بسم الله الرحمن الرحيم
تتساءل بعض الأخوات : عندي أحد أولادي ( 10سنوات ) عنيداً جداً ، ولا يتقبل كلامي ، وقليل الاستجاية لأوامري وتوجيهاتي له ، على الرغم من تدليلي له ، وقربي منه . ماذا أفعل ؟ آمل توجيهي .
الجـــــواب:
هناك العديد من الأسر تعاني من عصيان أطفالها لأوامرها .. ولما كانت الأم هي الأضعف جانباً فإن عصيانها عادة أكثر من الأب .. ولذلك كثيراً ما أسمع من بعض الأمهات وهن يعرضن علي بعض مشكلات أطفالهن .. ما يطيعوني " .
سلبيات الأوامر: بمعنى أن الأوامر التي تصدر من الوالدين في بعض الأحيان تحمل في طياتها عوامل عصيانها. . فتكون الأوامر غير سليمة تدعو الطفل لعصيانها.. فهي إما أن تكون فوق طاقاتهم.. وقد قيل: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع. فالأم التي تأمر ابنها بالمذاكرة وهو في المرحلة الابتدائية دون أن تكلف نفسها مساعدته في الشرح بالإضافة إلى وجود وسائل الترفيه في البيت فإن أمرها له بالمذاكرة فوق طاقته في مثل هذه السن.. ولذلك فالعصيان في هذه الحالة أمر وارد .
من أسباب العصيان: تجريد ا لأوامر والنواهي من عبارات التشجيع.. الطفل يميل كثيراً إلى لغة المدح والتشجيع ويستجيب للأوامر التي تحمل معها عبارات المدح والثناء أكثر من استجابتة للأوامر المجردة.
خذ مثالاً: لي ثلاث بنات.. أتيت من العمل وقلت لواحدة آتيني بكأس ماء فقالت بتثاقل : لماذا أنا وليست مريم.. هذا عصيان على طريقة تساؤل غير مباشر.. فقلت :من الحلوة.. الجميلة.. المحبوبة .. التي تجيب لي كاس ماء.. . ماذا كانت النتيجة .. النتيجة أنني لم أتم كلامي حتى قفزت الثلاث كل واحدة تحاول أن تسبق الاخرى لتأتي بكاس الماء…
· التدليل المفرط: الذي يفسد الشخصية، ويغرس في النفس الأنانية وحب الذات
من أسباب العصيان أيضاً.. تفكك الأسرة وعدم التفاهم والانسجام بين الزوجين ، ومعصية كل واحد منها للآخر أمام أبنائه.. فينشأ الأبناء على ذلك.
سوء الخلق.. إن الطفل عند ما يرى أبويه يتكلمان بعبارات نابية.. و الفاظ خادشة للحياء لا يتأدبان مع بعضهما البعض ولا مع الآخرين... يضاف إلى ذلك المجتمع الذي يعيش فيه و يتعامل معه.. حصيلة هذا كله العصيان .. والأخلاق السيئة ينشئ بعضها البعض.
غياب الأب، وانشغاله عن أبنائه. فإن وجود الأب في البيت له أثره الكبير في الانضباط وغرس الطاعة وسرعة الاستجابة عند الأبناء.
أيضاً من سلبية الأوامر: عدم ثباتها.. تناقضها مع عدم وجود مسوغ لهذا التناقض مثال: أب ينهي عن الذهاب إلى بيت الجيران أو مع بعض أصدقائه ثم في اليوم الآخر يمل الأب من وجود ابنه في البيت فيأمره أو يسمح له بالذهاب إليهم. . أو حتى لا يصل الأمر إلى ذلك و إنما يراه مع بعض زملائه فلا يحاسبه على ذلك وهذا يعنى أن الطفل سيفهم أن نهيه له بالأمس ما كان جازماً و لذلك يمكن أن يخالف في المستقبل.
أيضاً من سلبية الأوامر. مثاليتها.. أو قل مخالفتها لطبيعة الطفل.. خذ على سبيل المثال:
ما أريد أسمع كلمة.
ما أريد حركة.. لا تتحرك أبداً أبداً.
هذه الأوامر و أمثالها كثيرة عند بعض الأباء والأمهات ومصيرها العصيان.. لأن الله ما خلق طفلاً سليماً و أودعه فسلكه الكلام والحركة.. ثم يستطيع أن يضبط نفسه فلا يتكلم كلمة ولا يتحرك حركة.
أسأل الله أن يصلح لنا ذريتنا والله أعلم. انتهى
مستشارك للسعادة الأسرية
khl @khl
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
رائعععععععععععععععع .. امور بسيطة .. لكن تحتاج من يتعامل معها بصبر واناءة ... جزاك الله خير ...
الصفحة الأخيرة
ممكن تضعين لنا رابط الموضوع لأنه مهم جدا .