عــــــــراق .. ويتجـــدد الأسى ( حديث عن الأوضاع )،،

.. بسم الله الرحمن الرحيم..
وبدأت الضربة.. برشفات من جور الطاغية.. يتقمص دور العادل ..حينما أطلق المدافع الطائشة على العراق .. موطن العلماء والأدباء..و مرتع الحضارات..بها قد قامت دولة بني العباس وسادت.. بيد أن المغول هدموا الحضارة يوم ضيع القوم الديانة وأصبح الهم .. اللهو والهوى ..
العراق .. المنتمية إلى عالم الإسلام ..ذلك العالم الذي يتألم كله بمجرد آلم طفيف ينتاب بعضه ..
تلك المشاعر كانت سابقاً, والآن لا أدري.. فلربما مات حس الأخوة , وغدا في هامش الشعور , وأضحى في بؤرة الشعور نوع آخر من الأخوة , أخوة أهل الغناء والفن وكل غثاء يطرأ على الساحة باسم التطور والتجديد بالتالي .. أخُّوة من لا يستحق المشاعر (العدو)..
000 0 000000000000
والآن .. عراق ، وتخذلني العبارة ، وتطوقني دموع عيني التي لم أستطع إخفاؤها ، وتحاصرني بحور من ألم .. عليها , وعلى شعب يقتل بلا جريرة ..
فهاهو الماضي يتجدد حاضراً ... بصور أشد وأفتك ، فهولاكو الأمس قد عاد وقد أصبح أكثر قوة من ذي قبل بعدة وعتاد ..وبسلاح الإعلام الخفي ، يضعف المعنويات ويعتم الحقائق ..
0000000000000000000
بعدها..قامت العرب, ويا لها ..وقالت :-
أعرب عن الأسف .. نعم ولا شيء غير الأسف ..وابتلعت الأسى ..ثم قالت باستحياء: أرجو أن لا تطول الحرب ، ولم تعلم بأن تلكم الأساطيل القادمة إلى هنا ، ستطول إقامتها , وأفعالها كذا ، وعلى من لا ندري .. ربما دولة إسلامية أخرى .. فلا مانع لديها , فالتي ضربت العراق متخذة الحاكم عذراً لها ,وذلك ليس بمبرر.. ما هي عاجزة عن ضرب دولة أخرى , ما دام الضحايا عرب أ ومسلمون ..كما هي الحال أيضاً في أفغانستان ..
والشعوب تظاهرت .. وأعلنت ..
لا مرحباً بالحرب ..شعوباً عربية وأجنبية ..نادت العالم باسم الحرية المزعومة ، والقوانين المخترقة ،
نادت واختفت أصداء صوتها أمام المياه و الغازات الموجهة لهم..
0000000000000000
من تلكم الأوضاع المكتنزة بالأسى والذل ..أصابني العجب ومات فيني حس يدعى (مسلمة), وأنا ما بيدي شيء أفعله , أحسست أني وكأني سوف أنفجر كقنبلة موقوتة لأرتاح ولأفجر من حولي من الظلام فقط ..تمنيت أن أكون كذلك الصاروخ ..
أبحث عن هدفي منهم وأتحرى الدقة وما أصيب سواه ..
يا ا لله ما بيدي شيء حقاً.. أنت أعلم بالحال, غير أني بكيت حتى ارتوت وسادتي من بحر دموعي ,
بكيت جروحاً تتقرح ، بكيت أشلاء ً تتمزق ، ثم تلملم إرباً إرباً ..
بكيت آمالاً حيرى ، تتلمس مسلكاً ترتجي بوابة المستقبل .. ولكن تتفتت ..
بكيت الإنسانية تتحطم ، كزجاج يتكسر , من قبل عمياء تتخبط ، تتأمر وتتزعم ، تقطع الزهر والشجر ، وتدمر الدار والسكن ، وتطعن البشر بلا استحياء ، بل وبكل ثقة واقتناع بشرعية ما تفعله .. بكيت النهران دجلة والفرات ، خوفاً من أن يستحيل صفاؤهما سواداً ..
وخشيت على بغداد أن تصبح ( مدينة الأشباح والأمراض ) .. ذات الصبغة الحمراء ، وتغوص أقدام الخيول في برك من دماء ، يحوم حولها الذباب ، كما هو الحال أيام المغول ..
بكيت العراق ..دولة مسلمة .. نائحة ثكلى .. غريقة في لجة الألم .. وأرضاً فتحها المسلمون ودخلها ، ومشوا على ثراها ، ومقراً للثقافة ، ضمت بين أحضانها دار الحكمة..مكتبة تردد عليها العلماء والفقهاء .. ومنها استنار الخلائق أعظم إفادة ..
بكيت شعباً يتأوه وإخواناً تتفرق ، من حر ما بها تشتعل الأفئدة نيراناً تتأجج .. بكيت شيوخ العراق ونساؤها .. أطفالها ، ولن أنسى صوراً أثارتني .. مئة في الشمال وقد خروا صرعى من جراء صاروخ أحمق استهدفهم ، حتى أنهم حاولوا نقل ما تبقى من رفاتٍ ، لم يستطيعوا من شدة تقطع الجثث ..
تراءى لي حال العراق .. أجواؤها مشحونة بالألم ، وأمطارها الحمم ، والذئاب المسعورة من حولها تحوم ..
تراءت لي وقد أصبحت مأوى للطلقات ، مدارسها .. جامعاتها .. مساجدها ..وكل شيء هناك ينطق بالأسى ..تراءت لي صفارات الإنذار تدوي ، والماء منقطع ، والظلام منتشر ، لا وجود للكهرباء بتاتاً ..تراءت لي ضحكات تستحيل صرخات .. وشيخ بغداد يهجرها، يمضي متوكئاً على وكازه، ومعه أهله ، يمشون ولا يدرون إلى أين ، لكن المهم .. خارج العاصمة ، وما دروا أن العدو لا يفرق بين مدينة وقرية و لا حتى جندي أو مدني ..
بكيت على ... ...و .....و... لكن ،هل ينفع بكائي ؟..
لا والله .. لن ينفع ، ويحي ألم أعلم بذلك السلاح ؟..
هم يملكون أسلحة ، ونحن أيضاً نمتلك ، بل وأقوى منهم ..
ألم نسمع قوله تعالى} وقال ربكم ادعوني استجب لكم ).
إنه الدعاء ، الذي أنجى أيوب من بطن الحوت ، وأهلك فرعون ، وقوم نوح ..
بعدها .. قمت , وتوضأت ..ذكرت اسم الله أولاً ، ثم غسلت أعضائي الظاهرة كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ثم صليت صلاة تشرح صدري .. وأخذت أفرغ شحنات غضبي دعاء لله بأن يرحمهم وينصرهم ، ويهلك القوم الظالمين ، إنه سميع مجيب ...
اللهم ارحم المسلمين في العراق .. اللهم ارحم المسلمين في العراق ..
اللهم يسر أمورهم .. اللهم انصرهم على من عاداهم ..
اللهم إنهم في حاجة عاجلة إلى رحماتك ..
اللهم اهلك القوم الظالمين ,, اللهم آمين ...
( عند الدعاء يستحسن على المرء أن يتحرى أوقات الإجابة ، وهي :عند السجود ، بعد التشهد وقبل السلام من الصلاة ، جوف الليل ، آخر ساعة من عصر يوم الجمعة ) .
عذراً على الإطالة ولكنها مشاعري المكبوتة التي نسجها قلمي بخيوط تقطر أسى ،،
والله الموفق..