**Blue Rose**
**Blue Rose**
more more :
متابعة اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يتم شفاءك شفاءا لا يغادر سقما
متابعة اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يتم شفاءك شفاءا لا يغادر سقما
بعد عدة أيام عدت إلى مركز الأورام
بعد أخذ عينة من الجزء المستأصل و تحليله
قرر الأطباء أنني سأكمل 6 جرعات كيماوية اخرى
و ذلك للوقاية و حتى لا يعود المرض مرة أخرى
أول هذه الجرعات ستستمر خمسة أيام
التالية ثلاثة و التي تليها خمسة ثم ثلاثة
و الأخيرتان كل منهما خمسة أيام

كدت أفقد عقلي من الصدمة
6 جرعات ؟؟؟
أربع منها تستمر خمسة أيام ؟؟؟
إنا لله و إنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها

قبل كل جرعة لا بد من إجراء تحاليل و فحوصات و رسم قلب
للتأكد من أني سأتحمل الكيماوي
التحاليل هذه المرة كلها سيئة
لقد أثرت الجراحة كثيرا
لابد من أن ينقلوا لي دم مع أنه قد نقل لي الكثير أثناء الجراحة
بعد نقل الدم أعادوني للمنزل فلن أصمد أمام الكيماوي في هذه الحال الضعيفة

بعد يومين عدت مرة أخرى و كانت التحاليل أفضل قليلا
و بدات الجرعة
كانت أوردتي ضعيفة و قد أثر الكيماوي فيها كثيرا
فالوريد الذي يمر فيه الكيماوي لا يستفاد منه مرة أخرى
كانه يحترق و يجف
و لا يشفى بسرعة بل يحتاج للكثير من الوقت خاصة الضعاف أمثالي
فأصبح تركيب الكانيولا و إيجاد الوريد المناسب عذاب و هم جديد
ولكنني كنت أحاول دائما تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها )
رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لمسلم :
لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها
إلا نقص الله بها من خطيئته
وفي أخرى إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة

أمضيت خمسة أيام مرت علي شهوووور و دهور
القيء و الغثيان و الضعف الشديد
أصبحت أكره المركز بشدة و لا أطيق حتى رائحته
انهيت الجرعة و عدت إلى المنزل
حذرنا الأطباء من ارتفاع درجة الحرارة
فإن ارتفعت لابد من العودة بسرعة إلى المركز
لأن ذلك يعني النقص الشديد في كريات الدم البيضاء

بعد يومين أو أقل ارتفعت درجة حرارتي
و أسرع بي أهلي إلى المركز
و كانت نتيجة التحاليل سيئة للغاية
لابد من قضاء خمسة أيام أخرى
بكيت و صرخت
أعطوني أي شيء لكن في المنزل
لا أطيق هذا المكان
و لكن الأطباء منعوا عودتي تماما و لم يأبهوا لبكائي و توسلاتي
فجهازي المناعي ضعيف و لابد من عناية فائقة

كان العلاج عبارة عن أربعة أنواع من المضاد حيوي لمدة خمسة أيام
إبرة تحت الجلد مرة واحدة يوميا
و محلولين كل منهما مرتين يوميا
و إبرة مدمرة مرتين يوميا
هذه الأخيرة كانت تحطمني تماما
خاصة عند أول مرة
تؤخذ في الوريد فأشعر بفوران في دماغي و رأسي
و أشعر بتنميل فظيع
و أشعر برائحة المادة المقرفة في فمي
و تغلق عيناي في الحال و تتورم
و يتورم فمي و سائر وجهي
و أعجز عن التنفس من أنفي و يسد تماما
مضت خمسة أيام كنت فيها حزينة كئيبة و قد بدأت نفسيتي تتدهور كثيرا

أخييييييرا عدت للمنزل
و كالعادة أنستني فرحة أخوتي و أهلي بعودتي آلامي
**Blue Rose**
**Blue Rose**
بعد عدة أيام عدت إلى مركز الأورام بعد أخذ عينة من الجزء المستأصل و تحليله قرر الأطباء أنني سأكمل 6 جرعات كيماوية اخرى و ذلك للوقاية و حتى لا يعود المرض مرة أخرى أول هذه الجرعات ستستمر خمسة أيام التالية ثلاثة و التي تليها خمسة ثم ثلاثة و الأخيرتان كل منهما خمسة أيام كدت أفقد عقلي من الصدمة 6 جرعات ؟؟؟ أربع منها تستمر خمسة أيام ؟؟؟ إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها قبل كل جرعة لا بد من إجراء تحاليل و فحوصات و رسم قلب للتأكد من أني سأتحمل الكيماوي التحاليل هذه المرة كلها سيئة لقد أثرت الجراحة كثيرا لابد من أن ينقلوا لي دم مع أنه قد نقل لي الكثير أثناء الجراحة بعد نقل الدم أعادوني للمنزل فلن أصمد أمام الكيماوي في هذه الحال الضعيفة بعد يومين عدت مرة أخرى و كانت التحاليل أفضل قليلا و بدات الجرعة كانت أوردتي ضعيفة و قد أثر الكيماوي فيها كثيرا فالوريد الذي يمر فيه الكيماوي لا يستفاد منه مرة أخرى كانه يحترق و يجف و لا يشفى بسرعة بل يحتاج للكثير من الوقت خاصة الضعاف أمثالي فأصبح تركيب الكانيولا و إيجاد الوريد المناسب عذاب و هم جديد ولكنني كنت أحاول دائما تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها ) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم : لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته وفي أخرى إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة أمضيت خمسة أيام مرت علي شهوووور و دهور القيء و الغثيان و الضعف الشديد أصبحت أكره المركز بشدة و لا أطيق حتى رائحته انهيت الجرعة و عدت إلى المنزل حذرنا الأطباء من ارتفاع درجة الحرارة فإن ارتفعت لابد من العودة بسرعة إلى المركز لأن ذلك يعني النقص الشديد في كريات الدم البيضاء بعد يومين أو أقل ارتفعت درجة حرارتي و أسرع بي أهلي إلى المركز و كانت نتيجة التحاليل سيئة للغاية لابد من قضاء خمسة أيام أخرى بكيت و صرخت أعطوني أي شيء لكن في المنزل لا أطيق هذا المكان و لكن الأطباء منعوا عودتي تماما و لم يأبهوا لبكائي و توسلاتي فجهازي المناعي ضعيف و لابد من عناية فائقة كان العلاج عبارة عن أربعة أنواع من المضاد حيوي لمدة خمسة أيام إبرة تحت الجلد مرة واحدة يوميا و محلولين كل منهما مرتين يوميا و إبرة مدمرة مرتين يوميا هذه الأخيرة كانت تحطمني تماما خاصة عند أول مرة تؤخذ في الوريد فأشعر بفوران في دماغي و رأسي و أشعر بتنميل فظيع و أشعر برائحة المادة المقرفة في فمي و تغلق عيناي في الحال و تتورم و يتورم فمي و سائر وجهي و أعجز عن التنفس من أنفي و يسد تماما مضت خمسة أيام كنت فيها حزينة كئيبة و قد بدأت نفسيتي تتدهور كثيرا أخييييييرا عدت للمنزل و كالعادة أنستني فرحة أخوتي و أهلي بعودتي آلامي
بعد عدة أيام عدت إلى مركز الأورام بعد أخذ عينة من الجزء المستأصل و تحليله قرر الأطباء أنني سأكمل...
ثم حان موعد الجرعة التالية
و كالعادة نفسيتي المحطمة قبيل الذهاب للمركز
و التحاليل السيئة و عودتي كل مرة دون أخذ الجرعة التي أصبحت عادة

استمرت الجرعة ثلاثة أيام فقط و عدت للمنزل
و بعد يومين فقط عادت الحرارة و عدنا للمركز
أصابتني هيستريا و بكاء هيستيري و صراخ حين قررت الطبيبة ضرورة حجزي
فتحاليلي سيئة للغاية و لابد من نقل دم و مضادات حيوية مكثفة
و كل ما مر بي في المرة السابقة عشته مرة أخرى
في اليوم الثالث أجروا لي فحوصات على أمل العودة مبكرا للمنزل
فرحت كثيرا و تأهبت للعودة
لكن الطبيب قرر إكمال الخمسة أيام و منعني من العودة
بكيت كثيرا ثم نمت

تحاول أمي الحبيبة إيقاظي فلا أستيقظ
ترفعني فأسقط
أسمعها و لكن لا أستطيع أن أفتح عيناي
و لا أستطيع حتى التنفس
أحاول النهوض معها و هي ترفعني فلا أستطيع
فقط أريد أن أتحدث إلى أمي لأطمئنها
تصرخ و تستدعي التمريض
لا ضغط .. نبض ضعيف
يهرولون بي إلى العناية الفائقة
ضغط الدم 37
و النبض ضعيف و في تناقص
أوصلوني بالعديد و الكثير من الأجهزة
و أجهزة التنفس الاصطناعي

بعد فترة
بدأت ألتقط أنفاسي و استطعت فتح عيناي
أنظر إلى الحبيبة فهي كل مايشغلني
رأيت عيناها حمراوتان محدقتان إلى الشاشة لاتحرك عينيها عنها
بضعف شديد أناديها : ماما ... أنا بخير
بسيطة يا ماما الحمدلله
تنهمر دموعها فأبكي لحالها
يا رب اشفني لأسعدها و أساعدها
يا رب يا رب
أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
أمضيت يومين في العناية ثم عدت للمنزل

سأسافر إلى الطبيب (و) لفك الجبيرة و الاطمئنان على المفصل الجديد
قاموا بشق الجبيرة لعمل الأشعات اللازمة
أجريت الأشعات المطلوبة و منها الأشعة المقطعية بالصبغة

كانت مادة الصبغة متعبة و مؤلمة جدا و لا تحتمل
أدخل إلى الجهاز لإجراء الأشعة و في منتصف الوقت
يخرجونني و لكن لابد ألا أتحرك
فيحقنونني بالمادة المصبغة
أشعر بها فورا في الوريد تكاد تمزقه
ثم يضيق صدري و أشعر بالإختناق و الغثيان

بعد الفحوصات اللازمة سافرت و والدي و عمي
قرر الطبيب بعد الفحص ضرورة استمراري في الجبيرة لأسبوعين إضافيين
كنت متحمسة لإزالة الجبيرة و السير أخيرا
لكن قدر الله و ما شاء فعل

بدأت الدراسة للعام الدراسي الجديد
نجحت بفضل الله تعالى و أصبحت في السنة النهائية
كانت أختي معتادة أن أشتري معاها ثياب المدرسة
و كان أخوتي معتادون على أن أجهز معهم أدوات الدراسة
كنت حزينة لعدم استطاعتي أن أشاركهم أيا من ذلك

إحدى قريباتي وكانت مقربة جدا إلي
فهي بمثابة أختي الكبيرة
أجلت زفافها حتى أتمكن من حضوره
لكنني ألححت عليها ألا تنتظرني فأنا لا أعلم متى أنتهي من العلاج
و تزوجت و كان يوما حزينا
فوجئت بها تحضر إلي يوم الزفاف صباحا لتريني فستانها حتى لا تفوفتني رؤيتها
و أكون أول من رآها كما أحببت دوماً
**Blue Rose**
**Blue Rose**
ثم حان موعد الجرعة التالية و كالعادة نفسيتي المحطمة قبيل الذهاب للمركز و التحاليل السيئة و عودتي كل مرة دون أخذ الجرعة التي أصبحت عادة استمرت الجرعة ثلاثة أيام فقط و عدت للمنزل و بعد يومين فقط عادت الحرارة و عدنا للمركز أصابتني هيستريا و بكاء هيستيري و صراخ حين قررت الطبيبة ضرورة حجزي فتحاليلي سيئة للغاية و لابد من نقل دم و مضادات حيوية مكثفة و كل ما مر بي في المرة السابقة عشته مرة أخرى في اليوم الثالث أجروا لي فحوصات على أمل العودة مبكرا للمنزل فرحت كثيرا و تأهبت للعودة لكن الطبيب قرر إكمال الخمسة أيام و منعني من العودة بكيت كثيرا ثم نمت تحاول أمي الحبيبة إيقاظي فلا أستيقظ ترفعني فأسقط أسمعها و لكن لا أستطيع أن أفتح عيناي و لا أستطيع حتى التنفس أحاول النهوض معها و هي ترفعني فلا أستطيع فقط أريد أن أتحدث إلى أمي لأطمئنها تصرخ و تستدعي التمريض لا ضغط .. نبض ضعيف يهرولون بي إلى العناية الفائقة ضغط الدم 37 و النبض ضعيف و في تناقص أوصلوني بالعديد و الكثير من الأجهزة و أجهزة التنفس الاصطناعي بعد فترة بدأت ألتقط أنفاسي و استطعت فتح عيناي أنظر إلى الحبيبة فهي كل مايشغلني رأيت عيناها حمراوتان محدقتان إلى الشاشة لاتحرك عينيها عنها بضعف شديد أناديها : ماما ... أنا بخير بسيطة يا ماما الحمدلله تنهمر دموعها فأبكي لحالها يا رب اشفني لأسعدها و أساعدها يا رب يا رب أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين أمضيت يومين في العناية ثم عدت للمنزل سأسافر إلى الطبيب (و) لفك الجبيرة و الاطمئنان على المفصل الجديد قاموا بشق الجبيرة لعمل الأشعات اللازمة أجريت الأشعات المطلوبة و منها الأشعة المقطعية بالصبغة كانت مادة الصبغة متعبة و مؤلمة جدا و لا تحتمل أدخل إلى الجهاز لإجراء الأشعة و في منتصف الوقت يخرجونني و لكن لابد ألا أتحرك فيحقنونني بالمادة المصبغة أشعر بها فورا في الوريد تكاد تمزقه ثم يضيق صدري و أشعر بالإختناق و الغثيان بعد الفحوصات اللازمة سافرت و والدي و عمي قرر الطبيب بعد الفحص ضرورة استمراري في الجبيرة لأسبوعين إضافيين كنت متحمسة لإزالة الجبيرة و السير أخيرا لكن قدر الله و ما شاء فعل بدأت الدراسة للعام الدراسي الجديد نجحت بفضل الله تعالى و أصبحت في السنة النهائية كانت أختي معتادة أن أشتري معاها ثياب المدرسة و كان أخوتي معتادون على أن أجهز معهم أدوات الدراسة كنت حزينة لعدم استطاعتي أن أشاركهم أيا من ذلك إحدى قريباتي وكانت مقربة جدا إلي فهي بمثابة أختي الكبيرة أجلت زفافها حتى أتمكن من حضوره لكنني ألححت عليها ألا تنتظرني فأنا لا أعلم متى أنتهي من العلاج و تزوجت و كان يوما حزينا فوجئت بها تحضر إلي يوم الزفاف صباحا لتريني فستانها حتى لا تفوفتني رؤيتها و أكون أول من رآها كما أحببت دوماً
ثم حان موعد الجرعة التالية و كالعادة نفسيتي المحطمة قبيل الذهاب للمركز و التحاليل السيئة و عودتي...
وحان موعد الجرعة
و مررت بكل ما أمر به كل جرعة
و عدت للمنزل ثم لم ألبث أن عدت للمركز
هذه المرة احتجت أيضا لنقل صفائح دموية
و مكثت خمسة أيام أخرى

و جاء رمضان
و لم أتمكن من الصيام
و أخذت الجرعة الرابعة
و عدت للمركز كالعادة

تغير شكلي تماما
سقط شعر حاجباي و رموشي و شحب لوني تماما
أصبحت كالأشباح
تبقت لي جرعتان

أزال الطبيب الجبيرة و أمر بالبدء بالعلاج الطبيعي
و بدأت مأساة أخرى
أثناء جلسات العلاج كان صراخي يملأ أنحاء المستشفى
الضعف الشديد و الآلام المبرحة حالا دون استفادتي الجيدة من العلاج الطبيعي
كنت أسمي العلاج الطبيعي بالعذاب الفظيعي

بدأت أستغني عن أحد العكازين
و كنت سعيدة بذلك
لكني ذات يوم سقطت و انثنت ركبتي لأكثر من 90°
و كدت أجن من الألم هرع بي أهلي إلى أقرب مركز لعمل أشعات
لنطمئن على المفصل
بفضل الله لم تحدث أضرار
لكن الألم كان رهيبا و أثر ذلك على العلاج الطبيعي
و عدت لاستخدام كلا العكازين مرة أخرى
فقد كانت ركبتي مثنية بشدة و لا أستطيع فردها قليلا

اقتربت امتحانات نصف العالم الدراسي
ستكون بعد الجرعة ما قبل الأخيرة بأربعة أيام فقط
لكن ذاكرتي و تركيزي في أسوأ حالاتهما
بالإضافة إلى ألم عيناي و الدموع التي تنهمر إذا حاولت أن أقرأ شيئا
استعنت بالله و توكلت عليه و وكلت أمري إليه

في الجرعة ما قبل الأخيرة
حدثت لي تشنجات و اخبرونا أنها بفعل نقص الكالسيوم الشديد
مع أن كل المحاليل بها كالسيوم و مغنسيوم و بوتاسيوم و أشياء كثيرة
لكن الكيماوي كان شديد القوة و جسمي في أشد الضعف

و بدأت الامتحانات
و كنت أبكي كثيرا لعدم مقدرتي على الرؤية بوضوح
و عدم قدرتي على التركيز
شعرت بالضغط الشديد
طلبت من والداي أن أؤجل و لو مادتين
لكنهما شجعاني و ذكرانني بأنني من كنت مصرة على الإكمال و عدم التأجيل أبدا
دعوت الله و فوضت أمري إليه
و انتهت الامتحانات بصعوبة فائقة و جهد كبير

تأجلت الجرعة الأخيرة لعدة أسابيع لسوء التحاليل
حتى اقترب عيد الأضحى و اخيراً
و بعد العديد من المضادات الحيوية و نقل الدم
تحسنت التحاليل قليلا

و بدأت الجرعة الأخيرة
و أصبت برعب هيستيري و صراخ و بكاء من الألم و العذاب
بعد محاولات كثيرة فاشلة لتركيب الكانيولا
لم تعد أوردتي صالحة و كلها ضعيفة
أرادوا أن يحاولوا مع أوردة الساق لكني رفضت رفضا قاطعا
و دعوت الله و أنا أبكي و توسلت إليه أن يرحم ضعفي و يجيرني
تركوني لأرتاح قليلا ثم أعادوا المحاولات و نجحت هذه المرة بفضل الله و لله الحمد
لكن الوريد لم يتحمل بعد ساعات قليلة و اضطروا لتغييره
و عشت نفس اللحظات الأليمة مرة أخرى
و تكرر الحال طوال الخمسة أيام عدة مرات في اليوم

أنهيت الجرعة بفضل الله بعد عناء و عذاب
عدت للمنزل قبل العيد

يوم العيد كنت أشعر بإعياء شديد
و شعرت بارتفاع درجة حرارتي و لم أخبر أحدا
فاليوم عيد و قد انتهت الجرعات
سأتحمل قليلا و سأصبح بخير
هكذا حدثت نفسي و أقنعتها بضرورة كتمان الأمر
اجتمعت العائلة و كانوا سعداء لانتهاء العلاج
و كرهت افساد فرحتهم
و لكني الآن لا أستطيع أن أتكلم من الألم و الإعياء
شعرت بأن كل خلية في جسمي تؤلمني
عيناي .. حلقي .. لثتي .. فمي ..
رأسي .. مفاصل جسمي كلها ...
و الحرارة في ارتفاع كبير
كانت اللثة ملتهبة بشدة
و امتلأ فمي بقرحات شديدة
و حلقي أيضا

أخيرا أخبرت أمي الحبيبة
و كالعادة هرعنا إلى المركز مساء يوم العيد

كانت التحاليل كلها كارثة
لا كريات دم بيضاء تقريبا

أخبرت الطبيبة والداي بأنني قد أفارق الحياة في أي لحظة
لكنهما لم يخبراني بذلك
فكنت كلما أغمضت عيناي أيقظتني أمي الحبيبة بفزع
و كلما استيقظت سألتني بارتباك عن أي شيء
بردانة ؟؟ تريدين ماءاً ؟؟ أحضر لك أي شيء ؟؟ مرتاحة ؟؟ أي سؤال
فقط لتطمئن أني على لازلت على قيد الحياة

حبيبتي الغالية كم عانت و كم تألمت
أسأل الله العظيم أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة
و أن يجمعني بها في الفردوس الأعلى
**Blue Rose**
**Blue Rose**
وحان موعد الجرعة و مررت بكل ما أمر به كل جرعة و عدت للمنزل ثم لم ألبث أن عدت للمركز هذه المرة احتجت أيضا لنقل صفائح دموية و مكثت خمسة أيام أخرى و جاء رمضان و لم أتمكن من الصيام و أخذت الجرعة الرابعة و عدت للمركز كالعادة تغير شكلي تماما سقط شعر حاجباي و رموشي و شحب لوني تماما أصبحت كالأشباح تبقت لي جرعتان أزال الطبيب الجبيرة و أمر بالبدء بالعلاج الطبيعي و بدأت مأساة أخرى أثناء جلسات العلاج كان صراخي يملأ أنحاء المستشفى الضعف الشديد و الآلام المبرحة حالا دون استفادتي الجيدة من العلاج الطبيعي كنت أسمي العلاج الطبيعي بالعذاب الفظيعي بدأت أستغني عن أحد العكازين و كنت سعيدة بذلك لكني ذات يوم سقطت و انثنت ركبتي لأكثر من 90° و كدت أجن من الألم هرع بي أهلي إلى أقرب مركز لعمل أشعات لنطمئن على المفصل بفضل الله لم تحدث أضرار لكن الألم كان رهيبا و أثر ذلك على العلاج الطبيعي و عدت لاستخدام كلا العكازين مرة أخرى فقد كانت ركبتي مثنية بشدة و لا أستطيع فردها قليلا اقتربت امتحانات نصف العالم الدراسي ستكون بعد الجرعة ما قبل الأخيرة بأربعة أيام فقط لكن ذاكرتي و تركيزي في أسوأ حالاتهما بالإضافة إلى ألم عيناي و الدموع التي تنهمر إذا حاولت أن أقرأ شيئا استعنت بالله و توكلت عليه و وكلت أمري إليه في الجرعة ما قبل الأخيرة حدثت لي تشنجات و اخبرونا أنها بفعل نقص الكالسيوم الشديد مع أن كل المحاليل بها كالسيوم و مغنسيوم و بوتاسيوم و أشياء كثيرة لكن الكيماوي كان شديد القوة و جسمي في أشد الضعف و بدأت الامتحانات و كنت أبكي كثيرا لعدم مقدرتي على الرؤية بوضوح و عدم قدرتي على التركيز شعرت بالضغط الشديد طلبت من والداي أن أؤجل و لو مادتين لكنهما شجعاني و ذكرانني بأنني من كنت مصرة على الإكمال و عدم التأجيل أبدا دعوت الله و فوضت أمري إليه و انتهت الامتحانات بصعوبة فائقة و جهد كبير تأجلت الجرعة الأخيرة لعدة أسابيع لسوء التحاليل حتى اقترب عيد الأضحى و اخيراً و بعد العديد من المضادات الحيوية و نقل الدم تحسنت التحاليل قليلا و بدأت الجرعة الأخيرة و أصبت برعب هيستيري و صراخ و بكاء من الألم و العذاب بعد محاولات كثيرة فاشلة لتركيب الكانيولا لم تعد أوردتي صالحة و كلها ضعيفة أرادوا أن يحاولوا مع أوردة الساق لكني رفضت رفضا قاطعا و دعوت الله و أنا أبكي و توسلت إليه أن يرحم ضعفي و يجيرني تركوني لأرتاح قليلا ثم أعادوا المحاولات و نجحت هذه المرة بفضل الله و لله الحمد لكن الوريد لم يتحمل بعد ساعات قليلة و اضطروا لتغييره و عشت نفس اللحظات الأليمة مرة أخرى و تكرر الحال طوال الخمسة أيام عدة مرات في اليوم أنهيت الجرعة بفضل الله بعد عناء و عذاب عدت للمنزل قبل العيد يوم العيد كنت أشعر بإعياء شديد و شعرت بارتفاع درجة حرارتي و لم أخبر أحدا فاليوم عيد و قد انتهت الجرعات سأتحمل قليلا و سأصبح بخير هكذا حدثت نفسي و أقنعتها بضرورة كتمان الأمر اجتمعت العائلة و كانوا سعداء لانتهاء العلاج و كرهت افساد فرحتهم و لكني الآن لا أستطيع أن أتكلم من الألم و الإعياء شعرت بأن كل خلية في جسمي تؤلمني عيناي .. حلقي .. لثتي .. فمي .. رأسي .. مفاصل جسمي كلها ... و الحرارة في ارتفاع كبير كانت اللثة ملتهبة بشدة و امتلأ فمي بقرحات شديدة و حلقي أيضا أخيرا أخبرت أمي الحبيبة و كالعادة هرعنا إلى المركز مساء يوم العيد كانت التحاليل كلها كارثة لا كريات دم بيضاء تقريبا أخبرت الطبيبة والداي بأنني قد أفارق الحياة في أي لحظة لكنهما لم يخبراني بذلك فكنت كلما أغمضت عيناي أيقظتني أمي الحبيبة بفزع و كلما استيقظت سألتني بارتباك عن أي شيء بردانة ؟؟ تريدين ماءاً ؟؟ أحضر لك أي شيء ؟؟ مرتاحة ؟؟ أي سؤال فقط لتطمئن أني على لازلت على قيد الحياة حبيبتي الغالية كم عانت و كم تألمت أسأل الله العظيم أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة و أن يجمعني بها في الفردوس الأعلى
وحان موعد الجرعة و مررت بكل ما أمر به كل جرعة و عدت للمنزل ثم لم ألبث أن عدت للمركز هذه المرة...
و عدت بفضل الله إلى المنزل
و كانت سعادة كبيرة و لله الحمد

استمررت في العلاج الطبيعي
و أنهيت دراستي و نجحت بفضل الله و لله الحمد

سقطت عدة مرات بعد ذلك و ثنيت ركبتي كل مرة لأكثر من 90°
لكن بفضل الله لم تحدث مضاعفات

و استمررت في المتابعة و بفضل الله
و الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
دائما النتائج الطيبة

تحسنت حال ساقي كثيرا بفضل الله
و تحسنت صحتي و زاد وزني و نما شعري
صحيح أن ركبتي لا تثنى أكثر من 90°
فلا أستطيع السجود و لا نزول السلم متتاليا و لا أستطيع فعل العديد من الأشياء
إلا أنني أحمد الله كثيرا
فلازلت أحتفظ بساقي و قد شفاني الله و عافاني و عوضني بالكثير
فقد تزوجت و عوضني الله بزوجي الحبيب
ثم أنجبت ابني الغالي سليما معافى و لله الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
و أعدت السعادة لوالدي و والدتي و أخوتي و أهلي و أصدقائي
و كان يوم عرسي و يوم ولادتي يومي سعادة كبيرة للجميع

بعد أن شفاني الله من المرض و بعدة مرور عدة سنوات
تذكرت ذات يوم فجأة أنني لم يخطر ببالي أبدا أنني قد أموت من المرض
كان يقيني بالله كبيرا بفضل الله و نعمة منه
ألهمني الله اليقين و حسن الظن
مما قوى لدي العزيمة و الإرادة

كذلك علمت مؤخرا بأن كثيرا من الأطباء كانوا يعتبرون حالتي متأخرة
و أنني لن أصمد امام المرض و لا الكيماوي

و نسوا قوله تعالى :
(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )

و قوله تعالى :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

و قوله تعالى :
( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )


ما أجمل تلك اللحظات التي يفر فيها العبد إلى ربه
ويعلم أنه وحده هو مفرج الكرب
وما أعظم الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة ،

قال الله تعالى : ( وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) .

فثواب الصبر والتسليم هو الصلاة والرحمة والهداية من الله تعالى
فأي نعمة و أي فضل أعظم من ذلك .

تلك كانت تجربتي
سردتها بكل مافيها من آلام

حتي تعلم الأخت المصابه أن هناك من أصيب مثلها بل و أكثر منها و شفاها الله

فكلما رأيت أو سمعت عن أخت مرضت بهذا المرض

ينتفض قلبي و يؤلمني و تدمع عيناي

و أشعر برغبة قوية في أن احتضنها و أتحدث إليها
و أخبرها بأن حالات قال عنها الأطباء ( hopeless case) ميئوس منها
كحالتي و الكثيرات شفيت و تزوجت و أنجبت و لله الحمد و المنة
أريد أن أخبر أخواتي بذلك و كل من لها قريب أو قريبة أصيبوا به

ملحوظة مهمة :
مر على قصتي هذه سبع سنوات تطور فيها العلاج كثيرا
و خفت أعراضه جدا جدا
و لله الحمد و الفضل و المنة




سامحوني لإزعاجكن و ماقصدت إلا النفع لعل قصتي تكون دافعا و أملا

أسأل الله لي و لكنّ العفو و العافية و المعافاة الدائمة
في الدين و الدنيا و الآخرة
دلع‘‘
دلع‘‘
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

الله يثبتك ويشفي كل مريض
ويرحم والدي ووالديك والمسلمين اجمعين