عقار يزيد من القدرات الذهنية لـمـتـلازمـة داون

ذوي الاحتياجات الخاصة

عمان-
أيقظت دراسات حديثة متعددة روح الحماسة بين العلماء، لإيجاد عقار يقوي من القدرات الذهنية لدى مصابي متلازمة داون في القريب العاجل. فقد أظهرت إحدى هذه الدراسات، والتي نشرت إلكترونيا في عدد مجلة Translational Psychiatry، عن وجود عقار يساعد في تحسين الذاكرة اللفظية لدى مصابي هذه المتلازمة.
ويعد هذا العقار أول عقار يقدم هذه النتائج بحسب ما ذكره موقع صحيفة Washington Post الأميركية، الذي أضاف أنه على الرغم من أن النتائج بدت متواضعة وعدد المشاركين كان قليلا، إلا أن خبراء هذه المتلازمة قد وصفوها بأنها تقدم هائل نتج عن جهد استغرق أكثر من عقد كامل من الأبحاث المخبرية والأبحاث التي أجريت على الفئران، وذلك باجتماعهم الذي أقيم في واشنطن.
وقد عرف موقع www.nichd.nih.gov متلازمة داون، بأنها اضطراب يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية، والتي تنتج في معظم الأحيان عن امتلاك المصاب لنسخة إضافية من الكروموزوم 21.
وتختلف أعراض وعلامات هذه المتلازمة في شدتها من مصاب لآخر؛ إلا أنه، في معظم الأحيان، يكون النمو الذهني والجسدي بطيئين لدى المصابين مقارنة بأقرانهم من غير المصابين. وتتضمن علامات وأعراض هذه المتلازمة بشكل عام ما يلي:
- انبساط الوجه وانحراف العينين إلى الأعلى.
- قصر العنق والمظهر غير الطبيعي للأذنين.
- صغر حجم الكفين والقدمين.
- ظهور بقع بيضاء على قزحية العين.
- ارتخاء الأربطة وصعف انقباض العضلات.
ويذكر أن هناك بعض الحالات التي قد تترافق مع هذه المتلازمة، من ضمنها ما يلي:
- أمراض القلب الخلقية.
- مشاكل سمعية.
- مشاكل في العينين.
- مشاكل عظمية.
- مشاكل هضمية، منها انسداد المريء أو الأمعاء.
وتجدر الإشارة إلى أن الدواء الذي استخدم في هذه الدراسة، وهو الميماتتاين memantine، المعروف تجاريا بالناميندا Namenda، يستخدم حاليا في علاج مرض ألزهايمار، وذلك بعد حصوله على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ويذكر أن الطبيب آلبيرتو كوستا، وهو اختصاصي علم الأعصاب في جامعة كولورادو، قام مع زملائه باختبار فعالية العقار المذكور على 42 مراهقا من مصابي متلازمة داون، حيث حصل نصفهم على العقار المذكور؛ أما النصف الآخر، فقد حصلوا على عقار كاذب، والذي يعرف بأنه عقار مشابه لما تجري دراسته من حيث الهيئة، لكن من دون أن يحتوي على مادته الفعالة.
وبعد 16 أسبوعا من بداية الدراسة، ظهر أن معظم الأشخاص الذين حصلوا على الناميندا قد قدموا أداء أفضل في 14 من اختبارات الذاكرة مقارنة بما قدموه في بداية الدراسة قبل استخدام العقار المذكور، لكن هذا الاختلاف لم يكن واضحا من وجهة نظر إحصائية إلا في اختبار واحد.
وقد علق على ذلك الطبيب كوستا، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن هذه النتائج متواضعة، إلا أنها تعد مبشرة كونها المرة الأولى التي يظهر فيها ذلك التقدم الإيجابي لهذه المتلازمة باستخدام علاج دوائي. وأضاف أنه بالإمكان وصف هذه الدراسة بأنها دراسة صغيرة ذات نتائج متواضعة، كما يمكن أيضا وصفها بأنها قدمت إحدى أروع النتائج المتعلقة بهذه المتلازمة خلال العقد الماضي. ورغم تضارب الوصفين، إلا أن كليهما يعد صائبا.
وبالرغم من أن الطبيب كوستا وغيره من الخبراء، أكدوا أن الوقت ما يزال مبكرا لاستخدام العقار المذكور في علاج مصابي متلازمة داون، إلا أنه أعرب عن نيته في تنظيم دراسة أكبر لاختبار هذا العقار للغرض المذكور. كما أضاف أنه ينوي تجربته أيضا على مصابين‎ ‎تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك عقارا آخر لنفس الغرض ما يزال تحت التجربة؛ إلا أنه، بعكس ما هو الحال لدى الناميندا، غير موافق على استخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لأي غرض آخر.
وفي الوقت الحالي، فإن هذا العقار، والذي يحمل الرمز BRG1662, قد أنهى مرحلة التجربة على الفئران وانتقل إلى دراسة تقارنه بعقار كاذب تجرى على 33 مراهقا من مصابي المتلازمة المذكورة. وتهدف هذه الدراسة إلى التأكد من مدى أمن هذا العقار، إلا أنه سوف يتم أيضا البحث عن أي إشارة لكونه يحسن الذاكرة
0
668

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️