تمر عليك بعض القراءات فتصادف موقعا عندك ..
تغرف منها ماتقتنع به ، وتضفي عليها من حافظة أفكارك ..
فما الأفكار ؟؟
:
التربية.. والتعليم .. المجتمع ..والأسرة ..
ظروف الحياة .. والنشأة
كل تلك العوامل تشكل شخصياتنا وتؤثر على أفكارنا ..
كبرنا بتلك القناعات .. وخالطنا الآخرين..فانسجمنا مع البعض
ولم ننسجم مع الآخرين، بحسب توافق الأفكار وتنافرها..
فصدق على من نؤالفهم القول الشريف:
(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها إختلف )
.....
وقد تتآلف الأرواح ولكن لاتتوافق الأفكار بل قد تكون مختلفة تماماً
في التوجهات والمعتقدات والميول..
فلكل شخص منظومة فكرية اختزلها عقله وتبرمج عليها
وهي التي يواجه بها أفكار الآخرين ..!
..
في عصر الإنفتاح والثورات المعلوماتية،
وتكاثر منصات التواصل وقلة القيود،
أصبحت لكل إنسان حرية أكبر ومنافذ أوسع
يظهر منها أفكاره التي تخصه للآخرين،
أفكاره التي تشكل ملامح شخصيته والتي هو مقتنع بسلامتها ..
وبالطبع ليس على من يقرؤها أن يوافق عليها..
فلكل شخص حرية رأي وقراروأفكار يعتقد أنها سليمة..
حتى أنه قد يعتبر كل رأي جديد دخيلاً وغريباً عليه !
وقد يألفه بمرور الأيام ، ويعتاد عليه تفكيره..
.....
إن مواجهة عقولنا لكل فكرة جديدة..أياًكانت
أشبه بمواجهة عاصفة تجتاح ملاذها ، وتزعزع معتقداتها ..
وربما شيئاً فشيئاً يتعايش العقل معها ..
ويصبح أكثرمرونة و استعداداً لمستجدات أخرى..
..... ..
في مواقع التواصل، نرى من لا يروق له رأي الآخر وتفكيره..
أما أن يحظره ..
أو يدخل معه في دوامة من الخلاف قد تصل إلى التراشق بالشتائم
والسبب أن كل واحد يبحث عن أفكاره في عقول الآخرين ..
ويريد أن يزرعها عنوةً في عقل الآخر..
ينسى أن للآخر عقلية مبرمجة بشكل مختلف عن برمجة عقله
ولو. وضع في حسبانه جميع ردات الفعل واستعد لها
بنقاش سليم وعقل متفتح لوصل إلى إحدى نتيجتين:
إما الإتفاق ، وإما احترام الرأي الآخر، وإن لمنأخذ به ..
......
إذن ( لاتبحث عن أفكارك في عقلي أنا )
هي عبارة يجب أن نستحضرها قبل الدخول في نقاش مع الآخرين ..
وأما إذا كنا متأكدين من سلامة ما نطرحه من أفكار نبيلة
و نريد تعميمها للفائدة فيجب علينا أن نمتلك وسائل الإقناع المناسبة
أما إذا قوبلت أفكارنا بالرفض من الأغلبية فهذا يعني أن علينا مراجعتها
فربما كانت بحاجة لتعديلات ما..
أو غير مناسبة للطرح زماناً أو مكاناً ..
والفكرة الناجحة التي تتقبلها العقول في مجتمعاتنا ..
هي التي تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
.....
وفي الختام نكرر المقولة الشهيرة :
( إنه عقلي أنا فلا تفتش فيه عن أفكارك)!
كحقيقة مسلم بها..
