السلام عـليكم ورحمـة الله وبركـاته..
قال تعالى {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
سبحانك ما اعظم كلماتك
الله يخبرنا انه غفور رحيم..بشارة لكل عاصي بعد عن الله بكثرة معاصية
بشاره له بأن له طريق عودة من جديد..لـ يجدد حياتة بالدنيا والاخرة
التوبة وطريق العاصي له.. ياترى ماذا سيحصل له وهو يسير في ذالك الطريق.؟
لاشك اخواتي ان طريق التوبة له عثرات ولكن لابد ان نعود له كلما تعثرنا..
وكما تعلمون ان في بداية اي امر لم نتعود عليه يبدو صعباً ولكن سرعاااان ما يسهل علينا ذاك الامر والسبب ان استطعنا بحول الله ان نعُوٌد انفسنا
على شي هي لم تريدة ولكنة ما إن عرفته حتـى تعلقت به
النفس اختي الغالية كـ الطفل تماماً
تخيلي معي قليلاً لو ان لكِ طفلاً صغيراً لايميز الخطأ من الصواب فـ اراد يوماً ان يفعل شيئاً ليس بصالحة بل يعود له بالضرر الكثير
فإنكِ في بداية المحاولات تجدين ان هذا الطفل لايريد شي سوى ان يفعل ما يريدة >لانة لا يعلم مدى الضرر
بعد مرة ومرتين وثلاث وبما انه يصر عليكِ بأن يفعل مايريد فعله وانتي في كل مرة لا تسمعين له..حتماً سيهدأ شيئاً فشيئاً
لانه يعلم بأن صراخة لم يفدة بشيء
وبعد ذاك الهدوء سوف يصمت..هنا تستطيعين ان تقولين له بأن له هدية يحبها إن اقلع تماماً عن ذاك الفعل > وسيسمع حتماً لانه صمت
وسيفرح بـ تلك الهدية التي ستقدم له
هذي هي النفس بكل بساطة
عندما تحاولين ان تتركي ذنب معين وبعد التوبة تبدأ نفسك تراودك على فعل ذاك الذنب لكن حاولي ان لا تلقي لها بالاً.. بل اشغلي نفسك وعقلك وتفكيرك بشيء يبعدك عن ذالك الذنب..>وسوف تصمت نفسك في نهاية المطاف
بعد ان تهدأ نفسك قليلاً عن ذاك الاصرار بعودة ذاك الذنب ذكريها بأن الله سيكرمها اشد الاكرام
لانه سبحانة يفرح فرحاً شديداً بعودتكِ له تاااائبة من كل ذنب ..
لـ ربمـا تقولين لي واذا كنت اعصي الله معاصي عدة..معاصي من كثرتها لا استطيع ان اعطيهاا حقها من العدد ومن كبرها وعظمها
اقول لكِ غاليتي:
كثرة ذنبوك ووخطاياك لابد ان يجعلك تتحمسين اكثر "للتوبه"..
فـ عودي لله تائبة وافرحي بكمية تلك الذنوب الكثيرة لانة سبحانة سيبدلها لكِ حسنات بدل السيئات ..
فهنيئاً لكِ تلك التوبة ..
وإن اكبر نعمة وانتي في طريق التوبة هي التوبة نفسها > يكفيكِ فرحة الله بك وبعودتكِ له
بمجرد انكِ علمتي بأن الله فرح بكِ هي نعمة بحد ذاتها ..يكفيكِ هذا الاحساس
اخبرنا الرسول علية الصلاة والسلام عن رجل قد رحل مع ناقتة
وعلى تلك الناقة كل ما يحتاجة من مأكل ومشرب > اي كل حاجتة على هذي الناقه
فـ احب ان ينام لـ يرتاح قليلاً من تعب السفر فأتى تحت الشجرة ونام وعندما استيقظ لم يجد ناقتة..
لقد ذهبت ..وعليها مشربه ومأكلة..عليها كل حياته
وبعد ان يأس انها لن تعود وايقن ان الموت آتٍ لا محاله..عادت له ناقته من جديد
فقام من شدة الفرح لا يدري ماذا يفعل وقال اللهم انت عبدي وانا ربك> اخطأ من شدة الفرح
كان يريد ان يقول اللهم انت ربي وانا عبدك ولكنة اخطأ من شدة الفرح لان حياتة عادت..لان الله انقذ حياته من الموت.. لان دنياه كلها عادت له من جديد
اتعلمين من يفرح مثل فرحة هذا العبد..؟
إنه الله...ولله المثل الاعلى..
يفرح بعودتكِ له>> كـ فرح ذاك العبد بعودة راحلتة وحياته له
سبحان الله..هو الرب وهو الذي يفرح بعودتنا له..
مع انه ليس بحاجتنا ولا بحاجة عودتنا ولا توبتنا > لن يزيدة ذالك شيء ..ومع ذالك يفرح عندما نعود له ونحن تائبون عابدون
قد تسأل احدكن الآن "لماذا الله يفرح بي إذا عدت له تائبة من ذنوبي؟"
اقول لكِ لانه يحبكِ سبحانه..ايعقل ان نفرح بعودة العدو؟
لا ولله بل نفرح بعودة احبابنا وكذالك الله يفرح بعودة احبابه اليه سبحانه
ولقد جاء إلى النبي صلى الله فليه وسلم رجل، فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها،
ولم يترك منها شيئا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة (المعصية الكبيرة ) إلا أتاها، فهل لذلك
من توبة؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
قال: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن. قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم قال: الله أكبر فما زال الرجل يكبِّر حتى توارى عن الانظار.
وتأكدي غاليتي ان من اهم موجبات التوبة الصحيحة كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد
أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا...
اختم كلامي بحديث يهز القلوب والافئدة عن ملك الملكوت سبحانه وهو يخاطبنا خطاب يدمع العين من رحمة الله بنا
عن أبي ذر عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما روى عن الله - تبارك وتعالى -
أنه قال: \"يا عبادي،
إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا،
يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلاَّ مَن هديته فاستهدوني أهدكم،
يا عبادي، كلكم جائع إلاَّ مَن أطعمته فاستطعموني أطعمكم،
يا عبادي، كلكم عارٍ إلا مَن كسوته، فاستكسوني أكسكم،
يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم،
يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني،
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى
قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا،
يا عبادي، لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئًا،
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلَّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممَّا عندي إلا كما ينقص المِخْيَط إذا أُدخِل البحر،
يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمَن وجد خيرًا
فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه\".
همسة:
" رمضان فرصة لـ ترويض النفس وتهذيبها..الصيام له تأثير عجيب في هذي المسألة فـ استغلوا الفرصة في هذة الايام المباركـة.."
سامحوني على الإطاله فـ ولله ان الحروف اخذت مجــراها معـي دون ان القي لها حسباناً
فجزاكن الله خير الجزاء على تلك الدقائق التي منحتموني اياها
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال..
كللي حنيه