السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبرووووك علينا رمــــضان.....
أسئل الله أن يبلغنا وإياكم الشهرالمباركـ
ويوفقنا فيه إلى طاعته واغتنامه
ويرزقناالقبول والعفو والعافيه
والعتق من النـــــــار...
والحمد لله الذي وعد المتقين بجنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ،
كما نحمده تعالى الذي بشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة ، قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ونعتهم بأنهم هم المهتدون، والصلاة والسلام على الذي ما أرسل إلا رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه ، ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد :
قال الله عز وجل} وبشرالصابرين .الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} البقرة آية 155 .
نعم أبشري أيتها الصابرهـ أبشري ،فالله جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ، وتعالى في عليائه ، يبشركِ من فوق سبع سماوات ،فعندما علم بحالكِ ، وأنتي المؤمنه التقيه الصالحه ، وما يحصل لك من تألم ، وتأوه ، وضيق، وحزن ، بسبب البلايا التي تحيطكِ يمينا وشمالا ، فأراد أن يطمئن قلبكِ ، ويسر حالكِ، فينشرح صدركِ ، ويرتاح بالكِ ،
ولمَ لا وأنتِي........
لطالما أقمتِي الصلوات المكتوبات ، وصمتِي المفروضات ،
ولمَ لا وانتي.....
التي بذكره يلهج لسانكِ ، ولمَ لا وأنتِي قد تصدقتِي على الفقير بأموالكِ ، ذكّرتِ الغافل ، ورفعتِ الجهل عن الجاهل ، صافيه النية ، لا تحقدِي ولاتحسدِي ، لا تزدري ولا تنتقصِي ولا تفتريِ ، تعفى عمن ظلمكِ ، وتصلي من قطعكِ ، وتعطي من حرمكِ ، وتحبي لأخيتكِ ما تحبهِ لنفسكِ ، بل ربما أدركتِي درجة الصائمه القائمه بحسن خلقكِ ،فكنتِي من المقربين إلى نبيكِ محمد صلوات ربي وسلامه عليه ، فلله درك ما أعظم ثباتكِ ،وما أكثر ثوابكِ !
اصبري أيتها المبتليه ، فإني والذي لا إله إلا هو أعلم أنكِ تتألمي ، نعم تتألمي ، والألم يعذبكِ ، والهم يأسركِ ، والضيق قد ألم بكِ ، والحال قد تنكرت لكِ ، ونار الأسى تتضرم في جوفكِ ؛ لكنِك ترجي من الله جلافي علاه ما لا يرجو الكافر الجاحد فقال سبحانه
: { ....إِنْتَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَاللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } آل عمران 104 .
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( سئل رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه
ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ماعليه خطيئة)) صححه الألباني في صحيح الترغيب / 3402 .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ،وإن الله - عز وجل - إذا أحب قوما ابتلاهم ؛ فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط)) حسنه الألباني / مشكاة المصابيح / 1510 .
نعم ألا يكفيكِ أن الله يحبكِ ، إي وربي يحبكِ ، فما ابتلاكِ إلا ليكفر من ذنوبكِ وخطاياكِ ، فتلقاهِ وأنتِي طاهرهـ من تلك الأدران والأوساخ ، أم أنكِ تريدي أن تذنبي ، وتذنبي ، وتذنبي ؛ حتى تغرقي ، فيأتيكِ الموت بغتة ، وأنتِي على تلك المعاصي ؟؟؟ لا ورب الكعبة ! إن كنتِ ترضيها على نفسكِ ، فالرحمن الرحيم لا يرضاها .
علقي قلبكِ بالحي الذي لا يموت ،ولا تلتفتِ إلى وساوس الشيطان ، فهو وحده سبحانه الذي يجلب النفع ، ويدفع الضر ،وأنه تعالى ماضٍ فيكِ حكمه ، عدل فيك قضاؤه ، لا راد لأمره أحد ، فهو الذي يبتلي من يشاء بعدله ، ويرفع البلاء عمن يشاء بعدله ، ويعطي من يشاء بعدله ، ويمنع من يشاءبعدله ، ولا يظلم ربك أحدا ..
قال صلى الله عليه وسلم :
((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إنأصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواهمسلم / المسند الصحيح / 2999 .
فجاهدي نفسكِ على الصبر أرشدكِ الله إلى تقواه ، ولن تري منه بإذنه تعالى إلا ما يسركِ ، إذًا فأبشري ، ولا تفكري مجردتفكير ، باليأس والقنوط من رحمة أرحم الراحمين
(قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ) الحجر آية 56 .
هوني عليكِ - رحمكِ الله - ، وارفقي بحالكِ ولا تبالي مما يعتريك من هذه الدنيا الفانية ، واسلي نفسك ، فكم ستبقيى بها ؟؟؟يوم ، شهر ، سنة ، ثم ماذا ؟ نعم ماذا ؟ موت ينسيكِ كل بليّة ابتليتِ بها بغمسة واحدة في نعيم الجنة .
فاعمل لدارٍغداً رضوان خازنها *** الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها
حبيبتي.......
كوني قويه الإيمان وإن كنتِي ضعيفةالجسد ، هزيلة القوى ، فكل يوم تعيشهِ يزيدكِ من الله قربا ،
بينما غيرك يزيده من الله بعدا ؛ لأنك مبتليه صبوره ، أما غيرك فـَ مبتلي جزوع .
فأنتِي التي طالما خلوتِ بربكِ في الظلام ، وناجيتِي الملك العلام, خصوصاَ في الشهر المباركـ، فهو يسمع نجواكِ ،
ويجيب دعاكِ ، وأنتِي التي طالما فارقتِي الشهوات ، وتركتِي المنكرات ،
من أجل رضا رب البريات ، فيا بشراكِ ! وأنتِي تنظري إلى الملائكة ،
وهم عند الأبواب يتلقونكِ أنتِي ومن معكِ من المؤمنين فتقول
: (( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )) وبعدها تدخل عليكم من كل باب من أبواب الجنة وتقول : ))
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدار )) تسلم عليكِ ، وتبشركِِ بحسن مآبكِ ،
وصلاح حالِك ، وقد ازددتي جمالا فوق جمال ، ولمَ لا يكون هذا شأنكِِ !
وأنتِ قد أديتِ لربكِ حقه، وصدقتِي في عهده ، وفرحتيِ بقربه ، وشكرتيِ له نعمه
، فكلما أغدق عليكِ من الخير غدقا ،ازددتيِ لفضله شكرا
، نَعَم ! نِعمَ العبد أنتِي لو كنتَ تهوني على نفسكِ .
اخيتي اعبدي ربكِ ......
حتى يأتيكِ اليقين ، ولاتغتري بكثرة الساقطين ، ولا يثبطكِ كلام المفسدين ، فإذا كان من في السماء راضٍ عنكِ ،مالك وأهل الأرض ، وحينها فليرضَ من يرضى ، وليسخط من يسخط ، إنما مالك ورزقك بيدمن في السماء ، مرضكِ وشفاؤكِ بيد من في السماء ، منصبكِ وجاهكِ بيد من في السماء ، بل حتى موتكِ وحياتكِ بيد من في السماء ، نعم إذا رضي عنكِ من في السماء ، لا يهمكِ من في الأرض ، فالله لم يبتليكِ إلا لمحبتكِ عنده ، وإذا أحبكِ الله فليبغضكِ بعدها من شاء ،وليلمزكِ بعدها من شاء ، وليستهزئ بكِ بعدها من شاء .
فليتك تحلووالحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامـر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
اصبري على ما أصابكِ ! إن ذلك من عزم الأمور ، اصبري وما صبركِ إلا بالله ، واعلمي أن ما أصابكِ لم يكن ليخطئكِ ، وماأخطأكِ لم يكن ليصيبكِ ، فلا تجزعي ما دام أن ربك معكِ ، ويكفيكِ شرفا بهذه المعيّة ،كما أنه لا راد لدعوتكِ إذا دعيتيه ، ولا راد لفضلهِ إذا سألتيه ،خصوصاَ في هذا الشهر الكريم...
قال عنه صلى الله عليه وسلم
: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماءالدنيا ،
حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ،
من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له))رواه البخاري / الجامع الصحيح / 6321 .
أوخيتي يامن احببتكِـ قي لله .....
اغتنمي هذا الشهر الفضيل وانطرحي بين يدي ربكِ في ظلمة الليل،
عسى ربكِ أن يرى انكساركِ ، وبكاءكِ ، وخشوعكِ ، وخضوعكِ
، فيرحمكِ ويدفع عنكِ البلاء ،وصدقيني يا أوخيتي !
ما ابتلاكِ ربكِ إلا لينعم عليكِ ، بنعيم لا ينفد ، وقرة عين لاتنقطع ، في دار الخلود .
قـم في الدجى واتل الكتـاب ولا تنم *** إلا كنومة حائرولهان
فلربما تأتى المنيـة بغتـــة *** فتساق من فرشإلى أكفـان
يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيتـان
فالله ينـزل كُلَ آخـر ليـلـة *** لسمائه الدنيا بلا نـكــران
وصلى الله على نبينا محمدوسلم
اسأل الله ان يجعله تجمع ع طاعته واسأل المنان الغفور الرحيم كما جمعنا بالدنيا ان يجمعنا
بجنة الفردوس الاعلى مع ازواجنااااااا واهليناااااااا
وجميع المسلمين والمسلماااااااااااات