
يمتطي أفرادها دراجات نارية ويلوذون بالهرب
إبراهيم القربي ــ جدة
تعتبر سرقة حقائب النساء والجوالات أثناء السير في الطرقات، والأماكن العامة، من الجرائم التي يرتكبها المراهقون واللصوص على اختلاف أساليبهم، أبرزها وأكثرها شيوعا الخطف من على الدراجات النارية ثم الاختفاء سريعا، أو مراقبة السيارات بعدم وجود أحد داخلها.
وهناك الكثير من القصص التي تعرض لها الكثير من الضحايا بينما كانوا يسيرون في الأسواق والشوارع أو ممن ترك سيارته وفيها عائلته أثناء توقفه عند إحدى محطات البنزين.
أبو مهند، موظف في إحدى الشركات، أشار إلى أن لصوص الحقائب والجوالات تفننوا في ابتكار أساليبهم، في وقت لايتوقعه أحد، ويروي ماحدث له قائلا: بينما أنا في طريقي عائدا إلى البيت، بصحبة زوجتي وابني؛ أوقفت سيارتي في محطة بنزين للتزود بالوقود، وأثناء ذلك نزلت من سيارتي، وتوجهت إلى سوبر ماركت لشراء بعض الاحتياجات، وما هي إلا ثوان حتى سمعت صراخ زوجتي، والتفت خلفي وإذا بي أرى شابا يجري بسرعة البرق، وفي يده حقيبة يد زوجتي، وحتى يفلت من الإمساك به، وأنا أجري خلفه، انعطف داخلا في أزقة الحي، وغاب عن بصري، وعدت إلى زوجتي التي كانت تبكي، فأبلغت البوليس الذي جاء ووعدني بالبحث عن اللص.
وهذه قصة طفل في العاشرة من عمره، يقول أحمد: ذات يوم كنت في طريقي إلى منزل عمي الذي يجاور منزلنا، وأنا أحمل في يدي جهاز هاتف جوال لإيصاله إلى والدي الذي كان في منزل عمي، وفجأة انقض لص أفريقي، وخطف جهاز الجوال، واختفى في الشارع المزدحم، وسقطت مغشيا علي من الخوف، وأنا أصرخ مستنجدا بالمارة، وبعد تحريات مكثفة من رجال البوليس، ضبط اللص الذي كان يعرض الهاتف الجوال في مزاد في سوق شهير في جدة.
وقصة أخرى لشاب كفيف، كان يسير في أحد الشوارع الرئيسية في جدة، متجها لسوق تجاري وكان يحمل معه حقيبة بها أجهزة لتعليم المكفوفين قيمتها 11000ريال، وقبل أن يدخل المركز التجاري، انتزع لصان كانا على متن دراجة نارية الحقيبة من يده، وفرا هاربين.
وموظفة بنك، تعرضت لسرقة حقيبتها حينما خرجت من منزلها، ومرت من جانبها سيارة تقل شخصين، قاما بخطف حقيبتها اليدوية، بسرعة فأصيبت بالصدمة والخوف، حيث كان داخل حقيبتها، بطاقة صراف آلي وبطاقة خاصة بالرقم السري وتعليقة ذهبية، فأبلغت الشرطة وزودتها بجميع المعلومات والمواصفات التي تخص الجناة.
ولأن النساء هن الأكثر عرضة للنشل وخطف حقائب اليد، وما تشهده الأسواق والشوارع من حوادث سرقة، فإن البعض يطالب الجهات الأمنية بالقضاء على هذه الظاهرة، حيث تكتظ أقسام الشرطة بالعديد من بلاغات السرقة والنشل.
معيوف سعيد، أحد سكان حي الكيلو «6» الشعبي، يروي تعرض زوجته للسرقة أثناء سيرها في الطريق، من عصابة خطفت حقيبة يدها بعد أن روعوها، وأضاف: إننا نعاني من هذه المشكلة التي أصبحت ظاهرة تهدد نساءنا، واعتراضهن وسلب ما بحوزتهن من نقود وأجهزة جوال وغيرها، مشيرا إلى أن رجال الأمن تفاعلوا مع البلاغ الذي تقدمت به لقسم الشرطة حيث تم القبض عليهم.
ويذكر محمد سالم، بائع في أحد الأسواق بجدة، أن معدل السرقات في الأسواق ارتفع لاسيما في الأسواق الكبيرة، حيث إن هناك حوادث نشل، وخطف لحقائب يدوية كثيرة، تحدث في السوق، معظمها لسيدات يتعرضن للسرقة، وأضاف: إن السيدات يكن منشغلات في التسوق، الأمر الذي يدفع هؤلاء إلى استغلال الموقف خصوصا في أوقات الزحام فنحن نحذر النساء دائما للانتباه على حقائبهن من السرقة وأن المحل ليس مسؤولا عن ذلك.
ويقول سمير جمعة، صاحب محل تجاري في شارع الستين: هذا الأمر مزعج جدا، ففي الوقت الراهن نخشى السير في الشوارع، بسبب ممارسي السرقة والنشل، وفي اعتقادي أن الدبابات أو الدراجات النارية التي انتشرت أخيرا وتسير في الشوارع دون لوحات، أصبحت تشكل خطورة، حيث تعد مصدرا من مصادر انتشار وتزايد هذه الظاهرة، في استغلالها في السرقة والفرار سريعا من الموقع.
وأضاف محمد القرني، حارس أمن على أحد الأسواق بجدة، قائلا: على الرجل أو المرأة عدم حمل الأشياء الثمينة داخل حقائبهم لأنها الأكثر عرضة للسرقة خاصة إذا كانت حقائب صغيرة وسهلة الحمل في نفس الوقت.
وأضاف: نحن كحراس أمن، نواجه الكثير من المواقف حيث تحصل مطاردات «ماراثونية» بيننا وبين اللصوص، عندما تستنجد سيدة بأنها تعرضت للسرقة، فقد تعرضت سيدة ذات مرة لسرقة حقيبتها وبها مبلغ خمسة آلاف ريال، عند نزولها من سيارة الأجرة وحاولت اللحاق باللص الذي كان يقود دراجة نارية، لكنه فر واختفى عنها.
المتحدث الرسمي لشرطة محافظة جدة أكد أن معدل سرقة حقائب النساء لايشكل إزعاجا أو ظاهرة، وهي حالات فردية، يرتكبها بعض ضعاف النفوس، يساعدهم في ذلك عدم أخذ المرأة لاحتياطاتها في حمل أشيائها، مشيرا إلى أن البلاغات ليست عالية وإن تفاوتت نسبتها في أقسام الشرطة.
وأضاف: إن الجهات الأمنية تقوم بدورها في القبض عليهم، وإن جميع الأسواق والمحلات التجارية والشوارع ينتشر فيها رجال الأمن لمتابعة أي اختلالات أمنية، مطالبا المواطنين المزيد من التعاون للحد من أية ممارسات خاطئة..