عقوبة نسيان الموت
---------------------
إذا كان ذكر الموت مأموراً به في الدنيا، فإنه نافع للعبد في دنياه و آخرته، إذ هو يقيه مصارع الهلاك و يجنّبه مهاوي الزلل ، و يدفعه للنشاط في العبادة، فهذه ثمرات و منافع يُحرم منها من أعرض عن ذكره و لم يستعد له.
و لذا قالوا: من نسي الموت عوقب بثلاثة:
1- تسويف التوبة.
لما كانت الطاعة ثقيلة على النفس ينفر منها الطبع ، نلحظ أنه لا يُقبل عليها إلا الفطن الواعي الذي يحاسب نفسه على كل حركة و سكنة، فإذا ما أذنب بادر الى التوبة خشية أن يموت قبلها فيعاقب على ذاك الذنب.
و من كان غافلاً أو مرملاً أن يعيش لأنه لا يتصور أن يأتيه الموت فجأة فإنه يسوّف التوبة لأنه يظن أن في العمر بقية على زعمه الذي يوجه إليه ابليس، فإذا سوّفها نسيها فلم يتب منها، لا في حاضره و لا في مستقبله، فيلقى تبعتها يوم القيامة.
2- ترك الرضا بالكفاف
قد يبتلى المرء بضيق العيش، فإذا أيقن أن الحياة الحقيقية ليست هنا بل أيامه هذه معدودة لحياة لا نهاية لها و أن عليه الاستعداد لتلك و ان مقامه هذا كمقام المسافر في بلد ليقضي حاجته أو لعابر سبيل جلس في ظل شجرة يستريح ثم يدعها و ينصرف... و ان هذه الشدة التي يعانيها ستزول... و ان له عند ربه الحسنى لإحسانه ، رضي بما ناله من الدنيا لأن هذا القليل الذي أصابه كان عوناً له على آخرته..
و إذا أيقن ان ما فاته و حرم منه في الدنيا لا يقاس بشيء أمام نعيم الآخرة و متاعها رضي بهذا الحرمان و اشتلق لتلك الجنان، فما عاد يشعر بأنه محروم من الخير طالما كان موفر الأجر من اعمال البر..
3- التكاسل في العبادة
عندما يؤدي العبد طاعة لله فإنه يقوم بعمل يخالف فيها أهواء نفسه و ذلك يؤديه طعة لربه.
و مما يعينه على ان يفعل خلاف ما يشتهي صدق يقينه بوعد الله تعالى و كرمه حين يكافئه يوم القيامة أوفى الجزاء.
فإذا غاب ذكر الموت و ما يليه عن ذهن العبد فَقدَ الدافع الذي يدفعه و يحثه على فعل الخيرات، فيستسلم العبد لرغباته و شهواته، فلا يتحمس لخير، و لا يندفع لبر ، طالما فقد الباعث على ذلك.
فهل وجدتم فرداً غافلاً عن ذكر الموت، سريعاً في أداء الطاعات و القربات؟
كان أحد الصالحين، إذا فترت همته عن الطاعة يخاطب نفسه قائلاً :
من ذا يصلّي عنك بعد الموت؟
من ذا يصوم عنك بعد الموت؟؟
من ذا يترضى عنك بعد الموت؟؟؟
ثم يبكي، ثم يجد في نفسه نشاطاً..............
==== عن نشرات العباد====
ونضيف عقوبة من عقوبات "حب الدنيا و كراهية الموت": عقوبة للأمة الاسلامية بالذل و الهوان:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" يوشك ان تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها". قيل: يا رسول الله ، أمن قلّة لنا؟ قال:" لا ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم و يوضع في قلوبكم الوهن." قالوا : يا رسول الله، و ما الوهن؟ قال:" حب الدنيا و كراهية الموت."
اللهم احيني ما دامت الحياة خيراً لي
و توفني ما دامت الوفاة خيراً لي
و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير
و اجعل الموت راحة لي من كل شر
الغـــــــلا كلــة @alghla_kl_2
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
و توفني ما دامت الوفاة خيراً لي
و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير
و اجعل الموت راحة لي من كل شر
جزاك الله خير