~*~ .. عـــائــشـــة .. ~*~

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. .. .. ,,

هذه أول محاولة لي في كتابة القصص القصيرة ..,,

:)

رجاء حار من كل أخت .. عبري عن رأيك بصراحه .. رجاء حار .. ,,

وجزاكم الله خيراً .. ,,

انتظر تفاعلكم :) ..,,


***

على فراشي استليقت في أحد الليالــي ..

جفانــي النوم .. وصاحبني الأرق ..

تأملت السقف .. لعل الملل يجر وراءه أذيال النعاس ..

***

مرت الثواني وتبعتها الدقائق ..

ولا أزال كحالتي ..

دون أدنى تغيير ..

أفكار .. وتأملات .. وسكون ..

هذه تفاصيل .. سهرتي الصامتة !!

***

قاطعني صوت طرقات حبيبات المطر على نافذتي ..

نهضت مسرعة .. فتحت لها النافذة ..

تقاطرت على وجهي ..

داعبتني بخفتها ..

وددت أن أستمتع بها أكثر ..

فنزلت .. متسللةً .. إلى حديقة المنزل ..

كانت هنالك نور بسيط تسلل من شرفة المنزل المقابل ..

***

جلست على الأرجوحة .. التي هدهدتني كالأطفال ..!!

فأهتزت بخفة ..

راقبت الشرفة المنيرة .. وراقبت نافذة الشرفة وهو تفتح بسرعة جنونية ..

أزداد النور فجأة .. ظننت أنه القمر .. يختبأ من حبيبات المطر !

أو أنها وردة من ورود بستان الحياة ..

أتعلمون من كان شبيه القمر ؟؟

إنها بإختصار عائشة ...

***

استيقظت متأخرةً هذا الصباح ..

كنت مستعجلة ...

خرجت لكي ألحق حافلة الكلية .. أبتعدت قليلاً عن منزلنا ..

فأضطررت للمشي .. في الوحل !

وقد طفت بجانب بيت جارنا (( خالد )) ..

ورأيت بعض العبارات التي .. كتبت على لوحة .. كان خالد قد وضعها ..

ليعرض .. سيارة للبيع ..

ولكن شوهت وكتب عليها (( أبو الفليبينيه )) ..!!

صمت .. ومضيت أسرع في خطواتي ..

ولكني ما لبثت أن التفت مرةً اخري إلى منزلهم .. فرأيت البراءة ..

تنتشل تلك الورقة وتمزقها .. رأيت عائشة ..

وهي تذرف دموعها .. بحرارة ..

ركبت الحافلة وأنا أفكر بها ..

جلست بالقرب من صديقتي ..

فلوحت تلك الاخيرة إلى عائشة .. تعجبت منها ..

وبادرتها بالسؤال .. : من هذه الصغيرة ؟؟

أجابتني مهـــا : انها ... إبنة أخي ..

صمتت ثم أردفت ..

أتعلمين .. لم يبكيني في هذه الحياة .. مثل عائشة ..

ولم يشغلني سوى عائشة ..

ولم يدمي فؤادي غير عائشة ..

سألتها وقد بان الحزن على نقاط حروف كلماتي : لمــــــاذا ؟؟؟!

أجابتني :

لا تخلو البيوت من بعض العواصف ..

وبيتنا أيضاً لم يسلم منها .. ولكن أذى تلك العاصفة لا يزال .. باقياً .. محفوراً على قلوبنا ..

تزوج أخي يا صديقتي .. من غير علمنا .. تزوج فليبينيه ..

وخالف العهد .. أي انه لم يتزوج بإبنة عمي ..

والطامة كانت .. عائشـــــــــــــــة ..

صدم الجميع بها ....

أجبتها بإنفعال : ولمى تصدمون ؟؟!! ما ذنبها ؟؟!!

ردت : لم أكن أنا .. لم أكن أنا ..

أحببتها كطفلتي .. كانت تشتكي لي ولا تزال ..

ترسي قوارب احزانها في ميناء قلبي المثقل ..

لم أرفضها في حياتي ..

بل رفضها المجتمع ... وغدر بمعنىالطفولة ..

وعاملها بكل وحشية .. غير مراعين لتلك الطفلة ..

في أحد المرات .. يا صديقتي ..

سمعت أصوات ضجيج وصراخ ..

كان الأبرز صوت عائشة (( دمـــــاء يا جدي ... دمــــــــــاء .. دمـــاء .. أمي يا جدي .. تنزف ))

خرجت مسرعة .. فرأيتها جاثية على الأرض .. !!

ولم أرى أخي .. بس سمعت صوت غلق الباب ..

كانت مشهداً يدمي الفؤاد ..

تستلقي الأم على الأرض ... بثياب المنزل ..

وقد انتشرت آثار الكدمات على وجهها ..

ونزف رأسها ..

وعائشة بالقرب منها .. تحاول أن تحمل والدتها وتجعلها تقف ..

وتذرف الدموع الساخنة ..

كانت هنا يا أختي .. يا صديقتي ..

بداية موت الطفولة ..

توالت الحوادث .. وكثرت المشاجرات .. وطلق أخي خالد زوجته ..

التي كانت ترى ابنتها بعد الإنفصال كل اسبوعين مرتين أو أقل .. بحسب ظروف أخي ..

أو مشاعر الإنسانية في داخله !

كان ذلك اليوم الأخير الذي تحس فيه عائشة بمعنى تلك الكلمتان ... ( أمـــي , أبـــي )

***

لم تمض شهور .. إلا وقد تزوج أخي .. من إبنة العم ..

بصراحه لم أكن أتوقع أن تقبل بكل بساطة ..

أن تتزوج من أخي ... وأن ترضى بـ عائشة .. ( وهنا تغيرت نبرة صوتها )

عاملت عائشة بكل لطف .. بكل أمومة .. بكل .............

ثم أجهشت في البكاء ...

فصمت أحتراماً لها ....

واحتراماً لدموعها .....

***

في طريق العودة .. صمت ولم أتحدث ..

ولكن صديقتي .. بادرت بالحديث وقالت : دعيني أعبر عن ما في داخلي .. وأفضفض لك ..

كانت (( فاطمـــــة )) ... أطيب زوجة أب في الوجود ..

بحنانها .. وطيبتها ......... أنجبت ولدان ... (( محمد , سالم )) .....

وبعدها بدأت عائشة .... تتغير ..

فلم أكن ألحظ فيها ... علامات الطفولة ... كما أعدت ..

وفي أحد الأيام .. أنكشف الستار ..

فأردت عائشة أن تجرب .. فستان قد أشتريته لها ..

فنزعت ثيابها ......

فشهقت شهقة .. أرادت روحي أن ترحل معها ...

كانت آثار الضرب واضحة على جسدها النحيل ..

سألتها بإنفعال : هل فعل والدك بك شيئاً ؟؟

لم تجبني وإنما قالت : لم يفعل أحد بي شيئاً .. لم يفعل ... أردات أن تكمل ..

لكنني مسكتها .. وقربتها مني .. وأعدت سؤالي .. أكثر من مرة........ فأجابتني ..

ماما فاطمة ..

هنا أنفطر قلبي .. تقول لك ماما .. أجمل كلمة في الوجود وتفعلين بها هذا ..

أخبرت أمي .. فأقامت الدنيا ولم تقعدها ..

وووصل الخبر .. إلى إبنة العم .. التي أنكرت .. وأعتذرت .. مواقفها كانت متناقضة ..

أشد التناقض ..

وفي أحد الأيام .. رأيت آثاراً جديدة .. خطت على رجليها ..

عندما هممت بالحديث .. والسؤال .. وضعت يديها على فمي ..

وحركت رأسها .. وكأنها تطلب مني الصمت ..

نزعت يدها عن فمي وعندما تحركت شفتاي ..

رأيتها .. تضع أصبعها في أذنها .. كي لا تسمعني ..

مسكت يديها .. وسألتها ..

أجابتني والعبرات تهل من عينينها : لا يا عمتي لا تفعلي بي هذا ..

واحتضنتني .. بكل ما اوتيت من قوة ..

ثم قالت بصوت خافت .. التطقته أذناي ..

(( الضرب أفضل من لقب بنت الفليبينية .. لا أريد أن يسخر مني أحد لا أريد .. ))


هنا لم أحتمل .... لم أستطع ..

فإتصلت بأخي .. وسألته عن زوجته مجرد سؤال عن الأحوال ولم أسأله عن شيء آخر كنت أجس نبضه فقط .. فعلى صوته وبدأ بالصراخ وقال : هذا طريقتها في تربية (( إبنتها )) فلا تتدخللي ..


أتعلمين .. بدأت لا أراها إلا بالشهر مرة .. وقدراً .. لا رغبة من أخي ..

في السوق .. أو عن تمر الحافلة لتقلك .. فقط ..

مسكينة عائشة مسكينة ..

الكل يلقبها ببنت الفليبينية .. ألا يحس البشر يا ترى ..

ألا يحسون .... أخلت قلوبهم من الإنسانية ....

أتمنى أن يموت أخي لترتاح عائشة .. وتدفن زوجته وهي حية ..

لترتاح عائشة ..

لترتاح عائشة ... لترتاح ...


(( أقتربت الحافلة من بيتنا ... فهممت بالإستعداد .. للنزول .. وصمت هذه المره ولم أعلق على شيء ))

ودعت صديقتي وأنا لا زال أفكر .. باللي أخبرتني به .. باللي تعانيه وردتي ..

بكيت أنهاراً من الدموع .. حزناً علينا ..

ذهبت إلى الحديقة .. إلى نفس المكان الذي رأيتها فيه ..

وتمنيت أن اراها اليوم فيه ..

سمعت أصوات صرخات طفلة .. بمجرد ذهابي إلى الحديقة ..

وعندما إلتفت إلى الشرفة ..

رأيت من خلال الزجاج المفتوح جزئياً .. حجم المعاناة التي تحسها عائشة ..

ضرب .. وإهانة .. وكانت آخر كلمة سمعتها .. (( يا أحقر ما في الوجود .. يا بنت الفليبينية ))

وثم أغلقت نافذة الشرفة .. وجلست في الحديقة أبكي على حالها .. أبكي دماءاً بدل الدموع ..

ذهبت لأنام لعل النوم .. يأتيني بعد بكائي الطويل ..


نمت وليتي لم أنم .. كوابيس مريعة رأيتها في المنام ..

ولكن بعد أن نمت أخيراً .. صحوت على هاتفي .. كانت ذلك كابوساً حقيقاً ..

كانت صديقتي ..

تحدثت وعباراتها مختلطة بالدموع والإنفعال : أرجوك ... أرجوك ... أرتدي ثيابك ... وتعالي يجانب بيت أخي ..

ثم أغلقت السماعة ..

نهضت مسرعة ..

ما هي دقائق .. حتى كنت بجانب بيت جارنا ..

لحظات حتى وصلت سيارة الأسعاف ..

سألتهم .. ما الذي حدث ؟؟؟!!

لم يجبني أحد !

وتركوني في حيرتي .. تسارعت نبضات قلبي ..

وما لبثت صديقتي .. أن ظهرت بين الجموع ..

جاءت وأحتضنتي .. وأخبرتني بالمصيبة .. (( ستموت عائشة ... ضربتها تلك المجنونة .. فغفت من العصر ولم تنهض .. لم تنهض .. لم تنهض .. ))
ظهر سرير استليقت عليه عائشة من بين الجموع المحتشدة بجانب بوابة المنزل ..

هرعت صديقتي .. إليها ...... لتقبلها .. كانت تخدع نفسها .. ظناً منها .. بأنها ستستيقظ ..

وقفت على مسافة ليست بالقريبة ... وراقبتهم .. بصمت .. بأسف .. بحزن ..

هبت نسمات باردة .. ورأيت ورقةً انتشلتها .. نسمات الهوا من يد عائشة ..

فأمستكها .. لأرى آخر من كتبته عائشة ..

خطت بأناملها ... على تلك الورقة .. كلمات مختصرة ... ولكنها تدمي الفؤاد ..

كانت تلك الورقة تحوي كلمات قليلة ...... عبرت عن قصة كاملة ..


.: وما ذنبــــــــــــــــي إنـــــــــي إبنــــــــــــــة الفليبينيـــــــــــــــــــــة !!! :.
2
564

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
عيون المها ..

مرحبا بك في واحتك

قصتك جميلة جدا

لغتها سهلة وأحداثها واضحة

ووصفها للمشاعر رقيق

كبداية تعتبر رائعة

والآتي أفضل إن شاء الله



للأسف هذا مجتمعنا

لا يمكن أن ينبذ العرقيات والمفاخرات

وبعض القلوب القاسية تفقد أدنى صفات البشر




ننتظر جديدك

ومرحبا بك مرة أخرى :26:
أميرة البحيره
غاليتـــــــــــــــــــــــــي في الله بحور .. ,,

اشكر لك حضورك :) .. ,,

وتواجدك بالفعل اسعدني اختي .. ,,

والحمدلله ان القصة نالت استحسانك .. ,,

وبإذن الله تعالــــــــــــــى .. سأحاول كتابة قصة اخرى :) .. ,,


جزاك الله كل خير .. و وفقك إلى ما يحب ويرضــــــــــــــــــى :) ..,,



محبتـــــــــــــــــــــــك في الله .. ,,

:24: