

(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

دورات و مواضيع تعلوا إلى العلياء برقيها
و نبل مضمونها التربوي والتوجيهي للأمهات
سلب منها نبلها ونقائها
من قبل البعض من فتياتنا هداهن الله
معتبرات أنه ضوء أخضر
لتتجرأ وتتجاوز على حقوق أمهاتنا حفظهن الله
تحت غطاء ومظلة الفضفضة
وتخفيف عن النفس وبداعي الحاجة للمواساة والنصح

فكم
يعتصر القلب بمرارة الألم والحسرة
أن يكون ركننا الحبيب
الركن الإجتماعي
ميدان لتلك الأقلام
التي للأسف الشديد
اساءت فهم و هدف ونبل وتوجه هذا الركن
فركننا الحبيب ميدان لتقريب وجهات النظر
وتعريف كل طرف بإحتياجات الأخر من أمهات و فتيات
ضمن أسس الإحترام والخلق والأدب
التي تنبثق من كتاب الله ثم سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام
وليس مرتعا للعقوق و إستباحة حرمات وقدسية أمهاتنا حفظهن الله
والحط من قدرهن وشأنهن

مواضيع
والله تلجم القلب وتفجع العقل
لقسوة ماتحتويه من عقوق
فبدايتها تفيض بأجمل لغات الأدب والخلق
و التفنن والبراعة بإنتقاء أرق الكلمات لوصف أنفسهن
ليخال إلينا أنهن قطع من الجنة
وعندما يأتي الدور للحديث والشكوة من أمهاتهن
تحولت أقلامهن لسياط تضرب تلك المسكينة
بأبذء وأدنئ العبارات
ليخال لنا من فاجعة العبارات
أن أمهاتهن الجحيم بأسره
والأسى والحزن
لكل من سولت لها نفسها وصف أمها
بالحقودة و الحسودة و بالغيرة ايضا

و لو كانت
تلك الأقلام مظلومة
لنهالت بالثناء والمديح
المؤجج بالحب والمودة لأمهاتهن أولا
قبل أن تبدأ بالتبجح بذكر خصالها
ودورها البطولي المظلوم
واستعارة دور المغلوبة والمقهورة
على أمرها
ثم بعد ذلك تطرح مشكلتها
بإسلوب مهذب خلوق يتدفق من ينابيع البر والصلاح
فتذوب أجمل المشاعر الإنسانية وأرقها
خجلا من سمو ذاك البر والإحسان
الذي يتوج حروفها وعباراتها
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
يقول الله تعالى( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)

فأما
أن نشكو أمهاتنا وننهال عليهن بحضيض العبارات
ثم ننعت أنفسنا بالبر والإحسان
لشئ لايتقبله العقل ولا الضمير
ويتوقف القلب من هوله
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إيَّـاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إحْساناً
إمَّا يبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أحَدُهُما أو كِلاهُما فلا تَقُـلْ لهُماأُفٍّ ولا تَـنْهَـرهُما وقُـلْ لهُما قولاً كريماً

فأنا
لست ضد أن نطرح قضايانا
وأشكالياتنا مع أمهاتنا هنا
فالإختلاف الفارق العمري
وإختلاف متطلبات جيل عن جيل
ولتفاوت المستوى الثقافي والتعلمي
بين الأمهات وفتياتهن
إنعكاسه الذي لانستطيع إنكاره
من إشكاليات
ومن وسوء فهم في إستعاب كل طرف للأخر
وتباين وجهات النظر
لكن
لا وألف لا
أن تنعت درات قلوبنا
بأقسى أصناف العبارات
حتى لو كان التقصير وقلة العطف علينا
من جانبهن
بذريعة تجسيد المعاناة وتقريب صورة الواقع
وإن لم يكن لحشد أكبر عدد من الردود

فنعم
لتلك الإشكاليات
التي تطرح وهي مغموسة بمسك البر والإحسان
و التقدير والعرفان
لكل ما قدمته لنا أمهاتنا
لا و ألف لا
لصفحات سوداء
حالكة بالعقوق والجحود
بقصد او بدون قصد
تحياااتي

لكن لابأس بالشكوى والبحث عن حلول بدون تمادي
الله يهدي الجميع
أختكم اللؤلؤة المكنونة..