تذكر محمد حديث والدته حين قالت له :
لقد أذّن والدك في أذنك عندما أتيت إلى هذه الدنيا ...
أراد أن يقول شيئاً لكن لسانه ثقيل جداً , حاااول حتى نجح بتوفيق من الله ,
حينها أشرأب عنقه , و شخص بصره ...
ثم ما لبثت حتى حلقت !!!

.,"*",..,"*",..,"*",..,"*",.
مرّت ساعة و اثنتان , 3 , 4 , 5 ...
أذّن الــفــجــر ,
أتت أخته لكي توقضه لصلاة الفجر ...
مــحــمــد ...
مــحـــمــد ...
مــحــمــد !!!
مــــحــــمــــد !!!
هـــــــــيــــــــــا قم للصلااااااااااااااة !!!
لم تفلح محاولاتها في ايقاضه , عندها استعانت بالوالده ...
.,"*",..,"*",..,"*",.
نسي أن يغلق ازارير ثوبه , واضعاً شماغه على كتفه ...
أبو محمد يلتقط انفاسه مسرعا ً نحو أقرب مستشفى ليأتي بالــ ...

كأني أرى أني بين الأهل منطرحا
على الفراش و ايديهم تقلبني
و قد أتو بطبيب كي يعالجني
و لم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
.,"*",.
محمد ... مات ...
و أٌغلق كتاب عمره ...

.,"*",.
حٌررت شهادة الوفاة كالتالي :
الأسم : محمد حسين الناصر .
العمر : 25 سنة .
سبب الوفاة : طبيعية .
.,*,.
في البيت الأم تنوووح و تصرخ ,
لا مستحيل , توووه صغير !!!
تلطم , و تصرخ ...
دخلت الأم في الــزنـــزانـــــــــــة ...
و هي لا تدري !!!

و تاااهت في زنزانة ( الــحــرمــان )
فقدها لولدهــــــــا
و
فقدها للثـــــــــواب
إذن قد حُـرمت ...
.,"*",.
كأني بـ محمد يريد أن يقول :
كنوزي, وأهلي, ثمّ داري , لــــمن تكنْ؟
أليس نواياكي تؤدي إلى المـــــــــــكـْر ِ؟
عطاؤك سُحْتٌ والمودة طـَــــــــــــــــعـْنة ٌ
وغدرُك آت ٍ نحو مثواي في القــــــــــبر ِ
وأقسمُ يا دنيا بأنك جيــــــــــــــــــــــــــفةٌ ٌ
يدوسُ عليكِ الناسُ بالليل والفــــــــــجر ِ
وإن الذي يشتاقُ وصلـَك خاسِـــــــــــــرٌ
ويربحُ من ينـْساك ِ في الشّفعِ ِ والــوتر ِ
.,.,.,.,.,.,.,.,.
و هناك في المقبرة أُودع ...
ليس الغريب غريب الشام واليمن
إن الغريب غريب اللحد و الكفن

وحيداً ... ليس معه أحد ... سوى أعماله ...
صلوا علي صلاة لا ركوع لها * ولا سجود لعل الله يرحمنى
وانزلونى الى قبرى على مهل * وقدموا واحدا منهم يلحدنى
وكشف الثوب عن وجهى لينظرنى * واسبل الدمع من عينيه اغرقنى
فقام محترما بالعزم مشتملا * وصفف اللبن من فوقى وفارقنى
وقال هلوا عليه الترب واغتنموا * حسن الثواب من الرحمن ذو المننى
فى ظلمة القبر لا ام هناك * ولا اب عطوف ولا أخ يؤنسنى
وهال فى عينى صورة اذ نظرت * من هول مطلع ما قد ادهشنى
من منكر ونكير ماذا اقول لهم * قد هالنى امرهم جدا فافزعنى
واقعدونى وجدوا فى سؤالهم * ما لى سواك اللهى من يخلصنى
فأمنن عليا بعفوا منك يا املى * فاننى موثق بالذنب مرتهني
.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.
يااااااااااه بالأمس القريب أذّن والده في أذنه عندما أتى الى هذه الحياة واليوم يُصلى عليه بلا أذان و لا إقامة ...
وي كأن حياتنا لحظات قصيرة كالذي بين الاذان والاقامة للصلاة ...
.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.
يقول علي بن أبي طالب ( واصفاً الدنيا )
: دُنيا دنية !!! غُرّي غيري , طلقتك ثلاثاً ...
أي دنيا حقيرة صغيرة لاتساوي شيئاً , لن تضحكي علي و لن تخدعيني , بل اخدعي غيري , فأنا قد طلقتك طلاق بااائن لارجعة فيه .
و كان لـ إبراهيم بن الادهم حفرة في بيته يقول وكنت ادخل فيها و اطلب من اهلي ان يغلقوا علي باب الحفرة حتى اذا استوحشت و خفت وتذكرت القبر ناااديت (رب ارجعون) , فيسمعونني اهلي ثم يفتحون لي ...
يقول و دخلت مرة في الحفرة وبعد فترة بعد أن استوحشت , نااديت ( رب ارجعون )
فلم يسمعني أحد ...
و بعد فترة سمعني أهلي ثم فتحوا لي وكنت ابكي و اقول اغفرلي يارب قبل ان اقول رب ارجعون فلا يسمعني أحد ...
هؤلاء اللذين عرفوها و ثمنوها , و نحن نتشبث بها !!!
.,.,.,,.,.,.,.,.,.,
أتى ملك الموت الى احد الانبياء يريد أن يقبض روحه بأمر من الله ,
وعندما رأى النبي ملك الموت قال له : لماذا لم تخبرني من قبل ان موعدي قد قرب ,
فقال الملك : يانبي الله اما رأيت فلانا و فلان , قد ماتوا , قال : بلى ,
قال : هذه رسالتي وتذكيري للناس اقبض ارواح من حولكم لكي تتذكروني ...
كم من عزيز كان بيننا ...
ثم فقدناه ...
اما نخاف من تلك اللحظة , والأرواح حولنا تتطاير و تحلق لكن لانراها !!!

قصص و عبر :
سمعت عن تاجر كبير أفنى وقته في جمع المال , ثم أراد أن يبني له و لأهله قصراً ( بيت العمر) و بينما هو في سطح المبنى يطمئن على سير العمل والبناء , زلت قدمه , و سقط , ومات ...
هل ياترى لو كان يعلم أن وفاته ستكون بعد اراده الله في هذا القصر , هل فكر حينها بمجرد وضع طوبة فيه ؟
أم أنها الحياة الدنيا غرور و لهو ...
هو باب كلنا واردوه ...

لكن الفرق بيننا في الوقت ...
أما رددنا كثيراً ! ( أنتم السابقون ونحن اللاحقون ) ...
آآآآآآآآآآه آآآه من وحشة المكان ...
و قلة الزاد ...
كنت في احد المرات ألقي محاظرة عن التوبة ... و فجأة قالت لي احداهن ,
والله يا امل اني احس اني ذنب يمشي على الارض من كثر ذنوبي !!!
و انا حينها تفاجأت بكلامها لأن الشيطان قد اقنعها انه لا توبة لها .
كيف ذلك والله تعالى يقول في الحديث القدسي : ( يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا على ان لاتشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك و لا ابالي ) ,
هذه الدنيا مثلها كمثل :
مسافر استظل تحت ضل شجرة ثم هو تاركها و ماض عنها ...
و لطالما ذكرت هذا التشبيه :
تخيلي لو أنك في ساحة جرداء لايوجد فيها غير شجرة واحدة خظراء يانعة جميلة نظرة مثمرة تحتها نهر جميل و الناس يأتون اليها فمنهم من يجمع بالثمار الطيبة و منهم من افنى وقته باللعب فيها و حولها , و يأتي آت كل حين ينادي على مجموعة منهم ياخذهم بلا اذن منهم ...
مثله مثل الحياة الدنيا , اجمع من الحسنات فإنك في سباق لاتعلم متى تصل الى خط النهاية , و لاتدري اجمعت مايكفي من الحسنات ام لا ...
آآآه آه من قلة الزاد , وطول السفر .
":":":":":":":":":":":":":":":":":":":":
الفائدة من الموضوع :
حاولت قدر استطاعتي الاختصار الشديد ... وعدم الاسهاب ...
فذلك ابلغ في ايصال المعلومة لذوي الالباب ,
مثال على ذلك :
سورة يوسف قامت باختصار رائع حين ذكرت تطوع سقَّا الملك بالذهاب إلى يوسف في سجنه لتأويل حلم الملك.. { أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} فيقول الله تعالى في القرآن بعدها مباشرة: { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ..} فلا ذكر لاستئذانه من الملك وركوبه دابته وطرقه باب السجن ثم دخوله على يوسف،
اذ ان ذلك من الاسهاب و الذي قد يمل منه المستمع او القاريء .
ايضاً نبهت الى نقطة مهمة الا و هي :
ان من فقد عزيز على قلبه فليحذر من فقد الثواب ايضاً ,,, فلا حرمنا الله و اياكم من فقد الاحباب و فقد الثواب ؟
ذكرت القليل من القصص للتذكير .
ادرجت الصور معها لكي يتخيل القاريء معي تلك اللحظات , ليشرك العقل بالصورة و يبدأ العقل بالتخيل والتعمق اكثر و اكثر ...
اسأل الله العلي القدير ان يكون خالصا لوجهه الكريم و ان ينفع به ... امل