عطاءها ذهب ادراج الرياح

الأدب النبطي والفصيح

نظرت الى شاشة جوالها للمرة الالف تنتظر اتصال من احدهم يسال عنها

يروي عطش شوقها لهم وتعلقها بهم

وتمر اللحظات ويسقط رأسها على صدرها وتستيقظ على يد خادمتها التي تقودها الى فراشها

وتكررت هذه الليالي

ماتت والدتها وهي في الحامسة عشر على ذراعها طفلة ذات ستة اشهر هذه اصغر اخوتها

وحولها يتحلق خمسة من الاخوة اكبرهم في العاشرة

كلهم ينتظرون حبها وحنانها

وادت رسالتها تجاه اخوتها على خير وجه

كانت ترفض الخطاب الواحد تلو الاخر ولاتستمع لنصائح اقاربها بان تتزوج

ولا تظلم نفسها

واصبح عدد الخطاب يقل كلما ازداد سنها وكانت اخر فرصة لها عندما كانت

في اواخر الاربعينات من عمرها تقدم لها رجل ارمل ذا مال وجاه ولايكبرها الا يسنوات قليلة ورغم هذا رفضت وكان والدها يخيرها في كل مرة وينصحها بقبول الخطاب ولكنها ترفض في اصرار عندما اتت لها هذه الفرصة همست عمتها في اذنها

اقبلي ياابنتي اخوتك غدا لن يكونو معك ستصبحين وحيدة كل واحد منهم سيكون له شأن يغنيه عنك

وظلت هذه المرأة تعطي وتعطي

وعندما اصبحت وحيدة لا يؤنس وحدتها سوى صوت اذاعة القرأن او صوت التلفاز

وحتى زيارتهم الاسبوعية لها اصبحت تتناقص ولا ياتون الا في الشهر مرة ولساعتين على الاكثر يقضونها في التحدث مع بعضهم

وفي احد الزيارت لهم وكانت قد نعست قليلا واغمضت عينيها

فسمعت احد الاطفال يسأل امه وهو ابن بنت اختها :ماما هي جدة ماعندها اولاد

فقالت له امه : لا

فقال الطفل : ولماذا لم تنجب

فقالت امه لانها لم تتزوج

ولماذا لم تتزوج؟

فنهرته امه : اسكت يكفي لااعلم روح اسألها

وعندما سمعت هذه المحادثه سقطت دمعه حارة من عينها

وصوت عمتها يتردد في اذنها

غدا سيكون لكل واحد منهم شأن يغنيه عنك

__________________
2
538

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خبايا واسرار
خبايا واسرار
قصة معبرة
جزاك الله خيرا
هذا هو الواقع
تضحي المرأة وتضحي بلا مقابل
وفي النهاية اللوم عليها
مشكورة اختي
نكتآر
نكتآر
كل الشكر غاليتي