عَـــــلامــــاتَ رضَـــى الَــرب الحَــقِـيِـقـيه "ادخلـي لا تحرمـي نفسكـ

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم 
الأخت الفاضلة/ حفظها الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،



تقولين أنك دائمًا تسألين الله تعالى أن يكون راضيًا عنك وتشعرين بالفعل برضاه؟ وأنا أقول لك - بارك الله فيك - : إن من علامات الرضى أن يعينك الله على الطاعة، من علامات الرضى أن يوفقك الله - تبارك وتعالى – للطاعة وأن يباعد بينك وبين المعصية، هذه علامات الرضى، أما كون الرضى علامات الرضى أنني أرتكب الذنب وأن الله يستر عليَّ مرة بعد مرة، هل من علامات الرضى أنني أقع في المعاصي والله عز وجل يفضحني أو لا يفضحني؟ هذا ليس صحيحًا، هذا استدراج من الله - تبارك وتعالى - .

علامة الرضى الحقيقية أن يعيننا الله - تبارك وتعالى – على طاعته وأن يوفقنا لأعمال أهل الإيمان، فإذن هذا هو المعيار، أما ما سوى ذلك فهذا كله من عمل الشيطان، تشعرين برضى الله تعالى عنك إذا كنت معانة على الطاعة، إذا كنت مستقيمة على منهج الله، لأن الله قال: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً}،وقال أيضًا: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} إذن هذه علامات الرضى الحقيقية، أن تحافظي على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، أن تكوني ملتزمة بالحجاب الشرعي، ألا تكون لك علاقات مع الرجال من أي نوع ما داموا ليسوا لك من المحارم وليس أحدهم زوجًا لك، أن تكوني بعيدة عن الغيبة والنميمة والكذب إلى غير ذلك، ألا تنظري إلى الأشياء التي لا تُرضي الله عبر أجهزة الإعلام، أن تحافظي على وقتك من أن يضيع فيما لا يُرضي الله تعالى، هذه أكبر علامة من علامات الرضى أن تجدي نفسك وقد أعانك الله - تبارك وتعالى – على الطاعة وعلى أعمال الخير والإيمان.

أما ما سوى ذلك أن الله يعطيك أموالاً، أن الله يعطيك جمالاً، أن الله يعطيك صحة، أن الله يجعلك شخصية محبوبة، ولكنك عاصية، هذه ليست من علامات الرضى، وإنما هذا استدراج، علامات الرضى الحقيقية إذا رضي الله عنا أعاننا على طاعته حتى نكون من أهل الجنة.

وكون أملك في الله كبير أن الله يجعلك من أهل الجنة هذا شيء عظيم، وهذا كما ذكرت لك أن النبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله تعالى)، فالإنسان مطالب أن يُحسن الظن بالله - تبارك وتعالى – دائمًا أبدًا، ولكن لا بد أن يُحسن العمل، لأن الذي يُنجي الله من عذاب الله إنما هي الطاعة، والذي يُوقع العبد في نار جهنم إنما هي المعصية، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (أكثر ما يدخل الناس الفم والفرج).

فكونك تقولين أن أملك في الله كبير أن الله لن يعذبك، نقول نعم إن الله على كل شيء قدير، ولكن الله وعدنا وبيّن لنا في القرآن أنه لا يعذب أهل الصلاح وأهل الاستقامة وأهل الدين وأهل المحبة والأدب معه، أما العصاة فإن الله - تبارك وتعالى – يُعذبهم أو يغفر لهم، ولذلك قال النبي - عليه الصلاة والسلام - : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)، والله - تبارك وتعالى – يقول: {فمن اتبع هدايَ فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى}، ويقول - تبارك وتعالى - : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً}، ويقول سبحانه: {والعصر * إن الإنسان لفي خسرٍ * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

فأقول لك – يا بنيتي – : إن الثقة في الله عز وجل الكبيرة هذا شيء طيب، وحُسن الظن بالله والشعور برضى الله هذا شيء رائع، ولكن لا بد أن يقابل ذلك الطاعة والاستقامة والاجتهاد في العبادة والدعوة إلى الله تعالى، وأن تكوني إسلامًا متحركًا يمشي على الأرض بالطاعة والاستقامة، حتى تكونين أسوة وقدوة حسنة لزميلاتك، وأن تكوني علامة طيبة على هذا الدين العظيم.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن ينور حياتك بالقرآن، هذا وبالله التوفيق.

 " منقوول "
15
999

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اجبرني ي كريم💚
جزاك الله خير
hannoudi
hannoudi
جزاك الله خير
تفاحة السعوديه
جزاك الله خير
جزاك الله خير
سالي 505
سالي 505
الله يجزاك خير
االقريبه المغتربه
جزاك الله خير