وردة حائل

وردة حائل @ord_hayl

محررة فضية

عشقتـــــها قبــل أن أراهـــا

الأدب النبطي والفصيح

عشقتـــــها قبــل أن أراهـــا

على بعد أميال من قلبي المثقل بالحنين إلى الوطن أتنسم أملا أستجديه من ريح شمالية تأتي مع كل غروب أو شروق , على بعد منها تقف روحي مشدوهة والنبض يتدافع معلنا التقاء حبيبة بمن تعشق ..
لم يكن الأمر خيالا كما كان في الوطن ..إنه حقيقة فعيناي لا تصدقان ما ترى .. أتلك التي رسمت صورتها في قلبي ..كرست زاوية أبعد من خيال وتوقع لتكون عرشها .. أتلك هي !!
شمخت بثوبها الأسود المطرز بالذهب ترنو من بعيد وشعاع منها يحيط بالمكان فتلتف القلوب تهفو إليها وخطاي الستة عشر تمسك بعمر الخيال إلى حيث ألقى صاحبة مفردات الأمن والأمان
اقتربت ... ثم تراجعت , فالأمر كان أكبر من تحملي وعباءتي التي أضعها لأول مرة على رأسي لا تعينني وأنا أريد الإسترسال في الطيران فتارة أرفع العباءة على رأسي فيظهر ثوبي الذهبي الموشى بالأسود المطرز بيد أمي الحنون فأنزلها على كتفي ,وجلال المكان يغيب حركات يدي عن وعيها فبحركة فطرية أعيد العباءة على الرأس لتستقر هناك شامخة فوق هامتي .. وأبقي رأسي هكذا متوجا بعباءتها ليندفق النبض متسارعا من جديد وتحلق الروح.
وابتدأت رجلاي الصغيرتان تتحسسان دفء الرخام الأسود وبصمات المارين من كل خط ولون تمر من جانبي ولا أحس بها فلا زال وعيي غائبا عن الوعي , فتلك التي أمامي طالما حلمت بها .. أن أراها .. أعانقها
..أضع قلبي عندها وأعود ..حيث سرقت قلوب وقلوب .
ولم تكن شجاعة مني أن وقفت أمامها بل وكأن أحدا قد قذف بسني كلها , آمالي كلها , أحلامي كلها على الأعتاب .
ولكنها كانت شجاعة مني أن أمسكت بثوبها الأسود الدافيء فتلاشت برودة الغربة .. وأحزان الغربة ..
وطول الغربة في تلك اللمسة ,
وسجدت راكعة لله الذي هيأها لنا ..
..... كل ما أتذكره أنني حملت إلى البيت في جدة حملا .. لأنهم لم يستطيعوا تطويع ابنة الستة عشر عاما , لم يستطيعوا انتزاعها من أمام

............ الكعبة المشرفة .........
إلا حملا . وكنت كالريشة هكذا قال والدي متعجبا فكيف لا وقد كنت هناك ورأيت الحبيبة أخيرا رأي العين وسجدت لخالقي في بيته العظيم بروحي وجسدي . فحلقت الروح وخف الجسد.

واقتربت زوايا الوطن الجديد من نفسي وصرت أضمه إلى قلبي معلنة : شروق نفس مغتربة ومحاولة مآخاة وطني الأول بالجديد
وكلما حننت إلى مآذن الوطن ومساجد الوطن وأقصى الوطن أنظر إلى الكعبة فتذكرني أن لا غربة بعد الآن , لأن هفو نفسي إليها يسارع في خطاي نحو أول منزل .. حقيقي


ألا وهو الجنـــــــــــــــــــــــــة
منقول
1
443

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
وكلما حننت إلى مآذن الوطن ومساجد الوطن وأقصى الوطن

أنظر إلى الكعبة فتذكرني أن لا غربة بعد الآن ,

لأن هفو نفسي إليها يسارع في خطاي نحو أول منزل .. حقيقي

ألا وهو الجنـــــــــــــــــــــــــة



اختيارك بلغ الغاية في الروعة يا وردة حائل

وليتنا نعرف موطن القلب الحقيقي فنرحمه مما نلقيه فيه من مهاوي الردى

جزاك الله خيرا
:26: