عـقـــاب جميــــــــــل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أورد صاحب زاد المتقين في صفحة 165 قصة جميلة عن أحد المعلمين ،حيث
يقول :
كان معلماً مقصراً في حياته الزوجية ،يسهر كثيراً،ولا يعود من سهراته إلا متأخراً.

ضاقت زوجته ذرعاً من تصرفاته ،وتوعدته بأنه لو تأخر بعد اليوم فلن تفتح له باب البيت ،وصممت بأن تنفذ تهديدها ووعيدها .
وذات ليلة عاد من سهرته متأخراً،وطرق الباب ،فرفضت الزوجة أن تفتح له .. وعدها بأنها المرة الأخيرة دون جدوى ..
رجاها ..
توسل إليها ..
دون فائدة !!
لم يجد الرجل بداً من الذهاب إلى المدرسة والنوم فيها،فهو أحد معلميها ،وبالفعل فتح له حارس المدرسة الباب،فدخل ،وحاول النوم .. فلم يستطيع .
التفت إلى طاولته،فوجد عليها كماً كبيراً من الكراسات بحاجة إلى تصحيح،فوجدها فرصة يقطع بها ساعات الليل .
أنهى تصحيح جميع الدفاتر ،كما فتح كراس التحضير وأكمل ما فيه من نواقص ،ولم ينس كراس الدرجات ،حتى أصبح عمله كاملاً ،وهو الذي كان يلقى العتاب واللوم من مديره كل يوم لتهاونه وتقصيره في أداء عمله .
وبعد أن صلى الفجر،استسلم لإغفائه بسيطة ليوقظه حارس المدرسة ويخبره بأن في المدرسة ضيف .
استقبل معلمنا الضيف خير استقبال ،وأدخله غرفة الإدارة وصنع له كوباً من الشاهي ،وتجاذب معه أطراف الحديث .
وبعد وقتٍ حضر الطلاب والمعلمون ،وتأخر وصول مدير المدرسة ،فغضب الضيف أشد الغضب،فقد كان الضيف مفتشاًمرسلاًمن قبل الوزارة بسبب كثرة شكوى مدير المدرسة من إهمال معلم لديه الذي هو صاحبنا .
فجاء تقرير المفتش ثناءً على المعلم الذي وجده أول الواصلين إلى المدرسة ووجد أعماله كاملةً،وانتقد التقرير مدير المدرسة الذي وصل إلى عمله متأخراً ،مما يدل على إهماله وكسله ..
وحقاً ..ياله من عقاب جميل ..

منقول من كتاب قصص وطرائف مدرسية الجزء الأول تأليف عبدالله ناصر سعد الداوود


التعليق : سبحان الله زعل الزوجه كان سبب في منع مصيبة كبيرة وهي قد تصل الى طرد المعلم
صورة الى كل زوج مهمل في حق زوجته ونسى أن الزوجه فيها بركه وخير كثيراً فقط تحتج من زوجه أن يشعرها بالحنان والحب وارشادها لكل عمل خير بتعلم وليس بالعقاب والزعل من الزوج