علم الأنساب علم شريف درج عليه السلف الصالح منذ عهد البعثة وأُلّفت المؤلفات فيه .
وكان هذا العلم متحدث العرب في مجالسهم وفي نواديهم . وقد كان أبو بكر رضي الله عنه نسّابة وكذا سعيد بن المسيب وغيره من التابعين . ومن أشهر من ألف فيه القلقشندي في كتابه أنساب العرب ، والسويدي في كتابه الذهب في أنساب العرب وهو كتاب قيم توفي مؤلفه سنة 1246 هـ .
وفي معرفة الأنساب فوائد عديدة من أهمها التواصل والتوادد وإثبات التوارث ومن هو الأقرب عصبة من الأبعد المحجوبين ومن هو المستحق للوقف لقربه وللوصية أيضاً ومن هو الأقرب لولاية النكاح للمخطوبة ومن هو المحتمل للدية من عاقلة الجاني خطأ .
وكان الغربيون يحسدون العرب على هذه الهواية في معرفة قبائلهم لعنايتهم بحفظ أنسابهم . وهو علم يبحث في أصول القبائل وما يتفرع عنها ، كما يتفرع الغصن من أصول الشجر بحيث يتضح للناشئين من أي قبيلة انحدروا ومن الذي ينتمي إليهم وإلحاق كل فرع لأصله المنتسب إليه .
هذا وإن حفظ الأنساب يفيدك بمهمات لا غنى عنها فمنها ما أسلفناه ومنها أنه علم شريف ورد فيه أحاديث وكان العرب يتفاخرون في علمها ويرون شرفهم بشرفها وسموهم بسموها .
وكانوا لا يقصرون ذلك بالبشر فحسب وإنما ينفقون أيضاً من الخيل والإبل الأصائل أي من كانت من الصافنات الجياد ومن غيرها أصيلة وما كان من عمق أي منبت أصيل أي من كانت أمهاتهن من أصل معروف بالطيب في طبعها
وسيرها وإنتاجها وقوتها ويسمونهن العتايق .
وقد اشتهر أناس من العرب بالكرم والجود والشهامة والنبل والشجاعة والإقدام في صفوف العدو وبالرأي الثاقب والفصاحة فصاروا بذلك مضرباً للأمثال في تلك المواقف فلا ينكرها إلا مكابر
فهم يصلون الرحم ويحفظون للجار حقه ويحمون الذمار ويأبون العار ويؤثرون على النفس وفيهم النخوة والتكاتف فيما بينهم يحبون لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم لهذا تجد وصفهم ما ذكره الله عز وجل عن الأنصار الذين جمعوا كل الأوصاف الحميدة والمآثر الحسنة فلقد سارت بذكرهم مآثر الركبان
ولقد صنف الأديب المؤرخ الشهير " فهد المبارك " كتاباً له قيمه سماه " من شيم العرب " تتبع مؤلفه رحمه الله مآثر سلفنا الماضين ممن يشار إليهم بالأنامل بالصدق والوفاء والمروءة والأمانة .
بارقة أمل @bark_aml
عضوة فعالة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
سلمت يداك.. ويعطيك ألف عافية على هالدرس المفيد..............:)
وكم هي صفات رائعة وجميلة التي ذكرتيها.....
لك كل الشكر