
lawsi @lawsi
عضوة شرف في عالم حواء
عقوق الوالدين ودور الزوجه الملتزمه في ذلك ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شئ أخواتي نحن هنا في هذا القسم بالذات نناقش المرأه
لذا تجدوني مضطرة لتوجيه كتاباتي لكِ أنت حواء ..
واليوم سنناقش موضوع ذا اهمية عظيمة ليكون سببا لدخول الجنة بأذن الله
وسنتناقش معا لايجاد الحلول المناسبه لقضيتنا ..
فقبل فترة ارسلت لي أحدى الاخوات بارك الله فيها رسالة مؤلمة
تشكي حال زوجها وعقوقه لوالديه وخصوصا والدته
وكم تعاني من ذلك ..؟وكم تتمنى ان يصلح الله من حال زوجها ؟؟
المشكله الان واضحه ..
نأتي لعواقب العقوق وعن تجارب بعض الاخوات (ولن أبتعد كثيرا في موضوعي هذا ابدا)
تقول احدى الاخوات
يستلم زوجي راتبا جيدا وليست هناك أي مسئوليه كبيره على زوجي
ومع ذلك يأتي نهاية كل شهر ونحن مديونون ؟؟
وتقول زوجي للأسف ليس بارا بوالدته اطلاقا ويعاملها بطريقة جافة نوعا ما ...
وأخرى تذكر لنا أن زوجها كريم النفس وخلوق وحنون جدا مع أولاده
ولكن للأسف يضايقني جدا عقوق اولادي مع أبوهم خصوصا فأجدهم يرفعون صوتهم عليه
يتجاهلونه ...على عكس معاملتهم لي وحينما أنصحهم ..يقولون ..الوالد ما يفهمنا ونحن ما نقصد اذيته
ولو رجعنا للوراء قليلا ..لوجدنا هذا الزوج قاسي مع والده ودائما كلمته الله يديك يا يبه ..أنتْ ما تفهم ؟؟
هناك قصص كثيره وشواهد عظيمه .....ولكن هنا أختي اقف معك لأقول ..
ما دورك أيتها الزوجه في بر زوجك لوالديه ..
هنا لاأتحدث عن بركِ انت ايتها المرأه لوالديك فحديثنا هنا عن دورك مع زوجك ...!!
فهناك فئتان من الزوجات
فئة ..لاتعين زوجها على بر والديه بحجة أن لادخل لها بحياته مع أهله ..وهذه بلا شك مخطئه
وفئة تعين وتساعد الزوج على بر والديه ونعما هي تلك الزوجه
وفئة تعاني مع زوج عاق لايبرُ بوالديه
نأتي للفئة الاولى ..هي مخطئه وان لم تقصد ذلك
فضعي في بالك أخيتي
أن الزوج البار بأهله سينعكس ذلك تلقائيا مع زوجته واولاده
ويكفيك أن يدعو والدي ٌ زوجك لابنهما بالتوفيق على الدوام
وان كنت تحبين زوجك فعلا فاسعي لأن يدخل الجنة من اوسع ابوابها فبره لواليه مقرونة بطاعة الله
وناتي للفئة الثانيه
وهي بصراحه غنية عن الشكر فأجرها على مولاها وحتما ستجد ثمرة خيرها يعمُ على بيتها كله
اما الفئه الثالثه وهي أساس موضوعنا اليوم
أولا نقول لتلك الزوجه ..جزاك الله خيرا وأعانك الله على أصلاح زوجك
ثانيا ..اجتهدي أخيتي واستمري بتوعيه زوجك وبكل الوسائل الموجوده من أشرطه
كتيبات ..قصص سمعتها او قراتها
ثالثا اجتهدي في ذكر أفضال واليه عليه وكم وكم قاما على خدمته ..وذكريه أنهما ينشغلان عليه
يهتمان بأمره ..وسيدعوان له على كل كلمة طيبه او خدمة بسيطه يقدمها لهم
رابعا ..تذكيره وليس تأنيبه ..ومع التلميح بأبتسامه ولطف قد يؤديان النتيجه (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
خامسا .أي موقف ترينه من اهل زوجك وموقف يسعده ذكريه به ..وقصي عليه بعض ما تري من مواقف تدلان على أهميته في حياتهما
سادسا ..والاهم من ذلك كله ...الدعاء وفي كل وقت ..وسهام الليل لاتخطئ بأذن الله
هذا الرابط به أشرطه رائعه
أشرطه مهمه ورائعه
ملاحظه مهمه
الموضوع هذا مهم لأسر كثيره وأي رد فيه سيكون بمثابة حل لهذه الاسر
فنرجو الاجتهاد في البحث عن الادله والاجوبه الهادفه ..وستأخذ صاحبة الرد المميز والواقعي
باجتهاد المشرفات هنا ..وساما لردها المميز
15
8K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

lawsi
•
بارك الله فيك وفيماخطته يمينك يا قلب ...
حقيقة عجزجهازي أن يوفيك حقك من شكر وعرفان ..
كلمات تثلج الصدر ...وسهام أصابت الهدف ...فنسال الله أن يجعل ذلك ثقيلا في ميزانك ..
وما ذكرته الان
نقاط تستحق الوقوف أمامها ...وتستحق الاشاده بها فنسأل الله أن ينفع بك وبكلماتك كافة المسلمين والمسلمات
فجزاك الله خيرا يا قلب أدمته الجراح
وفي نفس الوقت أعجب من الاخوات اللواتي لم يشاركن ولو بكلمه قد تكون لهن شاهدة يوم القيامه
فنرجو من جميع العضوت ...اسداء نصيحه او حتى كتابة تجربه وهذا ما أتمناه فعلا ؟؟
ولو كلمه اخواتي قد تجدي نفعا وتنقذ مسلما من النار ....
ما زلنا في انتظاركن أخواتي الحبيبات
حقيقة عجزجهازي أن يوفيك حقك من شكر وعرفان ..
كلمات تثلج الصدر ...وسهام أصابت الهدف ...فنسال الله أن يجعل ذلك ثقيلا في ميزانك ..
وما ذكرته الان
نقاط تستحق الوقوف أمامها ...وتستحق الاشاده بها فنسأل الله أن ينفع بك وبكلماتك كافة المسلمين والمسلمات
فجزاك الله خيرا يا قلب أدمته الجراح
وفي نفس الوقت أعجب من الاخوات اللواتي لم يشاركن ولو بكلمه قد تكون لهن شاهدة يوم القيامه
فنرجو من جميع العضوت ...اسداء نصيحه او حتى كتابة تجربه وهذا ما أتمناه فعلا ؟؟
ولو كلمه اخواتي قد تجدي نفعا وتنقذ مسلما من النار ....
ما زلنا في انتظاركن أخواتي الحبيبات

بر الوالدين
د, سليمان بن عبدالرحمن العنقري
أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ببر الوالدين والإحسان إليهما فقال جل من قائل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) ففي هذه الآية الكريمة قرن المولى سبحانه حق الوالدين بحقه وهذا ولاشك من عظم حقوقهما وواجباتهما كما قرن المولى جل وعلا في آية أخرى شكره بشكر الوالدين فقال جل من قائل: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).
هذا بعض ما جاء في القرآن الكريم,, أما السنة المطهرة فقد اهتمت أيضاً بهذا الجانب ووردت أحاديث كثيرة توصينا بالبر بوالدينا وتحذرنا من عقوقهما فقد قال عليه الصلاة والسلام: (رضا الرب من رضا الوالدين وسخط الرب من سخط الوالدين), ليس هذا فحسب بل إن السنة أوصتنا بأن نبر بأصدقاء والدينا كما قال عليه الصلاة والسلام: (من أبر البر أن يبر الرجل ود أبيه) أي أصدقاءه, وفي حديث آخر قرن عليه الصلاة والسلام الاشراك بالله بعقوق الوالدين ولذلك كان سلفنا الصالح بارين بوالديهم مؤدين لحقوقهم,, ولكن كيف حالنا الآن,, لقد ذهبت السنون بالكثير من المحاسن الإنسانية التي كانت مقدسات يتباهى بها الإنسان المسلم ومن أعظم تلك المقدسات طاعة الآباء والأمهات.
فقد كان إنسان الماضي يتفانى ويذهب فداء لأبويه بل تذهب روحه ولا تصيب أحد والديه شوكة,, والآن وبعد هذا التقدم الكبير وهذه الحضارة الزائلة صار بر الوالدين شيئاً من الماضي الذي يجب أن ينسى, إن ما نسمعه بين فينة وأخرى من تعرض أحد الوالدين لعقوق وتجاهل لم يعد من الأمور الشاذة والنادرة الحصول بل صرنا نسمع ونقرأ عن مثل ذلك يومياً (بدون مبالغة) حتى إن بر الوالدين واحترامهما أصبح في أحيان كثيرة من النوادر,, وإن التجاوزات التي تحدث بحقهما تجاوزت حدها ولم تقف عند حدود كلمة (أُفٍ) والتي نهانا عنها الحق سبحانه وعن التفوه بها بل تجاوزتها.
هل سمعتم بالفتاة التي تطالب والديها بتعويض مقابل قيامها بتنظيف غرفتهما, وبالرجل الذي قتل والدته المسنة وأكل لحمها,, هذا ما يحدث في الغرب فماذا يحدث عندنا ؟ ابن يحرق أباه, وشقي يطرد أمه من المنزل، وآخر يضع القمامة على رأس أبيه,, وانتهى المطاف ببعض والدينا إلى دور المسنين هرباً من جور الأبناء وظلمهم لآبائهم تلك الدور التي بدأت في الغرب ثم وبكل أسف زحفت لا إلى عالمنا العربي والإسلامي فحسب بل وإلى ديارنا أي والله ديارنا حينما يضيق أبناء الأب الطاعن في السن أو الأم الطاعنة في السن فينقل الأب إلى بيت يؤويه وأمثاله وتنقل الأم إلى بيت يؤويها وأمثالها حتى يرحمهما الموت,, فهل كان عندنا قبل ثلاثة عقود من الزمن بل عقدين بيوت مسنين أو مجرد سمعنا بها,, الذي نعرفه ويعرفه كل واحد منا أن البيت الواحد يعيش فيه ثلاثة أجيال ينظم الأذان نومها ويقظتها !! وكنا نحس بمعنى الحديث الشريف (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه),,!
كان بر الوالدين يلي عبادة الله! وكان التماس دعائهما أملاً كبيراً، أما في هذا العصر الذي انقلبت فيه الموازين والعياذ بالله فخير للوالدين أو أحدهما ترك البيت للابن العاق يسعد فيه وزوجه وقضاء بقية العمر في دور المسنين.
ولعل من المناسب في ختام كلمتي هذه أن أسوق قصة واقعية حدثت منذ خمس سنوت في عاصمة مملكتنا الحبيبة ملخصها ان أحد الاخوان متزوج ولديه أطفال أكبرهم عمره سبع سنوات ويعيش معه والده الطاعن في السن وأمام إلحاح زوجته وكلامها المعسول بوضع والده في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم حتى لا يشق عليه الذهاب والإياب من وإلى البيت تيسيراً عليه مع تعهدها بالاهتمام بكل متطلباته, طرح الرجل المغلوب على أمره الفكرة على والده الذي لم يكن له من خيار إلا الموافقة على مضض وفعلاً ذهب الرجل إلى السوق ومعه ابنه البكر (سبع سنوات) ليشتري لوالده مستلزمات الغرفة التي في المسجد من فرش وسرير ودولاب ونحوه,, وكان من عناية الله به أن سأله ابنه الصغير المرافق له عما يشتريه ولماذا؟ فكان يجيبه إن ذلك لجده حيث إنه سوف يقيم في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم فسأله هذا الطفل الصغير بمنتهى البراءة ومتى نشتري لك مثل ذلك يا أبي!! فنزل السؤال على الاب كالصاعقة وزلزل الأرض من تحت قدميه وأفاق من غيبوبته فأعاد كل ما اشتراه على صاحب المحل ولم ينتظر أن يعيد له صاحب المحل فلوسه وعاد مهرولاً خجلاً إلى والده يقبله ويعتذر له، ويؤكد له أن له أقصى البيت ولهم أدناه أما الزوجة العاقة فقد خيرها بين والده وأبنائه أو بيت أهلها وهكذا عاد الرجل إلى صوابه وفتح الله على قلبه وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل وجزاء سيئة سيئة مثلها.
والله الهادي إلى سواء السبيل
د, سليمان بن عبدالرحمن العنقري
أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ببر الوالدين والإحسان إليهما فقال جل من قائل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) ففي هذه الآية الكريمة قرن المولى سبحانه حق الوالدين بحقه وهذا ولاشك من عظم حقوقهما وواجباتهما كما قرن المولى جل وعلا في آية أخرى شكره بشكر الوالدين فقال جل من قائل: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).
هذا بعض ما جاء في القرآن الكريم,, أما السنة المطهرة فقد اهتمت أيضاً بهذا الجانب ووردت أحاديث كثيرة توصينا بالبر بوالدينا وتحذرنا من عقوقهما فقد قال عليه الصلاة والسلام: (رضا الرب من رضا الوالدين وسخط الرب من سخط الوالدين), ليس هذا فحسب بل إن السنة أوصتنا بأن نبر بأصدقاء والدينا كما قال عليه الصلاة والسلام: (من أبر البر أن يبر الرجل ود أبيه) أي أصدقاءه, وفي حديث آخر قرن عليه الصلاة والسلام الاشراك بالله بعقوق الوالدين ولذلك كان سلفنا الصالح بارين بوالديهم مؤدين لحقوقهم,, ولكن كيف حالنا الآن,, لقد ذهبت السنون بالكثير من المحاسن الإنسانية التي كانت مقدسات يتباهى بها الإنسان المسلم ومن أعظم تلك المقدسات طاعة الآباء والأمهات.
فقد كان إنسان الماضي يتفانى ويذهب فداء لأبويه بل تذهب روحه ولا تصيب أحد والديه شوكة,, والآن وبعد هذا التقدم الكبير وهذه الحضارة الزائلة صار بر الوالدين شيئاً من الماضي الذي يجب أن ينسى, إن ما نسمعه بين فينة وأخرى من تعرض أحد الوالدين لعقوق وتجاهل لم يعد من الأمور الشاذة والنادرة الحصول بل صرنا نسمع ونقرأ عن مثل ذلك يومياً (بدون مبالغة) حتى إن بر الوالدين واحترامهما أصبح في أحيان كثيرة من النوادر,, وإن التجاوزات التي تحدث بحقهما تجاوزت حدها ولم تقف عند حدود كلمة (أُفٍ) والتي نهانا عنها الحق سبحانه وعن التفوه بها بل تجاوزتها.
هل سمعتم بالفتاة التي تطالب والديها بتعويض مقابل قيامها بتنظيف غرفتهما, وبالرجل الذي قتل والدته المسنة وأكل لحمها,, هذا ما يحدث في الغرب فماذا يحدث عندنا ؟ ابن يحرق أباه, وشقي يطرد أمه من المنزل، وآخر يضع القمامة على رأس أبيه,, وانتهى المطاف ببعض والدينا إلى دور المسنين هرباً من جور الأبناء وظلمهم لآبائهم تلك الدور التي بدأت في الغرب ثم وبكل أسف زحفت لا إلى عالمنا العربي والإسلامي فحسب بل وإلى ديارنا أي والله ديارنا حينما يضيق أبناء الأب الطاعن في السن أو الأم الطاعنة في السن فينقل الأب إلى بيت يؤويه وأمثاله وتنقل الأم إلى بيت يؤويها وأمثالها حتى يرحمهما الموت,, فهل كان عندنا قبل ثلاثة عقود من الزمن بل عقدين بيوت مسنين أو مجرد سمعنا بها,, الذي نعرفه ويعرفه كل واحد منا أن البيت الواحد يعيش فيه ثلاثة أجيال ينظم الأذان نومها ويقظتها !! وكنا نحس بمعنى الحديث الشريف (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه),,!
كان بر الوالدين يلي عبادة الله! وكان التماس دعائهما أملاً كبيراً، أما في هذا العصر الذي انقلبت فيه الموازين والعياذ بالله فخير للوالدين أو أحدهما ترك البيت للابن العاق يسعد فيه وزوجه وقضاء بقية العمر في دور المسنين.
ولعل من المناسب في ختام كلمتي هذه أن أسوق قصة واقعية حدثت منذ خمس سنوت في عاصمة مملكتنا الحبيبة ملخصها ان أحد الاخوان متزوج ولديه أطفال أكبرهم عمره سبع سنوات ويعيش معه والده الطاعن في السن وأمام إلحاح زوجته وكلامها المعسول بوضع والده في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم حتى لا يشق عليه الذهاب والإياب من وإلى البيت تيسيراً عليه مع تعهدها بالاهتمام بكل متطلباته, طرح الرجل المغلوب على أمره الفكرة على والده الذي لم يكن له من خيار إلا الموافقة على مضض وفعلاً ذهب الرجل إلى السوق ومعه ابنه البكر (سبع سنوات) ليشتري لوالده مستلزمات الغرفة التي في المسجد من فرش وسرير ودولاب ونحوه,, وكان من عناية الله به أن سأله ابنه الصغير المرافق له عما يشتريه ولماذا؟ فكان يجيبه إن ذلك لجده حيث إنه سوف يقيم في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم فسأله هذا الطفل الصغير بمنتهى البراءة ومتى نشتري لك مثل ذلك يا أبي!! فنزل السؤال على الاب كالصاعقة وزلزل الأرض من تحت قدميه وأفاق من غيبوبته فأعاد كل ما اشتراه على صاحب المحل ولم ينتظر أن يعيد له صاحب المحل فلوسه وعاد مهرولاً خجلاً إلى والده يقبله ويعتذر له، ويؤكد له أن له أقصى البيت ولهم أدناه أما الزوجة العاقة فقد خيرها بين والده وأبنائه أو بيت أهلها وهكذا عاد الرجل إلى صوابه وفتح الله على قلبه وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل وجزاء سيئة سيئة مثلها.
والله الهادي إلى سواء السبيل

ملخص الخطبة
1- تعظيم أمر الوالدين. 2- البر والعقوق. 3- الوصية بالوالدين خاصة حال الضعف والكبر. 4- منع الإساءة للوالدين في صورة كانت الإساءة. 5- خصوصية الوالدة عن الوالد. 6- أحاديث في بر الوالدين. 7- صور لبر الوالدين. 8- النهي عن عقوق الوالدين. 9- أحكام في طاعة الوالدين.
الخطبة الأولى
أما بعد:
قال الله تعالى: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً .
أمر الله عز وجل بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك فقال عز وجل: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ، كما قرن شكرهما بشكره فقال عز وجل: أن اشكر لي ولوالديك .
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال: ((الصلاة على وقتها)) قات: ثم أي؟ قال: ((ثم بر الوالدين)) قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))().
والبر اسم جامع للخير، وهو ضد العقوق، ومعناه الصلة وفعل الخير والتوسع فيه واللطف والطاعة.
وقوله تعالى: إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما خص حالة الكبر لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى بر الولد، لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر، فألزم في هذه الحالة بين مراعاة أحوالهما أكثر مما ألزمه من قبل، لأنهما في هذه الحالة قد صارا كلاًّ عليه، يحتاجان أن يلي منهما في الكبر، ما كان يحتاج في صغره أن يليا منه، فلذلك خص هذه الحالة بالذكر، وكذلك طول المكث للمرء يوجب الاستثقال للمرء عادة، ويحصل الملل، ويكثر الضجر، فيظهر غضبه على أبويه، وتنتفخ لهما أوداجه، وأقل المكروه ما يظهره بتنفسه المتردد من الضجر، وقد أمر أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة، وهو السالم من كل عيب، فقال: فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً .
قال العلماء: إنما صارت قولة (أف) للأبوين أردأ شيء، لأنها كلمة تقال لكل شيء مرفوض، كما قال إبراهيم لقومه: أف لكم ولما تعبدون من دون الله .
فهي للأبوين كفرٌ للنعمة، وجحد للتربية، ورد للوصية التي أوصى الله بها في التنزيل، وقوله: ولا تنهرهما والنهر هو الزجر والغلظة، وقوله: وقل لهما قولاً كريماً أي لينا لطيفا، مثل: يا أبتاه ويا أماه من غير أن يسميهما ويكنيهما.
قال ابن الهداج التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولاً كريماً ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.
وقوله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة أمر بمزيد من الشفقة والرحمة، وأن يكون الإنسان مع أبويه في خير ذلة في أقواله وسكناته ونظراته، ثم قال عز وجل: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً أمر الله عز وجل عباده بالترحم على آبائهم والدعاء لهم، فينبغي على العبد أن يرحمهما كما رحماه، وأن يرفق بهما كما رفقا به، إذ ولياه صغيرا جاهلا محتاجا فآثراه على أنفسهما، فسهرا وأناماه، وجاعا وأشبعاه، وتعريا وكسواه، فلا يجزيهما إلا أن يبلغا من الكبر الحد الذي كانهما فيه صغيران فيلي منهما ما وليا منه، ويكون لهما حينئذ فضل التقدم.
قال في تنبيه الغافلين: إنه لو لم يذكر الله تعالى في كتابه حرمة الوالدين، ولم يوص بهما، لكان يعرف بالعقل أن حرمتهما واجبة، وكان الواجب على العاقل أن يعرف حرمتهما، ويقضي حقهما، فكيف وقد ذكره الله تعالى في جميع كتبه: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وقد أمر في جميع كتبه وأوحى إلى جميع رسله، وأوصاهم بحرمة الوالدين ومعرفة حقهما، وجعل رضاه في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما.
وقال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون .
لما خص الله تعالى الأم بالحمل والوضع والرضاع، خصها بمزيد الوصية بالبر، وهذا يوافق ما ورد في الصحيح عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: ((يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك))().
قال عياض: ذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب، وقيل: يكون برهما سواء، ونقله بعضهم عن مالك فروى أن رجلا قال له: إن أبي ببلد السودان، وكتب إلي أن أقدم عليه، وأمي تمنعني من ذلك، فقال له: أطع أباك ولا تعص أمك.
وقد سئل الليث عن هذه المسألة، فأمره بطاعة الأم، وزعم أن لها ثلثي البر، وهذا يشير إلى الطريق التي لم يتكرر بر الأم فيها إلا مرتين، وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد: ((إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب))().
قال ابن حجر: وجاء ما يدل على تقديم الأم في البر مطلقا، وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم والبزار بإسناد حسن من حديث عائشة قالت: سألت النبي : ((أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: زوجها، قلت: فعلى الرجل؟ قال: أمه)).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة قالت: ((يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني وأراده أن ينزعه مني فقال: أنت أحق به ما لم تنكحي))().
فتوصلت لاختصاصها بها في الأمور الثلاثة.
وقوله تعالى: حملته أمه وهناً على وهن أي حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف، وقيل: المرأة ضعيفة الخلقة ثم يضعفها الحمل، وقوله تعالى: أن اشكر لي ولوالديك قيل: الشكر لله على نعمة الإيمان. وللوالدين على نعمة التربية، قال سفيان بن عيينة: من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى، ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما.
وقال عز وجل: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ، ففي هذه الآية دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال إن كانا فقيرين، وإلانة القول والدعاء إلى الإسلام برفق.
وعن أسماء بنت أبي بكر وقد قدمت عليها خالتها – وقيل: أمها من الرضاعة – فقالت: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: نعم، قيل: راغبة عن الإسلام، وقال ابن عطية: والظاهر عندي أنها رغبة في الصلة.
وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل بر الوالدين:
منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: ((لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه))(). وقوله: ((لا يجزي)) أي لا يكافئه بإحسانه وقضاء حقه.
وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر قال: ((جاء رجل إلى النبي يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان فقال: ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما))().
وفي رواية عن عبد الله بن عمر قال: ((قال رجل للنبي أجاهد؟ قال: لك أبوان؟ قال نعم، قال: ففيهما فجاهد))، أي إن كان لك أبوان فأبلغ جهدك في برهما والإحسان إليهما فإن ذلك يقوم لك مقام قتال العدو.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدث أن ابن عمر شاهد رجلا يمانيا يطوف بالبيت حاملا أمه وراء ظهره يقول:
إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة.
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول الله : ((من سره أن يمد له في عمره، ويزاد له في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه)).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: ((رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة))(). ومعنى رغم أنفه: أي لصق بالرغام وهو بالتراب.
ومن بر الوالدين عباد الله:
النفقة عليهما إذا احتاجا لقول الله عز وجل: وصاحبهما في الدنيا معروفاً .
وقوله عز وجل: وبالوالدين إحساناً ، وليس من الإحسان ولا من المصاحبة بالمعروف، أن يموتا جوعا والولد موسر.
ومن برهما توقيرهما واحترامهما: روى البخاري في الأدب المفرد وعبد الرزاق والبيهقي عن هشام بن عروة عن أبيه أو غيره أن أبا هريرة أبصر رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: لا تسمه باسمه ولا تمش أمامه ولا تجلس قبله.
وقال طاووس: من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد، ومن الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه.
ومن برهما دعوتهما إلى الله عز وجل: روى مسلم وأحمد عن أبي كثير السحيمي قال: ((سمعت أبا هريرة يقول بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: ما سمع بي أحد يهودي ولا نصراني إلا أحبني، إن أمي كنت أريدها على الإسلام فتأبى، فقلت لها فأبت، فأتيت النبي فقلت: ادع الله لها، فدعا فأتيتها وقد أجافت عليها الباب، فقالت: يا أبا هريرة إني أسلمت، فأخبرت النبي فقلت: ادع الله لي ولأمي. فقال: ((اللهم عبدك أبو هريرة وأمه أحبهما إلى الناس)).
ومن برهما صلة أهل ودهما: ففي الصحيح عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن من أبر البر صلة أهل ود أبيه بعد أن يولي ))().
ومن برهما الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما .
عن محمد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة ليلة فقال: اللهم اغفر لأبي هريرة ولأمه ولمن استغفر لهما قال محمد: فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبي هريرة.
وروى مالك في الموطأ وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة قال: ((ترفع للميت بعد موته درجته فيقول: أي رب أي شيء هذه؟ فيقال: ولدك استغفر لك))(). ومن برهما قضاء دينهما والحج عنهما والوفاء بنذرهما:
عن أبي هريرة قال: ((أتى النبي رجل فقال: إن أبي مات وعليه حجة الإسلام أفأحج عنه؟ قال: أرأيت لو أن أباك ترك دينا أقضيته عنه؟ قال: نعم، قال: فأحجج عن أبيك))().
أخرجه الشافعي والنسائي وابن ماجة والدارقطني.
ووردت الأحاديث كذلك في النهي عن عقوق الوالدين وبيان أن العقوق من أكبر الكبائر:
والعقوق مشتق من العق، وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل، إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد.
وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباحات فعلا وتركا، واستحبابها في المندوبات وفروض الكفاية كذلك، ومنه تقديمهما عند تعارض الأمرين، كمن دعته أمه ليمرضها مثلا بحيث يفوت عليه فعل واجب إن استمر عندها، ويفوت ما قصدته من تأنيسه لها وغير ذلك لو تركها وفعله، وكان مما يمكن تداركه مع فوات الفضيلة كالصلاة أول الوقت أو في الجماعة.
تنبيهات:
الأول: قال الحافظ ابن الجوزي في قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين . . .
الآية رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين، وجواز برهم، وإن كانت المولاة منقطعة، وبهذا تعلم أنه لا يجب طاعة الأب المشرك كالمسلم، لا سيما في ترك النوافل والطاعات، قال في الآداب الكبرى: وهذا أمر ظاهر ولذا قال الخطابي: لا سبيل للوالدين الكافرين في منعه من الجهاد فرضا كان أو نفلا . وطاعتهما حينئذ معصية لله طاعة للكفار، وإنما عليه أن يبرهما ويطيعهما فيما ليس بمعصية.
والثاني: ذكر شيخ الإسلام أنه ليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من يريدها، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقا.
الثالث: قال في الآداب الكبرى: فإن أمره أبوه بطلاق امرأته لم يجب، ذكره أكثر أصحاب الإمام أحمد، وقد سأل رجل الإمام أحمد فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي. قال: لا تطلقها، قال: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته؟ قال: حتى يكون أبوك مثل عمر.
الرابع: قال الشيخ موفق الدين في حج التطوع: إن للوالد منع الولد من الخروج إليه، لأنه له منعه من الغزو وهو من فروض الكفايات.
الخامس: ينبغي احترام المعلم وتوقيره وقد ذكر بعض الشافعية أن حقه آكد من حق الوالد، لأنه سبب لتحصيل الحياة الأبدية والأب سبب لحصول الحياة الفانية، وقد قال علماء المصطلح: الأشياخ آباء في الدين.
السادس: ذكر عن الإمام ابن عقيل رحمه الله أنه كما يجب الإغضاء عن زلات القرون الثلاثة الذين قال النبي : ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))().
وإذا أسميناهم بالوالدين يجب توقيرهم واحترامهم كما في الوالدين.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
--------------------------------------------------------------------------------
()البخاري (2/9) مواقيت الصلاة : باب فضل الصلاة لوقتها .
()رواه البخاري (10/401) الأدب : باب من أحق الناس بحسن الصحبة ومسلم (16/102) البر والصلة والآداب : باب بر الوالدين وأنهما أحق به .
()وأخرجه ابن ماجة (3661) والحاكم (4/151) وأحمد (4/131،132) ، في الصحيحة رقم 1666.
()رواه أحمد وأبو داود – مشكاة المصابيح (2/1008) رقم 3378.
()مسلم (10/152) العتق:فضل عتق الوالد ، والآداب بر الوالدين وأنهما أحق به .
()رواه البخاري (10/403) الأدب :باب لا يجاهد إلا بإذن الوالدين ، ومسلم (16/103،104) البر والصلة ، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي عن أنس .
()مسلم (16/108) البر والصلة والآداب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها .
()مسلم (16/110) البر والصلة والآداب : تفسير البر والإثم.
()أخرجه ابن ماجة (3660) وأحمد (2/509) وابن أبي شيبة في المصنف والأصبهاني في الترغيب والبغوي في شرح السنة ، وقال الألباني : وأما قول البوصيري ((إسناده صحيح)) ففيه تساهل . الصحيحة (4/129)رقم 1598.
()قال الحافظ في التلخيص : وإسناده ضعيف (2/225).
()البخاري (7/3) فضائل أصحاب النبي عن عمران بن حصين.
1- تعظيم أمر الوالدين. 2- البر والعقوق. 3- الوصية بالوالدين خاصة حال الضعف والكبر. 4- منع الإساءة للوالدين في صورة كانت الإساءة. 5- خصوصية الوالدة عن الوالد. 6- أحاديث في بر الوالدين. 7- صور لبر الوالدين. 8- النهي عن عقوق الوالدين. 9- أحكام في طاعة الوالدين.
الخطبة الأولى
أما بعد:
قال الله تعالى: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً .
أمر الله عز وجل بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك فقال عز وجل: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ، كما قرن شكرهما بشكره فقال عز وجل: أن اشكر لي ولوالديك .
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال: ((الصلاة على وقتها)) قات: ثم أي؟ قال: ((ثم بر الوالدين)) قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))().
والبر اسم جامع للخير، وهو ضد العقوق، ومعناه الصلة وفعل الخير والتوسع فيه واللطف والطاعة.
وقوله تعالى: إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما خص حالة الكبر لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى بر الولد، لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر، فألزم في هذه الحالة بين مراعاة أحوالهما أكثر مما ألزمه من قبل، لأنهما في هذه الحالة قد صارا كلاًّ عليه، يحتاجان أن يلي منهما في الكبر، ما كان يحتاج في صغره أن يليا منه، فلذلك خص هذه الحالة بالذكر، وكذلك طول المكث للمرء يوجب الاستثقال للمرء عادة، ويحصل الملل، ويكثر الضجر، فيظهر غضبه على أبويه، وتنتفخ لهما أوداجه، وأقل المكروه ما يظهره بتنفسه المتردد من الضجر، وقد أمر أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة، وهو السالم من كل عيب، فقال: فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً .
قال العلماء: إنما صارت قولة (أف) للأبوين أردأ شيء، لأنها كلمة تقال لكل شيء مرفوض، كما قال إبراهيم لقومه: أف لكم ولما تعبدون من دون الله .
فهي للأبوين كفرٌ للنعمة، وجحد للتربية، ورد للوصية التي أوصى الله بها في التنزيل، وقوله: ولا تنهرهما والنهر هو الزجر والغلظة، وقوله: وقل لهما قولاً كريماً أي لينا لطيفا، مثل: يا أبتاه ويا أماه من غير أن يسميهما ويكنيهما.
قال ابن الهداج التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولاً كريماً ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.
وقوله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة أمر بمزيد من الشفقة والرحمة، وأن يكون الإنسان مع أبويه في خير ذلة في أقواله وسكناته ونظراته، ثم قال عز وجل: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً أمر الله عز وجل عباده بالترحم على آبائهم والدعاء لهم، فينبغي على العبد أن يرحمهما كما رحماه، وأن يرفق بهما كما رفقا به، إذ ولياه صغيرا جاهلا محتاجا فآثراه على أنفسهما، فسهرا وأناماه، وجاعا وأشبعاه، وتعريا وكسواه، فلا يجزيهما إلا أن يبلغا من الكبر الحد الذي كانهما فيه صغيران فيلي منهما ما وليا منه، ويكون لهما حينئذ فضل التقدم.
قال في تنبيه الغافلين: إنه لو لم يذكر الله تعالى في كتابه حرمة الوالدين، ولم يوص بهما، لكان يعرف بالعقل أن حرمتهما واجبة، وكان الواجب على العاقل أن يعرف حرمتهما، ويقضي حقهما، فكيف وقد ذكره الله تعالى في جميع كتبه: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وقد أمر في جميع كتبه وأوحى إلى جميع رسله، وأوصاهم بحرمة الوالدين ومعرفة حقهما، وجعل رضاه في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما.
وقال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون .
لما خص الله تعالى الأم بالحمل والوضع والرضاع، خصها بمزيد الوصية بالبر، وهذا يوافق ما ورد في الصحيح عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: ((يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك))().
قال عياض: ذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب، وقيل: يكون برهما سواء، ونقله بعضهم عن مالك فروى أن رجلا قال له: إن أبي ببلد السودان، وكتب إلي أن أقدم عليه، وأمي تمنعني من ذلك، فقال له: أطع أباك ولا تعص أمك.
وقد سئل الليث عن هذه المسألة، فأمره بطاعة الأم، وزعم أن لها ثلثي البر، وهذا يشير إلى الطريق التي لم يتكرر بر الأم فيها إلا مرتين، وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد: ((إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب))().
قال ابن حجر: وجاء ما يدل على تقديم الأم في البر مطلقا، وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم والبزار بإسناد حسن من حديث عائشة قالت: سألت النبي : ((أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: زوجها، قلت: فعلى الرجل؟ قال: أمه)).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة قالت: ((يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني وأراده أن ينزعه مني فقال: أنت أحق به ما لم تنكحي))().
فتوصلت لاختصاصها بها في الأمور الثلاثة.
وقوله تعالى: حملته أمه وهناً على وهن أي حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف، وقيل: المرأة ضعيفة الخلقة ثم يضعفها الحمل، وقوله تعالى: أن اشكر لي ولوالديك قيل: الشكر لله على نعمة الإيمان. وللوالدين على نعمة التربية، قال سفيان بن عيينة: من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى، ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما.
وقال عز وجل: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ، ففي هذه الآية دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال إن كانا فقيرين، وإلانة القول والدعاء إلى الإسلام برفق.
وعن أسماء بنت أبي بكر وقد قدمت عليها خالتها – وقيل: أمها من الرضاعة – فقالت: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: نعم، قيل: راغبة عن الإسلام، وقال ابن عطية: والظاهر عندي أنها رغبة في الصلة.
وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل بر الوالدين:
منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: ((لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه))(). وقوله: ((لا يجزي)) أي لا يكافئه بإحسانه وقضاء حقه.
وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر قال: ((جاء رجل إلى النبي يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان فقال: ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما))().
وفي رواية عن عبد الله بن عمر قال: ((قال رجل للنبي أجاهد؟ قال: لك أبوان؟ قال نعم، قال: ففيهما فجاهد))، أي إن كان لك أبوان فأبلغ جهدك في برهما والإحسان إليهما فإن ذلك يقوم لك مقام قتال العدو.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدث أن ابن عمر شاهد رجلا يمانيا يطوف بالبيت حاملا أمه وراء ظهره يقول:
إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة.
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول الله : ((من سره أن يمد له في عمره، ويزاد له في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه)).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: ((رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة))(). ومعنى رغم أنفه: أي لصق بالرغام وهو بالتراب.
ومن بر الوالدين عباد الله:
النفقة عليهما إذا احتاجا لقول الله عز وجل: وصاحبهما في الدنيا معروفاً .
وقوله عز وجل: وبالوالدين إحساناً ، وليس من الإحسان ولا من المصاحبة بالمعروف، أن يموتا جوعا والولد موسر.
ومن برهما توقيرهما واحترامهما: روى البخاري في الأدب المفرد وعبد الرزاق والبيهقي عن هشام بن عروة عن أبيه أو غيره أن أبا هريرة أبصر رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: لا تسمه باسمه ولا تمش أمامه ولا تجلس قبله.
وقال طاووس: من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد، ومن الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه.
ومن برهما دعوتهما إلى الله عز وجل: روى مسلم وأحمد عن أبي كثير السحيمي قال: ((سمعت أبا هريرة يقول بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: ما سمع بي أحد يهودي ولا نصراني إلا أحبني، إن أمي كنت أريدها على الإسلام فتأبى، فقلت لها فأبت، فأتيت النبي فقلت: ادع الله لها، فدعا فأتيتها وقد أجافت عليها الباب، فقالت: يا أبا هريرة إني أسلمت، فأخبرت النبي فقلت: ادع الله لي ولأمي. فقال: ((اللهم عبدك أبو هريرة وأمه أحبهما إلى الناس)).
ومن برهما صلة أهل ودهما: ففي الصحيح عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن من أبر البر صلة أهل ود أبيه بعد أن يولي ))().
ومن برهما الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما .
عن محمد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة ليلة فقال: اللهم اغفر لأبي هريرة ولأمه ولمن استغفر لهما قال محمد: فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبي هريرة.
وروى مالك في الموطأ وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة قال: ((ترفع للميت بعد موته درجته فيقول: أي رب أي شيء هذه؟ فيقال: ولدك استغفر لك))(). ومن برهما قضاء دينهما والحج عنهما والوفاء بنذرهما:
عن أبي هريرة قال: ((أتى النبي رجل فقال: إن أبي مات وعليه حجة الإسلام أفأحج عنه؟ قال: أرأيت لو أن أباك ترك دينا أقضيته عنه؟ قال: نعم، قال: فأحجج عن أبيك))().
أخرجه الشافعي والنسائي وابن ماجة والدارقطني.
ووردت الأحاديث كذلك في النهي عن عقوق الوالدين وبيان أن العقوق من أكبر الكبائر:
والعقوق مشتق من العق، وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل، إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد.
وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباحات فعلا وتركا، واستحبابها في المندوبات وفروض الكفاية كذلك، ومنه تقديمهما عند تعارض الأمرين، كمن دعته أمه ليمرضها مثلا بحيث يفوت عليه فعل واجب إن استمر عندها، ويفوت ما قصدته من تأنيسه لها وغير ذلك لو تركها وفعله، وكان مما يمكن تداركه مع فوات الفضيلة كالصلاة أول الوقت أو في الجماعة.
تنبيهات:
الأول: قال الحافظ ابن الجوزي في قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين . . .
الآية رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين، وجواز برهم، وإن كانت المولاة منقطعة، وبهذا تعلم أنه لا يجب طاعة الأب المشرك كالمسلم، لا سيما في ترك النوافل والطاعات، قال في الآداب الكبرى: وهذا أمر ظاهر ولذا قال الخطابي: لا سبيل للوالدين الكافرين في منعه من الجهاد فرضا كان أو نفلا . وطاعتهما حينئذ معصية لله طاعة للكفار، وإنما عليه أن يبرهما ويطيعهما فيما ليس بمعصية.
والثاني: ذكر شيخ الإسلام أنه ليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من يريدها، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقا.
الثالث: قال في الآداب الكبرى: فإن أمره أبوه بطلاق امرأته لم يجب، ذكره أكثر أصحاب الإمام أحمد، وقد سأل رجل الإمام أحمد فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي. قال: لا تطلقها، قال: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته؟ قال: حتى يكون أبوك مثل عمر.
الرابع: قال الشيخ موفق الدين في حج التطوع: إن للوالد منع الولد من الخروج إليه، لأنه له منعه من الغزو وهو من فروض الكفايات.
الخامس: ينبغي احترام المعلم وتوقيره وقد ذكر بعض الشافعية أن حقه آكد من حق الوالد، لأنه سبب لتحصيل الحياة الأبدية والأب سبب لحصول الحياة الفانية، وقد قال علماء المصطلح: الأشياخ آباء في الدين.
السادس: ذكر عن الإمام ابن عقيل رحمه الله أنه كما يجب الإغضاء عن زلات القرون الثلاثة الذين قال النبي : ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))().
وإذا أسميناهم بالوالدين يجب توقيرهم واحترامهم كما في الوالدين.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
--------------------------------------------------------------------------------
()البخاري (2/9) مواقيت الصلاة : باب فضل الصلاة لوقتها .
()رواه البخاري (10/401) الأدب : باب من أحق الناس بحسن الصحبة ومسلم (16/102) البر والصلة والآداب : باب بر الوالدين وأنهما أحق به .
()وأخرجه ابن ماجة (3661) والحاكم (4/151) وأحمد (4/131،132) ، في الصحيحة رقم 1666.
()رواه أحمد وأبو داود – مشكاة المصابيح (2/1008) رقم 3378.
()مسلم (10/152) العتق:فضل عتق الوالد ، والآداب بر الوالدين وأنهما أحق به .
()رواه البخاري (10/403) الأدب :باب لا يجاهد إلا بإذن الوالدين ، ومسلم (16/103،104) البر والصلة ، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي عن أنس .
()مسلم (16/108) البر والصلة والآداب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها .
()مسلم (16/110) البر والصلة والآداب : تفسير البر والإثم.
()أخرجه ابن ماجة (3660) وأحمد (2/509) وابن أبي شيبة في المصنف والأصبهاني في الترغيب والبغوي في شرح السنة ، وقال الألباني : وأما قول البوصيري ((إسناده صحيح)) ففيه تساهل . الصحيحة (4/129)رقم 1598.
()قال الحافظ في التلخيص : وإسناده ضعيف (2/225).
()البخاري (7/3) فضائل أصحاب النبي عن عمران بن حصين.

(2) بر الوالدين
قال تعالى﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ صدق الله العظيم 24 الإسراء.
قول الحق سبحانه وتعالى وقضى ربك يعني أمر وهذا قضاء أمر لا قضاء حكم.
وروى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة ».
وقال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم « من أمسى مرضيا لوالديه وأصبح أمسى وأصبح وله بابان مفتوحان من الجنة وان واحدا فواحدا ومن امسى واصبح مسخطا لوالديه امسى واصبح وله بابان مفتوحان الى النار وان واحدا فواحدا » فقال رجل يا رسول الله وان ظلماه قال «وان ظلماه وان ظلماه وان ظلماه».
ولا عطر بعد عروس وأما القصه
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال « جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول ان أبي أخذ مالي…فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأتني بأبيك فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه … فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله غليه وسلم ما بال ابنك يشكوك … أتريد أن تأخذ ماله …؟ فقال سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي ..! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه دعنا من هذا … أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك فقال الشيخ والله يا رسول الله ما زال الله عز وجل يزدنا بك يقينا لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته ذناي قال قل وأنا أسمع قال قلت.
غذوتك مولودا ومنتك يافعا == تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم ابت == لسقمك إلا ساهرا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي == طرقت بدوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وانها == لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي == إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلطة وفظاظة == كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك لم ترع حق أبوتي == فعلت كما الجار المصاحب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن == علي بمال دون مالك تبخل
قال فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال انت ومالك لأبيك»
والثانية وفد أويس بن عامر المرادي فيمن وفد من الناس إلى امير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال له عمر أنت أويس بن عامر قال نعم يا أمير المؤمنين قال أنت من مراد ثم من قرن قال نعم قال كان بك برص فبرأت منه إلا موضع الدرهم قال نعم قال ولك والدة قال نعم قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يأتي عليكم أويس بن عامر من أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع الدرهم , له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل »، قال عمر بن الخطاب فاستغفر لي يا أويس فاستغفر له … وروى عن أنس أن شابا كان على عهد رسول الله يسمى علقمه مرض واشتد عليه المرض فقيل له قل: لا إله إلا الله فلم ينطق لسانه فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل له أبوان فقيل مات أبوه وله ام كبيرة فأرسل إليها رسول الله فجاءت فسألها عن حال ابنها فقالت كان يصلي كذا وكذا وكان يصوم كذا وكذا وكان يتصدق بجملة دراهم ما تدري ما وزنها ولا عددها قال فما حالك وحاله قالت أنا عليه ساخطه قال لها ولم ذلك قالت كان يؤثر على امرأته ويعطيها في الأشياء فقال الرسول سخط امه حجب لسانه من شهادة أن لا إله إلا الله ثم قال لبلال انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه بالنار فقالت يا رسول الله ابني وقرة فؤادي تحرقه بالنار بين يدي وكيف يتحمل قلبي ذلك فقال الرسول يسرك أن يغفر الله له فارضي عنه فو الذي نفسي بيده لا ينتفع بصلاته ولا بصدقته ولا بصومه مادمت عليه ساخطه فرفعت يدها وقالت أشهد الله تعالى في سمائه وانت يا رسول الله ومن حضر أني رضيت عنه فقال الرسول انطلق يا بلال فانظر هل يستطيع علقمه أن يقول لا إله إلا الله فلعل أمه تكلمت بما ليس في قلبها حياء من الرسول فانطلق بلال فلما انهى الباب سمع علقمه يقول لا إله إلا الله ومات من يومه.
قال تعالى﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ صدق الله العظيم 24 الإسراء.
قول الحق سبحانه وتعالى وقضى ربك يعني أمر وهذا قضاء أمر لا قضاء حكم.
وروى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة ».
وقال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم « من أمسى مرضيا لوالديه وأصبح أمسى وأصبح وله بابان مفتوحان من الجنة وان واحدا فواحدا ومن امسى واصبح مسخطا لوالديه امسى واصبح وله بابان مفتوحان الى النار وان واحدا فواحدا » فقال رجل يا رسول الله وان ظلماه قال «وان ظلماه وان ظلماه وان ظلماه».
ولا عطر بعد عروس وأما القصه
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال « جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول ان أبي أخذ مالي…فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأتني بأبيك فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه … فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله غليه وسلم ما بال ابنك يشكوك … أتريد أن تأخذ ماله …؟ فقال سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي ..! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه دعنا من هذا … أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك فقال الشيخ والله يا رسول الله ما زال الله عز وجل يزدنا بك يقينا لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته ذناي قال قل وأنا أسمع قال قلت.
غذوتك مولودا ومنتك يافعا == تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم ابت == لسقمك إلا ساهرا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي == طرقت بدوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وانها == لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي == إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلطة وفظاظة == كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك لم ترع حق أبوتي == فعلت كما الجار المصاحب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن == علي بمال دون مالك تبخل
قال فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال انت ومالك لأبيك»
والثانية وفد أويس بن عامر المرادي فيمن وفد من الناس إلى امير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال له عمر أنت أويس بن عامر قال نعم يا أمير المؤمنين قال أنت من مراد ثم من قرن قال نعم قال كان بك برص فبرأت منه إلا موضع الدرهم قال نعم قال ولك والدة قال نعم قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يأتي عليكم أويس بن عامر من أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع الدرهم , له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل »، قال عمر بن الخطاب فاستغفر لي يا أويس فاستغفر له … وروى عن أنس أن شابا كان على عهد رسول الله يسمى علقمه مرض واشتد عليه المرض فقيل له قل: لا إله إلا الله فلم ينطق لسانه فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل له أبوان فقيل مات أبوه وله ام كبيرة فأرسل إليها رسول الله فجاءت فسألها عن حال ابنها فقالت كان يصلي كذا وكذا وكان يصوم كذا وكذا وكان يتصدق بجملة دراهم ما تدري ما وزنها ولا عددها قال فما حالك وحاله قالت أنا عليه ساخطه قال لها ولم ذلك قالت كان يؤثر على امرأته ويعطيها في الأشياء فقال الرسول سخط امه حجب لسانه من شهادة أن لا إله إلا الله ثم قال لبلال انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه بالنار فقالت يا رسول الله ابني وقرة فؤادي تحرقه بالنار بين يدي وكيف يتحمل قلبي ذلك فقال الرسول يسرك أن يغفر الله له فارضي عنه فو الذي نفسي بيده لا ينتفع بصلاته ولا بصدقته ولا بصومه مادمت عليه ساخطه فرفعت يدها وقالت أشهد الله تعالى في سمائه وانت يا رسول الله ومن حضر أني رضيت عنه فقال الرسول انطلق يا بلال فانظر هل يستطيع علقمه أن يقول لا إله إلا الله فلعل أمه تكلمت بما ليس في قلبها حياء من الرسول فانطلق بلال فلما انهى الباب سمع علقمه يقول لا إله إلا الله ومات من يومه.
الصفحة الأخيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
موضوع جميل جدا وهادف في طرحه...بارك الله فيك غاليتي لاوسي...
فهذه المشكله كثيرا مانسمع بها ونرى من يجحد والديه وينسى ماكان
كيف لاتكون مشكله ولا تكون معضله بل ومصيبه كبرى لايتصورها عقل
وقد قال تعالى فيهما...
(( وقضى ربك
ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل
لهما أ ُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل
ربِ ارحمهما كما ربياني صغيراً )) الإسراء : 23 ، 24 . وعن ابن عمر رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاثة لاينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق
لوالديه ، ومدمن الخمر ، والمنان . وثلاثة لايدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والديوث والرَّجلة "
فكيف ننعم والجنه قد حرم علينا دخولها ونحن نقصر بحقوق أعظم البشر وأقربهم ألينا ؟؟
وأن كنتِ عزيزتي العضوه من هؤلاء الذين يبرون بوالديهم ويخشون الله تعالى فيهم..
فهذا لايعني أن مسؤوليتك قد أنتهت هنا... نعم لم تنتهي مادمت أنت من قالوا عنها
هي نصف المجتمع.. هي مدرسه .. هي مربية الاجيال.. هي العظيمه...
فأنت أم .. وزوجه ولك حقوق يجب عليك المبادره بها وإنجازها..
ومن أولى تلك المسؤوليات هي نصحك وحثك لزوجك لبر والديه والسعي دوما الى رضاهما
قد ترين أن زوجك لم يقصر أو أنك تهاونت جهلا أو عمدا" الله تعالى أعلم" من هذه الناحيه..
ولكن لتنظري الى تلك البنود إن كان زوجك ممن يمارس ولو جزء يسير منها فأعلمي
أنه بحاجه الى من يدفعه الى الخير...
ومن صور العقوق...
- إبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول والفعل .
2 - نهرهما وزجرهما ، ورفع الصوت عليهما ، والتأفف من أوامرهما .
3- العبوس وتقطيب الجبين أمامهما ، والنظر إليهما شزراً.
4- الأمر عليهما ، وترك الإصغاء لحديثهما ، وشتمهما .
5- ذم الوالدين أمام الناس ، وتشويه سمعتهما .
6- المكث طويلاً خارج المنزل مع حاجة الوالدين وعدم إذنهما للولد في الخروج .
7- تمني زوالهما ، أو إيداعهم دور العجزة .
8- البخل عليهما والمنة
9- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة .
10- إدخال المنكرات للمنزل ، أو مزاولة المنكرات أمامهما .
11- التعدي عليهما بالضرب ، أو قتلهما عياذاً بالله .
12- تقديم طاعة الزوجة عليهما .
13- إثارة المشكلات أمامهما إما مع الأخوة ، أو مع الزوجة .
14- كثرة الشكوى والأنين أمام الوالدين .
وللاسف أن هناك من الزوجات من يكون تفكيرها ممزوج بعدم المبالاة همها أن يكون الزوج لها
وحدها يلبي طلباتها.. ولايهمه سوى رضاها
لم تفكر يوما ومن باب النصح ان تحدث زوجها وتخبره بقصوره..
ولكن لو تخاذل أو قصر في حق أهلها أقامت الدنيا ولا تقعدها الله المستعان..
وهناك من يعاملها والدا زوجها بقسوه فتبادلهما الاساءه بالاساءه متناسية أن العفو عند المقدره
والصبر على الاذى شيئ جميل حث عليه تعالى ورسوله النبي الكريم .. فالماذا
لاتحتسبين الاجر وتكتمين غيضك كما كان قدوتك سيد البشر محمد يفعل ذلك عندما أذوه كفار قريش
فهو لم يدعوا عليهم بل دعاء بأن يخرج من أصلابهم من يدافع عن هذا الدين ويحملون راية الاسلام خفاقه
وهذا ماتحقق له صلى الله عليه وسلم...
فمذا ستخسرين لو صبرت... وتحملت مايقولون..!!!
قد تشعرين بالضيق والكمد ولكن هذه هي الدنيا وليس هناك بيت يخلو من المشكلات..
فأنت غايتك الجنه ... والجنه قد حفت بالمكاره.... فهل بعد هذا ستنظرين الى حالك وحال هذا الزوج المقصر..
ذكريه بأن مايفعله بوالدايه سيمر هو به.. فليتق الله تعالى..
لاتتكاسلي في توجيهه كل ماسنحت لك الفرصه لاتتقاعسي أبدا لان هذا مايريده الشيطان اللعين
بري بهما أنت حتى يلين جانبه وترغبيه..
أحضري اليه الكتب الاسلاميه التي تحث على برهما حتى يشعر بذنبه العظيم ذلك..
ولاتنسين الا شرطه أجعلي مجموعه منها في سيارته.. حتى يتسنى له سماعها بوحدته
فالحديث هنا سيكون دافئا... قريبا من القلب ...وبالتالي يستطيع أن يرى مالم يعيه من قبل!!
ذكريه دوما بأن لاينساهما بالدعاء والهديه والمكوث معهم والتقرب منهم والحديث اليهم بما
يحبون....
رغبي أولادك في ذلك ايضا فالبر ليس قاصرا على زوجك فقط.. بل أجعلي منزلك ينطق بالاخلاق
الاسلاميه...
أذكري له قصص الصحابه والسلف الصالح في برهم بوالديهم ..
فهاهو أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.
وهاهو رسول الله يجعل حق الوالدين مقدماً على الجهاد في سبيل الله.
ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله)).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) .
وعنه أيضاً أن النبي قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) .
وعن معاوية بن جاهمة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) .
وها هو رسول الله يدعو على من أدرك أبويه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة، فيقول كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة: ((رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)).
فهذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع. وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.
وهذا حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.
هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فما بال شبابنا اليوم يقصرون في بر آبائهم وأمهاتهم، وربما عق أحدهم والديه من أجل إرضاء صديق له، أو أبكى والديه وأغضبهما (وهذا من أشد العقوق) من أجل سفر هنا أو هناك أو متعة هنا أو هناك.
وقد يكون من الازواج من إذا غضبت عليه زوجته ضاقت به الدنيا .. وجعل كل هموم الدنيا على كاهله
ولو كان من غضب أحد والديه هان الامر عنده ولم يبالي<< أستغفر الله العلي العظيم
وأذكر هنا بعض القصص التي استمعت لها في أحد الاشرطه وهي مؤثره جدا حد الالم..
ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق.
يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتما فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.
هذه صورة من صور العقوق، يدخل الزوج وهو يعيش مع والديه أو أن والديه يعيشان عنده، يدخل البيت معبس الوجه مكفهر الجبين، فإذا دخل غرفة نومه سمعت الأم الضحكات تتعالى من وراء باب الحجرة، أو يدخل ومعه هدية لزوجه فيعطي زوجته، ويدع أمه، هذا نوع من العقوق.
فشتان مابين تلك الصوره والاخرى...<< حسبي الله ونعم الوكيل..
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
وذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.
آسفه جدا على الاطاله ولكن أحببت المشاركه معكن أخواتي الحبيبات أساله تعالى لي ولكن
الاجر والمثوبه... إنه تعالى القادر على ذلك....
اللهم أعنا على بر والدينا،
اللهم أعنا على بر والدينا،
اللهم أعنا على بر والدينا،