عقده الزوجه الثانيه بقلم: اسماء مكاوى

عقده الزوجة الثانية
بقلم : أسماء ملكاوي


دعوني إخوتي النساء الشرقيات - وأخص بالذكر النساء المسلمات بشكل خاص و العربيات أيضا- . واعذروني إخواني الرجال لأنني خصصت هذا الموضوع و هذه الدعوة للنساء و لا مانع عندي من اطلاعكم على ما أكتب , و أظن أن موضوعي هذا سيبعث بأنفسكم شيئا من السعادة، و المتعة بذلك...و لكنني والله جادة بإثارة هذا الموضوع، و أدعوا إخوتي النساء بأن لا يغضبن من إثارتي لموضوع كهذا ،و هو موضوع الزوجة الثانية .

و مدى انزعاج المرأة من زواج زوجها من امرأة أخرى .. أنا أعلم أن الله تعالى خلق المرأة كتلة من الأحاسيس و المشاعر الممزوجة بالغيرة و حب التملك خصوصا إذا كانت تحس بأن امرأة أخرى ستأخذ مكانها عند زوجها .. و أنا معها في هذا الموضوع .. و لكن هناك أحيانا تظهر بعض العقبات في حياتها الزوجية ...

و هذه العقبات لا يوجد لها حل إلا بزوجه أخرى لزوجها ... و هنا أدعوها للتريث و التفكير مطولا ، و إعطاء الفكر و العقل فرصة ليأخذ حقه .. أدعوها للتريث و إعطاء دور للنقاش مع زوجها و أقل ما في الأمر أن تحافظ على كرامتها كامرأة و كأم و كزوجة أيضا ..و تحافظ على أسرتها و بيتها .. و برأيي كلما زادت المهلة بالتفكير و تفعيل العقل زاد البعد عن التهور و الاندفاع و التفكير اللامسؤول .. وزاد نضج التفكير و حسن الاختيار في شتى أمور الحياة ..
هناك أسباب كثيرة تدعو الزوج للتفكير بزوجة أخرى - و بإذن الله لن أنسى أثارة موضوع الزواج الثاني بالنسبة للزوج الرجل وحسناته و سيئاته في وقت لاحق بإذن الله- أسباب عديدة على كل دعونا نخوض بأسباب زواج الرجل أو الزوج بزوجة أخرى ،ومن

هذه الأسباب:

- مرض الزوجة المزمن، و هذا المرض يعيقها من تأدية حقوق الزوج و البيت و الأولاد... و هناك أمثلة كثيرة على مرض المرأة المزمن في مجتمعنا ، فإذا مرضت الزوجة قد تصاب الحياة الزوجية بالشلل التام وهنا تتعقد أمور حياة الزوج و الأولاد . وتتهدم أسس البيت بأكمله .. فكّري معي أختي بهذا الموضوع .. فكري بزوجك و بيتك و أولادك وأسرتك ، فهذا أحسه و أنا بنت من جنسك و أقول لك هذا الكلام ...


- و هناك من الأسباب أيضا كثرة المشاكل بين الزوجين و عدم التفاهم فيما بينهما مما ينعكس على الحياة الزوجية و الأسرية بشكل عام و تربية الأولاد بشكل سلبي أيضا. و ما يتبعه من تعقيدات نفسيه لكل الأطراف داخل الأسرة والبيت الزوجي ، فإذا دخلت زوجة أخرى إلى البيت ممكن أن تهدئ أو تشغل الجو بأشياء أخرى و تنسي الأسرة مشاكلها هذه و همومها ... و أنت أيتها الزوجة الأولى أرجوا أن تفكري بهذا ملياً و بهدوء أعصاب بعيداً عن الغيرة و الغضب و أن تفكري بالمصلحة العامة للأسرة ..


- و من بعض الأمثلة أيضا على الأسباب التي تدعو إلى تعدد الزوجات، كثرة الفتيات غير المتزوجات في المجتمع (العوانس ) اللواتي وصلن إلى سن الزواج و تعدينه دون زواج .. و هذه القضية الاجتماعية لها آثار سلبية على المجتمع بشكل عام . و الحديث عنها يطول و لنا وقفة مع هذا الموضوع في باب آخر ... فما يضير إذا تزوّج الرجل المُقْتَدر على إعالة زوجة أخرى، مع تحقيق العدالة داخل بيته و أسرته و زوجتيه .. و هذا ما كان يحدث بزمن رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) .. و في ذلك الزمن الجميل ... مستحيل أن تعيش من دون زوج يعيلها ولا تجد مشكاة فتيات فاتهن قطار الزواج (عوانس) لأنه كان في ذاك الزمن يتم زواج البنت و هي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها و هذا برأيي صائب لأنه في ذاك الزمن لا تتعلم البنت في الجامعات لغاية الثلاثين من عمرها و كانت تتعلم الأمور البسيطة في حياتها . و ممكن أن تتعلم في أمور دينها و شتى أنواع العلوم ، و هي داخل بيت الزوجية . و مثال ذلك السيدة عائشة ( رضي الله عنها) تزوجها الرسول ( صلى الله عليه و سلم) و هي صغيرة السن و كانت تعد مرجعاً لكافة الأجيال في الدين و هي من أشهر رواة الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، بمعنى أنها تعلمت و تتلمذت على يدين أعظم زوج و هو سيد البشرية (صلى الله عليه و سلم) .. و انظري أختي المسلمة أيضا إلى كافة زوجات النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) ما هي حياتهن قبل زواجهن من الرسول و كيفية زواجه منهن و أسبابه أيضاً .

و كيف أصبحت حياتهن بعد زواجهن من الرسول (صلى الله عليه و سلم ).


دعوة للتفكير :

و أنا أدعوكن للتفكير بهذه الأمور طبعاً مع التزام العدالة و الجدية في زمننا هذا ، و أدعوا الزوج لأخذ العبرة من حياة الرسول ( صلى الله عليه و سلم) الأسرية و الزوجية و كيفية زواجه منهن جميعا و كذلك أخذ العبرة من حياة الصحابة أيضا.وأدعو الزوج أو الرجل لاتخاذ موقف الإقناع وفتح باب المناقشة وعدم السرية بهذا الموضوع مع الزوجة .
فإذا رأيت هذا كله من زوجك ... يا عزيزتي المرأة أو الزوجة لما ترفضين وجود امرأة أخرى على سنة الله و رسوله ... لماذا لا تنظرين لهذه الزوجة كأخت لك .. و لماذا لا تتعاملين أنت و هي بالحسنى و تكرسان حياتكما لراحة الزوج و إضفاء السعادة على البيت و الأولاد .. ل

ماذا لا تتخذيها صديقة .. لو اتبعت هذا الأسلوب و تعاملت مع وجود الزوجة الثانية بهدوء أعصاب و تعايشت مع هذا الموضوع بقصد إسعاد الزوج وهذا أيضا لك أجر عليه وهو عباده تتقربين بها إلى الله تعالى لأني أعرف و تعرفين أن الله سبحانه و تعالى و صانا الزوج و أمرنا أن رضا الله من رضاه طبعاً بما يرضي الله سبحانه و تعالى ...و أيّما امرأة باتت و زوجها راضٍ عنها دخلت الجنة ... و الله يا أختي لو عملت بما أقوله لك و أنصحك به... لتغيرت حياتك و أصبحت أجمل .. تعايشي مع زوجك و بيتك و أولادك .. و أضفي جو السعادة دائماً ..

و تقبلي زواج زوجك بزوجة ثانية و ثالثة .. أفضل من أن تتقبلي زوجك بعشيقته أو خليلته يطعنك بها من الخلف .. أو يعيش معها بالسر و الحرام أيضاً ... اتق الله بنفسك و بصحتك لأن كثرة العصبية و الغيرة سوف تقتلك أنت أولاً و تُرهقك و تذهب صحتك .. اتق الله بأولادك دعيهم يعيشون بينك و بين أبيهم و هو يشرف على تربيتهم و يساعدك بذلك و لاتشرديهم ؟؟ و اتق الله بالزوجة الثانية التي لا حول لها و لا قوة إلا أنها جاءت لإسعاد زوجك بطلبٍ منه .. أريحي أعصابك من التفكير بأنها عدوتك ..فكري بها على أنها صديقة و أخت لك ، جاءت لتريح زوجك و تخفف الحمل عليكِ .. قاسميها همومك و مشاكلك بحياتك الزوجية .. تأكدي إذا فكرت هكذا ستسعدي و تسعدي من حولك و تفوزي برضا الله تعالى .


اتق الله بزوجك ، أظنه أصبح محتاجا لرضاك بعد زواجه الثاني، فأنت الأولى و شريكته بكل همومه ، أسعديه و خففي عنه الحرج أمامك و لا تدعيه يهرب منك من جديد ... و بهذا تكسبي ليس رضاه فقط هنا ، و تفوزي برضا الله سبحانه و تعالى و تسعدي بالدارين دار الدنيا و الآخرة .

إذن انظري في النهاية بعد زواج زوجك بزوجة أخرى .... إذا عارضت هذا الزواج ماذا ستحصدين .. و إذا وافقته بهذا الزواج ( و هو تحصيل حاصل) ماذا ستحنين و تحصدين ... و أيهما الأوفر حظاً لك والأسعد لحياتك و حياة من حولك أرجوك فكري معي و لا تبخلي علي بردودك و أنت أيضا يا أخي الرجل و أيها الزوج .. أرجوك لا تظلم زوجاتك و أولادك و لا تقدم على زواج آخر دون استطاعتك و مقدرتك على تحقيق العدالة بشتى نواحي حياتك الأسرية و الزوجية