآثارهم .. ولعلي أن أفرد ذلك في موضوع لاحق - بإذن الله - .. ولكني أحيلكِ إلى كتب السِّيَر .. ففيها الشيء الكثير ..

والله يتولاكِ .. ويُسعدكِ ويرعاكِ ..

بقلم / أبو معاذ .. عبد الرحمن بن محمد السيد
3
348

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خالي البال
خالي البال
جزاكم الله خيراً
اسلوبي غير
اسلوبي غير
جزاكم الله خيراً
ام دندوووووون
شكرلكم