علاج السحر المدفون؟؟؟؟

نزهة المتفائلين

علاج السحر المدفون؟؟؟؟






هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج السحر المدفون إذا ابتلي المسلم بالسحر ، وعلم علـته ، وكان سحره خارجياً في (( بئر )) ، في (( قبر )) ؛ وفزع إلى القرآن ، مُستشفياً به ، فعوَّذ نفسه بالمعوذات ، ورقى نفسه بالرقى الشرعية ؛ ومع ذلك لم تصرف عنه الرقى الشرعية هذه البلية ؛ بل لم تغن عنه شيئاً ـ فما كان شفاؤه على اللَّه حتماً مقضياً ـ فما الذي ينبغي له إذن(؟)
ولكي نجيب على السؤال الجواب الصحيح ؛ لا بُدَّ من النظر في هدي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك.


* هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج السحر المدفون:
فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما عانى من السحر ما عانى ؛ لم يكن يعلم أنه مسحور ، إلا أنه يعلم أن أمراً ما قد حَزَبَهُ ، وألمَّ به ؛ فهو يجد منه ما يجد ، ففزع صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الدعاء ، وألح فيه ، قالت عائشة رضي الله عنها : (( لكنه دعا ودعا . . ))(1).

وهذا النص جمع أمرين اثنين:* أنه : (( دعا )).

* وأنه : (( ألح في دعائه )).

فلما كان الدعاء ، وعضده بالإلحاح ؛ كانت الإجابة أن اللَّه أفتى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مسألته ؛ فعلم علته ، وعلم مكانها ، فكان أن سعى لاستخراجه ، ـ ولم يجلس في بيته ، أو مسجده ؛ يرتل القرآن ترتيلاً ـ وأخذ نفراً من أصحابه ـ أيضاً ـ ؛ فأتى البئر حتى استخرجه ثم نزل القرآن وجاءت المعوذتان ؛ فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى أتى على آخر آية فكأنما نشط من عقال.

* فوائد الحديث:
ففي حديث عائشة رضي الله عنها من الفوائد:
* أنه : (( دعا )).
* أنه : (( ألح )).
* أنه : (( سعى )).

* أنه : (( استخرج )).

وفي حديث غيرها:
* أنه : (( في عُقَدٍ )).

* وأنه : (( نفث عليه )).

فتحققت بالنفث : (( الممازجة والمخالطة )) ؛ فكانت العافية : (( فكأنما نُشِطَ من عقال ))(2).
فكأنما هذه جاءت بعد النفث لا قبله يا رعاك اللَّه(!)
إذن : ( دعا ، ألح ، سعى ، استخرج ، نفث ) ؛ هذه خمسة أفعال فعلها رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى شفاه اللَّه ؛ ـ وهو من هو ـ ولم يقتصر على القرآن ، والقرآن يتنزل عليه .. فماذا فعلت أنت باللَّهِ رَبِّكَ (؟)

* تـداووا:
كان يكفي أن يبتلي اللَّه نبيه محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالسحر ؛ ثم ينزل اللَّه قرآناً بذلك ، يعلمه به ويهديه إلى كيفية الاستشفاء به ؛ إن كان اللَّه يريد أن يعلمنا كيفية الاستشفاء من السحر بالقرآن فقط دون الاستخراج.
ولكن ؛ تركه هذه المدة كلها ، وتركه حتى يدعو بل ويلح في الدعاء ثم بعد أن ألح أطلعه على المكان ، ـ ولم يشفه بالدعاء وحده ـ ؛ بل تركه حتى سعى واستخرج السحر ، ثم أنزل المعوذتين فنفث بهما جبريل عليه السلام لماذا كل هذا(؟) أتعرف الجواب(؟)

الجواب حاطك اللَّه في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للأعراب : (( تداووا ))(3).

أتعرف ما معنى (( تداووا(؟) )) أي : خذوا بأسباب الشفاء إذا مرضتم.

وهذه الأفعال التي فعلها رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي
أسباب الشفاء من السحر المدفون ، المكنون عن العيون إن شاء الله.
منقققققققققققققققول
((ادعو لماركيز بشفاء والذريه الصالحه والسعاده في الدارين))
ــــــــــــــــــــ

(1) أبو عبد الله ( الجامع المسند الصحيح )( كتاب الطب )( باب السحر )( حديث رقم :5454 ).

(2) جزء من حديث صحيح رواه النسائي ( السنن الصغرى )( كتاب تحريم الدم )( سحرة أهل الكتاب )( حديث رقم : 4053) ، وأحمد ( المسند )( أول مسند الكوفيين )( حديث زيد بن أرقم )( حديث رقم :18930) ، وابن أبي شيبة ( المصنف )( كتاب الطب في الرجل يسحر ويسم فيعالج )( حديث رقم :23030) ، والطبراني ( المعجم الكبير )( باب الزاي من اسمه زيد )( حديث رقم 4877).

يُقَالُ : نُشِطَ ونَشِطَ وأُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ : أي حُلَّ.
قال ابن الأثير الجَزَري في ( النهاية في غريب الحديث ) فكأنما أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ ) أي حُلَّ . . . وكثيراً ما يجيء في الرواية ( كأنما نَشِطَ من عقال ) وليس بصحيح.
يقال : نَشَطْتُ العُقْدَةَ ، إذا عقدتها ، وأَنْشَطْتُها ، إذا حَلَلْتَها )) .اهـ
قلت : وهذا أدل دليل على ذهاب السحر وانتهاء أثره عن المسحور إذا تعافى ، فإن المسحور إذا شفاه الله فإنه يحس بتحرر في روحه ، وخفة في بدنه ، وصفاء في ذهنه ، كأنما وُلِد من جديد.
(3) جزء من حديث صحيح رواه أبو داوود في ( السنن )( كتاب الطب )( باب في الرجل يتداوى )( حديث رقم 3412) ، وأبو عيسى ( الجامع المختصر من السنن )( الذبائح )( أبواب الطب عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) ( باب ما جاء في الدواء والحث عليه )( حديث رقم 2048) والنسائي ( الكبرى )( كتاب الطب )( الأمر بالدواء )( حديث رقم 6347) وابن ماجه ( كتاب الطب )( باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء )( حديث رقم 3457) وأحمد ( المسند )( أول مسند الكوفيين )( حديث أسامة بن شريك )( حديث رقم :18170، ورقم :18171 ورقم :18173) والحاكم ( المستدرك على الصحيحين )( كتاب العلم )( فصل في توقير العالم )( حديث رقم 381 ) و ( كتاب الطب )( حديث رقم :8321 ) وابن أبي شيبة ( المصنف )( كتاب الطب)( من رخص في الدواء والطب )( حديث رقم :22931) والبيهقي ( السنن الكبرى )( كتاب الضحايا )( جماع أبواب كسب الحجام )( باب ما جاء في إباحة التداوي )( حديث رقم :17955) جميعهم من طريق أسامة بن شريك.
1
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لاتسألني
لاتسألني
الله يشفيك ويرزقك الذريه الصالحه ويسعدك بالدارين


سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
،
،
اللهم صلي على سيدنا محمد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون