عفوا الحق أحق أن يتبع...

ملتقى الإيمان

ليعذرني الجميع على طرحي لهذا الموضوع هنا ولكن منتدى الامة الاسلامية مغلق ولا عجب من ذلك كيف لا وانا ارى ردودا كالصاعق في ظاهرها ولكنها والله أشبه ببيت العنكبوت وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت هذه الردود انما لت على حماس واندفاع الكثيرات لنصر الدين فجزاهن الله خيرا على حماسهن ولكن الحماس ان لم ييقيد بالضوابط الشريعة اصبحت اندفاعا عاطفية متخبط لايسمن ولايغني من الجوع لذا اضع بين ايديكن هذه الرسائل القصيرة نقلتها لكن من علماؤنا الربانيين الذين والله ماوفيناهم حقهم بل منا من تهجم عليهم وقذف عليهم قذائف الافتراء والكذب فحسبهم انهم اضاعوا حسناتهم وازدادوا سيئات فوق سيئاتهم بل والله انهم لمساؤلون عما اجرموا في حق هؤلاء الربانيين الذين شهد الله تعالى انهم أخشى العباد لله واتقى قال تعالى:"إنما يخشى الله من عباده العلماء".
هذه النقول لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فاقرؤها بقلب منصف طالب للحق لا متتبع للزلات والاخطاء والله اسال ان يهدينا الى سواء السبيل..

**من هم الخوارج المارقون؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: فإنَّ من الفتن العظيمة التي أصابت كثيراً من المسلمين في دينهم وعقولهم وأثرت في حياتهم وحياة المسلمين عموماً ، الركون إلى أهل الضلال والبدع والجهل بأصول الإسلام ثم الانحراف عنها واتباع المتشابهات من النصوص الشرعية والإعراض عن المحكمات المسلمة لدى أئمة العلم والسنة والهدى من الخلفاء الراشدين فمن بعدهم من الأئمة المهديين . والفتن كثيرة وقد يجتمع كثير منها في شخص أو جماعة ومن أشد هذه الفتن فتنة خوارج ومرجئة العصر حقاً، فلهذه الفتنة بشقيها المتناقضين انتشار واسع ولهما ضجيج إعلامي مزلزل ومرعب يعرض بكل قوة في شتى الوسائل ، كالكتب والرسائل وفي سائر وسائل الإعلام والتوجيه فعم شره وطم. وإغراء مادي قد يفوق النوع الأول يغري أخساء النفوس الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويشترون الحياة الدنيا بالآخرة فزاد البلاء وعم. وفي هذه المناقشة سنواجه هاتين الفتنتين وما رافقهما من إفك وظلم للحق وأهله. أما فتنة الخوارج حقاً فهي فتنة الخوارج القديمة التي تطاول مؤسسها الأول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعن في عدالته، وواجه الخارجون من ضئضئه صحابة رسول الله صلى لله عليه وسلم ورضي الله عنهم وعلى رأسهم على بن أبي طالب الخليفة الراشد فاستأصل شأفتهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وحض على قتلهم ورغب فيه. وجاء الخوارج الجدد فطوروا هذه الفتنة وزخرفوها بشعارات ودعايات إسلامية مبطنة بأكاذيب وأباطيل وتلبيسات وقلب للحقائق يتنـزه عنها أسلافهم الغلاة، وتبلغ فتنتهم أوجها حين يتظاهرون بمحاربة فكر الخوارج والإرجاء وتزداد خطورتها وخطورتهم حين يقذفون بها بهتاً أهل الحق الأبرياء الذابين عن دين الله الحق، والمحاربين للبدع صغيرها وكبيرها فكر الخوارج وعقيدة الإرجاء هذه الفئة قد أرهقت الأمة بمشاكلها ولا تعالج مشاكلها العقدية ولا المنهجية ولا السياسية بل أهملت الأولين بل حاربت من يقوم بهما وهما الأساس الذي لا بديل له في الدنيا والآخرة ولا يسبقهما سابق. وأغرقتهم في السياسة الباطلة بما فيها من أوهام وأحلام وتكهنات باسم فقه الواقع فأساءوا أيما إساءة إلى الإسلام والمسلمين فأفسدوا خلاصة شباب الأمة وأذكياءها، فربوهم على بغض أهل السنة وتشويههم وتشويه منهج الله الحق الذي يدعوا إليه أهل السنة والتوحيد، ويربون عليه من استطاعوا تربيته من أبناء المسلمين. تعلق هؤلاء القوم السياسيون بجانب من الإسلام، هو ما سموه بالحاكمية تعلقاً سياسياً فحرفوا من أجل ذلك أصل الإسلام كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وفسروها بمعنى لا يعرفه الأنبياء ولا العلماء من الصحابة فمن بعدهم فقالوا: إن معنى لا إله الا الله : لا حاكم إلا الله، والحاكمية أخص خصائص الألوهية، وشهد كبراؤهم أن الذي فسر لا إله إلا الله قد بين معنى لا إله إلا الله بياناً لا نظير له في هذا العصر، وصدقوا فلم يسبق الرجل إلى هذا المعنى أحد، لا الأنبياء ولا المصلحون ، ذلك المعنى الذي ضيع المعنى الحقيقي للا إله إلا الله وجاء فريق منهم لما لم يسلم العلماء حقاً بـهذا التفسير فقالوا: إن التوحيد أربعة أقسام، رابعها توحيد الحاكمية، وهي لعبة سياسية من جملة ألاعيبهم وحيلهم على الأمة يريدون تخدير من استطاعوا من الشباب السلفي حتى إذا سلموا بهذا التقسيم واطمأنوا إليه جعلوا الحاكمية هي المعنى الأول والأخير للا إله إلا الله. والأدلة على هذا كثيرة من واقعهم: 1- فهم لا يوالون ولا يعادون من بدء أمرهم إلى الآن إلا على هذا المعنى ( الحاكمية ). 2- وينشرون الكتب التي عنيت به نشراً عجيباً. 3- ويقدسون من اخترع لهم هذا المعنى على ما فيه من ضلالات. 4- ويحاربون من وضع هذا المعنى في موضعه بل يكفرونهم ويعتبرونهم عملاء وجواسيس إلى آخر الاتهامات . وليتهم إذ تبنوا هذا المعنى ( الحاكمية ) التزموه بصدق وطبقوه على أنفسهم وعلى شيوخهم وعلى خصومهم، بل تجدهم من أشد الناس مخالفة لحاكمية الله وأشد الناس ظلماً في أبواب حاكمية الله والأمثلة لا تحصى من أقوالهم وأفعالهم وموافقتهم. ويكفي من يعرف دين الله الحق أن يطلع على ما تزخر به مواقعهم في الانترنت من الظلم للأبرياء والبهت الشديد الذي تفننوا فيه وبرعوا في شتى ميادينه الأمر الذي تجازوا فيه طغيان الطغاة وظلم أشد الناس تجبراً وتكبراً، وسأعرض قليلاً من كثير من موقع واحد ألا وهو ما سموه إفكاً بموقع الخوارج يريدون به السلفيين كل السلفيين في المشارق والمغارب، بل سأعرض لك بعضاً من هذا البعض من كتاب سمى صاحبه نفسه "الموحد"؛ أي العدو الألد للموحدين وسمى كتابه "تنقيح المناهج من بدع الخوارج" وما هو إلا تقذير المناهج الصافية بما هو شر من بدع الخوارج. وسأعرض بعضاً مما حواه الكتاب المذكور، وهو المتعلق فقط بمن سماهم ب"الجامية" و"المدخلية"، وسأدع الباقي لمن يرغب في الذب عن دين الله الحق، وأهله. فمن ذلك البلاء و الظلم وقلب الحقائق ما يأتي: 1- تشبيه من يحث على إقامة شرع الله ويمدح على إقامة الحدود الشرعية، ويحث على حماية الناس من كتب الضلال ب "المحكمة" من الخوارج، فالمنكر عنده معروف والمعروف عنده منكر. 2- تشبيه السلفيين ب "الشعبية" و"العجاردة" في التولي والتبري، وهذا طعن حتى في منهج الأنبياء والصحابة والسلف في باب الولاء والبراء. 3- اعتماده على المدعو "بأبي قتادة" الذي هو شر من الخوارج، ويعيش في ظلال الانجليز وحمايتهم ورعايتهم، فيقوم هو بالمقابل بتكفير المسلمين وإفتاء الخوارج بسفك دماء المسلمين والمذابح الجماعية للرجال العزل والنساء والأطفال. 4- قام بعض الناس بتحذير وزير الداخلية من نشاط الأحزاب السرية التخريبية للعقائد والمناهج والتربية بل وللعقول ولعل هذا الرجل من رجال الأمن السعودي، فرأى هذا الكاتب الخارجي أن هذا التحذير منكر وجريمة مخابراتية وعبودية منهم لآل سعود، ثم الصقها بالسلفيين، وجعل عمل هذا الرجل عبودية من السلفيين لآل سعود فالنصيحة والتحذير من الفساد والخيانة والدمار، أصبحت من أشد المنكرات وأصبحت في منهج القوم عبودية للبشر. 5- أصبحت الكتب والأشرطة الداعية إلى الكتاب والسنة وإلى منهج السلف الصالح والذابة عن ذلك والداحضة للبدع والضلال والتضليل، أصبحت عمالة وأصحابـها عملاء وجواسيس للأئمة الكفرة المرتدين. يقول هذا من يدعي إفكاً محاربة الخوارج وتنقيح المناهج من مذهب الخوارج، وهو في الحقيقة ينشر مذهب الخوارج ويدافع عن رؤوسهم في هذا العصر. 6- من إفك هذا الخارجي وشيخه أبي قتادة قوله: « لقد استطاعت الحكومة السعودية أن تجند الكثير من المشايخ السلفيين في العالم عملاء لها، يكتبون التقارير الأمنية عن نشاط الحركات الإسلامية، وهذه كذلك نتيجة سننية، فإن السلفي الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمد صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي كائناً من كان، هذا السلفي ومن أي بلد كان فإنه سيعتقد في النهاية بإمامة آل سعود؛ لأن مشايخه يدينون بالولاء والطاعة لأل سعود … ومن ثم لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر وسوريا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود، عملاً بالقاعدة المتقدمة ». ألا يرى العاقل أن أبا قتادة والكاتب ومن سار على نهجهما أعداء ألداء للمنهج السلفي وعلمائه وطلابه، انظر كيف يضع القواعد الخبيثة ثم يبني عليها أحكاماً أشد خبثاً منها. ألا ترى أن هذا الأسلوب الخطير من أكبر أنواع الصد عن الإسلام، ومن أكبر أنواع التشويه للإسلام وحملته، كيف استطاع أبو قتادة أن يكتشف هذه الأسرار في كل أنحاء العالم، هل هو وإخوانه الخوارج يتعانون مع أجهزة المخابرات الانجليزية واليهودية والأوربية والأمريكية والهندية والإيرانية، فبجهود هذه الأجهزة مجتمعةاكتشفت هذه الامور والأسرار الخفية. 7- ولما عجز هذا الصنف من البشر عن مقارعة الحجة بالحجة وانهزموا (ص:60) في الميدان العقدي والمنهجي لجأ الكاتب وشيخه أبو قتادة إلى أساليب الشيوعيين والبعثيين في محاربة الإسلام وأهله، بالاتهامات الإجرامية بالعمالة والجاسوسية والارتزاق، فتبين ضياع القوم وأخلاقهم فلجأوا إلى استخدام هذا السلاح وهو سلاح كل عاجز فاجر. ويمكننا أن نقول: أنتم قد جعلتم السياسة وما يتصل بـها مما تسمونه بفقه الواقع واكتشاف خطط الخصوم وأسرارهم، فهل تعرفون هذه الأمور عن طريق الوحي أو عن طريق شبكات تجسسية تستخدم كل الأساليب الدنيئة للحصول على هذه الأسرار. 8- اعترف الكاتب الخارجي بأن لهم تنظيمات وأعمال سرية فقال: « إنما نقول حقيقة وواقع، فإن الكثير من الأعمال والحركات قد تم كشف أمرها وفضح سريتها عن طريق هؤلاء العملاء السلفيين ». وهذا اعتراف بالأعمال الإجرامية السرية ما علم منها ومالم يعلم، وأشار إلى تقريرين نص على اسم واحد منهما بعينه وعجز عن ذكر أسماء الباقين المنتشرين في العالم، مع أن التقريرين لا يخرجان عن النصيحة الشرعية، المطلوبة شرعاً من المسلمين. 9- جعل تجويز الاستعانة بالمشركين التي أجازها الإسلام وعليها جمهور علماء الأمة، جعلها كفراً، وجعل قول العلماء والمؤرخين ضد قريش، وحلفائها وبمقتضى هذا الحلفبأن قبيلة خزاعة عقدت حلفاً مع رسول الله قريشاً؛ لأنها غدرت بخزاعة حلفائه، جعل هذا القول اتهاماً لرسولقاتل رسول الله ، وكفر من يقول به، وما وصلت الخوارج الأقدمون إلى هذه الأحكام. 10- يرى نقدالله الشيخ محمد أمان لسفر تفسيق وتبديع وشن للحرب، ويرى أن السلفيين عموماً خوارج ويدافعون بـهذا النقد عن المشركين والصليبيين ويشنون غاراتهم على الموحدين، بل قد فاقوا الخوارج في ضلالهم وغيهم، وهكذا يكون العلم والحكم بالعدل في منهج القطبيين، ومن حكمهم بالإسلام وعد لهم حرب من يذب عن قائد الإسلام وعن الأنبياء والصحابة الكرام، وبأنهم عملاء وجواسيس و إلى آخر قواميس أحكامهم، ومن يرتكب هذه الضلالات الكبرى ومن بينها وحدة الأديان والحلول عندهم أئمة هدى ومجددون. 11- يدعي ظلماً أن السلفيين عطلوا الحاكمية؛ لأنهم أخرجوا الحاكمية من التوحيد وجعلوها غير متعلقة بأصل الدين، فهم جهمية مرجئة مع الحكام المرتدين وخوارج مارقة مع علماء المسلمين والموحدين، وشبههم أيضاً بفرق الخوارج "البيهسية" و"الشيبانية". والذين تكلموا في أقسام التوحيد هم الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الفوزان، واعتقد أن من يسميهم ظلماً ب "الجاميين" و"المدخليين"، لم يردوا على القطبيين في هذا التقسيم، فهذه الأحكام المقصود بـها ابن باز ومن ذكر معه من العلماء، علماً بأن العلماء ما أخرجوا الحاكمية عن أنواع التوحيد، بل أدخلوها في توحيد الربوبية، وبعضهم في توحيد الألوهية. أما سيد قطب ومحمد قطب وأمثالهما فهم أهل التوحيد، وهكذا أيضاً تكون الحاكمية وتطبيقها العملي. 12- قال الكاتب الخارجي: ومن بدعهم -أيضاً- موافقة المحكمة (ص:62) في بدعة (حاشيةمعلوم أن السلفيين هم أشد الناس إيماناً والتزاماً بنصوص الكتاب والسنة، ومنها نصوص الخلافة في قريش، ولم يدّع آل سعود ولا السلفيون أنهم خلفاء.)الإمامة في غير قريش، كفر الملك عبد العزيز وأبناءه وكفرهم وكفر أهل الكويت بأمور تقتضي تكفير الأمة بأسرها. ومع ذلك يرى نفسه وأشياعه هم أهل التوحيد، وافترى افتراءات عديدة في أبيات ساقها للمقدسي. 13- ومما نقله عن أبي بصير الأعمى من الطعن في علماء السنة (ص:63): « رهبان سوء كغربان تمر بمن …. يمشي مكباً علـى رجس أوثان قد أفسدوا الدين ضلوا في فتاويهم … وضللوا النـاس عن آيات قرآن وسلموا الأمر وانقادوا لبيعة مـن … لا شرط عقل ولا أركان إيمان وشوهوا كذباً في كل داعيـة … يدعـو لحق وتوحيـد وإيمـان قالوا خوراج هم، مع أنهم خرجوا … لما رأوا حكمهم كفراً ببرهـان كفـراً بواحـاً صراحاً لا خفـاء ... به لكنه سفهـاً يحلـو لعميـان يرونـه شططاً إيمـان مرجئة … وينعتونـه كفراً دون كفران » ثم علق على قوله "لا شرط عقل وأركان إيمان" بقوله: « معلوم أن أول وأهم شروط الإمام القوام الذي يبايع له بالإمرة على المسلمين أن يكون مسلماً منها: العقل والقرشية، ونحوها مما هو معلوم في مواضعه بأدلته الشرعية، وهؤلاء الحكام الكفرة الذين بايعهم هؤلاء الرهبان وأعطوهم صفقة أيديهم، وثمرة أفئدتهم يفتقرون لأدنى هذه الشروط كالعقل، إذ من يفعل أفاعيلهم من تضييع البلاد والعباد، وجعل خيراتها نهباً لأعدائها، ناهيك عن استبدالهم زبالات شرائع البشر بأحكام الله المطهرة ، من يفعل ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفهذلك دون شك هو من أسفه السفهاء قال تعالى: ، ناهيك عن فقدانهم لأهم من ذلكألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون، وقال: نفسه وهو شرط الإسلام والإيمان » (ص:63). التعليق: ا- لقد أبرز هذا الكاتب حقيقة مذهب القطبية من تكفيره للأمة وعلى رأسهم سادة العلماء ابن باز وإخوانه. وكشف حقيقة ما يخفيه كل قطبي ماكر من تكفير الأمة والعلماء، ثم يسترون ذلك بتقيتهم المشابهة للتقية الباطنية، فيظهرون للناس أنهم لا يكفرون وأنهم يحاربون التكفير ومذهب الخوارج وأنهم هم أهل السنة والجماعة، فلو كانوا في حقيقتهم كما يظهرون لما تباكى عليهم هذا الخارجي التكفيري المحترق، ولقد شهد عليهم بالخروج وبرر خروجهم بأنه رأوا الكفر البواح الصراح، وأنهم دعاة حق وتوحيد وإيمان. وشهد زوراً على العلماء بأنهم سفهاء قد رغبوا عن ملة إبراهيم، وأنهم فقدوا شرط الإسلام والإيمان والعقل. إن مذهب سيد قطب واضح وضوح الشمس في تكفير المجتمعات الإسلامية منذ قرونها الأولى،وأنه يكفر بالجزئية وبالمعاصي وبالعادة والتقاليد، والقوم يقدسونه ويقدسون كتبه ومنهجه وينشرونه بكل حماس ونشاط، ويربون عليه أتباعهم، وعليه يوالون وعليه يعادون، ومع ذلك كله يتظاهرون بعدم التكفير. وهم يركضون بمنهج سيد قطب الغالي في التكفير في مشارق الأرض ومغاربـها، وما هذا الرجل التكفيري الصريح وأمثاله إلا ثمرة من ثمرات جهودهم القوية المتوصلة على وجه البسيطة، كفى الله شرهم وفتنتهم. ب- إن موقف هؤلاء الحقيقي من العلماء ملموس لمس اليد، ويراه البصر والبصيرة النافذة، رغم محاولتهم ستر هذه الحقيقة بتقيتهم وتلبيساتهم الماكرة، ولكن كما قال الله فيمن يستر حقيقة أمره ويظهر أم حسب الذين في قلوبـهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم :: ولو نشاءخلافها: . فلهملأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم نصيب من صفات هؤلاء المرضى وأضغانهم وأحوالهم التي تعرف من لحن أقوالهم ومن مواقفهم وأعمالهم. قال ابن كثير –رحمه الله-: « أي: أيعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين، بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذووا البصائر. وقال: أي: فيما يبدوا من كلامهم الدال على مقاصدهم يفهمولتعرفنّهم في لحن القول المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه، وهو المراد من لحن القول، كما قال : "ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفات وجهه وفلتاتأمير المؤمنين عثمان لسانه" (1) نحن لا نكفر القوم، ولكن نعتقد أن في القوم من صفات المنافقين، من الكذب والتقية والتلبيس والحقد على أهل السنة والجماعة الشيء المهلك. وهو أمر قد جلاه الله وكشفه وفضحهم به، ومهما بالغوا في دس رؤوسهم في الرمال فإن عوراتهم مكشوفة للعيان. ومهما تكن عند امرء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم. وفي المثل: " تعرف أحوال كبار القوم من صغارهم". ومع وضوح أمرهم لدى أولي الألباب، فإن تصريحات هذا الصغير بالحقيقة قد زادت أمرهم وضوحاً، ولا سيما نظرتهم إلى العلماء. 14- ساق أبياتاً للمقدسي مليئة بالبهت والظلم للعلماء، من ضمنها الأبيات الآتية: وقايسوا سفهـا حكـام ردتهم … على حكومـات إسلام وإيمان لا عجب قد خنعوا فالجبن صيرهم … حرباً على الدين أجناد لقرصـان هذي طريقة أهل الغي ديدنهم … مع أهل توحيدنـا في كل أزمـان وعلق على البيت الأول منها بقوله: « إشارة إلى بعض شبهات وتلبيسات علماء الضلالة من أهل التجهم والإرجاء، الذين يقايسون حكومات الردة في هذا الزمان على حكومات الخلافة، وينـزلون أقاويل السلف في الحكام المسلمين الظلمة الذين كان كفرهم دون كفر على أئمة الكفر المشرعين المرتدين المتولين للكفار المحاربين لدين الله في هذا الزمان ». فيتضح من حرب هذا الرجل وأمثاله على من يسمونهم بالجامية والمدخلية أنهم يقصدون السلفيين في كل أقطار الأرض وعلى رأسهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأس الجميع ابن باز والعثيمين والفوزان. مع مولاة إمامهم سيد قطب للروافض، بل والعلمانيين، ومولاة سيدهم عمر عبد الرحمن للروافض، ودعوته للشباب أن يتخذوا من الثورة الإيرانية أسوة. ومع عيش قادتهم الأبطال في ظلال وحماية ورعاية المشركين والصليبيين في أوربا وأمريكا، بل وأكثر تنظيماتهم وحركاتهم تحيا هذه الحياة، وهكذا يكون تطبيق حاكمية الله في نظرهم، وإنما هو تطبيق لحاكمية الشيطان في جل أو كل خصوماتهم لعلماء السنة وضد السلفية والسلفيين، بل لا ينصفون لا الصحابة ولا المؤمنين، فهم من أشد الناس مخالفة لحاكمية الله وتمرداً عليها ولا أعرف أحداً منهم يرجع إلى الحق خضوعاً لحاكمية الله بدءً بسيد قطب ومحمد قطب، ومروراً بقياداتهم، وانتهاءاً بحثالاتهم. ونحن ننتظر موقف هذا الذي سمى نفسه بالموحد بعد بيان ظلمه للعلماء والطلاب السلفيين الموحدين حقاً في كل أنحاء المعمورة: هل يرجع إلى الحق تنفيذاً وانقياداً لحاكمية الله، أو يصر على أحكامه الطاغوتية المضادة لحاكمية الله. وإلا فلينتظر جولات سلفية قادمة تكشف الألاعيب والتلاعب بعقول شباب الأمة وشيبها . والله ينصر دينه الحق ويكبت خصومه إنه سميع الدعاء. كتبه ربيع بن هادي عمير المدخلي . في 17رمضان 1422هـ

** كلام لشيخنا ابن باز في الولاء والسمع والطاعة والعنف والمنهج الصحيح للدعوة وغيرها
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم وبعد فهذه كلمات منتقيات من كلام شيخنا ابن باز لعل الله ان ينفع بها س2 : سماحة الوالد : نعلم إن هذا الكلام أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، ولكن هناك - للأسف - من أبناء أهل السنة والجماعة من يرى هذا فكرا انهزاميا ، وفيه شيء من التخاذل ، وقد قيل هذا الكلام؛ لذلك يدعون الشباب إلى تبني العنف في التغيير . ج2 : هذا غلط من قائله ، وقلة فهم؛ لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي ، وإنما تحملهم الحماسة والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة ، حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق ، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج ، أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة . فالخوارج كفروا بالمعاصي ، وخلدوا العصاة في النار ، والمعتزلة وافقوهم في العاقبة ، وأنهم في النار مخلدون فيها . ولكن قالوا : إنهم في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين ، وكله ضلال . والذي عليه أهل السنة - وهو الحق - أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها ، فإذا زنا لا يكفر ، وإذا سرق لا يكفر ، وإذا شرب الخمر لا يكفر ، ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا تقام عليه الحدود ، ولا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال : إنها حلال ، وما قاله الخوارج في هذا باطل ، وتكفيرهم للناس باطل؛ ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : إنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه ، يقاتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان . هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم ، فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة ، بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية ، فيقفوا مع النصوص كما جاءت ، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه ، بل عليهم المناصحة بالمكاتبة والمشافهة ، بالطرق الطيبة الحكيمة ، وبالجدال بالتي هي أحسن ، حتى ينجحوا ، وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير . هكذا جاءت النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل يقول : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا حدود الشرع ، وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور ، بالكلام الطيب ، والحكمة ، والأسلوب الحسن ، حتى يكثر الخير ويقل الشر ، وحتى يكثر الدعاة إلى الله ، وحتى ينشطوا في دعوتهم بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، ويناصحوا من ولاهم الله الأمر بشتى الطرق الطيبة السليمة ، مع الدعاء لهم بظهر الغيب : أن الله يهديهم ، ويوفقهم ، ويعينهم على الخير ، وأن الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق . هكذا يدعو المؤمن الله ويضرع إليه : أن يهدي الله ولاة الأمور ، وأن يعينهم على ترك الباطل ، وعلى إقامة الحق بالأسلوب الحسن وبالتي هي أحسن ، وهكذا مع إخوانه الغيورين ينصحهم ويعظهم ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، وبهذا يكثر الخير ، ويقل الشر ، ويهدي الله ولاة الأمور للخير والاستقامة عليه ، وتكون العاقبة حميدة للجميع . مجموع الفتاوىج8http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2101العنف يضر بالدعوة س7 : هل من واجب الدعاة إلى الله في مجتمع مسلم لا يطبق أحكام الشريعة الإسلامية الدعوة إلى تغيير أنظمة الحكم بالقوة ؟ ج7 : الواجب الدعوة إلى الله ، والنصيحة والتوجيه إلى الخير من دون تغيير بالقوة؛ لأن هذا يفتح باب شر على المسلمين ويضايق الدعوة ويخنقها ، وربما أفضى إلى حصار أهلها ، ولكن يدعو إلى الله بالحكمة ، وبالقول الحسن ، بالموعظة الحسنة ، وبالتي هي أحسن ، وينصح ولاة الأمور ، وينصح غيرهم من المسئولين ، وينصح العامة ويوجههم إلى الخير؛ عملا بقول الله سبحانه وتعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقوله سبحانه : وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وهم : اليهود والنصارى ، نهى الله عن جدالهم إلا بالتي هي أحسن ، إلا من ظلم فهذا له شأن آخر : يرفع بأمره إلى ولاة الأمور ، ويعمل ما يستطيع من جهد لرد ظلمه بالطرق الشرعية المعتبرة . http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2124س 7 : هناك من يرى- حفظك الله- أن له الحق في الخروج على الأنظمة العامة التي يضعها ولي الأمر كالمرور والجمارك والجوازات . . إلخ ، باعتبار أنها ليست على أساس شرعي ، فما قولكم- حفظكم الله- ؟ ج 7 : هذا باطل ومنكر ، وقد تقدم : أنه لا يجوز الخروج ولا التغيير باليد ، بل يجب السمع والطاعة في هذه الأمور التي ليس فيها منكر ، بل نظمها ولي الأمر لمصالح المسلمين ، فيجب الخضوع لذلك ، والسمع والطاعة في ذلك ؛ لأن هذا من المعروف الذي ينفع المسلمين ، وأما الشيء الذي هو منكر ، كالضريبة التي يرى ولي الأمر أنها جائزة فهذه يراجع فيها ولي الأمر؛ للنصيحة والدعوة إلى الله ، وبالتوجيه إلى الخير ، لا بيده يضرب هذا أو يسفك دم هذا أو يعاقب هذا بدون حجة ولا برهان ، بل لابد أن يكون عنده سلطان من ولي الأمر يتصرف به حسب الأوامر التي لديه وإلا فحسبه النصيحة والتوجيه، إلا فيمن يده من أولاد وزوجات ونحو ذلك ممن له السلطة عليهم. مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثامن http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2106بيان الأمر الذي يدعى إليه أما الشيء الذي يدعى إليه، ويجب على الدعاة أن يوضحوه للناس، كما أوضحه الرسل عليهم الصلاة والسلام فهو الدعوة إلى صراط الله المستقيم، وهو الإسلام وهو دين الله الحق، هذا هو محل الدعوة كما قال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ فسبيل الله جل وعلا: هو الإسلام، وهو الصراط المستقيم، وهو دين الله الذي بعث به نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام، هذا هو الذي تجب الدعوة إليه، لا إلى مذهب فلان ولا إلى رأي فلان، ولكن إلى دين الله، إلى صراط الله المستقيم، الذي بعث الله به نبيه وخليله محمدا عليه الصلاة والسلام، وهو ما دل عليه القرآن العظيم، والسنة المطهرة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى رأس ذلك الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، إلى الإخلاص لله وتوحيده بالعبادة، والإيمان به وبرسله، والإيمان باليوم الآخر، وبكل ما أخبر الله به ورسوله هذا هو أساس الصراط المستقيم، وهو الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ومعنى ذلك الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له، والإيمان به وبرسله عليهم الصلاة والسلام، ويدخل في ذلك الدعوة إلى الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسله، مما كان وما يكون من أمر الآخرة، وأمر آخر الزمان وغير ذلك، ويدخل في ذلك أيضا الدعوة إلى ما أوجب الله من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إلى غير ذلك، ويدخل أيضا في ذلك الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ بما شرع الله في الطهارة والصلاة والمعاملات، والنكاح والطلاق والجنايات، النفقات والحرب والسلم وفي كل شيء لأن دين الله عز وجل دين شامل، يشمل مصالح العباد في المعاش والمعاد، ويشمل كل ما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم، ويدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وينهى عن سفاسف الأخلاق وعن سيئ الأعمال، فهو عبادة وقيادة؛ يكون عابدا ويكون قائدا للجيش، عبادة وحكم؛ يكون عابدا مصليا صائما ويكون حاكما بشرع الله منفذا لأحكامه عز وجل، عبادة وجهاد، يدعو إلى الله ويجاهد في سبيل الله من خرج عن دين الله، مصحف وسيف؛ يتأمل القرآن ويتدبره وينفذ أحكامه بالقوة، ولو بالسيف إذا دعت الحاجة إليه، سياسة واجتماع. فهو يدعو إلى الأخلاق الفاضلة والأخوة الإيمانية، والجمع بين المسلمين والتأليف بينهم، كما قال جل وعلا: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا فدين الله يدعو إلى الاجتماع وإلى السياسة الصالحة الحكيمة، التي تجمع ولا تفرق، تؤلف ولا تباعد تدعو إلى صفاء القلوب، واحترام الأخوة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى والنصح لله ولعباده، وهو أيضا يدعو إلى أداء الأمانة والحكم بالشريعة، وترك الحكم. بغير ما أنزل الله عز وجل كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ وهو أيضا سياسة واقتصاد، كما أنه سياسة وعبادة وجهاد، فهو يدعو إلى الاقتصاد الشرعي المتوسط، ليس رأسماليا غاشما ظالما لا يبالي بالمحرمات، ويجمع المال بكل وسيلة وبكل طريق، وليس اقتصادا شيوعيا إلحاديا لا يحترم أموال الناس، ولا يبالي بالضغط عليهم وظلمهم والعدوان عليهم، فليس هذا ولا هذا، بل هو وسط بين الاقتصادين، ووسط بين الطريقين، وحق بين الباطلين، فالغرب عظموا المال وغلوا في حبه وفي جمعه، حتى جمعوه بكل وسيلة، وسلكوا فيه ما حرم الله عز وجل، والشرق من الملحدين من السوفييت ومن سلك سبيلهم، لم يحترموا أموال العباد بل أخذوها واستحلوها، ولم يبالوا بما فعلوا في ذلك، بل استعبدوا العباد، واضطهدوا الشعوب، وكفروا بالله وأنكروا الأديان، وقالوا: لا إله والحياة مادة، فلم يبالوا بهذا المال ولم يكترثوا بأخذه بغير حله، ولم يكترثوا بوسائل الإبادة والاستيلاء على الأموال، والحيلولة بين الناس وبين ما فطرهم الله عليه من الكسب والانتفاع، والاستفادة من قدراتهم ومن عقولهم، وما أعطاهم الله من الأدوات، فلا هذا ولا هذا، فالإسلام جاء بحفظ المال واكتسابه بالطرق الشرعية البعيدة عن الظلم والغش والربا وظلم الناس والتعدي عليهم، كما جاء باحترام الملك الفردي والجماعي، فهو وسط بين النظامين وبين الاقتصادين، وبين الطريقين الغاشمين، فأباح المال ودعا إليه، ودعا إلى اكتسابه بالطرق الحكيمة، من غير أن يشغل كاسبه عن طاعة الله ورسوله وعن أداء ما أوجب الله عليه، ولهذا قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وقال النبي علية الصلاة والسلام: " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " وقال: " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " وقال عليه الصلاة والسلام: " لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من سؤال الناس أعطوه أو منعوه " . وسئل صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب، فقال: "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" وقال عليه الصلاة والسلام: " ما أكل أحد طعاما أفضل من أن يأكل من عمل يده وكان نبي الله داود يأكل من عمل يده " فهذا يبين لنا أن نظام الإسلام في المال نظام متوسط، لا مع رأس المال الغاشم من الغرب وأتباعه، ولا مع الشيوعيين الملحدين الذين استباحوا الأموال وأهدروا أهلها، لم يبالوا بهم واستعبدوا الشعوب وقضوا عليها، واستحلوا ما حرم الله منها، فلك أن تكسب المال وتطلبه بالطرق الشرعية، وأنت أولى بمالك وبكسبك بالطريقة التي شرعها الله، وأباحها جل وعلا . والإسلام أيضا يدعو إلى الأخوة الإيمانية، وإلى النصح لله ولعباده، وإلى احترام المسلم لأخيه، لا غل ولا حسد ولا غش ولا خيانة، ولا غير ذلك من الأخلاق الذميمة كما قال جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وقال جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقال النبي عليه الصلاة والسلام: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله " الحديث، فالمسلم أخو المسلم يجب عليه احترامه وعدم احتقاره، ويجب عليه إنصافه وإعطاؤه حقه، من كل الوجوه التي شرعها الله عز وجل، وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة أخيه المؤمن" فأنت يا أخي مرأة أخيك، وأنت لبنة من البناء الذي قام عليه بنيان الأخوة الإيمانية، فاتق الله في حق أخيك، واعرف حقه وعامله بالحق والنصح والصدق، وعليك أن تأخذ الإسلام كله ولا تأخذ جانبا دون جانب، لا تأخذ العقيدة وتدع الأحكام والأعمال، ولا تأخذ الأعمال والأحكام وتدع العقيدة، بل خذ الإسلام كله، خذه عقيدة وعملا وعبادة، وجهادا واجتماعا وسياسة واقتصادا وغير ذلك، خذه من كل الوجوه كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ قال جماعة من السلف معنى ذلك: ادخلوا في السلم جميعه، يعني في الإسلام، يقال للإسلام سلم؛ لأنه طريق السلامة، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة، فهو سلم وإسلام، فالإسلام يدعو إلى السلم، يدعو إلى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص والجهاد الشرعي الصادق، فهو سلم وإسلام وأمن وإيمان، ولهذا قال جل وعلا: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً أي ادخلوا في جميع شعب الإيمان: لا تأخذوا بعضا وتدعوا بعضا، عليكم أن تأخذوا بالإسلام كله وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ يعني المعاصي التي حرمها الله عز وجل، فإن الشيطان يدعو إلى المعاصي وإلى ترك دين الله كله، فهو أعدا عدو، ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله، وأن يدين بالإسلام كله، وأن يعتصم بحبل الله عز وجل، وأن يحذر أسباب الفرقة والاختلاف في جميع الأحوال، فعليك أن تحكم شرع الله في العبادات وفي المعاملات، وفي النكاح والطلاق، وفي النفقات وفي الرضاع، وفي السلم والحرب، ومع العدو والصديق، وفي الجنايات وفي كل شيء، دين الله يجب أن يحكم في كل شيء، وإياك أن توالي أخاك لأنه وافقك في كذا، وتعادي الآخر لأنه خالفك في رأي أو في مسألة، فليس هذا من الإنصاف، فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم، والموالاة والمحبة رضي الله عنهم وأرضاهم، فالمؤمن يعمل بشرع الله، ويدين بالحق، ويقدمه على كل أحد بالدليل، ولكن لا يحمله ذلك على ظلم أخيه، وعدم إنصافه إذا خالفه في الرأي في مسائل الاجتهاد التي قد يخفى دليلها، وهكذا في المسائل التي قد يختلف في تأويل النص فيها، فإنه قد يعذر، فعليك أن تنصح له وأن تحب له الخير، ولا يحملك ذلك على العداء والانشقاق، وتمكين العدو منك ومن أخيك ولا حول ولا قوة إلا بالله. الإسلام دين العدالة ودين الحكم بالحق والإحسان، دين المساواة إلا فيما استثنى الله عز وجل، ففيه الدعوة إلى كل خير، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والإنصاف والعدالة والبعد عن كل خلق ذميم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=709
9
942

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

همسااااات صاااادقة
السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف
س2: يرى البعض أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معايبهم لينفروا عنه ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم؟


ج2: هذا مذهب لا تقره الشريعة لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن .
والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي ، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ولا إنكار باليد إلا لمن تخوِّله الدولة ذلك ؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة
وقوله صلى الله عليه وسلم: على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله وقد بايع الصحابة- رضي الله عنهم- النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة ، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والمشروع في مثل هذه الحال مناصحة ولاة الأمور ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق ، والإعانة على الخير حتى يقل الشر ويكثر الخير .
نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده إنه جواد كريم .
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4042
ماتوجبه الموالاة ؟
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الخامس
ومن جملة ما توجبه الموالاة في الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا يرضى من أخيه أن يعمل ما يغضب الله سبحانه عليه ويجره إلى دخوله النار بل يحب له كل خير ويكره له كل شر ويأمر بما يرضي الله ويقربه إليه وينهاه عما يغضب الله عليه ويجره إلى سوء المصير .
ومن صفات المؤمنين والمؤمنات العظيمة أنهم يقيمون الصلاة كما شرع الله يحافظون عليها ويدعون إليها ويؤدونها كما أمر الله عن صدق وإخلاص وعن طمأنينة وخشوع ومداومة عليها وأداء حقها ، ليسوا كالمنافقين لا يؤدونها إلا رياء أو لغرض دنيوي . أما المؤمنون والمؤمنات فهم يؤدونها لله يرجون ثوابه ويخشون عقابه ويقيمونها كما أمرهم سبحانه ، وهكذا أداؤهم للزكاة كما أمر الله ويعلمون أن ذلك حق عليهم وأن ذلك من نعم الله عليهم وقد أحسن إليهم ووسع عليهم وأعطاهم المال وأوجب عليهم الشيء اليسير شكرا له سبحانه ومواساة لإخوانهم ثم قال بعد ذلك وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وهذا تمام الإيمان وكمال الاتباع طاعة الله ورسوله في كل شيء فإن المعاصي تنقص الإيمان وتضعفه ،
فأهل الإيمان الكمل يطيعون الله ورسوله في كل شيء ويبتعدون عن معصية الله ورسوله في كل شيء ، وذلك من كمال إيمانهم وتقواهم لله سبحانه وتعالى ، ومتى زلت القدم وجاءت الغفلة وحصل ما حصل مما يحصل من الإنسان من بعض الزلات بادروا بالتوبة والإصلاح ، وكل فرد من المؤمنين والمؤمنات ليس معصوما ما عدا الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فمتى زلت قدم الإنسان فحصل منه هفوة وزلة من المعاصي بادر بالتوبة والإصلاح بادر بالإنابة إلى الله حتى تزول تلك الهفوة وحتى يزول ذلك الضعف وحتى يعود إلى كمال إيمانه وكمال تقواه لله سبحانه وتعالى ،
فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل يزيد وينقص ، يزيد بالطاعات وبذكر الله وينقص بالمعاصي والغفلة عن ذكر الله . ومن كمال أولياء الله المؤمنين ومقتضى إيمانهم الموالاة في الله والمعاداة في الله ، وهم يتحرزون غاية التحرز من الاختلاط بأعداء الله ويحذرون مغبة ذلك ، فإن الاختلاط بأعداء الله وهم الكفار من اليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين وسائر المعتقدات وغيرهم من سائر فرق الكفر خطير جدا وقد حصل بسبب ذلك بلاء عظيم وشر مستطير في العصور المتأخرة على المسلمين إلا من عصمهم الله ورحمهم فسلمهم سبحانه وتعالى من شرهم بسبب إيمانهم وتقواهم ، وحذرهم من موالاة أعداء الله والركون إليهم فالخلطة تجر شرا كثيرا وفسادا عظيما وخاصة عند قلة العلم وقلة الغيرة وضعف الإيمان وكثرة المغريات وقلة الناصحين والموجهين فإن المخالط في الغالب يجره عدو الله إلى ما يحصل به له سخط الله وبعده عن أسباب رحمته وإيقاعه له فيما يبعده من دينه؛ فتارة بتزيين الشرك له والكفر بالله حتى يسلخه من دينه وتارة بتزيين المعاصي والمخالفات حتى يقع فيما ينقص دينه ويضعف إيمانه ،
والمعاصي كما قال أهل العلم بريد الكفر ووسيلة لسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك فأعداء الله لا يفترون عن أسباب تزيين الباطل لأهل الإيمان ودعوتهم إليه وتشكيكهم في دينهم وإدخال الشبهة عليهم حتى يتزعزع إيمانهم وإسلامهم ويبقوا حيارى أو ينتقلوا من دين الحق إلى دين الباطل كما قال عز وجل في سورة آل عمران يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ

http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1324




لمن يكون له الولاء؟

س 5 : الرجاء من فضيلتكم توضيح الولاء والبراء لمن يكون وهل يجوز موالاة الكفار ؟ .
جـ 5 : الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم هذا هو الولاء والبراء كما قال الله سبحانه في سورة الممتحنة : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ الآية .
وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين ، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك ولا يكونوا أصحابا لك ، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم فإذا سلموا ترد عليهم السلام وتنصحهم وتوجههم إلى الخير كما قال الله عز وجل : وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ الآية . وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان أو عهد أو ذمة لكن من ظلم منهم يجازى على ظلمه ، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم في الله للآية الكريمة السابقة ولقوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فلا يتعدى عليهم ولا يظلمهم مع بغضهم ومعاداتهم في الله ويشرع له أن يدعوهم إلى الله ويعلمهم ويرشدهم إلى الحق لعل الله يهديهم بأسبابه إلى طريق الصواب ، ولا مانع من الصدقة عليهم والإحسان إليهم لقول الله عز وجل : لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

ولما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أمر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تصل أمها وهي كافرة في حال الهدنة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة على الحديبية
انتهى كلامه رحمه الله.

**فضيلةالشيخ صالح الفوزان"الإنتحار ليس أستشهاداُوقتل المعاهدليس جهاداًوالأسماءلاتغيرالحقائق"
بسم الله الرحمن الرحيم بقلم الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان* عضو هيئة كبار العلماء الأسماء لا تغير الحقائق . إن من المغالطات المكشوفة تسمية الأشياء بغير اسمها تلبيسا على الناس وتغريراً بالجهال ، ومن ذلك تسمية التخريب والاعتداء على الناس وسفك الدماء المحرمة وإتلاف الممتلكات مما تقوم به تلك الفئة الضالة ويسمون ذلك جهادا في سبيل الله ويسمون الانتحار استشهاداً ، وربما ينخدع بعض الناس خصوصاً صغار السن بهذا التضليل وينخرطون معهم في الإفساد في الأرض ونقول لهؤلاء ومن اغتر بهم : أولاً :الجهاد في سبيل الله هو قتال الكفار والمشركين لإزالة الشرك ونشر التوحيد بعد دعوتهم إلى الله وامتناعهم من قبول الدعوة ، وتنظيم الجهاد والإشراف عليه من صلاحيات إمام المسلمين ، لأن الذي تولاه في عصور الإسلام كلها هم ولاة الأمور، ابتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه ومن جاء بعدهم من ولاة أمور المسلمين ، وليس الجهاد فوضى ، كل يقوم به ويأمر به ، والله تعالى يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ } (38) سورة التوبة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (وإذا استنفرتم فانفروا) فلا يجوز للمسلم أن يجاهد إلا إذا استنفر للجهاد والذي يستنفر هو ولي أمر المسلمين ، إذا توفرت شروط الجهاد وزالت موانعه . ثانياً :الجهاد لا يكون بقتل المسلمين والمستأمنين ، وإنما يكون مع الكفار المحاربين ، وأما قتل المسلمين والكفار المستأمنين فإنه عدوان وظلم ، والله قد حرم العدوان والظلم في حق المسلم والكافر ، وليس هذا العدوان جهادا في سبيل الله ، وإنما هو جهاد في سبيل الشيطان ، والمسلم لا يرضى أن يكون من جند الشيطان ومن أولياء الشيطان . ثالثاً : لا يجوز قتل الكافر المستأمن والمعاهد والذمي بحجة أن الكفار الآن يقتلون المسلمين كما يحتج بذلك الجهال ، لأن الله تعالى يقول : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } (164) سورة الأنعام ، وهذا من فعل الجاهلية الذين كانوا يقتلون البريء بحجة الانتقام من المجرم ، وأيضا هذا قتل لمن يحرم قتله . رابعاً : الانتحار ليس استشهاداً لأن المنتحر يتعمد قتل نفسه ، ومن قتل نفسه فهو متوعد بالنار كما صحت بذلك الأحاديث والله تعالى يقول :{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا } (169) سورة آل عمران ، ولم يقل قتلوا أنفسهم ، والمقتول في سبيل الله مأجور ، وقاتل نفسه آثم ففرق بين الحالتين ، ولا يسوي بينهما إلا ملبس أو جاهل .. فنصيحتي لهؤلاء الذين غُرِّر بهم وخدعوا بهذا الفكر المنحرف أن يرجعوا إلى صوابهم ، ويتوبوا إلى ربهم ويلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم ، وولاة الأمور - حفظهم الله - قد وعدوا من سلم نفسه تائباً أنه سيعامل معاملة خاصة .. والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . المصدر : جريدة الجزيرة السعودية العدد 11590الثلاثاء 4/5/1425 هـ .

خالد بن ضحوي الظفيري اسم صاحب الموضوع:
الدعوة والمنهج, خطبة الجمعة مجال الموضوع:

بسم الله الرحمن الرحيمإن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، و نستغفره، ونعوذ بالله، من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.يَاأَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَيَآأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباًيَاأَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.أما بعد: فإن مما ابتليت به الأمة الإسلامية مما زعزع أمنها وروع سكانها وجعل للكفار عليها السبيل خروج فرقة مارقة عن الدين لا يألون في مسلم إلا ولا ذمة وهؤلاء هم الخوارج وقد كان بداية ظهورهم في عهد عثمان رضي الله عنه حيث خرجوا عليه حتى أدى ذلك إلى قتله مظلوما شهيداً ثم خرجوا على علي فقاتلهم وقتلهم شر قتله وكان هذا الفعل له منقبة عظيمة.قال الإمام محمد بن الحسين الآجري –رحمه الله-: (( لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله –عز وجل- ولرسوله -صلى الله عليه وسلّم-، وإن صلّوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموّهون على المسلمين. وقد حذرنا الله –عز وجل- منهم، وحذّرنا النبي -صلى الله عليه وسلّم-، وحذرنا الخلفاء الراشدون بعده، وحذرناهم الصحابة –رضي الله عنهم- ومن تبعهم بإحسان –رحمة الله تعالى عليهم-.والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين. وأوّل قرن طلع منهم على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: هو رجل طعن على النبي -صلى الله عليه وسلّم- وهو يقسم الغنائم بالجعرانة، فقال: اعدل يا محمد، فما أراك تعدل، فقال -صلى الله عليه وسلّم-: ((ويلك ، فمن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ )) فأراد عمر –رضي الله عنه- قتله، فمنعه النبي -صلى الله عليه وسلّم- من قتله، وأخبر –عليه الصلاة والسلام-: ((إنّ هذا وأصحاباً له يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة))، وأمر –عليه الصلاة والسلام- في غير حديث بقتالهم، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه.ثم إنّهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قدموا المدينة، فقتلوا عثمان بن عفان –رضي الله تعالى عنه-، وقد اجتهد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ممن كان في المدينة في أن لا يقتل عثمان، فما أطاقوا على ذلك –رضي الله عنهم.ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، ولم يرضوا بحكمه، وأظهروا قولهم، وقالوا: لا حكم إلا لله، (كمن ينادي الآن بالحاكمية ويريد تكفير الحكام) فقال علي –رضي الله عنه-: ((كلمة حق أرادوا بها الباطل))، فقاتلهم علي –رضي الله عنه-، فأكرمه الله –عز وجل- بقتلهم، وأخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- بفضل من قتلهم أو قتلوه، وقاتل معه الصحابة –رضوان الله تعالى عليهم-، فصار سيف علي بن أبي طالب في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة)). انتهى كلامه رحمه الله.وهو وصف دقيق لهم وبيان انهم لا زالوا يخرجون إلى أن تقوم الساعة وورد في حديث آخر أنهم كلما خرج منهم قرن قطع حتى يكون آخرهم مع الدجال، لذلك فما هؤلاء الذين يفجرون في بلاد الإسلام ويقتلون المسلمين والآمنين والمستأمنين بغير حق إلا وراث لأولئك وعلى منهجهم.ومن الأحاديث التي وردت في بيان صفاتهم وعلاماتهم ما جاء في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية))، وجاء في حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)).وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلهم وقتالهم ويكون ذلك للإمام ومن يوليه على ذلك، فعن علي رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )).وعن زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضى الله تعالى عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضى الله تعالى عنه أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل)).ووردت أيضا أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وأنهم كلاب النار وإن كانوا يظهرون الصلاح والاستقامة والجهاد زعموا فعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة)).وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الخوارج كلاب النار)).فلا يغرك ما ينزينون به من الصلاح ودعوى الجهاد والاستقامة فكل ذلك لا ينفعهم شيء ولا يتجاوز إلى قلوبهم، ذُكر لابن عباس رضي الله عنهما الخوارج واجتهادهم وصلاحهم فقال : ((ليسوا بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى، وهم على ضلالة)).ولذلك يقول الإمام محمد بن الحسين الآجري رحمه الله : (( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلاً كان الإمام أم جائراً فخرج وجمع جماعة وسلّ سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج)).وقيل للحسن رحمه الله يا أبا سعيد خرج خارجي بالخريبة محلة عند البصرة فقال: ((المسكين رأى منكراً فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه)). وهذا حال الخوارج تماماً يرون المنكرات فيلجأون إلى تغييرها بالسيف فيسفكون الدم الحرام ويقتلون المسلمين بزعم إنكار المنكر وإصلاح الوضع.والخروج على حكام المسلمين وسل السيوف عليهم سبب عظيم لضعف الدول الإسلامية وتأخرها وفشلها واستغلال عدوها الفرص ضدها، فآثاره وما يترتب عليه من الدمار والضرر خطير بعكس ما يظن هؤلاء الخوارج من أنهم بخروجهم وتفجيرهم سينصرون الإسلام ويقيمون دولة الإسلام.فإنّ من أعظم الآثار التي يخلّفها الخروج على الحكام وعدم السمع والطاعة لهم: ضعف الدولة الإسلامية، وانتهاك قواها، مع ما يقابله من قوّة العدو، وظهور شوكته. فإنَّ في الخروج عليه إضعافاً لجيشه، وتقليلاً من عددهم، وذلك لأنّ الحاكم سيصد الخوارج وسيقاتلهم، وسيحاول استئصال شوكتهم، فيذهب كثير من جنده، وسيخسر كثيراً من عتاده، خاصّة إذا كان الخارجي له شوكة وشأفة وقوّة يصعب استئصالها.وسينشغل المسلمون بقتال هؤلاء الخوارج وستتعطل الثغور وينشغلوا عن إعداد أنفسهم، ويقلّ الجهاد في سبيل الله، فيقوى العدو، ويزداد في إعداد نفسه، إن لم يداهم الإسلام والمسلمين.وقد سمع الحسن البصري -رحمه الله- رجلاً يدعو على الحجاج فقال له: (( لا تفعل -رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتم، وإنما تخاف إن عزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير)). وفي المقابل فإنّ الخوارج مع قتلهم للمسلمين، وإضعافهم لهم، يَتركون أهل الأوثان والشرك والكفر، ويُديرون معاركهم ضد أهل الإسلام، كما جاء ذلك في قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (( يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان)). وقال العلامة المعلمي -رحمه الله-: (( ومن كان يكرهه (أي: الخروج على الولاة) يرى أنّه شق لعصا المسلمين، وتفريق لكلمتهم، وتشتيت لجماعتهم، وتمزيق لوحدتهم، وشغل لهم بقتل بعضهم بعضاً، فتهن قوّتهم وتقوى شوكة عدوّهم، وتتعطّل ثغورهم، فيستولي عليها الكفار، ويقتلون من فيها من المسلمين، ويذلّونهم، وقد يستحكم التنازع بين المسلمين فتكون نتيجته الفشل المخزي لهم جميعاً، وقد جرّب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشرّ)).وهذا الأثر ينتج عنه أثر آخر خطير على الإسلام والمسلمين، وهو هزيمتهم وفشلهم أمام عدوّهم فيحدث على الإسلام والمسلمين ما لا قِبَل لهم به من استيلاء الكفار على دولتهم، ومنعهم من إظهار دينهم. فكما أنّ الاتفاق سبب للنجاح، والطاعة سبب للنصر، فكذلك الاختلاف سبب للفشل، والعصيان سبب للهزيمة، وفي ذلك يقول الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم).وفي يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: (( ولما أحدثت الأمّة الإسلاميّة ما أحدثت، وفرقوا دينهم، وتمرّدوا على أئمتهم، وخرجوا عليهم، وكانوا شيعاً؛ نزعت المهابة من قلوب أعدائهم، وتنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم، وتداعت عليهم الأمم، وصاروا غثاء كغثاء السيل)) ومن الآثار السيئة -أيضاً-، انتهاز العدوّ لهذه الفرصة، وهي اختلاف الرعيّة على إمامهم وتقاتلهم فيما بينهم، فينهض لغزو المسلمين، أو السطو على بعض بلدانهم وأموالهم، وشنّ الغارات عليهم، فإنّ الكفار يستغلون أي فرصة ضد المسلمين، كما قال تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}، هذا إذا انشغلوا عن أسلحتهم، فكيف إذا انشغلوا ببعضهم البعض، ووهت قوّتهم، وضعفت شكيمتهم. قال الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-: (( فالصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر ))ومن الأمثلة على ذلك من تاريخنا الإسلامي: استغلال الخزر اختلاف المسلمين، وذلك بخروج إبراهيم بن عبدالله بن حسن أخو النفس الزكيّة على الدولة العباسية، فشنوا الغارة على المسلمين. قال الذهبي -رحمه الله-: ((وعَرَفت الخزر باختلاف الأمة، فخرجوا من باب الأبواب، وقتلوا خلقاً بأرمينية، وسبوا الذرية، فلله الأمر)).إن توقف حركة الجهاد، وانشغال المسلمين عن الفتوح والغزوات ضد الكفرة والمشركين،وانشغالهم عن إعداد أنفسهم مادياً ومعنوياً لمن أعظم الآثار التي يخلّفها مخالفة منهج السلف في باب معاملة الحكام، فما يكاد إمام من أئمة المسلمين أن يغزو بلداً، أو يفتح حصناً، أو يعدّ نفسه إلا ويأتيه ما يشغله من خروج الخوارج في أهله وبلده، فيضطر إلى الرجوع، فيرد كيدهم في نحرهم، ويصرف شرهم وخطرهم عن الإسلام والمسلمين. قال الشيخ محب الدين الخطيب -رحمه الله- عند حديثه عن الذين خرجوا على عثمان -رضي الله عنه-: (( وإنّ الشرّ الذي أقحموه على تاريخ الإسلام بحماقاتهم، وقصر أنظارهم، لو لم يكن من نتائجه إلا وقوف حركة الجهاد الإسلامي فيما وراء حدود الإسلام سنين طويلة لكفى به إثماً وجناية )) وفي قصّة ابن الأشعث ما يؤكّد هذا المعنى، فإنّ جيش ابن الأشعث الذي ولاه الحجاج لقتال الترك، قد انتصر انتصارات كبيرة، وفتح عدداً من بلدان رتبيل الكافر، ولكن لما صمّموا على الخروج على الحجاج، وخلعه وخلع الخليفة، وبيعتهم لابن الأشعث، ترتب على ذلك، توقف جهاد الكفار من الترك، وخروجهم من بلاد الكفار، وقتالهم للمسلمينولمّا كان المعتصم يقاتل الروم، وفتح عدداً من بلدانهم، وأثخن فيهم قتلاً وسبياً، إلى أن وصل إلى قُسنطينيّة وصمّم على محاصرتها، أتاه ما أزعجه من خروج العباس بن المأمون عليه.والأمثلة من التاريخ الإسلامي على ذلك كثيرة، وما هذا إلا غيض من فيض.فيجب على المسلم أن يحذر من هؤلاء الخوارج ومن مذهب الخروج وموارده ومصادره.ثبتنا الله وإياكم على السنة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.الخطبة الثانيةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه اما بعد:فإن مما يؤلم حقا كل قلب سليم صحيح ما يحدث في بلاد الإسلام الآن من تدمير وتفجير، وما التفجير الآخير إلا دليل واضح لما قلناه مراراً من أنهم يريدون الإسلام وضرب المسلمين وإضعاف دولهم، ويظهر تماماً بطلان دعاواهم أنهم لا يريدون من هذه التفجيرات إلا قتل الكفار ممن يعيشون هناك، فتفجيرهم هذا في مكان ليس فيه أحد من الكفار، ويظهر كذلك بطلان دعواهم أنهم يريدون إصلاح البلد فكيف يريدون إصلاحه وهم لرجال أمنه يقتلون ولمراكز الأمن يفجرون.وقد أصدر سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله بياناً ورد فيه: ((وإني إبراءً للذمة ونصحاً للأمة وبياناً لحال هذه الفئة الضالة المنحرفة التي اتخذت الدين لها ستارا لابين لعموم المسلمين أن هذا العمل محرم بل هو من أكبر الكبائر لأدلة كثيرة)) ثم ذكر عدداً منها ثم قال: ((وقد أجمع المسلمون اجماعا قطعيا على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الاسلام بالضرورة. ومما سبق من النصوص الثابتة الصريحة يتضح عدة أمور أهمها.أولا - تحريم قتل المسلم بغير حق وأنه من أكبر الكبائر. ثانيا - أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله قرينا للشرك في عدم مغفرة الله لمن فعله. ثالثا - أن من قتل مسلما متعمدا فقد توعده الله بالغضب واللعنة والعذاب الاليم والخلود في النار. رابعا - أن الدم الحرام هو أول المظالم التي تقضى بين العباد وحصول الخزي يوم القيامة لمن قتل مسلما بغير حق. خامسا - أن قتل المسلم بغير حق من أعظم الورطات التي لا مخرج منها. سادسا - عظم حرمة المسلم حتى انه أعظم حرمة من الكعبة بل زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم. سابعا - أن الاعانة أو الاشارة أو تسهيل قتل رجل مسلم كلها اشتراك في قتله وهؤلاء جميعا متوعدون بأن يكبهم الله في النار حتى لو اشترك في ذلك أهل السماء والارض لعظم حرمة دم المسلم. ثامنا - أن من فرح بقتل رجل مسلم بغير حق لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. تاسعا - أن قتل المسلم من أعظم ما يرضي عدو الله ابليس عليه لعنة الله. هذا كله في قتل المسلم بغير حق فكيف إذا انضم الى ذلك تفجير الممتلكات وترويع الامنين من المسلمين والانتحار وغير ذلك من كبائر الذنوب الني لا يقدم عليها إلا من طمس الله على بصيرته وزين له سوء عمله فراه حسنا)).وقال: ((واني اذ أبين حكم هذه الفعال القبيحة المنكرة لاؤكد على أمور منها: أن دين الاسلام يحارب هذه الافعال ولا يقرها وهو بريء مما ينسبه اليه أولئك الضالون المجرمون. ومنها: أن الله قد فضح أمر هذه الفئة الضالة المجرمة وأنها لا تريد للدين نصرة ولا للامة ظفرا بل تريد زعزعة الأمن وترويع الامنين وقتل المسلمين المحرم قتلهم بالاجماع والسعي في الارض فسادا. ومنها: أنه لا يجوز لاحد أن يتستر على هؤلاء المجرمين وأن من فعل ذلك فهو شريك لهم في جرمهم وقد دخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "لعن الله من آوى محدثا". فالواجب على كل من علم شيئا من شأنهم أو عرف أماكنهم أو أشخاصهم أن يبادر بالرفع للجهات المختصة بذلك حقنا لدماء المسلمين وحماية لبلادهم. ومنها: أنه لا يجوز بحال تبرير أفعال هؤلاء القتلة المجرمين.)).إلى آخر كلامه، فعليكم بغرز العلماء الكبار تسلموا في دينكم.اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدميره في تدبيره، اللهم اصلح ولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتحذرهم من الشر، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر:شبكة سحاب السلفية
للعلم:الشيخ : خالد ضحوى تلميذ الشيخ ربيع المدخلي وقد أثنى عليه وعلى كتاباته.
وللعلم ايضا فنني كنت من اصحاب هذا الفكر وللحمد الذي من علي بالتوبة والهداية ويسر لي شيخ جليل والله لا اعلم عنه الا خيرا ومانقل عن مشايخه عنه الاخيرا فجزا الله علمائنا خيرا..
لا انصح بالتعليق السيريع دون التأني بالقراءة والتثبت في فهم المعاني فان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين..
وجزاكم الله خيرا
اختكم ام عبدالرحمن
لواء التوحيد
لواء التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الخير على الموضوع المفيد والمهم
وعسى الله أن يهدي المسلمين لما يحبه ويرضاه
ويرد أهل الباطل إلى الحق
ياريت يا أختي أن يهتم المسلمين بتصحيح عقيدتهم أولا وأعمالهم ثانيا
والأهم نياتهم أن تكون مخلصه لله وليس لأفكارهم وإندفاعهم
والرجوع عن الباطل فضيله وغنيمه
والتفكر بما يرضي الرب وليس أهواءنا لأنه ذلك لن ينفع يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من
أتى الله بقلب سليم .
القلب هو إذا اهتم بإصلاحه صلح الجسد كله
وإذا فسد فسد الجسد كله وظهر الأثر على الجوارح
من كلام لا يرضي الرب وأفعال تغضب الرب
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه
إذا قاله العبد وهو مخلص في طلب الحق هداه الله تعالى بإذنه
وشكرا لك
همسااااات صاااادقة
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم نعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن
اللهم اصلح قلوبنا واحييها بالتقوى
جزاك الله خيرا اخيتي لواء التوحيد
همسااااات صاااادقة
مالي لا ارى انامل المنصفات تسطر هنا
ام ان الحقائق كشفت فاصبح لاداعي للموضوع >>> مع انني اشك في ذلك
انتظر ردودكن المنصفة وكماهي عادتي انصحكن بالقراءة المنصفة الكاملة للموضوع وفهمه فهما دقيقا ثم بعد ذلك الرد
جزاكن الله خيرا
ألف معنى
ألف معنى
اخت همسات ....موضوع رااااااااااااااائع

مهم جدا جدا


ليتك تروين لنا كيف كنت معتنقة هذا المذهب

وكيف تخلصتي منه بالتفصيل لاخذ العبرة