عقيدة أهل السنة في آل بيت الرسول

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

سنقرأ في هذا الموضوع :

1- عقيدة أهـل السنة والجماعة في آل بيت الرسول عليه السلام
2- حقوق آل بيت الرسول عليه السلام
3- عقيدة أهل السنة في علي كرم الله وجهه والحسن والحسين رضوان الله عليهم
4- كلام أهل السنة في النواصب
5- هل يجوز التطاول على أحد من الصحابة رضي الله عنهم
6- الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
7- موقف أهل السنة من الفتنة التي حصلت في زمن الصحابة


عقيدة أهـل السنة والجماعة في آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

خلاصة الكلام في عقيدة أهل السنة ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ، والتي قال فيها رحمه الله : ويحبون أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم– ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث قال يوم غدير خم : " أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي (1) " وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أيضاً للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفوا بني هاشم : " والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي (2) " ، وقال : " إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم (3) " ا .هـ
وأكتفي بهذا النص عن الإمام ابن تيمية الذي يرى كثير من الشيعة أنه من أشد أهل السنة عدواة لهم لأجل كتابه منهاج السنة وهو في الرد على ابن المطهر الحلي .

حقوق آل بيت الرسول عليه السلام:-

وتفصيل حقوقهم على النحو الآتي :
أولاً : حق المحبة والموالاة

أيها القارئ الكريم : لا يخفى عليك بأن محبة كل مؤمن ومؤمنة واجب شرعي وما سبق ذكره من محبة وموالاة آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .فهذه محبة وموالاة خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم ، لقوله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لقرابتي ) . أما الأولى التي لله وهي الأخوة الإيمانية والموالاة فهذه للمسلمين عامة ، فإن المسلم أخو المسلم فتشمل جميع المسلمين بما فيهم آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وجعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لقرابته محبة خاصة بهم لأجل قرابتهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال الله تعالى : { قل لا أسائلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } . وهذا معنى الحديث السابق على المعنى الصحيح في الآية والله أعلم ، والمقصود أن محبتهم وموالاتهم وتوقيرهم : لأجل قرابتهم لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثابتة وهي غير الموالاة العامة لأهل الإسلام .


ثانياً : حق الصلاة عليهم

وكذلك الصلاة عليهم قال الله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
روى مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : " أتاني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : قولوا اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم في العالمين ، إنك حميدٌ مجيد ، والسلام كما قد علمتم (4) " . ومثله حديث أبي حميد الساعدي المتفق عليه والأدلة على ذلك كثيرة ، قال ابن القيم رحمه الله : إنها حق لهم دون سائر الأمة ، بغير خلاف بين الأئمة . ا .هـ(5) " وهذا في الصلاة الإبراهيمية .

ثالثاً : حق الخمس
وكذلك لهم الحق في الخُمس قال الله تعالى { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } . والأحاديث كثيرة وهذا سهم خاص بذي القربى ، وهو ثابت لهم بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو قول جمهور العلماء ، وهو الصحيح (6) " .

فائدة : الحقوق كثيرة ، وأشرنا إلى أهم تلك الحقوق ، ويستحقها من ثبت إسلامه ونسبه فلا بد من ذلك ، ولا بد من حسن العمل .
وكان رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم - يحذر من الاعتماد على النسب وفعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في مكة في القصة المشهورة لما قال عليه - الصلاة و السلام - : " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا أغني عنك من الله شيئا ، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئتِ لا أغني عنك من الله شيئاً " رواه البخاري ، ومعلوم ما نزل في أبي لهب نعوذ بالله من النار .

عقيدة أهل السنة في علي بن أبي طالب والحسن والحسين

أيها القارئ الكريم :
وكلام علماء الإسلام صريح وواضح أشد الوضوح في الثناء على الإمام علي كرم الله وجه وأبناؤه – رضوان الله عليهم - ، وعقيدة أهل السنة والجماعة يشهدون بأن عليا كرم الله وجهه والحسن والحسين – رضوان الله عليهما - من أهل الجنة كيف لا وعلي كرم الله وجهه من المبشرين بالجنة كيف لا وعلي كرم الله وجهه قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر ( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) والحديث في مناقب علي كرم الله وجهه يطول جداً
أما الحسن والحسين رضوان الله عليهما فهما سبطا رسول الله وريحانتاه وحبيباه
نعرف عن سيدنا الحسين بن علي –رضي الله عنه وأرضاه- أنه سبط رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وريحانته من الدنيا، وأشبه الناس به، وكان فمه الطيب مهوى شفتي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وأنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة، وأنه ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، والذي حبه إيمان وبغضه نفاق، وأنه ابن البتول المطهرة سيدة نساء العالمين، والبضعة النبوية فاطمة الزهراء، وأنه من خير آل بيت نبينا الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً

ونعتقد أنه قتل مظلوماً مبغياً عليه، فنبرأ إلى الله من كل فاجر شقي قاتله أو أعان على قتله أو رضى به، ونعتقد أن ما أصابه فمن كرامة الله له، وأنه رفعة لقدره، وإعلاء لمنـزلته –رضي الله عنه وأرضاه-، مصداقاً لقول جده –عليه الصلاة والسلام-:"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". فبلغه الله بهذا البلاء منازل الشهداء، وألحقه بالسابقين من أهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء في أول الدعوة النبوية فصبروا، وهكذا الإمام الحسين ابتلى بعد وصبر، فأتم الله عليه نعمته بالشهادة، لأن عند الله في دار كرامته من المنازل العلية ما لا ينالها إلا أهل البلاء والصبر فكان الإمام الحسين منهم.
ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الحسين إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين –وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب" فنقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".
ومع ذلك فلا نتجاوز في حبنا له حدود ما حده لنا جده –صلى الله عليه وسلم- الذي قال:"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله".
فلا نعظمه بأنواع التعظيم التي لا تصرف إلا لله كالدعاء والاستغاثة، ولا نشرك بنبينا وآله كما أشركت النصارى بعيسى ابن مريم وأمه حيث جعلوهما في مرتبة الألوهية. ولا نجعل له ولا لغيره من آل البيت الطيبين ما هو من خصائص المرسلين كالعصمة والتشريع، بل هم رضوان الله عليهم أصدق المبلغين عن رسول الله وأعظم المتبعين لهداه، ونعلم أنهم بشر من البشر، ولكنهم أفضلهم مكانة وأعلاهم قدراً، ومع ذلك فلم يتكلوا على قرابتهم من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولكن كانوا أعظم اتباعاً لدينه وقياماً بشريعته، كما قال الإمام زين العابدين وقرة عين الإسلام علي بن الحسين –رضي الله عنه وعن آبائه-:"إني لأرجو أن يعطي الله للمحسن منا أجرين، وأخاف أن يجعل على المسيء منا وزرين".
كما أننا لا نعصي جده –صلى الله عليه وسلم-، الذي نهانا عن النياحة وعن ضرب الخدود وشق الجيوب، وأخبرنا أن هذا من عمل أهل الجاهلية، وقد استشهد عمه حمزة ومُثِّل بجثمانه ولم يُصَب النبي –صلى الله عليه وسلم- بعده بمثل مصيبته فيه، ومع ذلك لم يجعل يوم استشهاده مناحة وحزناً، ولم يفعل ذلك علي –رضي الله عنه- في يوم وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولم يفعل ذلك الحسن والحسين في يوم استشهاد أبيهما –رضي الله عنهم-، وكذلك نحن لا نجعل يوم استشهاد الحسين يوم نياحة ولطم اقتداء بهذا الهدي النبوي الذي تتابع عليه عمل الإمام علي وابنيه الحسن والحسين –رضي الله عنهم- " أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ".
وأما يوم عاشوراء فهو يوم أنجى الله فيه موسى وقومه فصامه نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- شكراً لله فنحن نصومه اقتداء بنبينا في ذلك، وهو يوم استشهد فيه ابن نبينا الحسين بن علي –رضي الله عنه-، فنحن نصبر ونحتسب عند الله مصابنا فيه، فاجتمع لنا أهل الإسلام في هذا اليوم مقام الشكر لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى، ومقام الصبر لأنه اليوم الذي أصبنا فيه باستشهاد ابن نبينا، كما اجتمع في يوم السابع عشر من رمضان يوم الفرقان ببدر، واستشهاد أمير المؤمنين علي –رضي الله عنه-، وفي يوم الاثنين من ربيع الأول مولد النبي –صلى الله عليه وسلم- ويوم وفاته، فيكون المقام مقام شكر ومقام صبر فنصوم شكراً لله بنجاة نبي الله موسى اقتداء برسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونحتسب عند الله ابن نبينا ونسترجع لما أصابنا فيه ونقول كما قال أولوا البشرى من الصابرين "إنا لله وإنا إليه راجعون".
فعل كل متبع للضلالات أن يعتبر بالإمام العبقري علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- الذي كان في سن الفتوة واليفاع ومع ذلك تخلى عما كان عليه أهل الجاهلية، واتبع هدى الله ونوره المنـزل على محمد –صلى الله عليه وسلم- مع قلة الأتباع، وضعف أهل الحق، وقلة الناصر والمعين، وكانت فتوته وشبابه بل حياته كلها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبعده آية في الثبات على الحق والدفاع عنه.
واعلم –وفقك الله- أن العمر أقصر من أن يضيع في الحيرة والتردد، فليبحث كل منا عن الحق جهده، ويستغيث بالله ويدعوه ويلح عليه أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يدله على طريق مرضاته، وأن يسلك به صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ولنعلم جميعاً أنه ما لم تدركنا رحمة من الله يهدي بها قلوبنا فإنا سنظل في حيرة وضلال "ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه".


إشارة مهمة

وأشير هنا إلى موقف أهل السنة من النواصب وبراءة أهل السنة من النصب ، وهذه مسألة مهمة جدا ؛ لأنها من أسباب الفرقة والاختلاف في الأمة ، وتوجد طائفة من المستفيدين والمنتفعين بهذه الفرقة تتحدث بما يشعل الفرقة ويزيدها في كل مناسبة ، بل وبدون مناسبة ، بكل كلام يذكي وقودها ويشعل نارها وهذا الكلام من البهتان والزور والكذب المحض .
فتجد المتحدث يتهم أهل السنة بكراهية الإمام علي وبنيه –عليهم السلام- ، ويطلق للسانه العنان في اختلاق الكذب ، وأحسن أحواله أن يكرر ويردد الروايات والقصص الخيالية عن بغض أهل السنة للإمـام علـي - عليه السلام- .
وأهل السنة يروون الأحاديث الكثيرة في فضائله ، فلا تجد كتابا في الحديث إلا وفيه ذكر فضائل الإمام علي - عليه السلام- ومناقبه .

كلام أهل السنة في النواصب
أيها القارئ الكريم
:
كلام أهل السنة في النواصب واضح ، وأكتفي بنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال رحمه الله :" وكان سب علي ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة أن يقال لها : الطائفة الباغية ؛ كما رواه البخاري في صحيحه عن خالد الحذَّاء عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد واسمعا من حديثه ! فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى به ثم أنشأ يحدثنا ، حتى إذا أتى على ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - فجعل ينفض التراب عنه ويقول :"ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" قال : يقول عمار : أعوذ بالله من الفتن .

ورواه مسلم عن أبي سعيد أيضا قال : " أخبرني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمار –حين جعل يحفر الخندق- جعل يمسح رأسه ويقول : "بؤس ابن سمية تقتله فئة باغية" .

ورواه مسلم أيضا عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " تقتل عمارا الفئة الباغية " .
وهذا أيضا يدل على صحة إمامة علي ، ووجوب طاعته ، وهو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي ، وعلى هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأولا أو باغ بلا تأويل ، وهو أصح القولين لأصحابنا ، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليا وهو مذهب الأئمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين .
وتأمل في قوله الآتي :
قال رحمه الله - بعد أن بسط القول في كلام أهل السنة في يزيد ، وحرر المسألة ، وبين اختلاف الناس فيه- قال ما نصه :"وأما من قتل الحسين ، أو أعان على قتله ، أو رضي بذلك ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
.
فهل يمكن بعد ذلك لخطيب أو متعالم أن يطعن في أهل السنة ويقول بأنهم نواصب ، فهذا كلام إمام من أئمة السلف .
هل يجوز التطاول على أحد من الصحابة رضوان الله عليهم :
وإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الأنبياء والمرسلين هم خير البشر ولا ينتقصون أحداً منهم وكذلك فإن خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين هم صحابة رسول الله واختارهم الله لصحبة رسوله لعظيم إيمانهم وعلو قدرهم وقد فازوا بشرف الصُحبة{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } ولا يجوز لأحد أن ينتقص أحداً منهم .
وأقول لكل من انتقص من حق بعض الصحابة أو طعن فيهم أو سبهم أو تطاول عليهم أو غير ذلك من الافتراءات أقول قبل أن تحكم ، وتتعجل في توزيع الاتهامات بل والأحكام معتمداً على رصيدك التاريخي والمعلومات الأسرية بل والشحن العاطفي .
تمهل وطالع أدلة النص القرآني فكيف لا تستوعبها مع قوتها ، وقربها ، ووضوح معانيها ، ودلالاتها
يقول تعالى { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }
ويقول عز من قائل { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فظلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود } ولا يجوز لأحد أن ينتقص أحداً منهم بل نقول أنهم
ومن تأمل الآيتين السابقتين يجد فيهما تخصيص ذكر صفة الرحمة الموجودة فيما بينهم ،

وهذه الصفة أعني الرحمة التي وصفهم الله بها ترد الروايات والأوهام والأساطير و الطعون التي سُطرت في الكتب ، وأصبحت فيما بعد أحاديث القصاصين ومَن جاء بعدهم والتي صَوَّرت أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - أنهم وحوش فيما بينهم ، وأن العداوة بينهم هي السائدة !!
نعم ، إذا تأصل للمؤمن أن الصحابة رحماء بينهم تصديقاً لوصف الله تعالى لهم وليس لوصف فلان أو فلان ، واستقر ذلك في سويداء قلب كل مؤمن أصبح القلب مطمئناً ، وخرج ما فيه من غلِّ للذين أمر الله تعالى بالدعاء لهم ، قال الله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }


ومن الأصول المعتمدة لدى الباحثين الاهتمام بالمتن مع السند ، والبحث في متون الروايات بعد ثبوت أسانيدها وعرض الروايات على نصوص القرآن والأصول الكُلية في الإسلام ، وكذلك الجمعُ بين الروايات هذا منهج الراسخين في العلم .
ولا بد من اعتماد هذا المنهج في دراسة الروايات التاريخية ، ولكن للأسف الشديد قد أهمل الباحثون دراسة الأسانيد واكتفوا بوجود الروايات في بطون كتب التاريخ والأدب !! والذين اهتموا بالأسانيد منهم من غَفَل عن النظر في المتون ومعارضتها للقرآن .


وهم في الصف الأول المخاطبين في هذه الآية : ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ (آل عمران:110).

وكذلك قوله تعالى : ﴿ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ (البقرة:285).

وقوله تعالى : ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ (الفتح:18)
قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - : " كنا ألفا وأربعمائة " .
(ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر ، لأن العبرة بالوفاء على الإسلام ، فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام ، وأما من علم موته على الكفر فلا يمكن أن يخبر الله تعالى بأنه رضي عنه

وقوله تعالى مشيراً إلى النبي عليه السلام وصاحبه أبو بكر الصديق : ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾

ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ )

" والصحابة أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم .

وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه "

وقال الإمام أحمد : " فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

وقال ابن حزم : " فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ، و-رضي الله عنهم ، وأنزل السكينة عليهم ، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ، أو الشك فيهم ألبتة "


الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

عن عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) قال المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم ، ولا تلمزوهم بسوء ، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم ، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي " ا.هـ ( .

وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .

موقف أهل السنة من الفتنة التي حصلت في زمن الصحابة :

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ " ويمسكون عما شجر من الصحابة ، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ، ونقص ، وغُيِّرَ عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون ؛ إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون ... ، ولهم من السوابق ، والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم ... ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ، ومحاسنهم من الإيمان بالله ، ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم ، وأكرمها على الله " ا.هـ

وجاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي -رحمه الله- فقال : يا أبا زرعة أنا أبغض معاوية . قال : لِمَ ؟ قال : لأنه قاتَل عليا . فقال أبو زرعة : إن ربَّ معاوية ربٌّ رحيم وخصمَ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك أنت بينهما _رضي الله عنهم_ أجمعين .

وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك وسأله أمعاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز فقال " لتراب في منخري معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز " .
وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام "
وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص "

وقال بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_ " مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين " .
وقال السرخسي _رحمه الله تعالى_ " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب " ا.هـ .

وقال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك _رحمه الله تعالى_ لمن انتقص الصحابة " علمتَ أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى -عليه السلام- وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى -عليه السلام- فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟ وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك ، ولقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟ أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ولرجوت لهم أرحم الراحمين ، ولكنك من المسيئين فمن ثَمَّ عبت الشهداء والصالحين ، أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف " ا.هـ .

قال الطحاوي _رحمه الله تعالى_ " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم ، وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان " ا.ه.

ولقد كان بينهم من المحبة والوئام والألفة قدر كبير وجليل مع ما حدث بين بعضهم من القتال إلا أن المحبة في قلوبهم لبعضهم كالجبال الرواسي ، وهذا من أعجب العجب ، ولكنه يزول حين نعلم أن أولئك هم تلاميذ محمد بن عبدالله ، يأتي أحدهم إلى علي بن أبي طالب فيقول ما تقول فيمن قاتلوك ( يعني معاوية وطلحة والزبير ومن كان معهم من الصحابة ) فيقول : إخواننا بغوا علينا .

ويروي لنا أبو نعيم في الحلية عن أبي صالح قال: " دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له :صف لي عليا ؟ فقال : أو تعفني يا أمير المؤمنين ؟ قال :لا أعفيك قال :أما إذا ولا بد فإنه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارة نجومه ، يميل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ، ثم يقول للدنيا إلي تغررت ؟ إلي تشوفت ؟ هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ، فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال معاوية رضي الله عنه : كذا كان أبو الحسن رحمه الله

وفي الختام لا نقول إلا كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) اللهم ارض عن أصحاب نبيك أجمعين واحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

************************************************************************************************************************

( 1 ) مسلم وغيره . كتاب فضائل الصحابة باب فضل علي عليه السلام ج 15/ 188
( 2 ) رواه أحمد في فضائل الصحابة ، وأطال محققه الكلام فيه ، المهم أن معناه صحيح لدلالة الآية عليه
( 3 ) رواه مسلم .
( 4 ) مسلم كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي بعد التشهد 1 / 305 رقم 405 .
( 5 ) جلاء الأفهام ، وبسط القول في ذلك رحمه الله .
( 6 ) انظر المغني 9 /288 وفي رسالة صغيرة لشيخ الإسلام ابن تيمية في حقوق آل البيت المثني بها أبو تراب الظاهري


رواه الطبري 20/2 والبزار وانظر : تفسير ابن كثير 3/370 الاستيعاب 1/13تفسير القرطبي 13/220 وبذلك فسرها سفيان الثوري. كما رواه عنه أبو نعيم في الحلية 7/77 وابن عساكر 23/463.

رواه أحمد 1/379 والطيالسي (246) بإسناد حسن .

فيض القدير 2/98 .

( 10] رواه الطبراني في الكبير 12/142 وفي الدعاء (2108) والخلال في السنة (833) والقطيعي في زوائد الفضائل (8) والخطيب في التاريخ 14/241 من حديث أنس رضي الله عنه كما رواه الطبراني في الكبير 12/434 والأوسط (7515) وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر رضي الله عنهما والحديث حسنة الألباني رحمه الله في الصحيحة (2340)

11] العقيدة الواسطية / 43

رواه ابن عساكر 59/141وانظر فتح الباري 13/86 عمدة القاري 24/215.

رواه ابن عساكر 59/208 وانظر : منهاج السنة 6/227 .

14] شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/1252 الصارم المسلول 3/ 1058

15] الصارم المسلول 3/1057 العقيدة 1/81

رواه ابن بطة في الإبانة /162

17] أصول السرخسي 2/134 .

رواه المعافي في الجليس الصالح 2/392.

19] عقيدة الطحاوي مع شرحها 2/689 .


منقـــــــــــــــــــــول
0
486

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️